لقاح كورونا ومقارنة بين أنواع اللقاح المتاحة
- تاريخ النشر: الجمعة، 20 نوفمبر 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 15 سبتمبر 2021
منذ أن بدأ وباء كورونا Covid-19 بالانتشار في أواخر عام 2019 أصبح الوصول إلى لقاحٍ لهذا المرض هو الشغل الشاغل لكافة المراكز الطبية والصحية حول العالم، واليوم بعد مرور قرابة عامٍ على إعلان أول حالةٍ بشرية لفايروس كورونا أصبح لدينا عدة إعلانات بخصوص لقاح كورونا كان أحدثها إعلان لقاح فايزر وبيوتنك، لكن هل سيكون هو اللقاح المنشود؟ وبماذا يختلف عن لقاح كورونا الصيني أو لقاح كورونا الروسي؟
آلية عمل لقاح كورونا
نتيجة عدم وجود لقاحٍ واحدٍ رسمي معتمد لفايروس كورونا حتى اليوم يجب أن نقول أنّ لقاحات الكورونا تعمل على مساعدة أجسادنا على تطوير مناعةٍ ضدّ فايروس كورونا دون الحاجة لأن نُصاب بالمرض، إذ يعمل كلّ نوعٍ من اللقاح بطريقةٍ مختلفة لتوفير الحماية للجسم. لكن جميع هذه اللقاحات تشترك في أنّها تترك لدى الجسم مخزوناً من خلايا الذاكرة كالخلايا اللمفاوية التائية (T-lymphocytes) أو الخلايا اللمفاوية البائية (B-lymphocytes) التي ستتذكر كيفية محاربة الفايروس في المستقبل.
في الوقت الحالي تنقسم لقاحات كورونا إلى 3 أنواع رئيسية هي:
- لقاحات مرسال الحمض النووي الريبي (mRNA vaccines) وهي لقاحات تحتوي على مواد من الفايروس الذي يُسبب الكورونا تُعطي خلايانا تعليماتٍ حول كيفية صنع نسخة غير ضارة من البروتين الفريد الخاص بالفايروس، وبعد أن يصنع الجسم نسخاً من البروتين يقوم بتدمير المادة الجينية الموجودة في اللقاح وتُدرك أنّ هذا البروتين لا ينتمي إلى الجسم بتصنع الخلايا اللمفاوية التائية والبائية التي ستتذكر كيفية محاربة الفايروس في المستقبل.
- لقاحات الوُحيدات أو الوُحيدات البروتينية (Protein subunit vaccines) حيث يتضمن هذا النوع من اللقاحات قطعاً من البروتينات الموجودة في فايروس كورونا بدلاً من وجود كامل الفايروس، وعند دخولها إلى الجسم يكتشف الجهاز المناعي وجود بروتينات غريبة فيبدأ بصنع الخلايا اللمفاوية التائية والبائية والأجسام المضادة.
- لقاحات الناقل الحي (Vector vaccines) التي تحتوي على نسخةٍ ضعيفة من فيروسٍ حي (فيروسٌ مختلف عن الفيروس المسبب لمرض كورونا Covid-19) تحمل المادة الوراثية الموجودة في فايروس كورونا وهو ما يُسمى الناقل الحي. وبمجرد دخول الفيروس إلى الجسم يتسبب بتصنيع البروتين الفريد المرتبط بفيروس كورونا وبالتالي تصنيع الجسم للخلايا التائية والخلايا البائية الضرورية لمحاربة الفيروس. [1]
شاهدي أيضاً: جهاز التنفس الصناعي وأهميته لمرضى فيروس كورونا
لقاح كورونا الروسي
لقاح كورونا الروسي الذي يحمل اسم سبوتنيك V (Sputnik V) هو لقاح من لقاحات الناقل الحي يستخدم الفيروس الغدي (Adenovirus) كحاوية لإيصال الحمض النووي لفيروس كورونا التاجي إلى الجسم.
تمّ الإعلان عن لقاح سبوتنيك V في مايو 2020 بعد أن صرّح مركز غاماليا الوطني لأبحاث علوم الأوبئة والأحياء الدقيقة أنّه طوّر لقاحاً ليس له أية آثارٍ جانبية، والجدير بالذكر أنّ لقاح سبوتنيك V طوّر في ذات المختبرات التي طورت ما يُشاع أنّه لقاحٌ فعال ضدّ الإيبولا وضد فيروس ميرس.
في 1 أغسطس 2020 أعلن وزير الصحة الروسي انتهاء التجارب السريرية للقاح سبوتنيك V وفي 20 أغسطس أعلن صندوق الاستثمار المباشر الروسي (RDIF) مرحلة اختبار اللقاح على 40 ألف متطوع لتأكيد الفعالية السريرية وفي 9 سبتمبر أعلن وزير الصحة الروسي انتهاء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح.
في 27 أكتوبر أعلن صندوق الاستثمار الروسي المباشر تقديم طلبٍ إلى منظمة الصحة العالمية لإدراجه ضمن قائمة الاستخدامات الطارئة.
بحلول 29 سبتمبر أعلن صندوق الاستثمار الروسي المباشر وجود طلباتٍ من أكثر من 50 بلداً في كلٍ من آسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، كما أعلنت شركة GL Rapha في كوريا الجنوبية عن اتفاقية لتصنيع حوالي 150 مليون جرعة من اللقاح الروسي.
أشارت أحدث التقارير من رويترز إلى أنّ التجارب قد بينت أنّ اللقاح الروسي فعال بنسبة 92% في حماية الناس من فيروس كورونا، كما أنّ التجارب السابقة بينت أنّ 85% ممن اختبروه لم يُعانوا من أي أعراض جانبية.
لقاح كورونا الصيني
يعتمد اللقاح الصيني الذي تُنتجه شركة سينوفاك على مبدأ اللقاح الخامل وهذا يعني أنّ الشركة تقوم بتنمية الفيروس بشكل كامل في المختبر وقتله وهي ذات الطريقة المستخدمة في لقاحات شلل الأطفال. هذه الطريقة التي تتبعها شركة سينوفاك تختلف عن الاستراتيجيات التي تقوم بها الشركات الأخرى مثل الاعتماد على الحمض النووي للمرضى لتطوير اللقاح.
حصلت شركة سينوفاك على الموافقة للبدء بالمرحلة الثانية من التجارب السريرية للقاح في 13 أبريل 2020، وفي 13 يونيو أعلنت عن نتائج أولية إيجابية للمرحلتين الأولى والثانية من التجارب السريرية.
لدراسة المرحلة الثالثة من التجارب السريرية دخلت سينوفاك في شراكة مع عدة شركات خارج الصين كانت إحداها في البرازيل والتي بدأت في 21 يوليو 2020 وأخرى في إندونيسيا في 11 أغسطس 2020. ولكنّ التجارب على المرحلة الأخيرة توقفت بسبب وفاة أحد المتطوعين لاختبار اللقاح ليتم استئنافها مجدداً بعد إجراء التحقيقات اللازمة.
أظهرت التجارب حتى الآن على مجموعة من البالغين الأصحاء بين 18 و59 عاماً على نتائج إيجابية في المرحلتين الأولى والثانية مما يُعتبر مؤشراً إيجابياً بخصوص اللقاح. [3]
لقاح فايزر وبيوتنك
الخطوة التي تقوم بها شركتا فايزر وبيوتنك تتضمن اختبار 4 لقاحاتٍ مختلفة بشكلٍ متزامن حيث يُشكل كلّ واحدٍ من هذه اللقاحات مزيجاً فريداً من مرسال الحمض النووي الريبي (mRNA) ومولد الضد المستهدف (Antigen).
تمّ نشر المخطوطة التي تصف البيانات السريرية الأولية المتعلقة بلقاح فايزر وبيوتنك في 1 يوليو 2020 على الإنترنت لتخضع لمراجعة النظراء من أجل النشر المحتمل، وفي 5 أغسطس بدأت الشركتان بالمرحلتين الثانية والثالثة من التجارب السريرية للقاح.
في 12 سبتمبر 2020 أعلنت الشركتان تقديم طلبٍ إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA لتوسيع التسجيل في المرحلة الثالثة من الاختبار لتشمل 44000 متطوع بهدف زيادة التنوع السكاني للدراسة، وفي 9 نوفمبر أعلنت الشركتان في بيانٍ لهما أنّ اللقاح كان ذا فعاليةٍ تجاوزت 90% [4]
متى سيكون لقاح كورونا جاهزاً
رغم التطورات والتقارير المبشرة بخصوص لقاح كورونا فمازال موعد توفر لقاح كورونا بشكل رسمي غير معروف، حيث أنّ توفر اللقاح يتطلب العديد من الشروط التي يجب تجاوزها أولاً إذ:
- يجب إثبات كون اللقاح آمناً وفعالاً بموجب التجارب السريرية
- يجب إجراء سلسلة من المراجعات المستقلة لأدلة الفعالية الأمان
- يجب أن تقوم منظمة الصحة العالمية بتحليل نتائج التجارب السريرية وتأثيرها على أعراض المرض بالإضافة إلى الفئات العمرية المستهدفة في الدراسة وعوامل خطورة المرض وغيرها لترك توصية بخصوص الموافقة على اللقاح ليتخذ المسؤولون في كلّ بلد قراراً بخصوص السماح باستخدام اللقاح من عدمه.
- يجب أخيراً توفير آلية لتصنيع اللقاحات بكمية كبيرة وهو الأمر الذي قد يُشكل تحدياً كبيراً أمام سرعة توفر اللقاح. [5]
شاهدي أيضاً: أعراض كوفيد 19
إذا خلاصة القول هنا فيما يتعلق بموعد توفر لقاح فيروس كورونا أنّ الأمر سيختلف بشكل كبير من دولةٍ لأخرى كما قد يختلف اللقاح الذي قد تستخدمه كلّ دولةٍ وفقاً لبعض سياسات الدول. ولكن وفقاً للتقديرات فمن المرجح أن يبدأ اللقاح بالتوفر في منتصف عام 2021 إن استمرت التقارير الإيجابية بالظهور.
- ↑ "مقال كيف تعمل اللقاحات" ، منشور على موقع https://www.cdc.gov/
- "مقال لقاح سبوتنيك V" ، منشور على موقع https://www.precisionvaccinations.com/
- ↑ "مقال لقاح كورونا فاك" ، منشور على موقع https://www.precisionvaccinations.com
- ↑ "مقال لقاح BNT162 SARS-CoV-2" ، منشور على موقع https://www.precisionvaccinations.com
- ↑ "مقال لقاحات مرض فيروس كورونا" ، منشور على موقع https://www.who.int