كيف تغير مستقبل فقير مشرد بعد أن رفض آلاف الدولارات؟
يبدو من الصعب على الكثيرين إعادة الأموال الضائعة إلى أصحابها إن وجدوها، حيث يمكن للمرء أن يتردد عندما يجد أمامه آلاف الدولارات بلا صاحب حتى وإن كان لا يعاني ضيق الحال، إلا أن الأمر لم يكن يستدعي التردد بالنسبة لرجل يدعى إلمير ألفاريز، وهو فقير مشرد رفض المال فحصل على ما لم يكن في حسبانه يوما.
العثور على الشيك الضائع
يعاني الكثير من المشردين في الولايات المتحدة من إدمان المواد الممنوعة ومن المشكلات النفسية وربما من الماضي الإجرامي المؤسف، وهي دوافع قد تحفزهم على الاستفادة مما يجدونه من دون تفكير، لكنها لا تنطبق على فقير مشرد هو إلمير ألفاريز.
يعيش ألفاريز بين شوارع وطرقات مدينة نيو هيفن بولاية كونيتيكيت الأمريكية، حيث يبدو في نظر من يعرفه شخصا صالحا بالنسبة لظروفه القاسية، التي ألزمته بالبقاء بلا منزل، الأمر الذي تأكد فعليا مع عثوره على شيك بملغ مالي كبير لكنه لم يغير من سلوكه للحظة.
يحكي ألفاريز عن هذا الحادث المثير: «بينما كنت أعاني الفقر المدقع، وجدت هذا الشيك الذي تبلغ قيمته 10 آلاف دولار، لكنني لم أفكر ولو للحظة أن أستغل الأمر، فبالرغم من أنني كنت ارتكب الأخطاء منذ سنوات طويلة، فإنني الآن شخص مختلف، لذا كان علي إثبات ذلك».
إعادة الأموال الضائعة
بحث ألفاريز عن صاحب الشيك المفقود، والذي تبين أنها سيدة تدعى روبيرتا هوسكي، وهي مالكة لإحدى شركات العقارات، والتي لم تكن تتوقع أن يعود إليها المبلغ الضائع، كما أنها لم تتخيل أن يكون الشخص الذي يعيده هو فقير مشرد لا يمكنه توفير المسكن لنفسه.
تقول روبيرتا: «فوجئت بعودة الشيك بواسطة ألفاريز، هو أمر ملهم بإمكانه أن يغير الكثير من المعتقدات في أذهاننا جميعا».
استردت روبيرتا المبلغ المفقود بالفعل، ولكنها لم تكتف بشكر ألفاريز على هذا الموقف الرائع، بل أرادت أن تغير له حياته بدرجة دفعت الرجل المشرد إلى البكاء فرحا.
مستقبل واعد
بدأ الأمر عندما وفرت روبيرتا مسكنا مناسبا لألفاريز، حيث تكفلت بدفع قيمة 7 أشهر من الإيجار حتى يتمكن من الوقوف على قدميه، بل وساعدته على الالتحاق بأحد معاهد التأهيل للوظائف العقارية، حتى يجد الفرصة يوما من أجل العمل بنفس وظيفتها.
تدرك روبيرتا حجم المأساة التي عانى منها ألفاريز على مدار سنوات، لأنها عاشتها بالفعل كما تحكي: «كنت أعاني الفقر الشديد في الصغر، حيث كانت أمي تعمل بكل قوتها من أجل توفير أبسط أنواع الطعام لي، فيما كنا نعيش بأحد مراكز الإيواء، لذا فأنا أشعر بما يعانيه ألفاريز الطيب».
الآن، وبينما بدأ ألفاريز فعليا في مساعدة روبيرتا في بعض من أعمالها، فإنهما يخططان الآن للمساهمة في بناء منزل للمراهقين المشردين والفقراء من الصغار، حيث يعتبر هذا الأمر إلزاما من وجهة نظرهما، فيما يشعر ألفاريز الآن بأن حياته قد صارت أفضل كثيرا، والفضل إلى مبادئه التي لم تتجزأ في أصعب الأوقات.