علاج مرض هودجكن

مرض هودجكن أحد أنواع مرض السرطان الذي يستهدف الجهاز اللمفاوي في الدم -جزء من الجهاز المناعي يقاوم البكتيريا والفيروسات-، وفي حال الإصابة به ترتفع نسبة كرات الدم البيضاء في الجسم بصورة كبيرة؛ مما تؤدي إلى تضخم العقد اللمفاوية في الجسم، تعرف على علاج مرض هودجكن وأكثر في هذا المقال.

مرض هودجكن

يعرف هذا المرض باسم لمفومة هودجكن (بالإنجليزية: Hodgkin"s lymphoma) وهو نوع من سرطان الدم الذي يبدأ في الجهاز اللمفاوي، ويتكون هذا الجهاز من مجموعة من الأعضاء والعقد اللمفاوية والأوعية الدموية تصل إلى جميع الجسم. ^[1]

يساعد الجهاز اللمفاوي الجهاز المناعي في التخلص من البكتريا والجراثيم، وتسمى كرات الدم البيضاء داخل الجهاز اللمفاوي باسم الخلايا اللمفاوية وهي التي ينشأ بداخلها مرض تورم الغدد اللمفاوية هودجكن، وتتطور الخلايا اللمفاوية إلى نوع آخر يسمى الخلايا اللمفاوية ب والتي تُنتج بروتينات تسمى الأجسام المضادة تساعد الجهاز المناعي على محاربة الجراثيم. ^[1]

في سرطان الغدد اللمفاوية هودجكن تنمو الخلايا اللمفاوية بشكل غير طبيعي وخارج عن السيطرة، وتزاحم كرات الدم البيضاء السليمة؛ مما يعيق من قدرتها على محاربة العدوى، وينقسم مرض هودجكن إلى نوعين هما: ^[1]

مرض هودجكن الكلاسيكي

مرض هودجكن الكلاسيكي (بالإنجليزية: Classical Hodgkin lymphoma) هو الأكثر شيوعاً بين الأشخاص إذ يمثل 95% من حالات الإصابة، ويُميز من خلال احتواء العقد اللمفاوية على كمية صغيرة من خلايا ريد ستيرنبيرغ (بالإنجليزية: Reed-Sternberg cells) تحاط بخلايا الدم البيضاء السليمة.

سرطان الغدد اللمفاوية هودجكن المهيمن

سرطان الغدد اللمفاوية هودجكن المهيمن (بالإنجليزية: Nodular lymphocyte predominant- Hodgkin lymphoma) هو النوع الأكثر ندرة من حالات الإصابة بهذا السرطان وينمو ببطء ويمثل حوالي 5% من نسبة الإصابة، ويكون أكثر شيوعاً في الرجال عن النساء ويصيب الغدد الليمفاوية ويشخص في المرحلة المبكرة من المرض ويحتاج علاج أقل كثافة من النوع الأول.

علاج مرض هودجكن

تعتمد خطة العلاج على صحة المريض العامة وعمره ومدى انتشار السرطان في جسمه، ويجب مناقشة خطة العلاج مع العديد من الأطباء وغيرهم من المتخصصين في الجوانب المختلفة لعلاج سرطان هودجكين، ويُعرف هذا بفريق متعدد التخصصات (بالإنجليزية: MDT) الذي سيوصي بأفضل خيارات العلاج للمريض، وتشمل خيارات العلاج ما يلي: ^{[1] [2]}  

العلاج الكيميائي

يستخدم العلاج الكيميائي في قتل خلايا السرطان في مرض هودجكن، ومن مميزاته وصوله لجميع أجزاء الجسم؛ لأنه يمر عبر الدم لأنه يؤخذ عن طريق التنقيط الوريدي (العلاج الكيميائي الوريدي) في الحالات المتقدمة من السرطان وربما يستخدم معه العلاج بالإشعاع. ^{[1] [2]}

أما في الحالات المبكرة من السرطان فربما يؤخذ العلاج الكيميائي على شكل حبوب لتخفيف الأعراض، وفي بعض الأحيان يُدمج العلاج الكيميائي الوريدي مع الحبوب للتخلص من المرض. ^{[1] [2]}

العلاج الإشعاعي

يستخدم أشعة عالية الطاقة لتدمير الخلايا السرطانية، وقد يكون العلاج الإشعاعي وحده كافياً لعلاج المرحلة المبكرة من سرطان الغدد الليمفاوية هودجكن، أما النوع الكلاسيكي فيحتاج إلى العلاج الإشعاعي بعد العلاج الكيميائي. ^{[1] [2]}

ينيم المريض على طاولة ليحيطه جهاز الإشعاع ويدور حوله وتسلط الأشعة على العقد اللمفاوية المصابة من الجسم بالإضافة إلى المنطقة المحيطة بها؛ لتجنب انتشار المرض، وقد يحتاج المريض لعدة جلسات من الإشعاع تصل إلى خمس جلسات في الأسبوع لعدة أسابيع. ^{[1] [2]}

زراعة نخاع العظام

من الممكن أن تكون زراعة نخاع العظام (بالإنجليزية: Bone marrow transplant) والتي تسمى زراعة الخلايا الجذعية خياراً واضحاً في حال فشل العلاج الكيميائي والإشعاعي، يحدث في هذه العملية نقل للخلايا السليمة والتي تسمى الخلايا الجذعية إلى الجسم المصاب لتحل محل الخلايا المسرطنة داخل نخاع العظام، ويوجد نوعان من زراعة نخاع العظام ألا وهما: ^[1]

• زراعة الخلايا الجذعية الذاتية: تؤخذ الخلايا الجذعية من الجسم وتجمد وتحفظ قبل البدء في العلاج الكيميائي والإشعاعي ثم بعد ذلك تُعاد إلى الجسم بعد فك التجميد؛ لإنتاج نخاع عظمي سليم.
• زراعة الخلايا الجذعية الخيفية: تزال الخلايا الجذعية السليمة من متبرع لتحل محل نخاع العظم المسرطن داخل جسم المريض، وتحدث هذه في حال فشل عملية زراعة الخلايا الجذعية الذاتية.

العلاجات الدوائية الأخرى

 تستخدم بعض العلاجات الأخرى في بعض الأحيان مع العلاج الكيميائي كعلاج أكثر كثافة للحالات المتقدمة من المرض مثل: ^{[1] [2]}

• الستيرويدات: يستخدم هذا الدواء بجانب العلاج الكيميائي إذ لم ينجح العلاج الأولي أو في حالات تقدم المرض.
• العلاج الموجه: تقضي هذه الأدوية على الخلايا السرطانية دون المساس بالخلايا السليمة مثل العلاج الكيميائي، ويضاف دواء الريتوكسيماب إلى العلاج الكيميائي في حال الإصابة بمرض تورم العقد اللمفاوية هودجكن.
• العلاج المناعي: ترفع الأدوية المناعية من كفاءة الجهاز المناعي لدى المريض مما تساعده على مقاومة السرطان.
• البرينتوكسيماب فيدوتين: عقار جديد يستخدم في علاج نوع محدد من مرض هودجكن ويسمى (بالإنجليزية: CD30-positive Hodgkin’s lymphoma).

العلاجات البديلة

قد تساعد بعض العلاجات البديلة في تخفيف أعراض المرض ولكنها لا تعالج المرض وتشمل بعض العلاجات التقليدية ومنها: ^[1]

• الوخز بالإبر.
• العلاج بالتدليك.
• العلاجات الطبيعية.
• تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا.

بعد انتهاء فترة العلاج، ستحتاج إلى مواعيد متابعة منتظمة لمراقبة تعافيك والتحقق من أي علامة توحي بعودة السرطان من جديد.

علاج مرض هودجكن بالأعشاب

هناك علاجات عشبية يمكن استخدامها لمواجهة مرض هودجكن ومن هذه العلاجات: ^[3]   

1. السواطير: (بالإنجليزية:Cleavers ) نوع من الأعشاب يمكن أن يكون بمثابة منشط ومدر للبول للجهاز اللمفاوي، ويساعد على التخلص من السموم في الأنسجة ويطهر الجهاز اللمفاوي من خلال المسالك البولية.
2. البقدونس: يمكن أن يساعد في إيقاف أو تعطيل الإنزيم الذي يحفز نمو السرطان.
3. الشاي الأخضر: يحتوي على خصائص مضادة للسرطان تساعد على تقليل نمو الورم ومحاربة الخلايا السرطانية، كما يساعد على قطع إشارات الاتصال التي تحتاجها الخلايا السرطانية من أجل البقاء.
4. فطر ريشي: (بالإنجليزية: Reishi Mushroom) له خصائص مضادة للأكسدة يمكن أن تعزز جهاز المناعة، ويحتوي أيضاً على بيتا جلوكان، والذي قد يساعد في منع نمو أو انتشار السرطان.

أعراض مرض هودجكن

قد تظهر على المريض بعض الأعراض الجسدية والتي تساعد في تشخيص المرض وهي: ^[1]

• تورم الغدد اللمفاوية التي تظهر ككتلة على جانب العنق أو الإبط أو حول الفخذ.
• التعرق الليلي.
• حكة في الجلد.
• حمى.
• سعال مستمر.
• ألم في الصدر.
• إعياء ووهن الجسد.
• تضخم الطحال والكبد.
• صعوبة في التنفس.
• نزول الوزن بدون سبب.
• آلام العظام والظهر.

تشخيص مرض هودجكن

إذا كنت تعاني من أي من أعراض المرض فعليك مراجعة الطبيب الذي سيجري لك الاختبارات التالية لتشخيص حالتك: ^[1]  

• اختبارات التصوير: مثل الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية.
• خزعة العقدة اللمفاوية: التي تتضمن أخذ قطعة من نسيج العقدة اللمفاوية لاختبار وجود خلايا غير طبيعية.
• اختبارات الدم: مثل تعداد الدم الكامل (بالإنجليزية: CBC)؛ لقياس مستويات خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية.
• التنميط المناعي: لفحص الخلايا اللمفاوية ومقارنة الخلايا السليمة بالخلايا المصابة.
• اختبارات وظائف الرئة: لتحديد مدى جودة عمل الرئة.
• تخطيط القلب: لتحديد مدى جودة عمل القلب.
• خزعة نخاع العظام: والتي تتضمن أخذ عينة من النخاع داخل عظامك لفحصها لمعرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر أم لا.

مراحل مرض هودجكن

بعد إجراء الفحوصات والاختبارات التي ذكرناها في الفقرة السابقة سيحدد الطبيب إن كنت مصاباً بالمرض أم لا، فإذا لم تكن مصاباً به فهذا خبر جيد، أما إذا كنت مصاباً به فسيحدد الطبيب حالتك في أي مرحلة؛ كي يحدد لك العلاج المناسب، وتنقسم مراحل مرض هودجكين إلى أربعة هي: ^[1]  

1. المرحلة المبكرة: يكون السرطان في منطقة واحدة من العقد اللمفاوية.
2. مرض متقدم بشكل محدود: يوجد السرطان في منطقتين من العقد اللمفاوية على جانب واحد من الحجاب الحاجز.
3. مرض متقدم: يوجد السرطان في مناطق العقد اللمفاوية فوق وتحت الحجاب الحاجز أو أن السرطان موجود في منطقة واحدة من العقد اللمفاوية وفي عضو واحد على جانبي الغشاء الحاجز.
4. المرحلة الرابعة (انتشار المرض): تعني اكتشاف السرطان خارج العقد اللمفاوية وانتشر على نطاق واسع إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل نخاع العظم أو الكبد أو الرئة.

الآثار الجانبية لعلاج مرض هودجكن

تختلف الآثار الجانبية لعلاج مرض هودجكن وفق نوع العلاج المستخدم: ^{[1] [2]}

الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي

الأخطر هو تضرر نخاع العظم الذي يسبب بعض المشاكل ومنها الإعياء وضيق التنفس وزيادة التعرض للعدوى والنزيف والكدمات بسهولة أكبر، إذا واجهت هذه المشاكل، فقد يؤجل العلاج حتى تتمكن من إنتاج خلايا دم أكثر صحة، ويمكن زرع خلايا جذعية أو زرع نخاع العظم لتعويض الضرر في نخاع العظم، ومن الآثار الجانبية الأخرى للعلاج الكيميائي: ^{[1] [2]}

• التقيؤ والغثيان.
• الإسهال.
• فقدان الشهية.
• قرحة الفم.
• التعب.
• الطفح الجلدي.
• تساقط الشعر.
• العقم الذي قد يكون مؤقتاً وقد يكون دائماً.

تنتهي كل هذه الآثار الجانبية بمجرد انتهاء العلاج. ^[1]

الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي

قد تكون الآثار الجانبية مرتبطة مباشرة بالجزء الذي عولج، على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي علاج حلقك إلى التهاب الحلق، بينما يمكن أن يؤدي علاج الرأس إلى تساقط الشعر، وتشمل الآثار الجانبية الشائعة الأخرى التعب والقيء والغثيان، وجفاف الفم، وفقدان الشهية، ومعظم الآثار الجانبية مؤقتة لكن هناك خطر حدوث مشاكل طويلة المدى كالعقم والجلد الداكن الدائم في منطقة العلاج. ^{[1] [2]}

الآثار الجانبية للستيرويدات

• زيادة الشهية.
• زيادة الوزن.
• عسر الهضم.
• مشاكل في النوم. ^[2]

عادةً ما تبدأ الآثار الجانبية لأدوية الستيرويد في التحسن بمجرد انتهاء العلاج. ^[2]

علاج مرض هودجكن متاح، وسرعة العلاج وقلة المعاناة مرهونة بالكشف المبكر عن مرض هودجكن؛ لذا إذا شعرت بأيٍّ من أعراض المرض فما عليك سوى مراجعة الطبيب للتأكد من إصابتك بهذا المرض من عدمه.