هل يجب عليك أن تجرب الحمية الكيتونية

في عالم مليء بالأنظمة الغذائية لإنقاص الوزن غالبًا ما تستحوذ خطط الأكل منخفضة الكربوهيدرات وعالية البروتين على اهتمام الكثير من الناس، فالحميات الغذائية مثل حمية Paleo وحمية South Beach وحمية Atkins تعد ضمن هذه الفئة ويشار إليها أحيانًا باسم الحميات الكيتونية أو كيتو دايت.

لكن النظام الغذائي الكيتوني الحقيقي مختلف تمامًا وهو عكس الأنظمة الغذائية الأخرى منخفضة الكربوهيدرات والتي تركز على تناول البروتين، حيث تركز الحمية الكيتونية على تناول الدهون التي توفر ما يصل إلى 90% من السعرات الحرارية اليومية.

حيث تستخدم الحمية الكيتونية بشكل أساسي للمساعدة في تقليل تكرار نوبات الصرع لدى الأطفال، ولكن تمت تجربتها أيضًا لفقدان الوزن.

كيف يعمل نظام الحمية الكيتونية

يهدف نظام الحمية الغذائي الكيتونية إلى إجبار جسمك على استخدام نوع مختلف من الوقود، فبدلاً من الاعتماد على السكر (الجلوكوز) الذي يأتي من الكربوهيدرات (مثل الحبوب والبقوليات والخضروات والفواكه) يعتمد نظام كيتو الغذائي على الكيتونات وهو نوع من الوقود ينتجه الكبد من الدهون المخزنة.

وبينما يبدو أن حرق الدهون طريقة مثالية لفقدان الوزن، إلا أن جعل الكبد يصنع الكيتونات أمر صعب حيث يتطلب الأمر أن تحرم نفسك من الكربوهيدرات وتحصل عليها بنسب أقل من 20 أو 50 جرامًا يوميًا (مثلًا ضع في اعتبارك أن الموز متوسط ​​الحجم يحتوي على حوالي 27 جرامًا من الكربوهيدرات).

وعادةً ما يستغرق الأمر بضعة أيام للوصول إلى حالة الكيتوزية، ويمكن أن يتداخل تناول الكثير من البروتين مع الحالة الكيتوزية.

ما الذي يجب عليك تناوله في الحمية الكيتونية؟

ولأن نظام الحمية الكيتونية يشتمل على تناول كميات عالية من الدهون، يجب على متبعي الحمية الكيتونية أن يتناولوا الدهون في كل وجبة، عن طريق نظام غذائي يومي يحتوي على 2000 سعرة حرارية "قد يبدو ذلك مثل تناول 165 جرامًا من الدهون و 40 جرامًا من الكربوهيدرات و 75 جرامًا من البروتين" ومع ذلك فإن النسبة الدقيقة تعتمد على احتياجات جسمك.

كما يُسمح بتناول بعض الدهون الصحية غير المشبعة في نظام كيتو الغذائي مثل المكسرات كاللوز والجوز والبذور والأفوكادو والتوفو وزيت الزيتون.

لكن الدهون المشبعة من الزيوت كالنخيل وجوز الهند وشحوم الحيوانات والزبدة كزبدة الكاكاو يُشجع تناولها بكميات كبيرة.

ويعد البروتين جزءًا من نظام كيتو الغذائي وهو متوفر في مصادر البروتين الغنية بالدهون المشبعة مثل لحم البقر ولحم الخنزير ولحم الخنزير المقدد.

ماذا عن الفواكه والخضروات؟

إن جميع الفواكه غنية بالكربوهيدرات لكن يمكنك تناول فواكه معينة كالتوت في كميات صغيرة جدًا، كما يجب عليك تجنب تناول الخضراوات عالية الكربوهيدرات كاللفت والسلق السويسري والسبانخ والقرنبيط والبروكلي والهليون والفلفل الحلو والبصل والثوم والخيار والكرفس بكميات قليلة، فمثلًا إن كوب من البروكلي المفروم يحتوي على حوالي ستة كربوهيدرات.

مخاطر النظام الغذائي الكيتوني

النظام الغذائي الكيتوني له مخاطر عديدة، نظرًا لأنه يحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، حيث توصي McManus بألا تزيد نسبة الدهون المشبعة عن 7% من سعراتك الحرارية اليومية بسبب ارتباطها الشديد بالإصابة بأمراض القلب، وبالفعل يرتبط نظام كيتو الغذائي بزيادة الكوليسترول الضار LDL المرتبط أيضًا بأمراض القلب، بينما تشمل المخاطر المحتملة الأخرى لحمية الكيتو ما يلي

1. نقص المغذيات

فإذا كنت لا تتناول مجموعة متنوعة من الخضار والفواكه والحبوب فقد تكون عرضة لخطر نقص التغذية، بما فيها نقص السيلينيوم والمغنيسيوم والفوسفور والفيتامينات B و C.

2. مشاكل في الكبد

مع وجود الكثير من الدهون في عملية التمثيل الغذائي يمكن أن يؤدي النظام الغذائي إلى زيادة سوء حالة الكبد الحالية.

3. مشاكل في الكلى

تساعد الكلى على استقلاب البروتين، ونظام كيتو الغذائي قد يثقل كاهلها، حيث يبلغ متوسط ​​المدخول اليومي الموصى به من البروتين 46 جرامًا للنساء و56 جرامًا للرجال.

4. الإمساك

نظام كيتو الغذائي منخفض الأطعمة الليفية مثل الحبوب والبقوليات لذلك قد يسبب الإمساك.

5. التفكير الضبابي وتقلب المزاج

يحتاج الدماغ إلى الكمية المناسبة من السكر والكربوهيدرات ليعمل بكفاءة، وقد تسبب الحميات منخفضة الكربوهيدرات الارتباك والتهيج.

لذا تأكد من التحدث إلى الطبيب وأخصائي التغذية قبل محاولة اتباع أي نظام غذائي كيتوني.

ماذا عن الحميات الغذائية الأخرى

تعدل الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات مثل Atkins أو Paleo النظام الغذائي الكيتوني لكنها تأتي مع نفس المخاطر إذا أفرطت في تناول الدهون والبروتينات واستغنيت عن تناول الكربوهيدرات.

إذن لماذا يتبع الناس هذه الأنظمة الغذائية؟

إن القصص حول نجاح هذه الحميات الغذائية موجودة في كل مكان ويسمع الناس العديد من الروايات حول أهميتها ونجاحها، حيث تتضمن النظريات حول نجاح نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات قصير المدى انخفاض الشهية لأن حرق الدهون أبطأ من حرق الكربوهيدرات.

لكن مرة أخرى نحن حتى الآن لا نعرف شيئًا حول صحة هذه الأنظمة على المدى الطويل، كما أن تناول نظام غذائي مقيد بغض النظر عن الخطة من الصعب الحفاظ عليه، وبمجرد استئناف نظام غذائي عادي فمن المرجح أن يعود الوزن كما كان عليه سابقًا.