مرض الطاعون أسبابه وعلاجه

الطاعون؛ الوباء الذي قضى على الملايين من البشر، وهدد الأمم الغابرة وأضنى معيشتها، حتى أطلق عليه اسم الموت الأسود، فما هو الطاعون، وما هي أسبابه وطرق علاجه.

مفهوم الطاعون

مرض الطاعون (بالإنجليزية: Plague) هو مرض ناتج عن عدوى بكتيرية، تنتقل من براغيث القوارض إلى الإنسان، تسمى هذه البكتيريا يرسينيا بيستيس الطاعونية (بالإنجليزية: Yersinia pestis)، أما عن آلية انتقال البكتيريا؛ فبعد أن يلتصق البرغوث على الإنسان من القوارض التي تكون على مقربة منه، تقوم بلدغه مسببة انتقال الجراثيم والبكتيريا إليه وبالتالي الإصابة بمرض الطاعون، ومن أنواع القوارض التي تعيش عليها البراغيث الحاملة للعدوى، الجربوع الكبير، والجرذ الأسود. ^[1]  

أسباب الإصابة بمرض الطاعون 

بكتيريا عدوى الطاعون تنتقل إلى الإنسان لتسبب مرضه عن طريق غزوها أولًا للقوارض، على شكل براغيث حاملة لها، فتعيش على القوارض حتى تموت، من ثم تنتقل إلى الإنسان القريب منها عبر لدغه، ومن أنواع الحيوانات القارضة الناقلة لها: ^[2]  

• الجرذ.
• الفأر.
• الأرنب.
• السنجاب.
• الكلاب البرية أو الضالة.
• جرذ الماء.

علاج مرض الطاعون

تعتمد مدى نجاعة علاج مرض الطاعون والشفاء منه على التشخيص المبكر، إذ إن المضادات الحيوية قد تساعد المريض على الشفاء منه بأسرع وقت ممكن، خصوصًا في النوع الرئوي منه الذي يودي بحياة المريض خلال 17-24 ساعة فقط من الإصابة به في حالة عدم تلقيه أي علاج واكتشاف المرض. ^[3]  

يكون تشخيص مرض الطاعون عبر إجراء زراعة لعينة من المريض سواء كانت دم أو بلغم أو من البوبو (بالإنجليزية: Bubo) المنتشر على جسده من الخارج، من ثم تأكيد الإصابة ببكتيريا الطاعون للبدء بعلاج المريض على الفور، أما عن خطة العلاج فتكون كالآتي: ^[3] [4]  

• عزل المريض المكتشف إصابته بمرض الطاعون.
• نشر خبر الإصابة في منطقته وبين أفراد عائلته لأخذ التدابير الوقائية اللازمة.
• تلقي العلاج بالمضادات الحيوية على الفور لمدة سبعة أيام كحد أدنى، وتستمر لعدة أسابيع حتى زوال الحمى عن المريض وتحسن أعراضه بشكل عام.

الأدوية المتاحة لعلاج الطاعون

تستخدم المضادات الحيوية بشكل عاجل وفوري لعلاج مرضى الطاعون، حيث يستخدم غالبًا: ^[4]

• دواء جنتاميسين (الاسم التجاري: جيتامين)، كما أن له عدة أسماء تجارية مثل؛ الجنتاميسين وجنتاميد.
• دواء سيبروفلوكساسين (الاسم التجاري: باكتال) وله عدة أسماء وأشكال تجارية أخرى مثل؛ باكتيفلوكس، وسيفلوكسين، وسيلوكسان.
• أكسجين لدعم تنفس المريض.
• سوائل وريدية.

أنواع الطاعون

تم تصنيف مرض الطاعون إلى ثلاثة أنواع رئيسية وهي: ^[4]

الطاعون الدبلي

الطاعون الدبلي (بالإنجليزية: Bubonic Plague) ويسمى أيضاً بالطاعون الدملي، وهو أكثر الأنواع شهرة، ينتقل بشكل مباشر من خلال لدغة البراغيث للإنسان، وقد ينتقل عبر ملامسة أسطح تحمل بكتيريا الطاعون عليها، التي تهاجم الغدد الليمفاوية وتستهدفها بشكل مباشر، مسببة التهاباً شديد ودرجات حرارة عالية على المريض، وفي حالة عدم تلقي المريض للعلاج المناسب والفوري؛ تنتقل العدوى عبر مجرى الدم مسببة إنتانه وإلى الرئة ليصبح الطاعون رئوياً، تتمثل أعراض هذا النوع التي تظهر خلال 2-8 أيام من العدوى في الآتي: ^[4]

• قشعريرة مع حمى مرافقة لها.
• صداع وألم عضلي وتعب عام.
• تورم في الغدد الليمفاوية.
• بقع بوبوس (Buboes) على الأفخاذ والرقبة والإبط ومكان لدغة البراغيث.

طاعون إنتان الدم

طاعون إنتان الدم (بالإنجليزية: Septicemic Plague) ويقصد هنا دخول البكتيريا مباشرة إلى مجرى الدم مسببة تسمم فيه فيطلق عليه اسم طاعون إنتان الدم، وقد يتطور هذا النوع إلى الطاعون الدبلي والرئوي، أما عن أعراض هذا النوع؛ فقد لا تظهر حتى يفارق المريض الحياة، وفي حالة ظهورها تكون كالآتي: ^[4]

• حمى مع تعب عام وقشعريرة.
• وجع في البطن مع إسهال.
• الشعور بالغثيان والإصابة بالاستفراغ.
• لون الجلد أسود (غرغرينا).

الطاعون الرئوي

الطاعون الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonic Plague) تنتقل هنا البكتيريا مباشرة إلى الرئة وهو أكثر الأنواع قوة وخطورة، إذ تجب معالجته بشكل فوري أو أنه سيتسبب بوفاة المريض خلال 24 ساعة من انتقال المرض له دون علاجه، هذا النوع معد جدًا مع الرذاذ المتطاير المحمول مع الهواء عند السعال والعطس، وتكون أعراض هذا النوع كالآتي: ^[4]

• ألم في الصدر مصحوب بصعوبة في التنفس.
• صداع الرأس وتعب عام.
• سعال وحمى.
• بلغم دموي.

آلية انتشار مرض الطاعون

مرض الطاعون يصيب القوارض ولا يصيب الإنسان أبدًا، ولكن هنالك أسباب وحيثيات لانتقاله من القوارض إلى الإنسان، وذلك عبر البراغيث المستوطنة للقوارض والتي تعيش عليها، والتي تعمل على انتشار الوباء بمداه القصير بين القوارض والحيوانات البرية فقط، وبعد تفشيها في القارض والتسبب في موته، تبدأ هذه البراغيث القوية في البحث عن جسم مستضيف آخر لاحتلاله والتكاثر في أنسجته، فتكون آلية الإصابة بالمرض كالآتي: ^{[4] [5]}  

• يعيش البرغوث على القوارض بمختلف أنواعها.
• يحمل معه بكتيريا الطاعون فتصيب القارض به.
• تعيش البكتيريا في جسم القارض حتى يموت.
• تنتقل البراغيث للإنسان المخالط لهذه القوارض والذي يعيش على مقربة منها مثل الأماكن الريفية والنائية.
• تلدغ البراغيث الإنسان أو تدخل عبر مجراه التنفسي إلى الرئة، أو تدخل عبر جرح موجود في جلده.
• تبدأ البراغيث بعد انتقالها للغدد الليمفاوية والطحال والكبد ونخاع العظم على إنتاج بروتيناتها المعطلة لجهاز استجابة المريض وبذلك لا يتم هضم البكتيريا من قبل جهاز المناعة.
• تتورم الغدد الليمفاوية وباقي الأعضاء المصابة بشكل كبير ومؤلم حتى يتم في النهاية تدمير أنسجتها، الأمر الذي يؤدي إلى تسمم الدم (عدوى الدم).

طريقة الوقاية من مرض الطاعون

في حال كانت المنطقة التي تعيش فيها بؤرة لمرض الطاعون، فإنه يمكن تجنب الإصابة به وانتقال العدوى عبر اتباع الآتي: ^[5]

• تجنب ترك أماكن يمكن للقوارض الاختباء فيها، يكون ذلك عبر تنظيف حديقة المنزل باستمرار وإزالة أي بقايا طعام جاذبة لها.
• استخدام منتجات مكافحة البراغيث خصوصًا للأشخاص الذين يقومون على تربية حيوانات أليفة في المنزل، وفي حال مرض حيوانهم الأليف أخذه مباشرة إلى الطبيب البيطري.
• عدم السماح للحيوانات الأليفة في التجول داخل سرير النوم.
• ارتداء ملابس واقية عند التعامل مع الحيوانات النافقة ودفنها بشكل جيد.
• استخدام مواد طاردة للحشرات.

مناطق انتشار الطاعون

يتم العمل في الوقت الحالي على صنع لقاح ضد وباء الطاعون في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو موجود إلى الآن في مناطق محددة في كل من أفريقيا وآسيا وأمريكا، ففي أمريكا مثلًا تم تسجيل حالات في ولاية نيو مكسيكو وأريزونا وكاليفورنيا. ^[5]  

وباء الطاعون انتشر وعُرف منذ عصور غابرة لكنه حتى اليوم من الأمراض الخطيرة وسريعة الانتشار، كما أنه يجب الكشف عنه مبكرًا وعلاجه حتى لا يودي بحياة الملايين كما حصل في الماضي.