غرغرينا القدم
- تاريخ النشر: الإثنين، 28 مارس 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 27 سبتمبر 2022
تُعد غرغرينا القدم من الحالات الطبية الحرجة التي لا يُستهان بها؛ لذلك سنناقش فيما يلي أهم المعلومات عنها، بدايةً من الأعراض والأسباب وأنواعها المختلفة، حتى المضاعفات وطرق التشخيص. وأخيراً وأهم ما يبحث عنه القارئ هو كيفية الوقاية، وسبل العلاج.
ما المراد بغرغرينا القدم
تُصنف غرغرينا القدم (بالإنجليزية: Foot gangrene) كإحدى الحالات شديدة الخطورة والحرجة التي لها عواقب وخيمة إذ لم تُعالج على الفور، التي تحدث نتيجة انقطاع التدفق الدموي إلى مجموعة من الأنسجة بالقدم؛ مما يؤدي إلى تدمير هذه الأنسجة وموتها، ثم يبدأ تغير لون هذه المنطقة إلى الأخضر المائل إلى السواد.
مع الأسف فإن الغرغرينا قد تنتشر في أماكن أخرى من الجسم إذا أهملها المريض ولم تُعالج، وتسبب ما يُعرف باسم الصدمة الإنتانية (بالإنجليزية: Septic shock) التي قد تؤدي إلى الوفاة. [1]
أنواع غرغرينا القدم
تنقسم غرغرينا القدم إلى عدة أنواع، منها ما هو شائع، مثل: الغرغرينا الجافة والرطبة، والبعض الآخر أقل شيوعاً، أما عن هذه الأنواع فهي:
الغرغرينا الجافة
يشيع حدوث الغرغرينا الجافة (بالإنجليزية: Dry gangrene) عادةً مع مرضى السكري، أو مرضى القلب والأوعية الدموية، أو في حالة الأمراض المناعية؛ إذ إن الإصابة بهذه الأمراض تتعلق بمشكلة ضعف تدفق الدورة الدموية خاصةً للأطراف، لذا فهذا النوع يختلف عن الأنواع الأخرى أنه لا يرتبط بحدوث عدوى حتى تتكون الغرغرينا.
مع حدوث الإصابة يبدأ الجلد في الجفاف، ثم يتغير اللون من البني إلى الأزرق المائل إلى الأرجواني ثم في النهاية يتحول إلى الأسود. [2]
الغرغرينا الرطبة
تتكون الغرغرينا الرطبة (بالإنجليزية: Wet gangrene) نتيجة تعرض الشخص إلى جرح أو حرق بالقدم الذي يسبب تضرر الأنسجة، ومع عدم وصول الدم الكافي المُحمل بالأكسجين لهذه المنطقة؛ تصبح عرضةً للعدوى.
أيضاً يُلاحظ تغير طبيعة الجلد للمنطقة المصابة فيتورم ثم يُكوِّن بثوراً أو حبوباً ممتلئة بالصديد، والجدير بالذكر أن هذا النوع من الغرغرينا أخطر من الغرغرينا الجافة؛ لسهولة انتشار هذه العدوى البكتيرية إلى باقي أجزاء الجسم. [2]
الغرغرينا الغازية
تُصنف الغرغرينا الغازية (بالإنجليزية: Gas gangrene) كأحد الأنواع النادرة مقارنةً بالنوعين السابقين، وفيها تكون البكتيريا المطثية (Clostridia bacteria) المسؤولة عن حدوث العدوى في منطقة الإصابة؛ إذ إنها تسبب تشكيل فقاعات غازية، وتكوْن السموم بهذه المنطقة؛ ومن ثَم التسبب بموت هذه الأنسجة. [2]
هناك أيضاً أنواع أخرى من الغرغرينا، التي تؤثر على أعضاء أخرى من الجسم عدا القدم، مثل:
- الغرغرينا الداخلية (بالإنجليزية: Internal gangrene): تصيب الأعضاء الداخلية وبالأخص القولون والزائدة الدودية.
- غرغرينا فورنير (بالإنجليزية: Fournier’s gangrene): تحدث بسبب عدوى تصيب المنطقة التناسلية، وتكون في الرجال بنسبة أكبر من النساء. [2]
- غرغرينا ميليني (بالإنجليزية: Meleney’s gangrene): يسبب هذا النوع النادر جروحاً مؤلمة بالجلد بعد أسبوع أو أسبوعين من الخضوع لجراحة، أو التعرض لإصابة بسيطة. [2]
أعراض غرغرينا القدم
تختلف الأعراض من نوع لآخر؛ حيث إن لكل نوع أعراضاً مميزة له عن غيره كما يلي: [1] [2]
الغرغرينا الجافة
تتمثل الأعراض في النقاط التالية:[1] [2]
- الجلد اليابس.
- تغير اللون من الأزرق إلى الأسود.
- الإحساس بالبرودة والتنميل في المنطقة المصابة.
- الألم.
الغرغرينا الرطبة
أما عن أعراض هذا النوع فهي كالتالي:[1] [2]
- تورم الجلد.
- الألم.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- تحول لون المنطقة المصابة من الأحمر إلى البني، ثم الأرجواني، ثم الأزرق، فالأخضر المائل إلى الأسود، حتى تصل إلى اللون الأسود.
- البثور والقروح المحتوية على الصديد.
- ظهور شعر خفيف في المنطقة المصابة، أو اختفاؤه تماماً.
- وجود خط فاصل بين الجلد السليم والمصاب.
الغرغرينا الغازية
تتشابه أعراض الغرغرينا الغازية مع أنواع الغرغرينا الأخرى، بالإضافة إلى مجموعة من الأعراض المميزة لها، مثل:[1] [2]
- سرعة اتساع رقعة الإصابة.
- ألم بالجلد المصاب مع تورمه.
- تختلف ألوان تغير الجلد؛ فيتحول من اللون الشاحب إلى الأحمر أو البرونزي، ثم أخيراً يصل إلى اللون الأخضر المائل إلى السواد.
- تكوْن بثور أو حبوب ممتلئة بسائل بني أو أحمر.
- خروج إفرازات بنية أو حمراء ذات رائحة تشبه الوقود من النسيج المصاب.
- ظهور نُفاخ تحت الجلد (Subcutaneous emphysema).
أسباب غرغرينا القدم
يرجع السبب الأساسي في حدوث كل أنواع الغرغرينا إلى قصور في الدورة الدموية، ونقص الإمداد الدموي المحمل بالأكسجين إلى جزء معين من الجسم، بالإضافة إلى ذلك فإن هناك عوامل أخرى خاصة بكل نوع تسهم في تطوره وحدوثه، فنجد أن غرغرينا القدم الجافة من أسبابها ما يلي: [3] [4]
غرغرينا القدم الجافة
- الإصابة بأمراض تؤثر على طبيعة الأوعية الدموية، مثل: ضغط الدم المرتفع، ومرض الشريان المحيطي.
- داء السكري.
- مرض رينود (بالإنجليزية: Raynaud Disease).
- الحروق الشديدة.
- التعرض إلى البرودة العالية، أو الصقيع.[3] [4]
غرغرينا القدم الرطبة
- الجروح العميقة التي تدمر الأنسجة وتعرضها للعدوى البكتيرية.
- الإصابة المسبقة بغرغرينا القدم الجافة، ثم تعرضها لعدوى.
- ضعف الجهاز المناعي نتيجة مرض معين، مثل: مرض الإيدز، أو السكري، أو نتيجة الخضوع لجلسات العلاج الكيميائي والإشعاعي.
- الانصمام أو الانسداد الشرياني. [3] [4]
عوامل خطورة غرغرينا القدم
توجد مجموعة من العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بغرغرينا القدم، سواء كانت نتيجة مرض معين، أو لأسباب عارضة، من ذلك على سبيل المثال: [1] [2] [3]
- التهاب الزائدة الدودية.
- مرض تصلب الشرايين.
- الجلطات.
- الإصابة بالفتق (بالإنجليزية: Hernia).
- داء السكري.
- مرض رينود.
- الخضوع إلى جراحة موخراً.
- السمنة.
- التدخين.
- المشروبات الكحولية.
- الجروح العميقة المؤثرة على الأنسجة.
- ضعف المناعة.
- الحياة في بيئة ذات ظروف مناخية قاسية البرودة.
مضاعفات غرغرينا القدم
يترتب على الإصابة بغرغرينا القدم بعض المضاعفات المحتملة، خاصةً مع عدم اهتمام المريض بالعلاج وتهاونه فيه؛ مما يجعله عرضةً لحدوث المضاعفات الآتية: [2] [4]
- الانتشار السريع للغرغرينا في سائر أجزاء الجسم.
- الاضطرار إلى الخضوع إلى جراحة ترميمية، وذلك في حالة تكوْن الكثير من الندبات بسبب الغرغرينا.
- البتر.
- وصول العدوى إلى الدم؛ مما يتسبب في حدوث الصدمة الإنتانية.
- الوفاة.
تشخيص غرغرينا القدم
يعتمد الطبيب في التشخيص الأولي على فحص المريض ومعرفة تاريخه المرضي السابق والحالي، ثم بعد ذلك يوصي بإجراء مجموعة من التحاليل والأشعة للتأكد من الإصابة ومدى شدتها، ومن هذه الفحوص ما يلي: [1] [2] [3]
- عمل مزرعة باستخدام عينة من النسيج المصاب، أو من السائل المتكون داخل البثور.
- تحليل الدم؛ للكشف عن وجود البكتيريا.
- التصوير بالرنين المغناطيسي، والأشعة السينية، والأشعة المقطعية؛ لتحديد درجة انتشار وتوسع الغرغرينا.
- تخطيط للشرايين (بالإنجليزية: Arteriogram) في حالة شك الطبيب بأن السبب في الغرغرينا خلل بطبيعة الدورة الدموية.
طرق علاج غرغرينا القدم
توجد عدة طرق وأساليب مختلفة مستخدمة للعلاج، ولكن تحديد الطبيب للطريقة المناسبة لكل مريض تتوقف على عدد من المقومات هي: [1] [2] [3] [4]
- عمر المريض.
- الحالة الصحية، والتاريخ المرضي السابق.
- درجة الإصابة.
- مدى قبول المريض لطرق العلاج المختلفة سواء كانت أدوية، أو جلسات علاجية معينة.
بعد أخذ العوامل السابقة بعين الاعتبار يقرر الطبيب الخطة العلاجية الملائمة، التي قد تشمل أكثر من طريقة من الطرق الآتية:
الجراحة
يُطلق على هذه العملية الإنضار (بالإنجليزية: Debridement) وتُعد هي الاختيار الأول في العلاج، فهي تهدف إلى إزالة الجلد الميت والمساعدة في الحد من انتشار العدوى إلى الأجزاء السليمة.
المضادات الحيوية
تُستخدم المضادات الحيوية عن طريق الوريد في حالة الإصابة بالغرغرينا الرطبة فقط، وذلك بغرض القضاء على البكتيريا في المنطقة المصابة.
العلاج باليرقات
( بالإنجليزية: Maggot Therapy) وهو من الطرق غير الجراحية البديلة لجراحة الإنضار علاوةً على كونه غير مؤلم، ويعد من الطرق التي ما زالت تُستخدم حتى الآن، وفيه يضع الطبيب يرقات الذباب المعملية المعقمة على المنطقة المصابة؛ لتؤدي دورها ألا وهو أكل النسيج الميت والبكتيريا دون التأثير على الجلد السليم.
المعالجة بالأكسجين عالي الضغط
(بالإنجليزية: Hyperbaric oxygen therapy) تعد هذه التقنية الحديثة من العلاج من التقنيات الواعدة التي فعلًا لوحظ فاعليتها خاصةً مع مرضى السكري، وتعتمد على وضع المريض بداخل غرفة ذات ضغط معين، مع ضخ الأكسجين تحت ضغط عالٍ. تهدف هذه الطريقة إلى توصيل كمية كبيرة من الأكسجين إلى منطقة الإصابة؛ مما يؤدي إلى تحفيز عملية التئام الجرح والمساعدة على القضاء على البكتيريا. قد يحتاج المريض إلى حوالي 20 جَلسة أو أكثر للوصول إلى النتيجة المنشودة.
رأب الأوعية الدموية
(بالإنجليزية: Angioplasty) يلجأ الطبيب إلى هذا النوع من الجراحة إذا كانت المشكلة بسبب ضعف التدفق الدموي، فتساعد هذه العملية على توسيع الشرايين؛ وبالتالي تحسين أداء الدورة الدموية.
سبل الوقاية
لا شك أن الوقاية خير من العلاج؛ لذلك فإن هناك عدة نصائح يُوصى باتباعها لتجنب الإصابة بالغرغرينا أو تدهورها، بالأخص للأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة، مثل: [1] [2] [3]
- الانتباه إلى أي جرح أو قرحة ومتابعة تطورها باستمرار.
- تجنب استخدام أي وصفات منزلية، أو تركيبات كيميائية دون استشارة الطبيب.
- الاهتمام بنظافة الجروح وغسلها بالماء الدافئ؛ لمنع العدوى.
- الإقلاع عن التدخين.
- الحفاظ على الوزن الصحي؛ لأن الوزن الزائد يمثل ضغطاً إضافياً على الشرايين، ويؤثر على سريان الدم بداخلها.
- الذهاب إلى الطبيب على الفور عند ملاحظة أي تغير غير طبيعي في لون الجلد.
- ارتداء الأحذية الملائمة، مع استخدام الجوارب.
- تجنب مشي المريض حافي القدمين.
- الحفاظ على حرارة الجسم قدر المستطاع، وتجنب التعرض لموجات البرد القارصة.
ختاماً، إن هذا المقال الذي قدمنا به كل المحاور الأساسية التي قد تهمك حول موضوع غرغرينا القدم، ونوصيك بأهمية اتباع النصائح اللازمة لتجنب الإصابة، وكذلك الحرص على عدم استخدام أي دواء دون استشارة الطبيب المختص.
- ↑ "مقال الغرغرينا أنواعها وأعراضها وعوامل الخطر والتشخيص" ، المنشور على موقع healthline.com
- ↑ "مقال الغرغرينا" ، المنشور على موقع webmd.com
- ↑ "مقال ما تحتاج أن تعرفه عن الغرغرينا" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com
- ↑ "مقال الغرغرينا" ، المنشور على موقع hopkinsmedicine.org