مرض الصرع أسبابه وعلاجه
- تاريخ النشر: الثلاثاء، 19 أبريل 2022 آخر تحديث: الإثنين، 12 فبراير 2024
مرض الصرع حالة طبية مرضية شائعة، قد يعاني منها أي شخص حول العالم، حيث تبدأ أعراضها في مرحلة مبكرة من الطفولة وقد ترافق المصاب مدى الحياة، فما هو مرض الصرع؟ وما هي أسبابه وطرق علاجه.
مفهوم مرض الصرع
مرض الصرع (بالإنجليزية: Epilepsy) هو حالة مرضية مزمنة، تؤثر بشكل رئيس على الدماغ وتتسبب بنوبات دماغية متكررة يطلق عليها نوبات الصرع، وهو مرض مزمن قد يستمر طوال الحياة.[1]
أسباب الصرع
تم تقسيم مرضى الصرع إلى قسمين، الأول أصيب بالمرض دون سبب واضح أو سابق إنذار، والقسم الآخر تم تشخيصه بالمرض جراء عدة أسباب، وفيما يأتي مجموعة من أسباب الصرع:[2]
- العامل الجيني: ويقصد به بأنه متوارث في العائلة الواحدة، بسبب إصابة أفراد آخرين به من نفس العائلة، فتم ترجيح الإصابة لأسباب جينية، وهنا يمكن أن هناك عدداً من الجينات تجعل الشخص أكثر حساسية للظروف البيئية من حوله؛ فيصاب بالصرع جراء ذلك.
- التعرض لصدمة في الرأس: إذ إنه يمكن تطور صدمات الرأس الناجمة عن الحوادث والإصابات المختلفة إلى صرع.
- التشوهات الدماغية: ويقصد بها ما تم إحداثه على الدماغ بسبب الأورام السرطانية أو تشوهات الأوعية الدموية؛ مما أدى للإصابة بنوبات الصرع، هذا السبب غالباً ما يرافق البالغين فوق عمر 35 عاماً بعد تعرضهم لتشوهات الدماغية.
- العدوى المسببة للالتهاب: مثال على ذلك مرض السحايا، والإيدز، وبعض أنواع العدوى الطفيلية، كل ذلك من شأنه أن يؤثر على الدماغ حتى يسبب الصرع للمريض.
- الإصابات الحاصلة قبل الولادة للأطفال: بحيث يكون الطفل حساساً لتلف الدماغ أو أنه قد انتقلت له عدوى من والدته، علاوة على أن نقص الأكسجين أثناء الولادة قد يؤدي للصرع أيضاً.
- اضطرابات النمو لدى الأطفال: مثل مرض التوحد والذي يرتبط بالصرع ويكون من أسبابه.
علاج الصرع
علاج مرض الصرع يشتمل على عدة طرق يمكن تطبيقها مع المريض واختيار المناسب منها حسب حالته، ويكون العلاج كالآتي:[3][4]
الأدوية الطبية
يصرف لمرضى الصرع أدوية مضادة للنوبات والتشنجات التي تصيبهم ويطلق على هذه الأدوية (بالإنجليزية: anti-seizure Medication)، كما يطلق عليها اسم الأدوية المضادة للصرع (بالإنجليزية: Anti-Epileptic).[3][4]
يمكن أن يأخذ مريض الصرع أدوية مدمجة من كلا النوعين للتخفيف من حدة أعراضه، وذلك بالاعتماد على ما هو مناسب لحالته، عمره، وعدد النوبات التي يمر بها، يكون ذلك بالتأكيد بعد استشارة الطبيب، وغالباً ما يتم التوقف عن أخذ هذه الأدوية بعد عامين أو أكثر بدون أية نوبات أو تشنجات، ومن الأمثلة على الأدوية الطبية للصرع:[3][4]
- دواء ليفيتيراسيتام (الاسم التجاري: كيبرا).
- دواء لاموتريجين (الاسم التجاري: لاميكتال).
- دواء توبيراميت (الاسم التجاري: توباماكس).
- دواء حمض الفالبوريك (الاسم التجاري: كرونوفال).
- دواء كاربامازيبين (الاسم التجاري: تجريتول).
ملاحظة: الأدوية الطبية الخاصة بالصرع لها عدة أعراض جانبية يجب ملاحظتها وتوخي الحذر منها؛ مثل: الدوخة والتعب العام، وازدياد الوزن، وهشاشة العظام، وحدوث طفح جلدي، ومشاكل في الكلام، ومشاكل في الذاكرة والتفكير والتركيز، بالإضافة إلى إمكانية حدوث أعراض اكتئاب والتفكير بالانتحار.[3][4]
الجراحة
الجراحة خيار ثانوي يأتي بعد فشل الأدوية الطبية في الحد من نوبات الصرع، فيتم إزالة جزء من الدماغ المتسبب في هذه النوبات والتشنجات جراحياً، لكن الخيار الجراحي يلزمه التأكد من أن المنطقة التي سيتم إزالتها ليست ذات مهام حيوية للجسم بحيث إزالتها لا تؤثر على حياة المريض بشكل كبير، مثل مهارات النطق، واللغة، والحركة، والرؤية وغيره، علاوة على أنه يجب أن تكون صغيرة الحجم.
الجراحة قد لا تكون عملية مفتوحة بمعناها المعروف، بل إنه من الممكن باستخدام تقنية الليزر الموجه بالرنين المغناطيسي، حيث يتم تسليطه على المنطقة المرادة وإجراء العملية عن طريقه.[3][4]
العلاج البديل
- تحفيز العصب المبهم: يتمثل هذا العلاج في زرع جهاز صغير تحت الجلد، يشبه جهاز تنظيم ضربات القلب، يعمل هذا الجهاز على تحفيز العصب المبهم في الرقبة، لإرسال طاقة كهربائية إلى العقل تمنعه من نوبات الصرع حال بدأها، هذا الجهاز يعمل على البطاريات، وله عدة آثار جانبية مثل السعال وألم الحلق، كما أنه لا يغني عن أخذ الأدوية الطبية الخاصة بالصرع.
- الكيتون: الكيتو دايت هو حمية ونظام غذائي خاص بمرضى الصرع، المميز في هذا النظام هو أنه غني بالدهون، لكنه قليل الكربوهيدرات، من ذلك يعمل الجسم في هذه الحالة على تفكيك الدهون بدل الكربوهيدرات الشبه معدمة؛ مما يخفف هذا الأمر من نوبات الصرع وقد تختفي بشكل كامل أيضا.
- تحفيز الدماغ العميق: الأمر هنا مشابه لتحفيز العصب المبهم، حيث يقوم الأطباء بزرع أقطاب كهربائية في جزء محدد من الدماغ، تتصل هذه الأقطاب بمولد تم زرعه في الصدر، والذي يقوم على إرسال نبضات كهربائية إلى الدماغ لتقليل النوبات.
- أجهزة التحفيز المتجاوبة: وهي أجهزة تقوم على تحليل نمط نشاط الدماغ حتى يتم تحديد النوبات وإيقافها حال بدأها.[3][4]
العلاج المنزلي
لا بد لمريض الصرع اتباع نمط حياة محدد وطرق علاجية ذاتية، من شأنها أن تخفف أعراض مرض الصرع لديه؛ مثل:
- تناول علاجاته في أوقاتها المحددة.
- النوم الكافي.
- ارتداء ساعة تنبيه طبية لنوبات المرض والمساعدة على تخطيها ممن هم حول المريض.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
طرق التشخيص
على الطبيب المختص في تشخيص مرض الصرع؛ إجراء عدة فحوصات للمريض من شأنها أن تعينه في تشخيصه وهي: [3][4]
- الفحص العصبي والذي يكون على شكل اختبار السلوك والقدرات الحركية والوظائف العقلية للمريض.
- تحاليل وفحوصات الدم عبر أخذ عينة دم من المريض وتحليلها لاكتشاف أي علامة من علامات العدوى أو وجود عامل جيني يلعب دوراً في الإصابة بالصرع.
- التخطيط الكهربائي للدماغ عبر وصل فروة الرأس بأقطاب كهربائية وعمل مخطط النشاط الكهربائي للعقل.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- التصوير المقطعي المحوسب.
- رسم خرائط إحصائية لمناطق من الدماغ.
- تخطيط الدماغ المغناطيسي.
أنواع الصرع وأعراضه
يؤثر مرض الصرع على ما يقارب 50 مليون شخص حول العالم، وذلك بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، وقد تم تصنيف النوبات بناءً على شكلها وتأثيرها على المريض إلى نوبات صرع عامة، ونوبات صرع بؤرية، والفارق بينهما، والأعراض الظاهرة على المريض خلال هذه النوبات نتناوله كالتالي:[4]
نوبات الصرع المعممة
يطلق عليها اسم النوبات المعممة (بالإنجليزية: Generalized seizures) لكونها تؤثر على عقل المريض بالكامل فتكون شاملة لتعم جميع أجزاء الدماغ، وتتمثل أنواع نوبات الصرع المعممة وأعراضها في الآتي: [4]
- نوبات الغياب (بالإنجليزية: Absence seizures): تسمى أيضاً بنوبات الصرع الصغير، وقد أطلق عليها اسم الغياب لأن المريض يغيب فيها عن الوعي لفترة وجيزة تكون فيها عيناه تحدقان في الفراغ مع فعل حركات مكررة مثل صفع الشفاه أو الرمش.
- نوبات المنشط (بالإنجليزية: Tonic seizures): وهي نوع من النوبات المعممة يعيش فيها المريض تصلب في عضلات الساق أو الذراع أو حتى الجذع.
- نوبات آتونيك (بالإنجليزية: Atonic seizures): يطلق عليها أيضاً اسم (نوبات السقوط) إذ يفقد خلالها المريض سيطرته على عضلات جسمه؛ مما يسبب سقوطه بشكل مفاجئ.
- النوبات الارتجاجية (بالإنجليزية: Clonic seizures): سُميت بذلك لأن أهم عَرَض فيها هو حركات متشنجة في عضلات الوجه والرقبة والذراعين.
- نوبات الرمع العضلي (بالإنجليزية: Myoclonic seizures): وهي عبارة عن نوبة صرع ترتعش فيها عضلات الساق أو عضلات الذراعين أو الاثنين معاً.
- النوبات التوترية الرمعية (بالإنجليزية: Tonic-clonic seizures): تسمى كذلك بنوبات الصرع الكبرى فيواجه المريض فيها تصلباً في الجسم وفقدان السيطرة على المثانة والأمعاء، كما أنه يقوم بعض لسانه وقد يفقد الوعي.
نوبات الصرع البؤرية
وتعني تلك التي تصيب جزءً صغيراً من الدماغ وتسمى (بالإنجليزية: Focal seizures)، أما عن أعراضها فيعاني خلالها المريض من:[4]
- تغييرات في حاسة الشم أو التذوق أو البصر أو السمع أو اللمس.
- التحديق في الفراغ بهدوء.
- عدم التجاوب مع ما حوله.
- فعل حركات بشكل متكرر.
- الشعور بدوخة.
- الارتعاش.
طريقة التعامل مع نوبات الصرع
نوبة الصرع حال بدئها لا يمكن إيقافها بأي شكل، لكن على الأشخاص المحيطين بالمريض سواء كانوا الأهل أو الأصدقاء أو المقربين القيام بالآتي:[4]
النوبات الخفيفة
- البقاء بجانب المريض حتى تنتهي نوبة الصرع لتأكد من عدم فقدان المريض لوعيه بعدها.
- طمأنة المريض وإخباره بما حصل.
- المحافظة على الهدوء قدر الإمكان.
- التحدث مع المريض بطريقة هادئة ومطمئنة حتى يشعر بالأمان.
- أخذ المريض إلى منزله إذا كان المساعد شخصاً غريباً.
- تفقد ساعة المريض الطبية إن وجدت.
النوبات الشديدة
- إرخاء المريض وتثبيته على الأرض.
- قلب المريض على جانبه حتى يستطيع التنفس.
- إزالة أي شي خطير في المكان المحيط.
- محاولة وضع شيء ناعم تحت رأس المريض.
- في حال كان المريض يرتدي نظارة يجب إزالتها فوراً.
- فك وإراحة أي ملابس من شأنها أن تعيق تنفسه مثل ربطة العنق.
- الاتصال بالطوارئ إذا استمرت النوبة لأكثر من 5 دقائق.
ما هي الممنوعات خلال نوبة الصرع
لا بد من أخذ الحيطة والحذر عند التعامل مع مريض الصرع لدى دخوله في النوبة، خصوصاً الشديدة منها، فمثلًا يجب تجنب: [4]
- وضع أي شيء في فمه.
- تقديم الطعام أو الشراب له.
- محاولة عمل تنفس اصطناعي له عبر الفم.
- محاولة إيقاف حركاته أو إمساكه.
المضاعفات
الصرع ناتج عن مشكلة في جزء من الدماغ، هذه المشكلة ينتج عنها نوبات الصرع الخفيفة والمتوسطة والشديدة، وقد يعاني المريض من مضاعفات لهذه النوبات بحيث تؤثر على أجزاء أخرى في الجسم، ومن هذه المضاعفات: [4]
- الاختناق بالطعام أو حتى باللعاب أثناء النوبة وهو السبب لموت أغلب مرضى الصرع جراء انسداد مجرى الهواء لديهم.
- صعوبات التعلم فيعاني مرضى الصرع من إعاقة ذهنية تمنعهم من التعلم.
- الحوادث المختلفة مثل حوادث السير أثناء تشغيل السيارة والإصابة بالنوبة.
- الإصابة المتعددة جراء السقوط أثناء نوبات الصرع.
- تلف في الدماغ.
- أعراض الاكتئاب.
متى يجب زيارة الطبيب
على المصاب بالمرض أن يتواصل مع طبيبه بشكل دائم ومنتظم، كما أنه تجب مراجعة الطبيب بشكل فوري عند ملاحظة أي آثار جانبية للأدوية والعلاجات المتبعة. [4]
الوقاية
هناك عدة عوامل تزيد من فرصة الإصابة بالنوبات وفي حال تجنبها والوقاية منها يمكن تجنب الإصابة بالصرع ونوباته ومن هذه الطرق: [5]
- تناول الأدوية والعقاقير اللازمة لخفض حرارة جسم الطفل وتقليل فرصة إصابته بنوبات الحمى التي قد ينشأ عنها الصرع.
- الحفاظ على ضغط دم معتدل وسكري متوازن ووزن صحي لتجنب الإصابة بالسكتة الدماغية التي قد تؤدي للإصابة بالصرع.
- الرعاية أثناء الولادة لتجنب الإصابة بحالات الصرع الناتجة عن إصابة الولادة.
- حماية الرأس من الإصابات الخطيرة الناتج عنها الصرع.
- الحماية من الالتهابات العصبية وعلاجها حال تشخيصها.
معلومات عامة
من الحقائق والمعلومات عن مرضى الصرع: [5]
- الصرع مرض مزمن.
- الصرع غير معد.
- 80% من مصابي الصرع يقطنون الدول المتوسطة والمنخفضة الدخل.
- هناك 50 مليون شخص حول العالم يعانون من الصرع.
- 70% من مرضى الصرع يمكنهم العيش بدون نوبات مرضية.
- المرضى معرضون لخطر الوفاة المبكرة أعلى بثلاث مرات من عامة الناس.
- مصابو الصرع الذي يسكنون بلداناً منخفضة الدخل لا يتلقون العلاج المناسب لهم.
- هنالك عار وتمييز يعايشه المصابون بالمرض وأهاليهم في أجزاء متعددة حول العالم
الصرع مرض مزمن، لكن يمكن السيطرة عليه عبر تلقي العلاج المناسب، وتوعية المريض ومن يحيطون به بطرق السيطرة والتحكم أثناء بدء نوبات الصرع.