ما هي نهاية مرض التصلب اللويحي
- تاريخ النشر: الجمعة، 22 أبريل 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 30 مايو 2023
يعد مرض التصلب اللويحي من الأمراض التي تتفاوت طبيعة وشدة أعراضها من مريض لآخر، الأمر الذي يخلق نوعاً من الصعوبة في توقع مسار المرض، وحجم الإعاقات التي من المحتمل أن يعاني منها كل مريض في المستقبل، وسنحاول في هذا المقال أن نجيب على السؤال الذي يجول بخاطر معظم المرضى وهو ما هي نهاية مرض التصلب اللويحي؟
ما هو مرض التصلب اللويحي
مرض التصلب اللويحي (بالإنجليزية: Multiple Sclerosis) أو التصلب المتعدد كما يطلق عليه في بعض الأحيان هو أحد أمراض المناعة الذاتية، وفيه يعاني المريض من هجوم الجهاز المناعي على غلاف الميالين، وهو الغلاف الواقي المحيط بالأعصاب في الدماغ والحبل الشوكي. [1]
عندما يتعرض غلاف الميالين إلى التلف في مناطق متعددة من الجسم يترك ندبة أو تصلباً، وهو ما يطلق عليها الأطباء لويحات، تؤثر هذه اللويحات بشكل أساسي على: [2]
- جذع المخ.
- المخيخ.
- الحبل الشوكي.
- العصب البصري.
- المادة البيضاء الموجودة في بعض مناطق المخ.
مع تطور المرض وتكون المزيد من اللويحات، تبدأ الألياف العصبية في التلف، وهو الأمر الذي ينعكس على تدفق الإشارات العصبية التي يصدرها المخ إلى جميع أعضاء الجسم؛ حتى تقوم بالوظائف المسؤولة عنها، مما يؤدي إلى عدم قدرة الجسم على القيام بالعديد من الوظائف. [2]
نهاية مرض التصلب اللويحي
عندما يتعلق الأمر بالحديث عن مسار أو نهاية مرض التصلب اللويحي، فالأمر يحمل بعض الجوانب الإيجابية حيث أنه لا يعد مرضاً مميتاً، خاصةً عندما يتلقى المريض العلاج المناسب للتصلب اللويحي، الذي يقلل من تدهور حالته، ومن حجم المضاعفات التي يمكن أن يواجهها في المستقبل. وفيما يأتي بعض الحقائق حول نهاية مرض التصلب اللويحي، وحجم الإعاقات التي من الممكن أن يواجهها المرضى مع تطور حالتهم.[3]
سرعة تطور الأعراض
من أصعب الأمور التي يمكن التنبؤ بها هي الكيفية أو السرعة التي تتطور بها أعراض التصلب المتعدد؛ نظراً لاختلافها بشكل كبير من مريض لآخر، وتشير الدراسات إلى أن حوالي 45% من المرضى لا يعانون من أعراض شديدة أو متطورة، بينما تعاني النسبة الباقية من قدر متفاوت من تطور الأعراض. هناك بعض العوامل التي تشير إلى وجود احتمال أكبر لسرعة تطور الأعراض، من أهمها:[3]
- أن يكون سن المريض فوق الأربعين عند التشخيص.
- تأثير المرض على مناطق متعددة من الجسم من البداية.
- تأثير الأعراض الأولية على الحركة، أو التحكم في البول، أو الأداء العقلي للمريض.
متوسط عمر المرضى
أشارت بعض الأبحاث إلى أن المضاعفات التي يتعرض لها المريض، ومن ضمنها الآثار السلبية التي يسببها في القلب والأوعية الدموية، من المحتمل أن تجعل عمر المريض أقصر بحوالي سبع سنوات مقارنةَ بغيره من الأصحاء، مع الأخذ في الاعتبار أن التعامل الطبي المبكر مع هذه المضاعفات يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر قصر العمر.[3]
مسار مرض التصلب اللويحي
أما بخصوص مسار مرض التصلب اللويحي فهو يختلف من مريض إلى آخر، بناءً على الفترة التي يعاني فيها المريض من انتكاسات أو تفاقم للأعراض، مقارنةً بالفترات التي تهدأ فيها الأعراض وتتراجع فيها شدة المرض. حيث يعتمد الأطباء على بعض المعايير التي يتوقعون بها تحسن حالة المريض في المستقبل، من ضمنها ما يأتي:[3]
- عدد قليل من نوبات المرض في السنوات الأولى بعد التشخيص.
- فترة أطول من الوقت الذي تهدأ فيه الأعراض بين النوبات.
- الشفاء التام أو شبه الكامل من أعراض الهجمات.
- الاختبارات العصبية تكون شبه طبيعية بعد خمس سنوات من التشخيص.
تأثير المرض على الحركة
هناك جانب آخر يتعلق بتأثير المرض على حركة المريض واحتمال تسببه في الإعاقة، وقد أشارت الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد إلى أن حوالي ثلثي المرضى قادرون على المشي بدون كرسي متحرك بعد عقدين من تشخيصهم، وسيحتاج البعض إلى عصا أو مشاية لتساعدهم في الحركة، بينما يحتاج عدد أقل من المرضى إلى كرسي متحرك لمساعدتهم على التغلب على صعوبات التوازن.[3]
أعراض التصلب اللويحي
يؤثر مرض التصلب اللويحي على الأشخاص بطريقة مختلفة، ونظراً لتأثير المرض على الجهاز العصبي المركزي الذي يتحكم في جميع وظائف الجسم، فمن الممكن أن تتأثر مناطق مختلفة من الجسم بالمرض، وغالباً ما تكون مشاكل الرؤية؛ مثل: الضبابية، والألم في عين واحدة من الأعراض الأولية للإصابة بهذا المرض. [1]
الأعراض الشائعة للتصلب اللويحي
من ضمن الأعراض الشائعة لمرض التصلب اللويحي ما يأتي: [1][2]
- ضعف العضلات.
- التنميل والوخز.
- الدوخة والدوار.
- سلس البول.
- مشاكل في الأمعاء.
- التشنجات العضلية.
- العجز الجنسي.
- الاكتئاب والقلق.
- ضعف الذاكرة وصعوبات التعلم.
- تغيرات في نمط المشي والحركة.
الأعراض غير الشائعة للتصلب اللويحي
هناك بعض الأعراض الأقل شيوعاً من ضمنها ما يأتي: [2]
- الصداع.
- التشنجات.
- صعوبة التنفس.
- فقدان السمع.
- صعوبة البلع.
- اضطرابات الكلام.
أسباب التصلب اللويحي
لا يعرف الأطباء حتى الآن سبب الإصابة بالتصلب اللويحي، إلا أن هناك بعض عوامل الخطر التي يُعتقد أن تلعب دوراً في زيادة فرص الإصابة، من أهم هذه العوامل: [2]
- التدخين.
- العوامل الوراثية.
- نقص فيتامين د.
- نقص فيتامين ب12.
- أن يكون عمر المريض بين 20 إلى 40 سنة.
- الإصابة ببعض أنواع العدوى الفيروسية.
تشخيص التصلب اللويحي
يبدأ التشخيص بالفحص البدني والتعرف على التاريخ المرضي والعائلي للمريض، ويعتمد الأطباء على مجموعة من الإجراءات الطبية التي تساعد في التشخيص، من ضمنها: [2]
- تحليل السائل الشوكي: يساعد الإجراء على الكشف عن وجود أجسام مضادة تدل على إصابة المريض بعدوى سابقة، أو بروتين يؤكد إصابة المريض بالتصلب المتعدد.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يكشف هذا الإجراء عن وجود اللويحات في المخ والحبل الشوكي.
- اختبار الجهد المستحث: يتحقق هذا الاختبار من وظيفة الأعصاب عن طريق قياس النشاط الكهربائي في المخ والحبل الشوكي.
علاج التصلب اللويحي
لا يوجد حتى الآن علاج يشفي تماماً من مرض التصلب اللويحي، ويهدف العلاج إلى التحكم في الأعراض، إلى جانب تقليل معدل حدوث الانتكاسات، وهي الفترات التي يعاني فيها المريض من نوبات تتفاقم فيها أعراض المرض. هناك مجموعة من المسارات العلاجية التي تحقق هذه الأهداف، منها ما يأتي: [1][2]
الأدوية المعدلة للمرض
هناك العديد من الأدوية المعدلة للمرض (بالإنجليزية: Disease Modifying Drugs) تستخدم في خطة العلاج على المدى الطويل، تساعد هذه الأدوية على تقليل معدل حدوث الانتكاسات، إلى جانب إبطاء تقدم المرض، ومنع تكون لويحات جديدة في المخ والحبل الشوكي. [1]
أدوية علاج النوبات
يوصي الأطباء باستخدام جرعات عالية من الكورتيكوستيرويدات أثناء فترات الإصابة بنوبات المرض، تساعد هذه الأدوية على تقليل الالتهاب بسرعة، وتساهم في وقاية غلاف الميالين من التلف الناتج عن الأعراض. [1]
إعادة التأهيل البدني
يؤثر التصلب اللويحي على العديد من وظائف الجسم، الأمر الذي يفرض أهمية حفاظ المريض على لياقته البدنية، وقدرته على الحركة من خلال جلسات إعادة التأهيل البدني. [1]
استشارات الصحة النفسية
تؤثر معظم الأمراض المزمنة ومن ضمنها التصلب اللويحي على الحالة المزاجية للمريض، وقد تعرضه في نهاية الأمر إلى الإصابة بالاكتئاب، لهذا السبب تمثل جلسات الصحة النفسية جزءاً لا يتجزأ من خطة علاج المرضى؛ لتمنحهم دعماً نفسياً يساعدهم في رحلة التغلب على المرض. [1]
مضاعفات التصلب اللويحي
هناك بعض المضاعفات التي يحتمل أن يعاني منها مرضى التصلب اللويحي عند تطور الأعراض، من أهم هذه المضاعفات: [1]
- صعوبة في المشي.
- ضعف الذاكرة.
- فقدان السيطرة على الأمعاء والمثانة.
- المعاناة من بعض المشاكل الجنسية.
الوقاية من التصلب اللويحي
لم يتوصل الأطباء حتى الآن إلى طريقة تساعد على الوقاية من الإصابة بمرض التصلب اللويحي؛ نظراً لعدم وجود سبب علمي مؤكد للإصابة به، لكن هناك بعض الإرشادات التي تساهم في حماية المرضى من تطور الأعراض، أو بالأحرى إبطاء تقدم المرض، من ضمن هذه الإرشادات: [1]
- الإقلاع عن التدخين.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الابتعاد عن مصادر التوتر والقلق.
يعد التعامل مع مرض التصلب اللويحي تحدياً كبيراً بالنسبة للمريض والأطباء في نفس الوقت؛ نظراً لصعوبة التنبؤ بمسار المرض، أو المضاعفات التي يمكن أن يواجهها المريض في المستقبل، والتي تتباين بناءً على العديد من العوامل التي تختلف من مريض لآخر.