نقص الزنك

يحتاج جسمك إلى مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن ليعمل بالطريقة المثلى، ويعتبر الزنك (بالإنجليزية: Zinc) أحد أهم هذه المعادن، وهو يوجد بكميات قليلة في مصادرنا الغذائية.

على الرغم من أن الجسم لا يحتاج كمية كبيرة من الزنك، إلا أن نقص الزنك يسبب آثاراً سلبية على الصحة العامة للجسم، وهذا ما سوف نتناوله تفصيلياً من خلال السطور القادمة.

أعراض نقص الزنك في الجسم

عنصر الزنك من المعادن ذات الأهمية البالغة للجسم، وعادة ما ترتبط أعراض النقص بالدور الذي يؤديه في الجسم:^[1][2]  

أعراض خفيفة وشائعة

• فقدان الشهية هو أهم وأبرز العلامات الدالة على نقص الزينك.
• تأخر في التئام الجروح وشفائها.
• ضعف وظائف جهاز المناعة، وتأخر الشفاء من نزلات البرد.^[1][2]

أعراض شديدة الخطر

وفي حالات النقص الحاد في الزنك قد تحدث أعراض أشد وأكثر خطورة وهي:^[1][2]

• خلل في وظيفة الذوق، فقد تختلط الطعمات عليك وتشعر بحاسة ذوق غير مفهومة، وأحياناً تتوقف حاسة الذوق.
• من الممكن أن يكون نقص الزينك أحد أسباب سقوط الشعر.
• تأخر النضج الجنسي؛ حيث يؤثر الزنك في إنتاج التستوستيرون.
• آفات في العين وتقرحات جلدية.
• فقدان الوزن غير المبرر.
• الإسهال الشديد.

نقص الزنك والاكتئاب

أجريت الكثير من الدراسات الموثوقة بدايتها على الحيوانات ثم ازداد عددها في مختلف دول العالم حيث شملت مجموعة من النساء والرجال والجنود أيضاً، وجميع هذه الدراسات وجدت أن هناك علاقة عكسية بين درجة الاكتئاب ونسبة تواجد الزنك في الدم، حيث تم نشر أول تقرير سريري يقترح الدور المحتمل للزنك في الفيزيولوجيا المرضية للاكتئاب عام 1983، حيث تم في هذا البحث وصف انخفاض تركيز الزنك في الدم لدى المرضى الذين يعانون من اضطراب اكتئابي رئيسي ومتكرر، والعلاقة السلبية بين شدة أعراض الاكتئاب ومستوى الزنك.^{[3]   [4]}  

كما أكدت جميع الدراسات باستثناء اثنتين أن للزنك دوراً في العلاج والوقاية من الاكتئاب والأعراض المرتبطة به، حيث يستخدم كعامل مساعد للأدوية التقليدية المضادة للاكتئاب، ومن المحتمل أن يسبب نقصه الأعراض العصبية والجسدية التالية:^[3][4]  

• التهيج وعدم الاستقرار العاطفي.
• الانعزال والعجز في السلوكيات الاجتماعية.
• زياد القلق.
• الشعور بالتوتر.
• الاكتئاب.

نقص الزنك والشيب

يظهر الشعر الأبيض عند معظم الناس في عمر معين، وهو دليل على التقدم بالعمر، قد يكون لحميتك الغذائية دور في تقديم الشيب أو تأخيره، حيث إن نقص بعض الفيتامينات والمعادن قد يستعجل ظهور الشيب، ويلعب الزنك دوراً مهماً في ظهور الشيب حيث إن له دورا هاماً في إنتاج وتجديد الخلايا في الجسم ومنها خلايا الشعر والميلانين، كما يساهم الزنك في إنتاج الأحماض الأمينية التي تلعب دوراً في صحة الشعر وسلامته .^[5]

ملاحظة: يمكن لتناول مكملات تحتوي على الزنك 15 ملغ يومياً و1 ملغ من النحاس، أن تؤخر ظهور الشيب بشكل طبيعي.^[5]

نقص الزنك ورائحة الفم الكريهة

قد يكون لرائحة الفم السيئة علاقة وطيدة بنقص في نسب الفيتامينات والمعادن في الدم، ويعتبر الزنك أحد أهم العناصر التي يسبب نقصها رائحة فم سيئة -لكنه ليس الوحيد- وعادة ما يتسبب في هذه الرائحة نقص في مجموعة كاملة من العناصر (إذ لم يكن هناك سبب مرضي) وعادة ما تترافق رائحة الفم الكريهة الناتجة عن نقص مختلف المعادن بما فيها الزنك، مثل تشقق الشفاه، وترقق الشعر، وظهور علامات بيضاء على الأظافر. ^[6]

ملاحظة: لذا فإن تناول مكملات غذائية غنية بالمعادن والفيتامينات وتحوي على جرعة يومية من الزنك تبلغ 15 ملغ يومياً سيحسن من حالات رائحة الفم.^[6]

أعراض نقص الزنك في الشعر

للزنك دور مهم في بناء الخلايا الصحيح، وتنظيم الهرمونات والمساعدة في امتصاص العناصر الغذائية الأخرى، كما أن له دوراً مهماً في الحفاظ على الشعر وصحته، وقد يكون نقصه أحد أسباب تساقط الشعر، لكن هذا ليس كل شيء، فإذا كان نقص عنصر الزنك سيئاً فإن زيادته قد تكون سيئة أيضاً، وقد تكون سبباً في ترقق الشعر وتساقطه، وذلك نظراً لدوره في رفع مستوى إنتاج هرمون التستوستيرون التي يؤدي إلى جانب الاختلاطات الهرمونية المسببة لتساقط الشعر أيضاً.

كما أن زيادة معدل الزنك سيؤدي إلى تعطيل امتصاص المعادن الأساسية الأخرى، مثل المغنيزيوم والحديد والتي لها دور في صحة الشعر وسلامته، لهذا فإن جرعة مناسبة من الزنك يومياً ستساهم في الحفاظ على شعرك، كما يمكن للزنك عكس عملية تساقط الشعر في حال تناول الجرعات الصحية. ^[7] 

نقص الزنك عند الأطفال

يلعب الزنك دوراً أكثر أهمية في حياة الأطفال الصحية، وإن نقصه يؤثر على حياة الطفل من الولادة وحتى البلوغ حيث يسبب نقصه لدى الأطفال ما يلي من المشاكل الصحية: ^[8]

• تعثر النمو لدى بعض الأطفال الناتج عن النقص الحاد في مستوى الزنك.
• تراجع في وظيفة الرئة وسلامة الجهاز التنفسي.
• انخفاض المدخول الغذائي نظراً لدور الزنك في امتصاص باقي المعادن.
• ضعف في الجهاز المناعي ووظائفه وزيادة التعرض للأمراض والعدوى.
• ضعف في نمو العظام وتأخر في نمو الأسنان.

ملاحظة: لذا ننصح أن يتضمن النظام الغذائي لطفلك حاجته اليومية من الزنك، وفي حال كان الطفل شديد الانتقائية في اختيار طعامه، لا بد من الحصول على الزنك من مكمل غذائي مناسب بعد استشارة الطبيب.^[8]

نقص معدن الزنك عند المرأة

الزنك ضروري جدا للمرأة حيث يجب التزود بحصة يومية مقدارها 8 ملغ بعد عمر التاسعة عشرة، و11 ملغ للمرأة الحامل، و12 ملغ للمرأة المرضع، وتعتبر أهمية الزنك الكبيرة في مرحلتي الحمل والإرضاع أكثر وضوحاً عند المرأة، حيث ارتبطت حدود نقص هذا العنصر خلال الحمل في عدة نقاط:^[8][9 

• لوحظ ارتباط كبير بين النقص الحاد للزنك وظاهرة الطفل الخديج (ولادة الطفل المبكرة في الشهر السابع من الحمل).
• سوء المزاج وازدياد حالات غثيان الصباح والقيء أثناء فترة الحمل.
• بطء في حالات الاستشفاء بعد فترة النزيف بعد الولادة أو الإجهاض.
• تساقط الشعر وفقدان لونه الأساسي وخسارة حيويته.
• خلل في هرمونات الجسم والحالة العصبية والصحة النفسية.
• خلل في النمو السليم لدى الأطفال أثناء الرضاعة.

نقص الزنك والرجل

يلعب الزنك دوراً مهماً جداً في إنتاج التستوستيرون عند الرجال، وهو أحد أهم عناصر الصحة الجنسية عند الرجل، وسيكون لنقصه تأثيرات على حالة الرجل الصحية والجنسية أيضاً:^[10]  

• قصور الغدد التناسلية، وأحد أهم أسبابه نقص هرمون التستوستيرون الناتج عن نقص في مستوى الزنك.
• يؤثر مستوى الزنك في الدم على مستوى إنتاج الأنسولين في البنكرياس الأمر الذي يلعب دوراً هاماً في صحتهم العامة وحياتهم العاطفية.
• دخول الرجال في حالات من القلق والاكتئاب وحالات الهياج والعصبية وقلة التركيز، والتي لها دور كبير على الصحة النفسية والجنسية عند الرجال.

علاج نقص الزنك

عادة ما تحوي مكملات الزنك على الجرعات الكافية، بالإضافة على إمكانية الحصول عليه من مصادره الطبيعية :^{[1][2][11][12]}   

علاج النقص بالطعام

• المحار.
• لحم البقر الطازج.
• الفاصولياء.
• اللبن الرائب.
• حبوب الحمص.
• دقيق الشوفان.
• الحليب.
• البيض.^[1][2][11]  

علاج النقص بالأعشاب

إن الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً قد يكون خيار الحصول على الزنك من مصادر نباتية أو حتى عشبية هو الأفضل، فبالإضافة إلى وجوده في الكثير من الحبوب كالفاصولياء والبازلاء والحمص ودقيق الشوفان، فهناك بعض الأعشاب التي تكون غنية به بالفعل: ^[12]

• تحتوي ملعقة كبيرة من نبات البقدونس المجفف على 0,09 ملغ من الزنك.
• تحتوي ملعقة كبيرة من إكليل الجبل الطازج توفر 0,02 ملغ من الزنك.
• تحتوي ملعقة كبيرة من الميرمية تحوي على 0,09 ملغ من الزنك.
• تحتوي ملعقة كبيرة من الشبت على 0,1 ملغ من الزنك.

الزنك جندي مجهول في نشاطنا وقوتنا وصراعنا الخفي ضد الأمراض، وهو مساهم أساسي في نشاطنا الدماغي والعصبي؛ لذا وجب عليك الحرص على إدخاله إلى جسمك بانتظام.