ماذا تفعل إذا اختفى طفلك؟ إليك الدليل الشامل

يعتبر التعامل مع اختفاء الطفل، وعدم معرفة حالته وكيف يتم التعامل معه من أصعب الأمور التي يمكن مواجهتها، وقد يشعر الأهل في هذا الموقف بالأمل برجوع الطفل تارةً، وفقدان الأمل واليأس تارةً أخرى. 

ويمر الأهل في هذه الفترة بالألم الشديد، لكن من الضروري لهم أن يعلموا أنهم ليسوا وحدهم، وأن بإمكانهم النجاة رغم المصاب الجلل الذي يعانون منه. إليك في هذا المقال كيفية التعامل مع اختفاء الطفل، وكيفية التغلب على المشاعر السلبية التي يعاني منها الأهل بسبب الأطفال المختفين.  ^[1]  

أسباب اختفاء الطفل

من الممكن أن يكون سبب اختفاء الطفل هو الهروب من المنزل، كما من الممكن أيضًا أن يختفي الطفل أيضًا بسبب الاختطاف. تعتبر الفتيات أكثر عرضة للاختفاء من الصبيان، كلما كان الطفل أصغر عمرًا يزداد خطر تعرضه للأذى أثناء اختفائه. 

لكن، في حال هروب الطفل من المنزل، فإن احتمال عودته سالمًا يكون كبيرًا، وقد يهرب الطفل من المنزل للأسباب التالية:  ^{[2] [3]}   

• مواجهة مشاكل في المدرسة: مثل التعرض للتنمر أو الضغط النفسي.
• التعرض للاستغلال من قبل شخص ما: إذ قد يقوم شخص ما بلقاء الطفل شخصيًا بالسر أو التحدث إليه عبر الإنترنت، وإقناعه بالهروب من المنزل.
• وجود مشاكل في العائلة: مثل شجار الوالدين المستمر مع بعضهما البعض، أو مع أطفالهما، مما يدفع الأطفال الصغار للهروب.
• إدمان أحد الوالدين على الكحول أو المخدرات: مما يشعر الطفل بعدم الاهتمام والإهمال، ويجعل المنزل مكانًا غير آمن بالنسبة للطفل.
• التعرض للاعتداء الجسدي أو النفسي: يشعر الطفل في هذه الحالة بعدم وجود أية حلول غير الهرب.

أمور يجب فعلها عند اختفاء الطفل

يجب أولًا الحفاظ على هدوء الأعصاب وعدم الهلع، ويمكن اتباع الخطوات التالية بدايةً:  ^[3]

• تتبع آثار الطفل: وذلك بتفقد غرفته، وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، والتواصل مع أصدقائه لمعرفة مكانه. 
• التفكير بحدوث أي تغييرات: مثل تغير سلوك الطفل قبل اختفائه، أو ارتدائه ملابس غريبة، أو تغير أصدقائه أو الظروف المحيطة به بأي شكل من الأشكال.
• الاتصال بالشرطة: ينصح بعدم الانتظار 24 ساعة، والاتصال مباشرة بالشرطة للتبليغ عن اختفاء الطفل، ومعرفة الضابط الذي سجل البلاغ والتواصل معه لمعرفة المستجدات.

أمور يمكن فعلها للتعامل مع اختفاء الطفل

على الرغم من أن اختفاء الطفل مصاب جلل ويسبب الكثير من الألم والقلق، إلا أنه يمكن النجاة من هذا المصاب. ويجب العلم أن القائم على البحث عن الطفل هو الأهل، ويجب عليهم الحفاظ على صحتهم وقوتهم في سبيل إيجاد طفلهم. يمكن اتباع النصائح التالية للتغلب على المشاعر الصعبة نتيجة اختفاء الطفل:  ^[1] 

إجبار النفس على تناول الطعام والنوم

قد يبدو هذا الأمر مستحيلًا لكن يجب على العائلة المحاولة. ويمكن تغيير مواعيد الوجبات وأماكن تناولها، ويمكن أيضًا أخذ قيلولة أثناء النهار في حال كان النوم ليلًا غير ممكن.

إيجاد الوقت لممارسة التمارين الرياضية

من الممكن أن تساعد ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية على تخفيف التوتر والقلق، وتصفية الذهن بعض الشي، حتى وإن كانت مجرد بضعة دقائق من المشي. قد تساعد ممارسة التمارين الرياضية على النوم ليلًا أيضًا.

إيجاد طريقة لتفريغ المشاعر السلبية

ينصح بإيجاد مكان هادئ للابتعاد قليلًا عن الضغط النفسي، المرافق للتحقيقات والبحث عن الطفل. كما ينصح بالتحدث مع صديق، أو شخص مقرب، أو معالج نفسي لتفريغ الغضب، والخوف، والحزن الذي يسيطر على المرء.

الابتعاد عن المواد المدمنة

من الممكن أن يحاول الأهل التغلب حزنهم باستخدام المواد المدمنة؛ مثل الكحول أو المخدرات، كما يمكن أن يعتادوا على الأدوية المهدئة الموصوفة من الطبيب المختص. لذلك ينصح بالابتعاد عن هذ المواد، واستخدام الأدوية تحت إشراف طبيب مختص والالتزام بتعليماته.

عدم إلقاء اللوم على أحد

قد يشعر أحد الوالدين بالذنب والمسؤولية بسبب اختفاء الطفل، أو قد يقوم أحدهما بإلقاء اللوم على الآخر، لكن في الواقع يجب أن يقتنع الوالدان أن اختفاء طفلهما ليس ذنب أحد، فقد يختطف طفل ما من غرفة نومه بينما ينام والداه في غرفة أخرى. كما أن لوم الشريك قد يسبب صدعًا كبيرًا في العلاقة بينهما، لذلك ينصح بتجنب هذا التصرف ومحاولة التعامل مع بعضهما البعض بعدل. 

اليوم العالمي للأطفال المختفين

تم تخصيص اليوم الخامس والعشرين من شهر أيار، للتذكير بأهمية محاولة إيجاد الأطفال المختفين وجمعهم بعوائلهم. يعود تخصيص هذا اليوم تحديدًا للأطفال المختفين، إلى ذكرى اختفاء الطفل إيتان باتز من قرب منزله أثناء ذهابه إلى المدرسة في مدينة نيويورك، وكان يبلغ عمره آنذاك ست سنوات. 

قام والد الطفل إيتان بالعديد من المحاولات لإيجاد طفله وكان مصورًا فوتوغرافيًا، وقام بتوزيع صور إيتان ونشرها في كل مكان، مما أثار الوعي عند العديد من الناس بأهمية وجود مبادرات تهدف لجمع العائلات بأطفالهم المختفين.  ^[4]  

الخاتمة:

يذكر اليوم العالمي للأطفال المختفين بوجود جمعيات، ومنظمات، وجهات تساعد العديد من العائلات على الاجتماع بأطفالها، ويجب على أفراد العائلة التماسك، ومحاولة الحفاظ على هدوء أعصابهم للتمكن من إيجاد طفلهم بأقرب وقت وإعادته إلى المنزل بأمان.