يوم البعوض العالمي للتوعية بالأمراض التي تنقلها هذه الحشرات
يصادف العشرون من آب كل عام يوم البعوض العالمي، ويهدف للتوعية بالأمراض التي تنتقل عبر البعوض.
- تاريخ النشر: الخميس، 19 أغسطس 2021 آخر تحديث: الخميس، 22 أغسطس 2024
في 20 أغسطس من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للبعوض، وهو يوم مخصص لرفع الوعي بخطورة الأمراض التي تنقلها هذه الحشرات الصغيرة. يعود هذا الاحتفال إلى تكريم اكتشاف الطبيب البريطاني رونالد روس، الذي كشف عن العلاقة بين البعوض ومرض الملاريا، وهو اكتشاف ساهم بشكل كبير في مكافحة هذا المرض الفتاك. ستتعرف في هذا المقال على أهمية هذا اليوم ودوره في تسليط الضوء على الجهود العالمية لمكافحة الأمراض المنقولة عبر البعوض.
انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يومياً.
لماذا يتم الاحتفال باليوم العالمي للبعوض؟
يتم الاحتفال باليوم العالمي للبعوض سنويًا في 20 آب/ أغسطس، وذلك بهدف رفع الوعي حول الأمراض الخطيرة التي تنقلها هذه الحشرات الصغيرة، مثل الملاريا، وحمى الضنك، وفيروس زيكا، وفيروس غرب النيل.
يمثل يوم البعوض العالمي فرصة للتأكيد على أهمية حماية أنفسنا ومجتمعاتنا من هذه الأمراض المميتة التي تواصل التأثير على حياة الملايين حول العالم. كما يهدف أيضًا إلى تكريم الجهود المستمرة التي تبذلها المنظمات والعاملون في المجال الصحي للحد من انتشار هذه الأمراض من خلال التوعية، والتشخيص المبكر، والعلاج الفعال.
اكتشاف مرض الملاريا
الملاريا مرض أصاب البشرية لآلاف السنين، حيث كانت معروفاً في مصر القديمة، ويظهر في المناطق المنخفضة. ويُعتقد أن بعض المومياوات المصرية، مثل توت عنخ آمون، قد تحمل آثارًا للطفيليات المسببة لمرض الملاريا، حيث اكتشف العلماء في عام 2010 آثارًا لهذه الطفيليات في دمه المحنط.
في العصور القديمة، كان يُعتقد أن الملاريا تُنقل عن طريق الهواء الفاسد الناتج عن المستنقعات، ولهذا أطلق عليها الرومان اسم "مالاريا" بمعنى "الهواء السيء". ورغم محاولات السيطرة على المرض من خلال تجفيف المستنقعات، إلا أن العلاج الفعال لم يتوفر حتى القرن السابع عشر، عندما تم إدخال لحاء شجرة السينشونا من بيرو، الذي أصبح لاحقًا المستخلص الرئيسي للدواء المنقذ للحياة المعروف بـالكينين.
ما هي الأمراض التي يسببها البعوض؟
فيروس زيكا
فيروس زيكا هو مرض ينتقل عبر أنواع معينة من البعوض، مثل بعوضة الزاعجة المصرية وبعوضة النمر الآسيوي. ينتشر الفيروس في مناطق عديدة حول العالم، بما في ذلك الأمريكيتين والكاريبي وأجزاء من أفريقيا وآسيا. تظهر أعراض لدغة البعوض على شكل أعراض خفيفة، أو قد لا تظهر عليهم أعراض على الإطلاق. ولكن الخطر الحقيقي يكمن عندما تصاب المرأة الحامل، حيث يمكن أن يؤدي الفيروس إلى مشاكل خطيرة في تطور دماغ الجنين. من الجدير بالذكر أن العالم شهد وباءً لفيروس زيكا بين عامي 2014 و2017، حيث انتشر الفيروس بشكل واسع في الأميركتين وبعض الحالات في الولايات المتحدة كانت نتيجة الإصابة أثناء السفر خارج البلاد.
حمى الضنك
تعتبر حمى الضنك من أهم الأمراض الفيروسية التي ينقلها البعوض في جميع أنحاء العالم؛ بسبب انتشارها السريع في العقود الأخيرة، مما أدى إلى انتشارها في أكثر من 100 دولة. تم تسجيل انتقال العدوى محليا في أماكن بعيدة عن مكان ظهور الفيروس مثل فرنسا وكرواتيا. عدد الحالات المكتشفة أقل بكثير من الحالات الحقيقية، وهذا لأن العديد من البلدان ليس لديها القدرة على رصد الحالات.
تنتشر حمى الضنك في الأماكن الحضرية الفقيرة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية؛ بسبب سوء الصرف الصحي والعديد من مواقع تكاثر البعوض المناسبة. لا يحتاج بعوض الزاعجة إلا إلى كمية صغيرة من الماء لتنمو اليرقات، مثل المزاريب وبرك المياه والمصارف والزجاجات والعلب والإطارات.
ومع ذلك، لا يقتصر الأمر على تلك المناطق، حيث تتكيف الحشرات نواقل المرض بشكل جيد مع البيئة البشرية، ويمكن أن تتكاثر حيث يوجد الصرف الصحي. حتى المناطق الراقية يمكن أن تحتوي على مواقع تكاثر مناسبة، مثل أواني الزهور والمزاريب سيئة الصرف.
شاهد أيضاً: علاج حمى الضنك والوقاية منها
الملاريا
الملاريا هي أخطر الأمراض التي ينقلها البعوض. في عام 2016، كان هناك ما يقدر بنحو 216 مليون حالة إصابة و 445 ألف حالة وفاة في 91 دولة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وهو في الأساس مرض ينتشر في المناطق الريفية الفقيرة التي تعاني من ضعف البنية التحتية وانعدام خدمات الصحة العامة.
تسبب الملاريا طفيليات البلازموديوم التي تنتقل عن طريق بعوض الأنوفيلة. هناك خمسة أنواع من الطفيليات التي تسبب الملاريا وأكثر من 40 نوعا من بعوض الأنوفيلة التي تعتبر ناقلات مهمة للمرض. لكل نوع من أنواع الأنوفيلة بيئة وسلوك مختلف، مما يجعل مكافحة ناقلات الملاريا أكثر تعقيدا من الأمراض الأخرى التي ينقلها البعوض.
الوقاية من لدغات البعوض عامل رئيسي في الحد من الوفيات
الوقاية من لدغات البعوض تعتبر أكثر فعالية من محاولة علاجها لاحقًا، نظرًا للخطورة المحتملة للأمراض التي قد تنتقل من خلال اللدغات، فيما يلي أبرز التوصيات المتعلقة بالوقاية من لدغات البعوض:
-
توصي وكالة حماية البيئة بتقليل مصادر المياه الراكدة في محيط المنزل والحديقة، حيث إن البعوض يحتاج إلى الماء للتكاثر.
-
يمكن اتخاذ عدة خطوات للوقاية من لدغات البعوض، منها:
- استخدام الشباك والحواجز الواقية على النوافذ والأبواب.
- تغطية الجلد عند التواجد في الهواء الطلق.
- تجنب المناطق الحرجية والعشبية.
- ارتداء ملابس غير لافتة للنظر في الأماكن التي يتواجد فيها البعوض، وتجنب استخدام العطور والمنتجات المعطرة عند التواجد في مناطق يكثر فيها البعوض.
-
استخدام طاردات الحشرات مثل DEET أو Picaridin يوفر حماية فعالة ضد لدغات البعوض، خاصة أثناء الأنشطة التي تزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والروائح الجسدية، مثل ممارسة الرياضة في الهواء الطلق.
-
يمكن استخدام زيت الليمون والكافور كطارد حشرات طبيعي وخالٍ من المواد الكيميائية، بالنسبة لمن يفضلون الخيارات الطبيعية،
ختاماً، يظهر أن اليوم العالمي للبعوض هو فرصة مهمة من أجل زيادة الوعي بخطر الأمراض التي ينقلها البعوض، حيث يتم الإبلاغ عن مليار حالة في جميع أنحاء العالم كل عام، ويموت أكثر من مليون شخص نتيجة للأمراض التي تنتشر عن طريق الحشرات، مثل الملاريا وحمى الضنك والحمى الصفراء وزيكا. لذلك؛ تعد الوقاية هي أفضل تدبير للحماية.
-
الأسئلة الشائعة عن يوم البعوض العالمي
- متى اكتشف البعوض؟ البعوض ككائن حي معروف منذ آلاف السنين، لكن دوره في نقل الأمراض اكتُشف في أواخر القرن التاسع عشر.
- دورة حياة البعوض كم يوم؟ دورة حياة البعوض تستغرق حوالي 7 إلى 10 أيام، حسب الظروف البيئية.