ما هو مرض ثنائي القطب
- تاريخ النشر: الثلاثاء، 15 مارس 2022 آخر تحديث: السبت، 30 مارس 2024
اضطراب ثنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar Disorder) أو ما يطلق عليه اسم الاكتئاب الهلوسي (بالإنجليزية: Manic Depression) هو مرض يعاني المصاب به باضطرابات عاطفية واكتئاب حاد مع هلوسات وتغييرات حادة في المزاج. [1]
مفهوم مرض ثنائي القطب
هو مرض أقرب ما يكون إلى كونه اضطراباً يصيب الشخص فيه اكتئاب وحالات حزن شديدة، مع فقدانه للرغبة في عمل أو إنجاز أي مهمة مهما كانت بسيطة، يرافق ذلك كله انقلاباً حاداً في المزاج، فيصبح المريض مفعماً بالحيوية بشكل مفاجئ مما يؤثر على سلوكه وقدرته على التفكير بوضوح بسبب هذه التقلبات المزاجية. [1]
الأمر الذي دعا إلى تسميته بـ (المرض والاضطراب) هو كونه يستمر لفترات طويلة ومتقطعة، فقد تحدث التقلبات المزاجية عدة مرات خلال العام الواحد، ويستمر الاضطراب بشكل عام لمدى الحياة، من ذلك يحتاج المريض لخطة علاجية مطولة واستشارات نفسية يواظب عليها حتى يستطيع التعايش مع هذا المرض. [1]
أنواع اضطراب ثنائي القطب
تم تصنيف أنواع اضطراب ثنائي القطب لعدة أنواع تختلف بأعراضها وشدتها، ومدى استمراريتها على المريض ومسبباتها، وهي كالآتي: [1]
- اضطراب ثنائي القطب النوع الأول (بالإنجليزية: Bipolar I disorder): يواجه المريض في هذا النوع نوبات من الهلوسة خفيفة تليها نوبة شديدة تدفعه للانفصال عن الواقع، أي الدخول في حالة ذهان، بالإضافة لاكتئاب شديد وحاد، قد يصل لمرحلة الخطر.
- اضطراب ثنائي القطب النوع الثاني (بالإنجليزية: Bipolar II disorder): يعاني المريض هنا من نوبة اكتئاب شديدة دون الدخول في نوبة هوس أو ذهان، وتستمر لمدة أطول من النوع الأول، وهو أقل خطورة.
- اضطراب ثنائي القطب متقلب المزاج (بالإنجليزية: Cyclothymic disorder): يستمر المريض في هذا النوع لمدة عامين على الأقل التعرض لنوبات هوس خفيفة واكتئاب غير حاد.
- اضطراب ثنائي القطب المستحث: وهو يُستحث من تعاطي الأدوية باستمرار أو إدمان الكحول وهو غالبًا ما يكون مرتبطاً بأمراض أخرى مثل الإصابة بالتصلب المتعدد والاستمرار بسببه على أخذ الأدوية وبالتالي الإصابة باضطراب ثنائي القطب.
أعراض مرض ثنائي القطب
تقدر الفئة العمرية الأكثر تسجيلاً للإصابة بهذا المرض ما بين المراهقين وحتى بداية العشرينيات من أعمار الشباب، ولكنه مرض قد يصاب به أي شخص، وتتمثل أعراض مرض ثنائي القطب بمختلف أنواعه وفئاته في الآتي: [1]
أعراض الهوس البسيط والحاد
مرض ثنائي القطب يعني دخول المريض في حالات من الهوس الذي يختلف في درجة حدته ليكوّن هوساً حاداً (بالإنجليزية: Mania) والهوس الخفيف (بالإنجليزية: Hypomania)، أما عن أعراض الهوس بالتحديد فهي كالآتي: [1]
- شعور بزيادة كبيرة في النشاط والطاقة بشكل عام.
- تفاؤل غريب وتقلب في السلوك.
- شعور عالي بالثقة والرفاهية.
- عدم الرغبة بالنوم والحاجة له.
- أفكار مشتتة ومتسارعة.
- ثرثرة مبالغ فيها.
- ضعف في اتخاذ القرار.
أعراض الاكتئاب
تشخيص الاكتئاب يكون بملاحظة عدة أعراض على المريض يمارسها في حياته اليومية، من مثل: [1]
- مزاج مكتئب وحزن متواصل.
- فقدان الشغف والاهتمام.
- فقدان الوزن أو زيادته دون السعي لذلك.
- حالة من الأرق أو عكس ذلك تماماً بالنوم لساعات طويلة.
- تعب وملل مستمر.
- تفكير غير متزن والشعور بانعدام القيمة.
- التفكير بالانتحار.
أعراض مرض ثنائي القطب على الأطفال والمراهقين
هنالك صعوبة في تحديد أعراض ثنائي القطب على الأطفال والمراهقين، نظرًا لمواجهتهم وصعوبة التعامل معهم من الأساس، ولكن من الممكن أن يلاحظ الآباء نوبات اكتئاب حادة على أطفالهم، أو نوبات من الهوس الخفيف، وقد تختلف درجة هذه الأعراض من طفل إلى آخر وسرعة ظهورها واختفائها، أما عن أهم الأعراض التي يواجهها الأطفال هو التقلبات المزاجية الحادة والسريعة على خلاف عادتهم الطبيعية، هنا يسهل ملاحظة العرض من قبل الآباء أو المختصين [1] ، ويمكن تلخيص الأعراض في الآتي: [2]
- سعادة مفرطة.
- التصرف بسخافة شديدة.
- مشاكل في التركيز.
- مزاج قصير ومتقلب يؤدي إلى نوبات غضب.
- صعوبة في النوم أو نوم مفرط.
- تجربة سلوكيات خطيرة.
- حزن شديد.
- عدم الاهتمام بشيء.
- التفكير بالانتحار.
أعراض ثنائي القطب لدى النساء
تختلف أعراض مرض ثنائي القطب عند النساء في وقت النوبات ومدى شدتها، إذ يتم ملاحظتها غالبًا أثناء الحمل أو بعده، أو في العشرينيات أو الثلاثينيات من أعمارهن، فتكون كالآتي: [2]
- نوبات هوس معتدلة.
- نوبات اكتئاب أكثر من الهوس.
- انتكاسات وتغيرات مزاجية خلال فترة الدورة الشهرية والإباضة أو الحمل أو انقطاع الطمث.
أعراض ثنائي القطب عند الرجال
يعاني الرجال من عدة أعراض في حالة تشخيصهم بمرض ثنائي القطب، وهي: [2]
- يتم ملاحظة الأعراض وتشخيصها مبكرًا إذ تكون نوبات هوس شديدة.
- خطر تعاطي المخدرات جراء الهوس.
- عدوانية شديدة أثناء نوبات الهوس.
أسباب مرض ثنائي القطب
الأسباب الكامنة وراء الإصابة بمرض ثنائي القطب غير معروفة إلى الآن، ولكن قد يكون هنالك عوامل تساعد في نشوئها لدى المصاب، من مثل: [2]
- أسباب جينية: يكون ذلك بوجود أحد الأبوين مصاب بهذا المرض، فيكون طفلها أكثر عرضة للإصابة به من غيره، ولكن هذا الأمر غير مؤكد.
- أسباب عقلية: فقد تكون بنية دماغ المصاب مسؤولة عن إصابته بالمرض.
- عوامل بيئية: أي الجو العام المحيط بالمريض والعوامل الخارجية ومدى حثها للإصابة باضطراب ثنائي القطب مثل المرض والإجهاد والتجارب المؤلمة والفاشلة.
علاج اضطراب ثنائي القطب
علاج مرض ثنائي القطب يمكن أن يتم عبر اللجوء لعدة طرق فعالة، والتي قد تكون بأخذ الأدوية والعلاجات، أو استشارة طبيب نفسي ليتمكن من تشخيص أعراض مرض ثنائي القطب والتسجيل لجلسات علاجية نفسية عنده، أو من الممكن التوجه لأخذ جلسات تدريبية سلوكية لتحسين من أداء المريض وتصرفاته ويمكن تلخيص أهم العلاجات في الآتي: [2]
الأدوية
من الأدوية الممكن وصفها لمرضى ثنائي القطب:
- دواء كربونات الليثيوم (الاسم التجاري: CAMCOLIT) وهو من الأدوية المثبتة للمزاج إذ تهدئ من تقلباته المستمرة.
- دواء أولانزابين (الاسم التجاري: Benzopain) من الأدوية المضادة للهوس ومرض الذهان.
العلاج النفسي
يشتمل العلاج النفسي على:
- علاج سلوكي معرفي عبر التعرف على المريض والتحدث معه لمعرفة أفكاره وتغييرها.
- التربية النفسية بحث المريض على التعرف على نفسه وإيجاد العلاج المناسب له ولحالته.
- علاج النظم الشخصية والاجتماعية وهو يهدف لتحليل شخصية المريض ومساعدته على تنظيم حياته اليومية المتوافقة مع حياته الاجتماعية.
طرق علاجية أخرى
من الممكن تجربة طرق علاجية أخرى مع مريض اضطراب ثنائي القطب من مثل: [2]
- الصدمة الكهربائية.
- الأدوية المنومة.
- المكملات الغذائية.
- العلاج بالإبر.
طريقة التخفيف من نوبات المرض
يمكن لمريض ثنائي القطب اتباع النصائح التالية لتخفيف من أعراضه والتعايش مع المرض، وهذه النصائح كالآتي: [1] [3]
- المواظبة على التمارين الرياضية بشكل يومي من مثل ممارسة رياضة المشي، السباحة، أو قيادة الدراجة الهوائية، إذ أن الرياضة أثبتت فعاليتها في تخفيف أو علاج نوبات الاكتئاب والمساعدة على النوم بشكل أفضل، بالإضافة إلى المحافظة على صحة العقل والجسد.
- عمل خطة حياة متوافقة مع خطة علاجية تهدف إلى تنظيم حياة المريض وخلق أهداف يومية له للحفاظ على مزاجه من التقلبات وسلوكه إيضًا.
- الاستعانة بأفراد العائلة للمساعدة على تخفيف نوبات الهوس والاكتئاب ومراقبة مدى شدتها.
- الابتعاد عن تناول الكحول والمخدرات أو أية أدوية مهلوسة.
- الالتزام بجرعات الدواء الموصي بها الطبيب.
متى تَجِب زيارة الطبيب
الشخص المصاب بمرض ثنائي القطب قد لا يدرك إصابته به، ولكن الأشخاص المحيطين به من أزواجهم وعائلاتهم وحتى أطفالهم قد يشعرون بذلك وتضطرب حياتهم بسبب نوبات هذا المرض ومزاجية المصاب، من ذلك وعند ملاحظة ازدياد هذه الأعراض وخطورتها على المريض نفسه ومن حوله، لا بد من استشارة الطبيب النفسي المختص لمواجهة المرض والتخفيف من أعراضه على المريض، كما يجب عدم تركه بمفرده. [1] [3]
الاكتئاب وموجات الحزن الطويلة والمستمرة أمر لا يجب تجاهله، ولا بد من استشارة طبيب في ذلك، والبدء بمشاركة هذه النوبات مع الأشخاص المقربين لتجنب التسبب بممارسات خطيرة على النفس أو المجتمع المحيط، مرض ثنائي القطب يمكن التعايش معه وتخفيف حدة أعراضه بالتشخيص السليم وخطة العلاج الفعالة.