;

متلازمة ستوكهولم الأسباب والأعراض

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 17 مايو 2022 آخر تحديث: الإثنين، 02 يناير 2023
متلازمة ستوكهولم الأسباب والأعراض

من الطبيعي أن نشعر بالتقدير والتعاطف مع من نحب، لكن عندما نوجه هذه المشاعر إلى الخاطفين ومحتجزي الرهائن، فلا بد أن هناك مشكلة تدفعنا إلى ذلك، تلك هي متلازمة ستوكهولم التي حيرت متخصصي الطب النفسي لسنواتٍ طويلة، فما هي أسبابها وأعراضها؟ وهل يمكن علاجها؟

ما هي متلازمة ستوكهولم

متلازمة ستوكهولم (بالإنجليزية: Stockholm Syndrome) هي مصطلح يصف به الأطباء  الاستجابة النفسية التي تحدث عندما يتعاطف ويرتبط الرهائن وضحايا الاعتداء مع خاطفيهم والمعتدين عليهم، على عكس مشاعر الخوف والغضب التي من المتوقع أن يشعرون بها في مثل هذا الموقف. [1]

قد تتطور العلاقة بين الرهائن والخاطفين في بعض الأحيان ليشعروا أن لديهم أهدافاً مشتركة، إلى الدرجة التي تجعلنا نرى بعض ضحايا هذه المتلازمة لديهم مشاعر سلبية تجاه الشرطة، ويشعرون بالاستياء تجاه أي شخص يحاول أن يحررهم أو يساعدهم على الهروب. [1]  

أسباب متلازمة ستوكهولم

لا يُظهر جميع الأشخاص نفس ردة الفعل عندما يتعرضون إلى الخطف، ولا يجد علماء النفس حتى الآن تفسيراً منطقياً يوضح لماذا يتعاطف الضحايا مع المختطفين بهذا الشكل، إلا لأنهم يرون أن هذا التعاطف يمثل إحدى آليات التأقلم التي تساعدهم على تأمين سلامتهم وتُجنبهم التعرض إلى الإيذاء من جانب المختطفين. [2]

هناك بعض العوامل التي تدفع الضحايا إلى التصرف بهذه الطريقة، من ضمنها: [2][3]

  • معاملة المختطفين ضحاياهم بطريقة إنسانية.
  • اعتماد الرهائن على المحتجزين في تلبية احتياجاتهم الإنسانية.
  • التواجد في مكان واحد مع الخاطفين لفترة طويلة تحت ظروف صعبة.
  • تفاعل الأسرى مع الخاطفين وجهاً لوجه، مما يساعد على زيادة التواصل بينهم.
  • عدم تنفيذ الخاطفين تهديداتهم المستمرة بإعدام الرهائن على سبيل المثال.
  • فقدان الأسرى الثقة في قدرة الشرطة والسلطات على تحريرهم، وشعورهم بعدم وجود أي مصلحة للشرطة أن تحررهم من الخاطفين.

أعراض متلازمة ستوكهولم

يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة ستوكهولم من مجموعة من الأعراض، تظهر بعض هذه الأعراض أثناء الصدمة أو بالأحرى أثناء مرحلة الاختطاف أو الإيذاء، والبعض الآخر بعد التحرر من المعتدين، إلى جانب بعض الأعراض والاضطرابات النفسية المصاحبة للأزمة. [1]

الأعراض العامة أثناء الصدمة

تتضمن الأعراض التي يعاني منها الضحايا أثناء تعرضهم للاختطاف أو الإيذاء: [2]  

  1. إظهار مشاعر إيجابية تجاه الأفراد الذين يحتجزونهم، والتعاطف معهم.
  2. الشعور بالشفقة في بعض الأحيان على الخاطفين.
  3. تبني نفس وجهات النظر والأفكار التي يتبناها الخاطفون.
  4. رفض ترك المختطفين حتى لو سنحت لهم الفرصة للهروب.
  5. تكوين أفكار سلبية عن الشرطة، أو أي شخص يطرح عليهم فكرة الهروب من الأساس.
  6. استمرار نفس المشاعر الإيجابية تجاه المختطفين حتى بعد تحريرهم، ورفض مساعدة الشرطة للحاق بالمختطفين.

الأعراض المصاحبة للصدمة

بالإضافة إلى الأعراض الأساسية لمتلازمة ستوكهولم، يعاني المرضى من بعض الأعراض الشائعة، من ضمنها: [3]

أعراض ما بعد الصدمة

قد يعاني بعض المرضى أيضاً من بعض الأعراض بعد انتهاء المشكلة، والتحرر من الخاطفين، تتضمن هذه الأعراض: [3]

  • أعراض القلق.
  • الشعور بالاكتئاب.
  • الشعور بالتوتر.
  • الفراغ واليأس.
  • الاعتماد على الآخرين.
  • العزلة والانسحاب الاجتماعي.
  • عدم القدرة على العودة إلى الحياة الطبيعية من جديد.

سبب تسمية متلازمة ستوكهولم

تردد اسم متلازمة ستوكهولم على نطاق واسع بين المتخصصين بدايةً من عام 1973، وهو العام الذي شهد سرقة أحد البنوك في مدينة ستوكهولم السويدية، وقيام المختطفين باحتجاز أربعة رهائن من العاملين في نفس البنك لمدة ستة أيام. [3]

على الرغم من احتجاز هؤلاء الرهائن ضد رغبتهم في وضع خطير قد يهدد حياتهم، إلا أنهم أبدوا تعاطفاً شديداً تجاه خاطفيهم، للدرجة التي جعلتهم يساعدونهم في جمع أموال المحامي الذي يدافع عنهم أمام المحكمة ليخرجوا من القضية، بعد رفضهم الشهادة ضد الخاطفين أمام المحكمة. [3]

دفع هذا الأمر عالم الجريمة السويدي نيلس بيجرو في هذا الوقت إلى تسمية هذه الحالة بمتلازمة ستوكهولم؛ ليوضح رد الفعل غير المبرر لهؤلاء المختطفين تجاه المحتجزين، واستخدم هذا المصطلح بعد ذلك في تسمية العلاقات الاستثنائية التي يشعر بها الضحايا بالتعاطف والارتباط مع من يوجهون إليهم الإيذاء بشكل مستمر. [3]

تشخيص متلازمة ستوكهولم

لا تعترف الجمعية الأمريكية للطب النفسي رسمياً بمتلازمة ستوكهولم، ولم تدرجها من ضمن الحالات المذكورة في أحدث دليل تشخيصي لها، ويعد هذا الدليل هو المعيار الرئيسي الذي يعتمد عليه معظم الأطباء في تشخيص الأمراض النفسية والعقلية. [4]

لهذا السبب نجد بعض الأطباء الذين لا يعترفون بهذه المتلازمة، ولا يشخصون بعض الحالات التي تعاني من أعراض مشابهة على أنها متلازمة ستوكهولم، لكن يبنون تشخيصهم على الأرجح على أنها حالات تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، أو اضطراب الإجهاد الحاد. [4]  

علاج متلازمة ستوكهولم

إذا كنت تشعر أنك مصاب بمتلازمة ستوكهولم، أو إذا كنت تعرف شخصاً يعاني من أعراض هذه المتلازمة، عليك أن تنصحه بزيارة طبيب نفسي؛ حتى يحاول مساعدته في التغلب على هذه المشكلة، والتعافي من أعراضها. [3]

نظراً لعدم الاعتراف بمتلازمة ستوكهولم باعتبارها مرض نفسي يستدعي التدخل الطبي، لا يوجد علاج معتمد سوى العلاجات المستخدمة في حالة اضطراب ما بعد الصدمة، كما أنها تساعد أيضاً على التخفيف من بعض الأعراض المصاحبة للمشكلة؛ مثل: الاكتئاب، وأعراض القلق. [3]

يتضمن العلاج  بعض جلسات العلاج النفسي عن طريق الكلام، ومن خلال هذه الجلسات يتعلم المريض بعض الآليات التي تساعده على التعامل مع الصدمة التي تعرض لها، إلى جانب فهم بعض الأمور من ضمنها: [4]

  1. طبيعة التجربة التي عاشها المريض.
  2. كيف كان السلوك العاطفي تجاه الخاطفين آلية للتأقلم مع المشكلة، ومهارة فعلها المريض ليساعد نفسه على البقاء على قيد الحياة، وأن هذا السلوك لم يكن خطأ المريض على الإطلاق.
  3. كيفية المضي قدماً في حياة المريض، والتعافي من آثار الصدمة.

هل تنطبق متلازمة ستوكهولم فقط على الرهائن

ارتبطت متلازمة ستوكهولم بحالة الاختطاف والرهائن التي تشعر بالتعاطف مع الآسرين، لكنها من الحالات التي يمكن أن تنطبق على كثير من العلاقات المريضة التي يشعر فيها الضحايا بالامتنان والتعاطف مع الأشخاص الذين يوجهون إليهم إيذاء بشكل مستمر. [1]

من ضمن العلاقات التي يمكن أن تندرج تحت متلازمة ستوكهولم: [1][3][4]

  1. الاعتداء على الأطفال: يشعر الأطفال بحيرة شديدة عندما يتعرضون إلى الاعتداء أو سوء التعامل، خاصةً في حالات الاعتداء الجنسي، حيث يتعمد الجاني إيذاء الطفل جسدياً ويهدده بشكل مستمر، لكنه يظهر دائماً بعض مشاعر اللطف والحب تجاه الطفل، مما يؤدي إلى تكوين رابطاً عاطفياً بين الطفل والجاني.
  2. العنف المنزلي: يشعر ضحايا العنف المنزلي بالارتباك بين ما يتعرضون إليه يومياً من عنف لفظي، وجسدي، وأحياناً جنسي، وبين مشاعر الحب والروابط العاطفية التي تربطهم بذويهم.
  3. التدريب الرياضي: تحمل ممارسة الرياضة في بعض الأحيان جوانب سلبية، خاصةً للأطفال الذين يفسرون قسوة المدربين أو إساءة التعامل من ناحيتهم على أنه سلوك في مصلحتهم؛ ليساعدوهم على التقدم.
  4. الاتجار بالجنس: يشعر الضحايا الذين يتم الإتجار بهم أحياناً بمشاعر الامتنان تجاه من يتاجرون بهم؛ لأنهم يمنحونهم الطعام والمأوى.

متلازمة ستوكهولم من الحالات النفسية النادرة التي يُكون فيها بعض الضحايا أو الأسرى مشاعر إيجابية تجاه المعتدين، على الرغم من عدم اعتراف بعض الأطباء بهذه الحالة، إلا أن هناك بعض الطرق العلاجية التي تساعد المرضى على التعافي، والعودة إلى ممارسة حياتهم من جديد.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!