هل حليب الأم يحمي الأطفال الخدج من العمى؟

يتميز حليب الألم بالعديد من الخصائص المفيدة للرضيع، فهو يعتبر أفضل من الحليب الصناعي، وأرخص ثمنًا، ويعزز الرابطة بين الأم وطفلها. وهو يعتبر أيضًا ضروريًا للأطفال الخدج الذين ولدوا مبكرًا، فهل يساعد حليب الأم على وقاية الأطفال الخدج من العمى؟ إليك المزيد من التفاصيل في هذا المقال. 

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يومياً

أسباب إصابة الأطفال الخدج بالعمى

يصاب الأطفال الخدج بالعمى نتيجة إصابتهم باضطراب يسمى باعتلال الشبكية من الولادة المبكرة، أو اعتلال الشبكية عند الخدج (بالإنجليزية: Retinopathy of prematurity)، وهو اضطراب يسبب نمو أوعية دموية في شبكية العين، مما قد يسبب تسرب الدم إلى خارج هذه الأوعية وتشكل ندوب على الشبكية، والذي قد يسبب انسلاخها ويؤدي بدوره إلى العمى. 

عادةً تشفى معظم حالات اعتلال الشبكية عند الخدج وحدها دون الحاجة إلى علاج، لكن بعض الحالات قد تكون شديدة وتحتاج المتابعة الطبية، وبعضها قد يؤدي إلى فقدان البصر بشكل كامل. تصيب هذه الحالة الأجنة الذين يولدون قبل بلوغ الأسبوع الواحد والثلاثين من الحمل، أو الذين تقل أوزانهم عن كيلو ونصف عند الولادة. 

شاهدي أيضاً: ما هي شرقة الرضيع خلال الرضاعة وأسبابها؟

أهمية حليب الأم للأطفال الخدج

يعتبر حليب الأم ضروريًا لحديثي الولادة جميعهم بغض النظر عن عمر الحمل وقت الولادة، إذ يوفر حليب الأم الفوائد التالية للرضيع: 

• يعزز مناعة الرضيع ويحميه من الإصابة بالالتهابات.
• يعزز نمو الرضيع ويساعده على التطور، لأنه يحتوي على العديد من الهرمونات، والعناصر الغذائية، وعوامل النمو الضرورية للنمو.
• يسهل هضمه واستقلابه في جسم الرضيع، لأنه حليب بشري ومهيأ خصيصًا لجسمه وحاجته الغذائية.
• يعزز تطور الدماغ والعينين.

ويعتبر حليب الأم أكثر أهمية للأطفال الخدج، إذ أن الأطفال الخدج أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات والعدوى، ومن الضروري لهم التغذي على حليب الأم لحمايتهم. إضافةً إلى ذلك، يحتاج الأطفال الخدج إلى التواصل مع أمهاتهم جسديًا، وتوفر الرضاعة الطبيعية التلامس الجسدي الضروري لهم، مما يساعد على تعزيز الرابطة بين الأم وطفلها، وإشعاره بالأمان، وتقليل الألم والتوتر الذي يشعر به.

شاهدي أيضاً: فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل

دور حليب الأم في الوقاية من العمى

تم اعتماد العديد من العلاجات لاعتلال الشبكية عند الخدج في الثمانينيات من القرن الماضي، إلا أن هذه العلاجات كانت مكلفة للغاية ولم تحرز نتائج جيدة. تم بعدها إجراء دراسة على تأثير حليب الأم على حالة الأطفال الخدج الذين يعانون من اعتلال الشبكية، ويعتقد أن حليب الأم يقلل من خطر الإصابة بالعمى لديهم بشكل كبير.

يساعد حليب الأم على الوقاية من الإصابة باعتلال الشبكية عند الخدج، إذ من المعروف أنه يحمي من الاعتلالات العصبية عند الرضع الذين ولدوا قبل أوانهم.

أجريت دراسة شاملة تضمنت النظر في العديد من الدراسات السابقة التي أجريت بين عامي 2001 و2013. تضمنت هذه الدراسات أكثر من 2200 حالة من الخدج الذين تراوحت أوزانهم ما بين 775 و 1375 غرامًا عند الولادة. تم إرضاع مجموعة منهم بحليب صناعي، ومجموعة تلقت الحليب الصناعي مع حليب الألم، بينما تلقت المجموعة الثالثة حليب الأم فقط. 

أظهرت نتائج الدراسة، أن الأطفال الذين تلقوا حليب الأم فقط قد ينخفض لديهم خطر الإصابة باعتلال الشبكية عند الخدج بنسبة 75%، بينما ينخفض خطر الإصابة باعتلال الشبكية الحاد بنسبة 90%، مما يساعد على الوقاية من الإصابة بالعمى. 

يذكر أن الخدج الذين تلقوا حليب الأم مع الحليب الصناعي قد قل خطر إصابتهم أيضًا، لكن النتائج في المجموعة التي تلقت حليب الثدي فقط كانت أفضل بكثير. 

شاهدي أيضاً: حجم معدة الرضيع وجدول تغذيته بالحليب الطبيعي والصناعي

لماذا يحمي حليب الأم من العمى؟

يعتقد أن سبب فعالية حليب الأم في الوقاية من الإصابة باعتلال الشبكية عند الخدج، يعود إلى خصائصه المضادة للأكسدة، والمعززة لجهاز المناعة، والمواد المعدلة لجهاز المناعة، إذ يحتوي حليب الأم على:

• الغلوبيولين المناعي A.
• لاكتوفيرين.
• لايزوزيم.
• سيتوكاينات.
• سكريات قليلة التعدد.
• إنزيمات مضادة للأكسدة.
• مكونات خلوية.

تعزز هذه العوامل الاستجابة المناعية عند الخدج، مما يساعد على الوقاية من العديد من الاضطرابات الأخرى التي يصاب بها الخدج، مثل الالتهاب المعوي القولوني الناخر (بالإنجليزية: Necrotizing enterocolitis)، وتسمم الدم. 

شاهدي أيضاً: أنواع بكاء الرضيع وكيفية التعامل مع كل نوع

كيفية إرضاع الأطفال الخدج

من الممكن أن يحتاج الطفل الرضيع للبقاء تحت الرعاية الطبية، وقد يصعب عليه الرضاعة في البداية، لذا تنصح الأم بتفريغ حليب الثدي وتجهيزه في عبوات معقمة، ليتم إعطاؤه لطفلها عبر أنبوب، إذ يصعب على الجنين الذي ولد قبل بلوغ الأسبوع 34 من الحمل الرضاعة، لأنه يتعلم التبديل بين التنفس، والرضاعة، والبلع بدايةً من هذا الأسبوع. 

تساعد القابلات الأم في شفط الحليب من الثدي باستخدام اليد أو باستخدام جهاز مخصص. من الطبيعي أن تكون كمية الحليب قليلة في الأيام الأولى، وكلما زادت الأم عدد مرات الشفط خلال اليوم كلما زادت كمية الحليب. من الضروري معرفة أن حليب الثدي مفيد للرضيع مهما قلت كميته. تنصح الأم بشفط الحليب 8 مرات على الأقل يوميًا لتحفيز إدرار الحليب، ويجب أن تشفط مرة على الأقل أثناء الليل.

شاهدي أيضاً: بكاء الطفل أثناء الرضاعة

الخاتمة:

يحتاج الأطفال الخدج إلى الكثير من الرعاية الطبية إضافةً إلى حاجتهم لأمهاتهم، ويعتبر حليب الأم من أفضل العلاجات والطرق لتعزيز نمو الأطفال الخدج ووقايتهم من الإصابة بالعديد من الاضطرابات الخطيرة، مثل اعتلال الشبكية عند الخدج، والذي قد يسبب الإصابة بالعمى. تنصح الأم بإرضاع جنينها قدر الإمكان بمساعدة الطاقم الطبي، وشفط الحليب في حال لم يكن الجنين قادرًا على الرضاعة بعد.