كيف حققت الإمارات إنجازات كبيرة في مجال الرعاية الصحية؟

يصادف اليوم الوطني الإماراتي، الاثنين 2 ديسمبر 2024، وهو يوم للاحتفاء بما حققته الإمارات من إنجازات كبيرة في مجال الرعاية الصحية. منذ تأسيسها، تبنت الدولة سياسات مبتكرة لتحسين خدماتها الصحية، مما جعلها تتصدر قائمة الدول الرائدة في هذا القطاع.

 في هذا المقال، سنتعرف على أبرز هذه الإنجازات التي جعلت من الإمارات نموذجًا عالميًا في الرعاية الصحية.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يوميًا.

استثمار الإمارات في التكنولوجيا الطبية الحديثة

لطالما كانت التكنولوجيا الطبية عنصرًا محوريًا في تحسين جودة الرعاية الصحية، وقد حرصت الإمارات على وضع هذا الجانب في صميم استراتيجياتها. عبر استثمارات كبيرة في أحدث الأجهزة الطبية والتقنيات المتطورة، نجحت الدولة في رفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة في مختلف التخصصات.

أصبحت الإمارات في طليعة الدول التي تعتمد الروبوتات في العمليات الجراحية، كما أصبحت الغرف الذكية  جزءًا أساسيًا من مشهد الرعاية الصحية في الإمارات، مما يعكس التزام الدولة بتبني أحدث التقنيات لتعزيز جودة الرعاية وتحقيق أفضل النتائج الطبية. تُظهر هذه الابتكارات تميز الإمارات كقائدة في المجال الصحي على مستوى الشرق الأوسط.

صُممت الغرف الذكية في الإمارات لتوفر تجربة مخصصة للمرضى، حيث تتيح لهم التحكم في بيئتهم بسهولة، بالإضافة إلى الوصول إلى تحديثات صحية والتواصل مع الطاقم الطبي بطريقة مريحة. أما الروبوتات، فهي تُستخدم في العمليات الجراحية والعلاج الطبيعي، مما يُسهم في تحقيق دقة عالية وتقليل فترات التعافي.

من أبرز الابتكارات التي تميزت بها الإمارات هو تقديم خدمات الرعاية الصحية عن بعد، خاصة خلال أزمة كورونا، حيث كانت الإمارات من أوائل الدول التي وفرت استشارات طبية عبر الإنترنت، ما أتاح للأفراد الوصول إلى الأطباء بسهولة وسرعة. هذا الإنجاز لم يكن مجرد استجابة للظروف الطارئة، بل يعكس رؤية طويلة الأمد لتبني حلول تقنية في تقديم الرعاية الصحية.

وفي إطار سعيها للريادة، تعمل الإمارات حاليًا على استكشاف تقنيات جديدة مثل العلاج بالخلايا الجذعية، إضافة إلى استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج أعضاء بديلة تُستخدم في العمليات الطبية. هذه المبادرات تؤكد أن الإمارات ليست فقط مستهلكًا للتقنيات الطبية، بل تسعى لتكون مركزًا عالميًا للابتكار في هذا المجال.

تطوير نظام الرعاية الصحية الحكومي

تعد دولة الإمارات من الدول الرائدة في تطوير نظام الرعاية الصحية الحكومي، حيث تسعى باستمرار لتوفير خدمات صحية متقدمة تلبي المعايير العالمية وتحقق رفاهية السكان. فيما يلي أبرز ملامح هذا التطوير:

• إطلاق منصة "تطمين":
  أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع بالتعاون مع الجهات الصحية الأخرى منصة "تطمين"، وهي الأولى من نوعها في المنطقة لتتبع المنتجات الدوائية وضمان سلامة سلاسل الإمداد للمرافق الصحية.

• زيادة الإنفاق على القطاع الصحي:
  شهدت ميزانية الرعاية الصحية الحكومية ارتفاعًا ملحوظًا على مدار السنوات. ففي عام 2016، تم تخصيص 3.835 مليار درهم، بينما ارتفعت الميزانية إلى 4.8 مليار درهم في عام 2023، ما يعكس الالتزام بالنهوض بالقطاع الصحي.

• تعزيز البنية التحتية الصحية:
  عملت الحكومة على تطوير المستشفيات والمراكز الصحية. بحلول نهاية عام 2021، بلغ عدد المستشفيات في الإمارات 166 مستشفى، منها 54 مستشفى حكوميًا. كما تم إنشاء 5,301 مركز وعيادة طبية.

• تطوير القوى العاملة الصحية:
  تضمن النظام الحكومي توفير كوادر طبية مدربة. في عام 2021، بلغ إجمالي القوى العاملة في القطاع الصحي الحكومي 135,929 شخصًا، منهم 27,268 طبيبًا و7,476 طبيب أسنان و59,798 ممرضًا.

• الاستثمار في التقنيات الحديثة:
  يركز النظام الصحي الحكومي على إدخال الذكاء الاصطناعي في الخدمات الطبية لتحسين الكفاءة وسرعة التشخيص. يأتي ذلك ضمن رؤية الإمارات 2071 لتحقيق الاستدامة والابتكار.

• استراتيجية الابتكار 2023-2026:
  تهدف الاستراتيجية إلى تعزيز استدامة القطاع الصحي الحكومي وتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031، بما يضمن تلبية الاحتياجات الصحية الحالية والمستقبلية.

• الاستجابة الإنسانية العالمية:
  يعكس النظام الحكومي جاهزية الإمارات للتعامل مع الأزمات الإنسانية، حيث قدمت الدولة مساعدات طبية لدول مثل سوريا وتركيا والسودان في حالات الكوارث الطبيعية.

تحسين مستوى الكوادر الطبية

تسعى دولة الإمارات إلى تعزيز قدرات الكوادر الطبية وتطويرها لضمان تقديم أفضل الخدمات الصحية للمجتمع، وتتم هذه الجهود من خلال عدة مبادرات وسياسات تهدف إلى رفع كفاءة العاملين في القطاع الصحي. وفيما يلي أهم الطرق التي تساهم في تحسين مستوى الكوادر الطبية:

• التدريب المستمر:
  تهتم الإمارات بتنظيم برامج تدريبية وورش عمل لتأهيل الأطباء والممرضين والفنيين في مختلف التخصصات الطبية. هذه البرامج تركز على تحديث مهاراتهم ومعارفهم بما يواكب التطورات العالمية في مجال الطب.

• المؤتمرات والمعارض الطبية:
  تستضيف الدولة العديد من المؤتمرات والمعارض الطبية على مدار العام، مما يتيح للكوادر الطبية فرصة التعرف على أحدث التقنيات الطبية وتبادل الخبرات مع الخبراء من مختلف دول العالم.

• التعليم الطبي المستمر:
  توفر الجامعات والمؤسسات التعليمية في الإمارات برامج تعليمية متخصصة للأطباء والعاملين في المجال الطبي، مع التركيز على التعليم الطبي المستمر لتعزيز قدراتهم وتحديث معارفهم.

• تعزيز البحث العلمي:
  تشجع الدولة على الاستثمار في البحث العلمي الطبي، مما يمنح الكوادر الطبية فرصة للمشاركة في دراسات بحثية تساهم في إيجاد حلول للمشكلات الصحية وتعزيز مهاراتهم البحثية.

إطلاق برامج الوقاية والرعاية الصحية المجتمعية

تسعى الإمارات إلى تحقيق الصحة الجيدة للجميع من خلال التركيز على الوقاية والتوعية الصحية، وهو ما يُعد جزءًا أساسيًا من استراتيجية النظام الصحي في الدولة، ويظهر ذلك من خلال ما يلي:
 

• تركز دولة الإمارات على تعزيز الصحة العامة من خلال برامج الوقاية والتوعية الصحية كجزء أساسي من استراتيجيتها لتحقيق نظام صحي متكامل.

• إلى جانب تقديم الخدمات العلاجية، تعمل الدولة على تقليل معدل الإصابة بالأمراض عبر إطلاق مبادرات وبرامج توعية صحية شاملة.

• يُعد برنامج التطعيمات الوطني من أبرز البرامج الوقائية، حيث يستهدف الأطفال والبالغين للحد من انتشار الأمراض المعدية وضمان سلامة المجتمع.

• في إطار مكافحة الأمراض المزمنة، تنظم المراكز الصحية في الإمارات حملات فحص طبي مجانية للسكان، بهدف الكشف المبكر عن أمراض مثل السكري وأمراض القلب وتقديم النصائح الطبية المناسبة.

• لم تغفل الإمارات الجانب النفسي، فقد أطلقت برامج دعم نفسي واجتماعي تساعد الأفراد على مواجهة التحديات النفسية، مما يسهم في تحسين الصحة العقلية للمجتمع.

ختامًا، لقد حققت الإمارات إنجازات كبيرة في مجال الرعاية الصحية، بفضل استثماراتها في التكنولوجيا الطبية، وتطوير نظام الرعاية الصحية الحكومي، وتحسين مستوى الكوادر الطبية، بالإضافة إلى إطلاق برامج الوقاية الصحية المجتمعية. ومن خلال هذه الجهود المستمرة، تواصل الإمارات تعزيز مكانتها كمركز رائد في مجال الرعاية الصحية على مستوى العالم.