علاج مغص الأطفال
- تاريخ النشر: الإثنين، 21 مارس 2022 آخر تحديث: الأحد، 13 نوفمبر 2022
تشعر كثير من الأمهات بالعجز أمام آلام المغص التي يعاني منها الأطفال، فالمغص من أكثر المشاكل الشائعة التي تتكرر كثيراً وتسبب إزعاجاً شديداً لكل أم، فما هي طرق علاج مغص الأطفال؟ وما هي أهم أسبابه وأعراضه؟
ما هو مغص الأطفال
المغص (بالإنجليزية: Colic) هو مشكلة شائعة تؤثر على طفل من كل خمسة أطفال، يعاني الطفل في هذه المشكلة من ألم في البطن، ويعبر عن شعوره بهذا الألم من خلال نوبات متكررة من البكاء الذي يستمر على الرغم من عدم شعور الطفل بالجوع، أو معاناته من أي مشكلة صحية تسبب هذا البكاء المتواصل. [1]
يعد المغص عند الأطفال من المشكلات المؤقتة التي تختفي تدريجياً مع تطور عمر الطفل، حيث تبدأ الأعراض في الظهور في أغلب الأطفال عند بلوغهم حوالي ثلاثة أسابيع، وتختفي تلقائياً عند إكمالهم ثلاثة إلى أربعة أشهر. [2]
علاج مغص الأطفال في المنزل
لا تعد الأدوية خياراً أساسياً في علاج مغص الأطفال، فهناك العديد من الطرق المنزلية البسيطة التي تساعد على تهدئة آلام المغص عند الأطفال بمنتهى الفعالية، نلقي الضوء في السطور القادمة على أشهر هذه الطرق. [2]
حمل الطفل
يستجيب كثير من الأطفال وتهدأ أعراض المغص لديهم نسبياً عند حمل الأم لهم، فهو من الأمور التي تقلل من التوتر والغضب لديهم، لهذا السبب يُفضل أن تحمل الأم طفلها أطول فترة ممكنة أثناء النهار باستخدام حاملة الأطفال؛ لأن ذلك يساعد على الحد من نوبات المغص التي تتضح عند أغلب الأطفال أثناء ساعات الليل. [2]
وضع الطفل على بطنه
يساعد وضع الطفل على بطنه على تهدئة آلام المغص، كما يمكنك تدليك ظهر الطفل برفق أثناء البكاء؛ لأن التدليك يساعد على تمرير الغازات التي تؤدي إلى تفاقم أعراض المغص عند الأطفال، ينبغي أن تنتبه كل أم إلى وضع الطفل على بطنه فقط عندما يكون مستيقظاً، وأن يتم ذلك تحت مراقبتها. [2]
التحرك بالطفل
تساعد الحركة المستمرة للطفل على تشتيته والتخفيف من حدة آلام المغص، يمكنك وضع الطفل على أرجوحة الأطفال وستلاحظين اختفاء نوبات البكاء تدريجياً، كما يمكنك الذهاب في جولة سريعة بالسيارة مع الطفل حتى تتحسن أعراض المغص. [2]
الوضع المستقيم بعد الرضاعة
يعاني بعض الأطفال من مشكلة الارتجاع المعدي المريئي (بالإنجليزية: Gastroesophageal Reflux Disease)، وهو مرض يعاني فيه الأطفال من حرقة في المعدة؛ نتيجة لارتداد الحليب مرة أخرى إلى المريء. [2]
يساعد إبقاء الطفل في وضع مستقيم بعد الرضاعة على الحد من آلام المعدة، على عكس وضع الاستلقاء بعد الرضاعة مباشرة الذي يؤدي إلى تفاقم أعراض ألم المعدة. [2]
استبدال حليب الرضاعة
يحدث مغص الأطفال في كثير من الأحيان نتيجة لتحسس الطفل من أحد مكونات الحليب الصناعي، في هذه الحالة يمكنك استبدال الحليب الصناعي إلى نوع آخر يعتمد على مصادر بروتينية أخرى قد تكون أسهل في الهضم، ولا تسبب نفس أعراض المغص التي يعاني منها الطفل. [2]
علاج مغص الأطفال بالأدوية
لا يوصي الأطباء عادةً باستخدام أدوية لعلاج مغص الأطفال؛ نظراً لكون المغص جزءاً طبيعياً من حياة الأطفال في مراحلها الأولى، لكن هناك بعض الأدوية التي أثبتت فعاليتها في علاج مغص الأطفال ويمكن الاعتماد عليها في حالة عدم قدرة الأم على السيطرة على آلام المغص، نستعرض في السطور القادمة أشهر هذه الأدوية. [3]
السايميثيكون
يعد السايميثيكون (الاسم التجاري: Gas X Drops) من أشهر الأدوية المستخدمة في علاج مغص الأطفال، فهو يساعد على التخلص من غازات البطن عند الأطفال وتسهيل طردها عن طريق تجشؤ الطفل أو خروج الريح، يصف الأطباء 2.5 مللي من هذا الدواء بعد كل رضعة، يمكن إضافة نقاط الدواء إلى زجاجة الرضاعة، أو إعطائها مباشرةً في فم الطفل. [3]
قطرات اللاكتاز
اللاكتاز هو عبارة عن إنزيم طبيعي موجود في أجسامنا، يساعد هذا الإنزيم على تكسير سكر الحليب (اللاكتوز) إلى جزيئات يسهل امتصاصها من الجهاز الهضمي، قد يعاني بعض الأطفال من نقص هذا الإنزيم في جهازهم الهضمي، لهذا السبب تظهر آلام المغص لديهم مباشرةً بعد الرضاعة. [3]
تساعد قطرات اللاكتاز (الاسم التجاري: Lactaid) على تخفيف آلام المغص التي يعاني منها بعض الأطفال بعد الرضاعة، لكن هذا لا يعني بالضرورة إصابتهم بنقص إنزيم اللاكتاز، لهذا السبب يفضل استشارة الطبيب لاستبعاد إصابة الطفل بهذه المشكلة إذا تكررت نوبات المغص بعد الرضاعة. [3]
أدوية لا يجب استخدامها
هناك بعض الأدوية التي ينبغي أن تتجنب أي أم استخدامها في علاج مغص الأطفال، تضم هذه الأدوية: [3]
- ديسيكلومين: استخدم هذا الدواء في فترة سابقة كعقار لنوبات المغص، لكن وجد أن له كثير من الآثار الجانبية التي تهدد صحة الأطفال؛ مثل: صعوبة التنفس، وضعف العضلات، والتشنجات، وفقدان الوعي.
- شاي الينسون النجمي: كان هذا النوع من الأعشاب شائعاً في علاج المغص سابقاً، لكن تراجع استخدامه الآن نتيجة لوجود بعض الأنواع السامة من الينسون النجمي.
أسباب مغص الأطفال
لا يوجد سبب واضح إلى الآن يفسر حدوث المغص عند الأطفال، لكن يعتقد البعض أن هناك علاقة بين نوبات المغص المتكررة التي يعاني منها معظم الأطفال في شهورهم الأولى، وبين عدم قدرتهم على التأقلم بعد خروجهم من رحم الأم إلى العالم الخارجي، مما يجعلهم يشعرون بالتوتر والقلق الذي ينعكس على شكل أعراض المغص. [2]
بالإضافة إلى ذلك هناك بعض العوامل التي يُعتقد أنها تزيد من احتمال حدوث المغص، تضم هذه العوامل: [1]
- الغازات الناتجة عن دخول الهواء إلى القناة الهضمية أثناء الرضاعة أو البكاء.
- إصابة الطفل بالارتجاع المريئي.
- حساسية الطعام أو الألبان.
- معاناة الأم من التوتر العصبي الذي يؤثر على الطفل ويسبب أعراض المغص.
أعراض مغص الأطفال
تظهر أعراض المغص عند الأطفال عادةً على شكل نوبات متكررة من البكاء المتقطع دون سبب واضح، قد تستمر هذه النوبات في بعض الأحيان لساعات دون توقف، ينبغي أن تستبعد الأم معاناة الطفل من الجوع أو من أي مشكلة صحية أخرى؛ حتى تتأكد من ارتباط بكاء الطفل بأعراض المغص. [1]
إلى جانب نوبات البكاء المستمرة، هناك بعض الأعراض الأخرى التي تعكس مغص الأطفال، تضم هذه الأعراض: [3] [1]
- تقوس ظهر الطفل، وشد عضلات بطنه عند البكاء.
- تغير لون وجه الطفل إلى اللون الأحمر أثناء نوبات البكاء.
- قيام الطفل بسحب أرجله حتى تصل إلى بطنه.
- ضغط الطفل بأصابعه على يده.
- عدم انتظام نوم الطفل.
- فقدان الطفل رغبته في الرضاعة أو تناول الطعام.
- إصابة الطفل بالغازات في بعض الأحيان.
متى يجب زيارة الطبيب
على الرغم من شيوع مشكلة مغص الأطفال وعدم خطورتها، إلا أن هناك بعض الأعراض التي ينبغي أن تلتفت إليها كل أم، وتتوجه فوراً إلى الطبيب عند ظهورها إلى جانب المغص، تضم هذه الأعراض: [1]
- الإصابة الإسهال.
- ارتفاع درجة حرارة الطفل.
- وجود دم في براز الطفل.
- عدم زيادة وزن الطفل إلى المعدل الطبيعي المناسب لعمره.
- القيء خاصةً الذي يكون لونه أخضر، أو يختلط ببعض قطرات الدم.
المغص من أكثر المشكلات الشائعة التي يتعرض لها كثير من الأطفال في مراحل عمرهم الأولى، وينطوي علاج مغص الأطفال على كثير من الطرق المنزلية البسيطة التي تخفف آلام المغص، كما يوصي الأطباء باستخدام بعض الأدوية عند فشل الأم في علاج الأعراض بالطرق التقليدية المعروفة.