ما هي دهون الكبد

تعريف دهون الكبد

دهون الكبد أو مرض الكبد الدهني (بالانجليزية: Disease Fatty Liver) هي مشكلة طبية شائعة، تنتج عن تراكم الدهون الزائدة في الكبد، وعلى الرغم من أن وجود الدهون بمعدلات طبيعية في الكبد من الأمور المقبولة طبياً، إلا أن تراكمها بشكل زائد عن الحد من الممكن أن يؤثر على كفاءة الكبد.
لا تتسبب دهون الكبد في مضاعفات خطيرة بالنسبة لمعظم المرضى، إلا أن ما يقرب من 30% من المصابين بهذه الحالة يعانون من تدهور حالتهم بمرور الوقت؛ نتيجة لتعرض أنسجة الكبد إلى الالتهاب الشديد، ثم تتكون بعض الأنسجة الندبية التي تحل محل أنسجة الكبد السليمة مع تطور الحالة، حتى يصاب المريض في نهاية الأمر بمرض تليف الكبد. ^[1]

أسباب دهون الكبد

يتعرض كثير من المرضى إلى مشكلة الكبد الدهني دون أن يكون لهم تاريخاً مرضياً سابقاً، إلا أن هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمال التعرض لهذه المشكلة من أهمها: ^[2]

• السمنة المفرطة.
• التقدم في السن.
• متلازمة تكيس المبايض.
• التعرض لبعض السموم. 
• التهاب الكبد الوبائي سي.
• توقف التنفس أثناء النوم.
• فقدان الوزن السريع.
• الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
• ارتفاع مستوى الدهون في الدم، خاصةً الدهون الثلاثية.
• بعض الحالات الوراثية النادرة؛ مثل مرض ويلسون.
• وجود تاريخ عائلي للإصابة بإحدى مشكلات الكبد.
• تناول بعض الأدوية؛ مثل: التاموكسيفين، والميثوتريكسات، والأميودارون.
• الإصابة بما يسمى متلازمة التمثيل الغذائي، وهي تضم مجموعة من الأعراض؛ من ضمنها: ارتفاع ضغط الدم، ومقاومة الأنسولين، وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية، وارتفاع مستوى الكوليسترول.

أعراض دهون الكبد

غالباً لا تظهر أي أعراض على مرضى دهون الكبد حتى تتطور الحالة، ويصاب المريض بتليف الكبد، وهي حالة في منتهى الخطورة لأنها تعرض المريض إلى الفشل الكبدي، من أشهر أعراض تليف الكبد: ^{[1] [2]}

• ألم في البطن.
• شعور بالامتلاء في الجانب العلوي الأيمن من البطن.
• اصفرار الجلد وبياض العينين.
• فقدان الشهية والوزن.
• التعب الشديد والشعور بالإرهاق.
• انتفاخ البطن والساقين.
• بول داكن اللون.
• سهولة حدوث كدمات أو نزيف.
• براز شاحب اللون.
• تضخم الثدي عند الرجال.
• حكة في الجلد.

تحليل دهون الكبد

يعد تشخيص دهون الكبد من الأمور المعقدة إلى حد ما، فهناك نسبة كبيرة من المرضى لا يعانون من أي تضخم في الكبد أثناء قيام الطبيب بالفحص البدني، على الرغم من وجود التهابات شديدة في الكبد، لهذا السبب يوصي الأطباء بالقيام بمجموعة من التحاليل والإجراءات الطبية التي من شأنها أن تتحقق من إصابة المريض بدهون الكبد. ^[1]

تحاليل الدم

يعد تحليل إنزيمات الكبد هو الإجراء الأول الذي يطلبه الطبيب عند شعوره بالشك في احتمال إصابة المريض بالكبد الدهني، لأن ارتفاع إنزيمات الكبد هو المؤشر الأول الذي يعكس تعرض الكبد للالتهاب الشديد، تتضمن التحاليل قياس مستوى إنزيمي ALT وAST.
وعند ظهور النتائج التي تشير إلى ارتفاع مستوى إنزيمات الكبد، يوصي الطبيب بإجراء اختبارات أدق للتحقق من أسباب التهاب الكبد. ^[1]

الأشعة التصويرية

يوصي الأطباء بإجراء بعض صور الأشعة التي توضح صورة الكبد، وحجم الضرر والالتهاب الذي لحق بأنسجته، تعد الموجات فوق الصوتية والأشعة المقطعية هي الإجراءات الأكثر شيوعاً، وقد يلجأ الأطباء إلى إجراء موجات فوق صوتية متخصصة؛ للتحقق من كمية الدهون والأنسجة المتندبة في الكبد. ^[1]

عينة من أنسجة الكبد

 يعد هذا الإجراء هو الأكثر دقة في معرفة حجم التليف والالتهاب الذي لحق بأنسجة الكبد، وخلاله يستخدم الطبيب إبرة رفيعة جداً، ويقوم بسحب عينة صغيرة من أنسجة الكبد، بالاعتماد على مخدر موضعي؛ حتى لا يشعر المريض بالألم. ^[2]  

نسبة دهون الكبد الطبيعية

يعد وجود نسبة صغيرة من الدهون على الكبد من الأمور الطبيعية كما أوضحنا من قبل، لكن عندما تزيد نسبة الدهون عن 5 إلى 10% من وزن الكبد، تظهر مشكلة الكبد الدهني، التي من شأنها أن تعرض المريض لمخاطر تليف الكبد أو الفشل الكبدي في بعض الأحيان. ^[3]

علاج دهون الكبد

لا يوجد حتى الآن أي دواء تمت الموافقة على استخدامه في علاج دهون الكبد، لهذا السبب يمثل تغيير نمط الحياة، وتصحيح بعض العادات الخاطئة حجر أساس في علاج دهون الكبد.
ولحسن الحظ فإن أنسجة الكبد تمتلك قدرة كبيرة على إصلاح نفسها، إذا التزم المريض بجميع الإجراءات التي ينصح بها الطبيب، عند ذلك تقل دهون الكبد وتتراجع التهابات الكبد تدريجياً، وتتحسن بعض حالات التندب المبكرة.^[4]

أما أهم النصائح التي تساعدك على تخطي مشكلة الكبد الدهني:^[4]

• إنقاص الوزن تدريجياً، والحفاظ على الوزن المثالي.
• ممارسة التمارين الرياضية يومياً.
• تجنب تناول الكحول.
• تناول الأطعمة الصحية، وتجنب الدهون بقدر الإمكان.
• الحرص على تناول الأدوية التي تعالج السكري والكوليسترول والدهون الثلاثية.
• تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين E.

أطعمة تخفض دهون الكبد

هناك العديد من الأطعمة التي تعزز من خطتك في إصلاح التهاب الكبد، وإنقاص دهون الكبد تدريجياً، وتعد حمية البحر المتوسط هي الأكثر توافقاً مع مرضى الكبد الدهني؛ لأنها تضم مزيج من مضادات الأكسدة والدهون الصحية والكربوهيدرات المعقدة.^[4]
من أشهر الأطعمة التي تتضمنها حمية البحر المتوسط:^[4]

• الأسماك والمأكولات البحرية.
• المكسرات.
• الحبوب.
• الخضروات.
• زيت الزيتون.
• الأفوكادو.
• البقوليات.

يعاني معظم مرضى الكبد الدهني من حالة تسمى مقاومة الأنسولين، وفيها يصنع جسم المريض الأنسولين لكن لا يمكنه الاستفادة منه، لذلك يتراكم الجلوكوز في الدم، ويحوله الكبد إلى دهون. 

هناك بعض الدهون الصحية التي تساعدك على استخدام الأنسولين بشكل أفضل؛ تجنباً لتراكم الدهون في الكبد، من أشهر هذه الدهون الصحية: ^[4]   

• أحماض أوميغا 3: تتوفر في الأسماك والمكسرات وبذور الكتان والزيوت النباتية والخضروات الورقية.
• الدهون الأحادية غير المشبعة: توجد في المصادر النباتية؛ مثل: الزيتون والأفوكادو والمكسرات.

مضاعفات دهون الكبد

في كثير من الحالات تتحسن أعراض الكبد الدهني، خاصةً عند الاكتشاف المبكر للمرض، مع الالتزام بالنظام الغذائي، وتجنب العادات الصحية الخاطئة، لكن عند التأخر في التشخيص، لا يمكن تصحيح حالات التليف والتندب التي أصابت أنسجة الكبد.
وهنا يكون المريض أكثر عرضة لتطور المرض والإصابة بتليف الكبد والفشل الكبدي، وهي من الحالات التي تستدعي خضوع المريض لزراعة الكبد، كما يتعرض المريض في بعض الحالات المتقدمة للإصابة بمرض سرطان الكبد. ^[1]