هل أعاني من مرض السكري؟ 7 أعراض مبكرة يجب الانتباه لها

ينتج مرض السكري عن ارتفاع نسبة السكر في الدم أكثر من الحد الطبيعي، وذلك نتيجة  عدم إنتاج الجسم ما يكفي من هرمون الأنسولين (مرض السكري من النوع الأول) أو عدم استجابة خلايا الجسم لهرمون الأنسولين (مرض السكري من النوع الثاني).

وكما هو معروف في علم الطب، يعتبر التعرف على الأعراض المبكرة لأي مرض عاملاً أساسياً في علاجه أو السيطرة عليه، وبسبب عدم وجود علاج لمرض السكري، يعتبر الكشف المبكر عن الأعراض أمراً ضرورياً لاتخاذ إجراءات تحد من هذه الأعراض وتقلل تأثيرها الضار على الجسم.

لكن للأسف، لا يتعرف الكثير من الأشخاص على إصابتهم بمرض السكري مبكراً، ويستمرون في المعاناة من الأعراض دون علاجها، ما يؤثر على بعض أعضاء الجسم الهامة.

فيما يتعلق بمرض السكري من النوع الأول، الذي يعتبر أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي في الجسم الخلايا المنتجة لهرمون الأنسولين، يمكن السيطرة على الأعراض من خلال أخذ حقن الأنسولين وفق جرعات ومواعيد يحددها الطبيب، ويعيش المريض بشكل طبيعي دون أن يعاني من أي أعراض.

السيطرة على أعراض السكري من النوع الثاني أكثر صعوبة، لأنه ليس ناجماً عن نقص الأنسولين، بل عن ضعف استجابة الخلايا لهذا الهرمون، هذا يعني أن زيادة هرمون الأنسولين لا يفيد، والحل الوحيد هو اتخاذ إجراءات للحد من ارتفاع نسبة السكر في الدم عن طريق تناول الأطعمة قليلة السكر وممارسة التمارين الرياضية وأخذ بعض الأدوية.

في السطور التالية، سنلقي نظرة عامة على الأعراض والعلامات المبكرة لمرض السكري التي يجب الانتباه إليها.

العلامات المبكرة لمرض السكري

تؤدي الإصابة بمرض السكري من النوع الأول ومرض السكري من النوع الثاني إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، هذا قد يسبب تلف الأوعية الدموية والأعصاب وبعض الأنسجة والأعضاء.

إذا كنت مصاباً بمرض السكري، قد تعاني من هذه الأعراض الرئيسية:

1.  الشعور بالعطش

في ترتفع نسبة السكر في الدم، يسعى الجسم إلى التخلص من الزيادة عن طريق سحب الماء من العضلات والأعضاء، ما يجعل المريض يشعر بالعطش بشكل دائم ويضطر إلى شرب الماء كثيراً.

2.  التبول المتكرر

حين يسحب الجسم الماء من الأعضاء والأنسجة، تقوم الكليتان بالمساعدة على التخلص من السكر عن طريق البول، وكلما ارتفعت كمية السكر في الدم، كلما تزداد حاجة الشخص إلى التبول، ما يؤدي إلى زيادة الشعور بالعطش.

3. جفاف الفم والجلد

لأن الجزء الأكبر من الماء في الجسم يستخدم للتخلص من السكر الزائد، يمكن أن يعاني الشخص من الجفاف في الفم والجلد، وقد تترافق هذه الأعراض مع الحكّة.

4. الشعور بالجوع الشديد

يساعد هرمون الإنسولين على الاستفادة من الطعام الذي تتناوله ويحوله إلى طاقة، لكن عندما لا يكون في الجسم كمية كافية من الأنسولين أو حين لا يعمل الأنسولين بشكل جيد، لا يتمكن الجسم من الحصول على الطاقة الكافية من الطعام، ما يعني زيادة الحاجة إلى تناول كميات أكبر، لذلك، يمكن أن يعاني مرضى السكري من الجوع طوال الوقت حتى بعد تناول الطعام بفترة قصيرة.

5. الشعور بالتعب الشديد

لأن الطعام الذي تتناوله لا يتحول إلى طاقة تكفي الجسم للعمل، ستعاني من التعب في معظم الأوقات إذا كنت تعاني من مرض السكري.

6.  فقدان الوزن بشكل غير مبرر

حين لا يتمكن الجسم من الحصول على كمية الطاقة التي تكفيه من الطعام، يبدأ بحرق الدهون المخزنة، هذا الأمر يؤدي إلى فقدان الوزن حتى لو كان الشخص يتناول كمية كبيرة من الطعام.

7. رؤية ضبابية

يمكن أن تؤدي مستويات السكر المرتفعة في الدم إلى انتفاخ عدسة العين ما يسبب تورمها، فتصبح الرؤية غير واضحة، إنها واحدة من علامات الإصابة بمرض السكري، وإذا أستمر المرض بدون علاج، فإنه يمكن أن يؤدي إلى ضرر دائم في العينين، لكن الخبر السار هو أن التشخيص المبكر لمرض السكري والسيطرة على نسبة السكر في الدم عن طريق الأدوية واتباع نمط حياة  صحي يؤدي إلى إزالة الرؤية الضبابية ويحافظ على سلامة العينين.

كيف أعرف أنني مصاب بداء السكري؟

هناك طريقة واحدة فقط لتعرف ما إذا كنت مصاباً بمرض السكري أم لا، وهي إجراء الاختبار، لذلك، إن كنت تعاني من الأعراض التي ذكرناها أعلاه، عليك استشارة الطبيب من أجل تشخيص حالتك.

هذه الأعراض لا تعني بالضرورة أنك تعاني من السكري، ربما تعاني من مقدمات السكري والتي يمكن من خلال السيطرة عليها أن تتجنب الإصابة بمرض السكري.

عند زيارة الطبيب، سيجري لك فحصاً جسدياً ويطلب تحليل دم، هناك ثلاثة أنواع من اختبارات الدم التي تستخدم لتشخيص مرض السكري وهي:

• اختبار سكر الدم بعد الامتناع عن تناول الطعام لمدة 12 ساعة.
• اختبار تحمل الغلوكوز الفموي.
• اختبار الهيموجلوبين A1C.

لا تحتاج إلى إجراء الاختبارات الثلاثة، يكفي إجراء اختبار واحد لتشخيص حالتك.

تشير النتائج التالية إلى احتمال إصابتك بمقدمات السكري:

• اختبار سكر الدم بعد الامتناع عن تناول الطعام لمدة 12 ساعة: من 100 ملغ / ديسيلتر إلى 125 ملغ / ديسيلتر أو أعلى (المعدل الطبيعي أقل من 100 ملغ / ديسيلتر).
• اختبار تحمل الغلوكوز الفموي: من 140 ملغ / ديسيلتر إلى 199 ملغ / ديسيلتر (الطبيعي أقل من 140 ملغ / ديسيلتر).
• اختبار الهيموجلوبين A1C: من 5.7% إلى 6.4% (الطبيعي أقل من 5.7%).

تشير هذه النتائج إلى احتمال إصابتك بمرض السكري:

• اختبار سكر الدم بعد الامتناع عن تناول الطعام لمدة 12 ساعة: 126 ملغ / ديسيلتر أو أعلى.
• اختبار تحمل الغلوكوز الفموي: 200 ملغ / ديسيلتر أو أعلى.
• اختبار الهيموجلوبين A1C: نسبة 6.5% أو أعلى.

كقاعدة عامة، إذا كان الاختبار يشير إلى مرض السكري، يجب إجراء الاختبار مجدداً في يوم آخر من أجل تأكيد التشخيص.

هل يمكن الوقاية من مرض السكري؟

لا يمكن الوقاية من مرض السكري من النوع الأول، لكن مرض السكري من النوع الثاني يمكن الوقاية منه إذا تم إدراك أعراض مقدمات السكري والسيطرة عليها في وقت مبكر.

تتنوع العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بعض هذه العوامل لا يمكن السيطرة عليها مثل العوامل الوراثية والعمر، لكن هناك بعض العوامل التي يمكن السيطرة عليها من أجل تقليل احتمال الإصابة بالمرض من خلال:

• مراجعة الطبيب إذا كنت تشعر بأي من الأعراض المذكورة أعلاه لإجراء الاختبارات والتشخيص المناسب، واتباع العلاج الذي يمكن أن يمنع تطور تلك الأعراض.
• تناول الأطعمة الصحية، تدعو جمعية السكري الأمريكية (ADA) إلى الإكثار من الفواكه والخضروات والمكسرات والحبوب الكاملة للمساعدة في تقليل مخاطر السكري.
• ممارسة الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية، توصي جمعية السكري الأمريكية بـ 150 دقيقة من النشاط البدني أسبوعياً أي حوالي 20 دقيقة في اليوم.
• حافظ على وزنك طبيعياً، وإذا كنت تعاني من زيادة الوزن، عليك اتباع نظام خاص يساعد في تخفيف الوزن.