;

فيضانات دبي لم تكن بسبب عملية تلقيح السحب

منخفض جوي ماطر مدمر اجتاح دبي، حيث يُلقى اللوم على عملية زراعة السحب التي تم إجراؤها مؤخرًا، لكن ما السبب الحقيقي خلف حصول العاصفة؟

  • تاريخ النشر: الخميس، 18 أبريل 2024 آخر تحديث: السبت، 27 أبريل 2024
فيضانات دبي لم تكن بسبب عملية تلقيح السحب

تشهد الإمارات العربية المتحدة حالة من الفيضانات الهائلة نتيجة للأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية التي هبت على المنطقة، مما تسبب في مشاهد صادمة  انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويظهر فيها الفيديو والصور لسيارات مهجورة على جوانب الطرق، وطائرات تعبر مدارج مطار دبي الدولي وهي مغمورة بالمياه، مما أسفر عن إلغاء مئات الرحلات وتعطيل الحركة الجوية في المطار الدولي الحيوي.

أمطار دبي لم تكن بسبب عملية تلقيح السحب!

توجهت التقارير الإخبارية والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي سريعًا إلى تحميل المسؤولية لعملية استمطار السحب أو ما يعرف بتلقيح السحب، فالإمارات لديها برنامج طويل الأمد لتحفيز تساقط المزيد من الأمطار  عن طريق تلقيح السحب.

تعتبر عملية استمطار السحب تقنية مميزة تستخدم لتحفيز تكوين الأمطار عن طريق تعديل السحب الجوية. في حالة دبي، حيث يكون المناخ جافًا والأمطار نادرة، يعتبر استخدام تقنية استمطار السحب أمرًا ضروريًا لزيادة فرص سقوط الأمطار وتحسين الوضع المائي.

تتم عملية استمطار السحب بإسقاط حبيبات ملحية تحت السحب باستخدام طائرة خاصة. تقوم هذه الحبيبات الملحية بجذب الماء نحوها، مما يساعد في تكوين الغيوم وزيادة فرص سقوط الأمطار. هذا الإجراء يعتمد على تحفيز التكاثف المائي، حيث يتم تحويل الرطوبة الموجودة في الهواء إلى قطرات ماء أو بلورات ثلج تتجمع لتشكل قطرات مطر أو حبيبات ثلج تتساقط على الأرض.[1]

أمطار دبي لم تكن بسبب عملية تلقيح السحب!

على الرغم من أن استمطار السحب تعتبر تقنية واعدة لزيادة كمية الأمطار في المناطق الجافة، إلا أنها تحتاج إلى دراسات دقيقة وإجراءات تنظيمية لضمان فعاليتها وسلامتها البيئية.

في حين يُلقى اللوم على تلقيح السحب فيما يتعلق بفيضانات دبي، إلا أن الحقيقة أكثر تعقيدًا، فعلى الرغم من أن الإمارات كانت تقوم بعمليات تبريد السحاب هذا الأسبوع، حيث تقوم بأكثر من 300 عملية سنويًا، فإنه من الصعب القول بأنها كانت مسؤولة عن الفيضانات. في الواقع، وفقًا لتصريح مركز الأرصاد الوطني لدى الإمارات لشبكة سي أن بي سي، فإنه لم يتم تبريد أي سحب قبل أن تضرب العاصفة يوم الثلاثاء.

 في هذه الحالة، إذا كان لتبريد السحاب أي تأثير، فإنه سيكون فقط لزيادة طفيفة في كمية الهطول. ولم يتم الاتفاق بعد على فعالية تبريد السحاب في المناخات الدافئة، وحتى لو كانت فعالة، فإن تبريد السحاب لا يمكن أن ينتج مطرًا من الهواء الخالي، بل يمكنه فقط تعزيز ما هو موجود بالفعل في السماء.

لكن السبب الحقيقي وراء فيضانات دبي هو أنها غير مجهزة بشكل جيد للتعامل مع الأمطار، فقد توسعت المدينة بسرعة خلال العقود القليلة الماضية، دون أن تولي اهتمامًا كافيًا للبنية التحتية مثل مصارف العواصف التي يمكن أن تساعدها على التعامل مع تدفق مفاجئ للمياه، فهي بالغالب من الأسمنت والزجاج، وهناك قليل جدًا من المساحات الخضراء لامتصاص الأمطار، مما ينجم عنه ما حصل مؤخرًا.[1]

أمطار دبي لم تكن بسبب عملية تلقيح السحب!

ومع ذلك، تغير المناخ يلعب دورًا في زيادة تواتر وشدة العواصف، ولذا فإن مخططي المدن يعملون على جعل المدن أكثر مرونة للتعامل مع هذه التحديات. في دبي، يمكن تعزيز البنية التحتية لتصريف الأمطار وتحويل المدينة إلى مساحات أكثر قدرة على استيعاب المياه، بدلاً من الاعتماد على تقنيات الحالية.[1]

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!