ما علاقة العصب المبهم بالإصابة بالقلق
- تاريخ النشر: الأحد، 04 ديسمبر 2022
يعد العصب المبهم أو العصب الحائر جزءً مهماً من جهازك العصبي، وهو العصب الوحيد الذي يبدأ من دماغك وينتهي في جهازك الهضمي، لذلك يطلق عليه أيضاً العصب الرئوي المعدي، فهل هناك علاقة ما بين العصب المبهم والإصابة بالقلق؟ تعرّف على ذلك وأكثر من خلال هذا المقال.
ما هو العصب المبهم
يعد العصب المبهم (بالإنجليزية: Vagus nerve) الأطول والأكثر تعقيداً من بين الأعصاب القحفية ويشار إليه عادة بالعصب الحائر أو العصب القحفي العاشر، ويعني العصب الحائر في اللغة اللاتينية "المتشرد"، وتشير هذه التسمية إلى المسار الذي يسلكه العصب الممتد عبر أعضاء الجسم المختلفة، حيث أنه يمتد من الدماغ عبر الوجه والصدر وصولاً للجهاز الهضمي.[1][2]
يحتوي العصب المبهم على ألياف لاودية (بالإنجليزية: Parasympathetic fibres)، لذلك فهو ينقل السيالات العصبية والإيعازات الحسية من خلال الجهاز العصبي اللاودي إلى الأعضاء التي يتصل بها ما بين الرأس إلى الأجزاء المستعرضة في الأمعاء الغليظة.
تتشعب الأدوار التي يقوم بها العصب المبهم فهو يتحكم في سرعة ضربات القلب، وحركة الامعاء الدقيقة وبعض أجزاء الأمعاء الغليظة، بالإضافة إلى تحكمه في عمليات النطق وآلية التعرق في جسم الإنسان، كما يؤثر أيضاً في العضلات اللإرادية التي توجد في البلعوم، كما يقوم أيضاً بنقل الإيعازات بالعكس؛ أي أنه يتلقى إشارات من الأعضاء الداخلية ويرسلها إلى الدماغ لتتم معالجتها.[3]
العصب المبهم والقلق
يُعرف القلق (بالإنجليزية: Anxiety) على أنه أحد الاضطرابات النفسية والفسيولوجية والتي تتلخص بعدم الارتياح والشعور غير السار، ويستجيب الدماغ للتوتر والقلق عن طريق زيادة إنتاج الهرمونات التي تنتقل من منطقة ما تحت المهاد إلى الغدة النخامية حيث تحفز إفراز هرمون آخر، والذي بدوره يمر عبر مجرى الدم إلى الغدد الكظرية لتحفيز إفراز هرمون الكورتيزول والأدرينالين.
يعمل الكورتيزول والأدرينالين كمثبطات للجهاز المناعي، وهذا هو السبب في أننا عندما نشعر بالتوتر والقلق ترفع احتمالية إصابتنا بالأمراض، كما يسبب التوتر والقلق المزمنين زيادة الغلوتامات في الدماغ، وهو ناقل عصبي يسبب الصداع النصفي والاكتئاب والقلق عندما ينتج بكميات زائدة، وفي ظل عدم مقدرة العصب المبهم على تنشيط إشارات الاسترخاء، فإن الجهاز العصبي الودي (بالإنجليزية: sympathetic nervous) يظل نشطاً، مما يجعل الشخص يستجيب باندفاع ويعاني من القلق.
تؤدي سلسلة الاستجابات السابقة في تورط العصب المبهم بإحداث العديد من الأعراض، مثل: الدوخة، ومشاكل الجهاز الهضمي، وعدم انتظام ضربات القلب، وصعوبة التنفس، والاستجابات العاطفية غير المتناسبة.[2]
طرق تحفيز العصب المبهم
يسمح تنشيط الجهاز العصبي نظير الودي (بالإنجليزية: Parasympathetic nervous system) بالشعور بالراحة والاسترخاء، وتنتقل السيالات العصبية تلك عبر العصب المبهم، وبذلك يمكن تنشيط العصب المبهم الذي يزيد الاسترخاء بعد المواقف العصيبة، ويدعم صحتك النفسية عن طريق ما يلي:[2]
التعرض للبرد
نحن نعلم أن التعرض للبرد ينشط العصب المبهم لأنه يحفز الخلايا العصبية الكولينية (بالإنجليزية: Cholinergic neurons) التي تعبر هذه الأعصاب، كشفت إحدى الدراسات أن التعرض المنتظم للبرد يساعد على تقليل استجابة الجهاز العصبي الودي (بالإنجليزية: Sympathetic nervous) والذي يحفز الشعور بالقلق والتوتر.
يمكن تطبيق ذلك عن طريق الاستحمام البارد لمدة 30 ثانية، أو بوضع منشفة مبللة بالماء البارد على الوجه، شرب كوب من الماء البارد بسرعة.
التنفس بعمق
يُنشَّط العصب المبهم عن طريق التنفس الحجابي أو التنفس بعمق، حيث أن التنفس العميق يجلب الهواء إلى الجزء السفلي من الصدر، ويفسره الدماغ على أنه ضرورة للتهدئة والاسترخاء.
يستنشق معظم الناس الهواء ما بين 10 إلى 14 مرة في الدقيقة ، ويكون ذلك التنفس سطحياً، أمّا التنفس العميق فيكون باستنشاق الهواء 6 مرات في الدقيقة.
التأمل أو اليوغا
يمكن أن يزيد التأمل من تحفيز العصب المبهم، وقد تم إثبات ذلك في إحدى الدراسات، حيث وُجِدَ أن خمسة أيام فقط من التأمل اليقظ يعزز المشاعر الإيجابية تجاه الذات التي تسبب تنشيط العصب المبهم، وهي نتيجة أفضل بكثير من تقنيات الاسترخاء التقليدية .
علاوة على ذلك، كشفت إحدى الدراسات أن ممارسة اليوغا أو التأمل تدعم تحفيز العصب المبهم الذي يزيد من إفراز النواقل العصبية التي تعزز الشعور بالهدوء والصفاء من خلال المساعدة في مكافحة القلق والتوتر.
تطبيقات تحفيز العصب المبهم
بعد دراسة نتائج تحفيز العصب المبهم، تمكّن الباحثون من توظيف تلك النتائج في التطبيقات الطبية، وذلك بوضع جهاز كهربائي صغير في الجسم عن طريق الجراحة تحت التخدير العام، ليقوم الجهاز بإرسال نبضات كهربائية بانتظام إلى الدماغ عبر العصب المبهم، مما يسمح هذا الإجراء الطبي في علاج مجموعة متنوعة من الحالات، وتتضمن ما يلي: [4]
- الصرع أو الصرع المقاوم للعلاج، حيث سمحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في 1997 باستخدام تحفيز العصب المبهم لعلاج الصرع المقاوم، لتقليل حدة نوبات الصرع أو إيقافها.
- الاكتئاب، وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام تحفيز العصب المبهم كعلاج للاكتئاب عام 2005.
التطبيقات الأخرى
يمكن استخدام هذا الإجراء الطبي في علاج مجموعة أخرى من الحالات الطبية، وتتضمن ما يلي:
- مرض ألزهايمر.
- اضطرابات القلق والتوتر.
- اضطراب ثنائي القطب.
ختاماً، نلاحظ أن العصب المبهم له دور مهم في العديد من وظائف الجسم، ويشكل رابطاً بين مناطق مثل الدماغ والأمعاء، وأثبتت العلاجات التي تركز على العصب المبهم أنها تساعد الأشخاص المصابين بالصرع والاكتئاب، كما أنها تُظهر نتائج واعدة لمرضى ألزهايمر واضطرابات القلق، ويعتقد الخبراء أن مزيداً من الأبحاث قد يثبت تطبيقات وعلاجات جديدة لأمراض أخرى.
- ↑ "مقال العصب المبهم" ، المنشور على موقع britannica.com
- أ ب ت "مقال العصب المبهم والقلق: كل ما تريد أن تعرفه" ، المنشور على موقع psychology-spot.com
- ↑ "مقال آلام الأعصاب وتلف الأعصاب" ، المنشور على موقع webmd.com
- ↑ "مقال كل ما تريد معرفته عن العصب المبهم" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com