عيوب ومميزات الرضاعة الصناعية

ما إن تنتهي فترة الحمل وتحدث الولادة، تبدأ مرحلة ثانية من حياة الأم وهي مرحلة الإرضاع، إذ يمكن أن تكون فيها الرضاعة إما طبيعية أو رضاعة صناعية، فما هي الرضاعة الصناعية، وما هي عيوب ومميزات هذه الرضاعة؟ وهل يوجد جدول زمني للرضاعة الصناعية؟ وما هي النصائح خلال هذه الرضاعة؟

الرضاعة الصناعية

الرضاعة الصناعية (بالإنجليزية: Formula Feeding) التي تعد النوع الثاني من أنواع الرضاعة للطفل، حيث تعد خياراً صحياً أيضاً. في هذا المقال سنتحدث عن عيوب ومميزات الرضاعة الصناعية.

من الممكن أن تكون الرضاعة الصناعية ليست باختيار الأم، إذ يمكن ألا يتقبل الطفل حديث الولادة الرضاعة الطبيعية، أي الرضاعة من الثدي، وعلى العكس أيضاً من الممكن ألا يتقبل الرضاعة الصناعية.

مع ذلك فقد تلجأ الكثير من الأمهات إلى الرضاعة الصناعية، ذلك لأنها بديل صحي وسهل عن الرضاعة الطبيعية بالدرجة الأولى، كما أنّ له العديد من الفوائد الأخرى، لكن لهذه الرضاعة أيضاً عيوب.  ^[1]

عيوب الرضاعة الصناعية

على الرغم من أنّ الرضاعة الصناعية تنتشر بشكل كبير بين الأمهات، نظراً لما لها من فوائد كثيرة، إلا أنّ لها الكثير من العيوب التي تتضمن الآتي:  ^[2]

الحليب الصناعي ليس مغذياً كاملاً

من الجدير بالذكر بأنه أياً كانت جودة الحليب الصناعي، وأياً كانت شركته المنتجة فإنّه لن يماثل حليب الأم الطبيعي، إذ يحتوي حليب الثدي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل كي ينمو، ويتطور بطريقة صحيحة وطبيعية.

بالإضافة إلى ذلك فإنّ الحليب الصناعي ثقيل على معدة الطفل، على عكس الحليب الطبيعي الذي يكون خفيفاً، عدا عن أنّ الحليب الصناعي قد يؤدي إلى إصابة الطفل بالسمنة في مرحلة الطفولة المبكرة. ^[2]

الحاجة إلى تحضير زجاجة الحليب

لا يحتاج حليب الثدي إلى تحضير أو إجراءات للرضاعة الطبيعية، بينما يحتاج الحليب الصناعي إلى تحضير قد يستغرق وقتاً، إذ لا بد بالدرجة الأولى من تحضير زجاجة الحليب بطريقة صحيحة.

بالإضافة إلى الحاجة للحفاظ على نظافة الزجاجة، ذلك من خلال غسلها وتعقيمها، وسكب الحليب في الزجاجة وتدفئتها، أي يوجد الكثير من الخطوات التي ينبغي على الأم القيام بها، كما يمكن أن يؤدي التعقيم غير الصحيح لزجاجة الحليب إلى إلحاق الضرر بصحة الطفل. ^[2]

التكلفة المالية

لا يكلف حليب الثدي الطبيعي أو يزيد من المصاريف المالية، على عكس الحليب الصناعي الذي يحتاج إلى شراء الحليب، وزجاجة حليب جيدة النوعية، بالإضافة إلى شراء فرشاة لتنظيفها، كما تحتاج الرضاعة الصناعية إلى شراء مضخة للحليب، عدا عن إمكانية استبدال زجاجات الحليب من فترة لأخرى، أي إضافة تكاليف مالية زائدة كل شهر، عدا عن دخول الأم في دوامة ما هو أفضل حليب للطفل. ^[2]

التأثير على صحة الأم

يمكن أن يؤثر نوع الرضاعة بما فيها الرضاعة الصناعية على صحة الأم، ذلك لأنّ الرضاعة هي عملية ترابط ما بين الطفل والأم، إذ يلامس جلد الطفل جلد الأم في الرضاعة الطبيعية، مما يزيد الترابط بينهما.

كما أشارت بعض الدراسات إلى أنّ النساء اللاتي يخترن الرضاعة الطبيعية بدلاً من إرضاع الطفل بالزجاجة، لديهن عوامل خطر أقل للإصابة بسرطان الثدي، والمبيض، بالإضافة إلى هشاشة العظام. ^[2]

الرضاعة الصناعية غير مريحة

من الممكن ألا يرتاح الطفل عند الرضاعة بزجاجة الحليب، إذ يترتب على المرأة حمل زجاجات حليب نظيفة، وحليب صناعي، وحلمات أطفال، بالإضافة إلى بعض المستلزمات عند الخروج من المنزل، كما أنه قد يكون من الصعب على الأم التحكم بالرضاعة الصناعية.

علاوة على ذلك فإنّ الرضاعة الصناعية في الفترات الليلة أمر مرهق، إذ تحتاج الأم إلى الاستيقاظ مرة أخرى وتحضير رضعة الحليب لإطعام الطفل. ^[2]

عدم تقبل الطفل الرضاعة الصناعية

على الرغم من أنّ الكثير من النساء يلجأن إلى الرضاعة الصناعية، إلا أنّ الأطفال في كثير من الأحيان يحدث لديهم عدم تقبل للرضاعة الصناعية، هذا يعني التفكير بطريقة أخرى لإمداد الطفل بالعناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن التي يحتاجها بشكل كبير، خاصة في هذه المرحلة من النمو، حتى يتكيف مع البيئة الخارجية. ^[2]

مميزات الرضاعة الصناعية

من الممكن أن يكون للرضاعة الصناعية العديد من الفوائد أيضاً، لكن أياً كانت هذه الفوائد فإنّها لن تكون مماثلة للفوائد التي يحصل عليها الطفل من خلال الرضاعة الطبيعية، على أية حال تتضمن مميزات الرضاعة الصناعية الآتي: ^[2]

يمكن لأي شخص إطعام الطفل

لا يمكن لأي شخص غير الأم إرضاع الطفل رضاعة طبيعية، بينما الرضاعة الصناعية يمكن لأي شخص أن يقوم بها، كما يشار إلى أنّ الرضاعة الصناعية قد تسمح أيضاً للأب أن يتواصل مع الطفل، أو الأخوة، أو أفراد الأسرة الآخرين، كون هذا النوع من الرضاعة لا يرتكز بشكل أساسي على الأم. ^[2]

يمكن القيام بها في الأماكن العامة

قد تسبب الرضاعة الطبيعية حرجاً بالنسبة للأمهات، كونها تحتاج إلى كشف الثدي، إذ لا تتمكن الكثير من الأمهات في بعض الأحيان العثور على مكان لإرضاع الطفل، أمّا الرضاعة الصناعية فيمكن فعلها في أي مكان خارج المنزل، بعد أن يتم تحضير زجاجة الحليب وإرضاع الطفل. ^[2]

مفيدة للأطفال المصابين بعدم تحمل اللاكتوز

تتضمن فوائد الرضاعة الصناعية أيضاً أنها خيار جيد للأطفال المصابين بعدم تحمل اللاكتوز، إذ لا يستطيع الطفل في حالات نادرة معالجة الحليب الذي ينزل من ثدي الأم، حيث تعرف هذه الحالة بعدم تحمل اللاكتوز، لذا فإنّ الرضاعة الصناعية تعد خياراً جيداً بما فيها الحليب الذي يحتوي على حليب بروتين الصويا. ^[2]

سهولة تتبع كمية رضاعة الطفل

في الرضاعة الطبيعية لا يمكن تحديد الكمية التي قام الطفل برضاعتها، أمّا في الرضاعة الصناعية فإنّه يتم وضع كميات معينة من الحليب في الزجاجة، لذا يمكن للأم معرفة الكمية التي رضعها الطفل سواءً بشكل يومي، أو أسبوعي، كما قد يكون من السهل فطام الطفل من الرضاعة الصناعية. ^[2]

الجدول الزمني للرضاعة الصناعية

تختلف كمية الرضاعة الصناعية بالاعتماد على عمر الطفل، إذ إنه في عمر اليوم تكون معدة الطفل صغيرة جداً، حيث يحتاج إلى ما يتراوح بين 1-1.4 ملعقة صغيرة من الحليب، كما أنه عندما يكبر تتمدد معدة الطفل وتنمو، ليحتاج إلى كمية أكبر، كما تشير الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال باتباع الأم جدول زمني للرضاعة الصناعية، فيما يلي توضيح ذلك:  ^[3]

1. عمر الطفل أسبوعين: ينصح الأطباء بإعطاء الطفل 15 مل من الحليب في كل رضعة، بعد ذلك ما يتراوح بين 30-90 مل في كل رضعة لمدة ثلاث رضعات.
2. عمر الطفل حتى شهرين: في هذا العمر ينصح بإعطاء الطفل ما يتراوح بين 60-120 مل من الحليب في كل رضعة، ذلك كل ثلاث أو أربع ساعات.
3. عمر الطفل حتى أربعة شهور: ينصح بإعطاء الطفل ما يتراوح بين 120-180 مل من الحليب في كل رضعة، ذلك كل أربعة أو خمس ساعات.
4. عمر الطفل حتى عام: كلما تقدم الطفل في العمر كلما زادت كمية الحليب الصناعي، إذ يحتاج الأطفال ما بين 4-6 شهور إلى ما لا يزيد عن 240 مل من الحليب الصناعي، وحتى يصل إلى عمر العام.

نصائح استخدام زجاجة الحليب الصناعي

من المهم عند القيام بالرضاعة الصناعية اتباع بعض التدابير التي تحافظ على إرضاع الطفل الصناعي بطريقة صحيحة، حيث تتضمن هذه النصائح الآتي:  ^[4]

• عدم إعطاء الطفل أي نوع من أنواع السوائل بما فيها العصائر، أو الحليب البقري تحت عمر العام، ذلك لأنها قد تلحق ضرراً بمعدته.
• من الضروري تجنب إضافة الحبوب إلى زجاجة الحليب الصناعي.
• عدم إضافة العسل لزجاجة الحليب إذا كان عمر الطفل أقل من سنة.
• استشارة الطبيب عند وجود أي مشكلة في إرضاع الطفل.

في الختام لا بد من التأكيد على أهمية وفوائد الرضاعة الطبيعية، إذ لا شيء يضاهي فوائدها، لكن للرضاعة الصناعية العديد من المميزات أيضاً، مع ذلك فإنّ اختيار الطفل والعديد من العوامل هي التي تحدد النوع الذي سيعتمد عليه في الرضاعة.