كيف يؤثر الحديث السلبي والانتقاد المستمر على صحتك النفسية؟

هل تعيش في بيئة محاطة بالحديث السلبي والانتقاد المستمر؟ قد يمر الواحد منّا بمحيط سيئ من الِأشخاص السلبين سواء في العمل، أو في العائلة أو أثناء سنوات الدراسة في الجامعة، فكيف يمكن التغلب على الحديث السلبي والانتقاد المستمر؟ وكيف يمكن أن نشكل درعًا يحمي صحتنا النفسية منها؟

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يومياً.

ما هي الصحة النفسية؟

وفقًا لتعريف منظمة الصحة العالمية، تُعرّف الصحة النفسية (بالإنجليزية: Mental health) بأنها حالة من الرفاهية التي يشعر فيها الفرد عند التعامل مع الضغوطات اليومية، وإقامة علاقات إيجابية، وتحقيق الأهداف الشخصية والمهنية، تكون في أفضل حالاتها.

 ببساطة، الصحة النفسية ليست مجرد غياب الاضطرابات النفسية، بل هي حالة من التوازن النفسي والقدرة على الاستمتاع بالحياة، وتعتبر هذه الحالة أساسية لتمتع الإنسان بصحة جيدة بشكل عام؛ لذا من الضروري أن نوليها اهتمامًا كبيرًا ونحرص على تعزيزها في حياتنا اليومية.

عوامل تؤثر على الصحة النفسية 

يجهل العديد من الأفراد حالتهم، أو يترددون في طلب المساعدة. وفقًا للتحالف الوطني للأمراض النفسية 43% من البالغين المصابين بالأمراض النفسية في الولايات المتحدة فقط يخضعون للعلاج النفسي، فيما يلي أبرز العوامل التي تؤثر على صحتنا النفسية:

• البيئة: تؤثر البيئة الاجتماعية على مشاعرنا وسلوكياتنا ورفاهيتنا العامة، مما يجعلها عاملًا مهمًا في تقييم الحالة النفسية.
• البيئة المحيطة والروابط الاجتماعية: توفر العلاقات الإيجابية مع العائلة والأصدقاء دعمًا عاطفيًا يقلل من التوتر، ويعزز تقدير الذات، بينما تزيد العزلة الاجتماعية من خطر الاكتئاب والقلق.
• المال والسكن: الاستقرار المالي والسكن الآمن يحافظان على الصحة النفسية الجيدة، حيث يمكن أن تؤدي الضغوط المالية والسكن غير المستقر إلى زيادة التوتر والاكتئاب.
• التغيرات في الظروف: تسبب التغيرات الكبيرة في الحياة، مثل: فقدان الوظيفة أو تفكك العلاقات، والتوتر، على الحالة النفسية، مما يزيد من خطر الأمراض النفسية، ولكن الجيد في الأمر أنه يمكن التغلب عليها.

تأثير الحديث السلبي على الصحة النفسية

يجب عدم الاستهانة بقوة الكلمة وتأثيرها على الصحة النفسية، فيما يلي تأثير الحديث السلبي على الصحة النفسية:

• الاكتئاب وانعدام الأمان: يمكن أن ينتج الحديث السلبي عن مشاعر الاكتئاب أو عدم الأمان، مما يزيد من حدة هذه المشاعر، ويصعب التخلص منها، حيث يساهم النقد المستمر والأفكار السلبية الساخرة في تشكيل مسارات عصبية تعزز مشاعر الحزن.
• اللجوء إلى عادات سيئة: الحديث السلبي قد يقود الشخص مع الوقت إلى عادات سيئة مثل فرط تناول الطعام، والتدخين، وإدمان مشاهدة التلفاز أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي.
• تشويه الحقائق والتركيز على الأشياء السلبية: يعمل الحديث السلبي والانتقاد المستمر على زيادة قدرة الدماغ على تشويه الحقائق الجيدة والحقائق الإيجابية، مما يصعب من تجاوز الأفكار السلبية.

• انخفاض تقدير الذات والثقة: إذا كنت محاطاً  بالانتقاد الدائم حول عملك وشخصيتك، ستشعر بشعور سيئ معظم الوقت، مما يؤثر على تقديرك لذاتك وثقتك بنفسك، ويؤدي إلى صعوبة في التعامل مع الآخرين.
• زيادة التوتر والقلق: الحديث السلبي يزيد من مستويات التوتر والقلق، وقد يساهم في ظهور أعراض القلق  واضطراب ما بعد الصدمة.

كيفية الحفاظ على صحتك النفسية أمام الحديث السلبي

على الرغم من تأثير الحديث السلبي والانتقاد المستمر على الصحة النفسية، إلا أنه يمكن التغلب على ذلك من خلال اتباع خطوات سهلة وبسيطة، إليك كيفية الحفاظ على صحتك النفسية أمام الحديث السلبي:

1. التعرف على الواقع: تعلم أن ترى الجوانب الإيجابية والسلبية في العالم، كلما أصبحت متفائلًا واقعيًا، زادت قدرتك على التركيز على الأمور الإيجابية.
2. عيش اللحظة: ركز على المهمة الحالية وتجنب الحديث الدائر حولك، وراقب أفكارك بدقة إذا دخلت فكرة سلبية إلى عقلك، استجب بثلاثة توكيدات إيجابية على الفور.
3. تبني الإيجابية: اجعل الإيجابية عادة يومية، وذلك من خلال المشاركة في الأنشطة التي تنمي الأفكار السعيدة مثل الهوايات، وقضاء الوقت مع الأحباء، والتأمل.
4. تحويل السلبية إلى عمل: استخدم المشاعر والأفكار السلبية كدافع لاتخاذ إجراءات إيجابية، على سبيل المثال، إذا لاحظت زيادة في الوزن، استخدم ذلك كدافع لاتباع نمط حياة أكثر صحة.
5. غير بيئتك المحيطة: حاول قضاء المزيد من الوقت مع الأشخاص الذين يرفعون من معنوياتك، ويجعلونك تشعر بالسعادة، وتجنب الأشخاص السلبيين وابحث عن صحبة تدعم رؤيتك الإيجابية للحياة.

في الختام، يمكن أن يكون الحديث السلبي والانتقاد المستمر عائقًا كبيرًا أمام الصحة النفسية، لكنه ليس نهاية الطريق، فيمكنك التغلب على ذلك بتبني التفكير الإيجابي والعيش في اللحظة الحالية، وبناء علاقات اجتماعية داعمة.