علاج المغص للرضع
- تاريخ النشر: السبت، 21 مايو 2022
يصاب الأطفال حديثي الولادة بالعديد من الحالات المرضية بنسبة كبيرة، حيث يعد المغص من أبرز هذه الحالات المرضية، فما هو مغص الرضع، وما هي الطرق العلاجية له؟ وما هي أسبابه؟ وما هي أعراضه؟
مغص الرضع
مغص الرضع (بالإنجليزية: Infant colic)، بشكل عام يصيب المغص جميع الأشخاص على اختلاف أعمارهم وأجناسهم، لكنّه أكثر انتشاراً بين الأطفال الرضّع. حيث يبدأ مغص الرضع منذ ولادة الطفل حتى الشهر الرابع من العمر، كما يحدث في الغالب بعد ساعات الظهر، وفي الأوقات الليلية.
بما أن البكاء هو الطريقة الوحيدة التي يعبر فيها الطفل عن ما يريد، فقد يبكي عند الجوع، أو عند اتساخ الحفاضة، فقد يبكي عند معاناته من المغص أيضاً، وعلى الرغم من أنّ البكاء أمر طبيعي لجميع الرضع، إلا أنّ بكاء المغص يتميز بأنه يستمر لفترات طويلة. [1]
طرق علاج المغص للرضع
قبل البدء بالخيارات العلاجية يقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات التشخيصية التي تفيده في وضع خطة علاجية مكتملة، حيث تهدف علاجات المغص إلى تهدئة الرضيع، ذلك من خلال مجموعة من الخيارات العلاجية، والتي تتضمن الآتي: [2]
علاج المغص بالأساليب الغذائية
من الممكن أن يفيد إجراء بعض التغييرات في النظام الغذائي للرضيع في تخفيف الألم المرافق للمغص، ذلك عند إرضاع الطفل بواسطة زجاجة الرضاعة في وضع رأسي، مع ضرورة تجشّؤ الطفل أثناء وبعد الرضاعة، كما يمكن استخدام زجاجة الرضاعة المنحنية التي تساعد في إرضاع الطفل بوضع رأسي، علاوة على ذلك فإنّ استخدام القارورة القابلة للطي يمكن أن تقلل من ابتلاع الهواء.
إذا لم تقلل التغييرات في أساليب الرضاعة، أو محاولات التهدئة من بكاء الرضيع، فإنّ الطبيب يوصي بإجراء تغيير في النظام الغذائي للطفل، لكن لفترة بسيطة، إذ قد يكون الطفل مصاباً بالحساسية تجاه بعض أنواع الأغذية، حيث يظهر ذلك بشكل واضح من خلال ظهور بعض الأعراض بما فيها، ظهور طفح جلدي، أو صوت أزيز في الصدر، أو التقيؤ، أو الإسهال.
كما تتضمن التغييرات في النظام الغذائي الآتي: [2]
- نظام الأم الغذائي : إذا كانت الأم ترضع الطفل طبيعياً فينبغي أن تقلل من الأغذية التي تسبب التحسس، بما فيها الحليب ومشتقاته، والقمح، والمكسرات، بالإضافة إلى تجنب تناول بعض الأغذية التي تسبب النفخة والمغص كالملفوف، والبصل، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- تغيير تركيبة الحليب الصناعي: إذا كان الرضيع يتناول الحليب الصناعي، ويصاب بالمغص فإنّ الطبيب يوصي بتجربة حليب آخر، بالتحديد أنواع الحليب التي تتحلل بشكل كامل، أي تتحلل بها البروتينات إلى أجزاء صغيرة ليسهل هضمها على الرضيع.
علاج المغص بالتدابير المهدئة
يقدم الطبيب للوالدين مجموعة من الأساليب المهدية التي تحتاج إلى التجربة، إذ قد يفيد بعضها بشكل كبير في تخفيف مغص الرضيع، كما قد تعمل بعض الاستراتيجيات في وقت دون غيرها، حيث تتضمن هذه أساليب التهدئة للمغص ما يلي: [2]
- تدليك بطن الطفل بالزيوت.
- حك بطن الطفل، أو وضع الطفل على بطنه لحكه مرة أخرى.
- توفير الضجيج الأبيض، كصوت مكنسة كهربائية، أو مجفف الملابس في غرفة قريبة.
- أخذ حماماً دافئاً للطفل.
- القيام بلف الطفل في بطانية.
- استخدام اللهاية الطبية.
- التجول، أو أرجحة الطفل.
- أخذ الرضيع جولة في السيارة، أو نزهة في عربة الأطفال.
- تشغيل بعض الأصوات حوله، بما فيها صوت ضربات القلب، أو أصوات هادئة أخرى.
- تعتيم الأضواء، ذلك للحد من التحفيز البصري للرضيع.
علاج المغص بالعلاجات البديلة
على الرغم من أنّ بعض الدراسات أثبتت فعالية العلاجات البديلة، إلا أنّها مع ذلك بحاجة إلى مزيد من الدراسات والأبحاث، كما أنّ بعض العلاجات البديلة من الممكن أن تسبب مضاعفات، إذ قد تحتوي على بعض العلاجات العشبية التي بداخلها مواد سامة، وقد يتسبب استخدام شاي الأعشاب، أو السوائل العشبية بانخفاض مستويات الصوديوم في دم الرضيع، بجميع الأحوال تتضمن العلاجات البديلة الآتي: [2]
- استخدام شاي الأعشاب.
- العلاجات العشبية، بما فيها زيت الشمر.
- ماء الغريب الذي يحتوي على مزيج من الأعشاب والماء.
- المعالجة اليدوية لتقويم العمود الفقري.
علاجات المغص المستقبلية
يشير بعض الأطباء إلى أنّ مغص الرضع قد يكون ناتجاً عن وجود اختلال في البكتيريا المفيدة التي تتواجد في الجهاز الهضمي بشكل طبيعي، حيث تتضمن أحد العلاجات المستقبلية التي تحت الدراسة، استخدام البكتيريا النافعة، ذلك بهدف خلق توازن بكتيري مناسب لتحسين الصحة العامة للجهاز الهضمي لدى الرضيع.
كما يشار إلى أنّ نوبات البكاء لدى الأطفال الرضع المصابين بالمغص الذين استخدموا البكتيريا النافعة قد قلّت بشكل كبير، مع ذلك فإنّ هذا الخيار العلاجي يحتاج إلى مزيد من الدراسات والأبحاث. [2]
أسباب مغص الرضع
على الرغم من أنّ الأطباء لم يحددوا سبباً واضحاً لإصابة الرضع بالمغص، إلا أنّهم يرجعون أسباب الإصابة به إلى العديد من العوامل التي تتضمن الآتي: [3]
الحساسية من الحليب
يمكن أن تسبب حساسية الحليب، أو عدم تحمل البروتين الموجود في حليب البقر ألماً في منطقة البطن، كما تسبب في الغالب ظهور براز رخو أي إسهال، فالرضيع عندما يتمكن من التعامل مع الحليب البقري، ويتعامل بشكل أفضل عند تغيير تركيبة الحليب يكون مصاباً بحساسية الحليب قطعاً.[3]
صعوبة التأقلم مع العالم الخارجي
من الممكن أن يكون الرضيع حساساً ولديه صعوبة في التكيف مع العالم الخارجي بعد الولادة، إذ قد يعتاد الرضع على الأصوات والأضواء، ويتعامل بعض الأطفال مع هذه الأشياء بشكل طبيعي وجيد.
لكن لا يتأقلم بعض الأطفال بشكل سريع، كما أنّ بعض الأطفال غير قادرين على تهدئة أنفسهم كون النظام العصبي غير ناضج حتى يكبر الطفل، ويصبح قادراً على تهدئة نفسه عند حدوث المغص لديه. [3]
الحساسية للغازات
يشير الأطباء إلى وجود علاقة قوية ما بين غازات الأطفال والمغص، لكن ينفي بعض الأطباء وجود علاقة، مع ذلك فمن الملاحظ أن الأطفال المصابين بالمغص تتشكل لديهم غازات أكبر مقارنة بالأطفال الطبيعيين، ذلك لأن الرضيع يبتلع الهواء أثناء نوبات البكاء الطويل، مما يزيد من احتمالية إصابته بالمغص. [3]
الأعراض المرافقة لمغص الرضيع
من الطبيعي أن يبكي الطفل بشكل عام، خاصةً خلال الأشهر الثلاثة الأولى، كما أنّ تحديد سبب البكاء يعد أمراً صعباً، ومرهقاً بالنسبة للوالدين، مع ذلك فإنّه أشرنا أعلاه بأنّ ما يميز المغص بكاء الرضيع الذي قد يستمر لمدة ثلاث ساعات أو أكثر في اليوم، ولمدة ثلاثة أيام في الأسبوع، بالإضافة إلى ذلك يمكن معرفة إصابة الرضيع بالمغص عند ظهور الأعراض التالية: [2]
- توتر جسد الرضيع الذي يتمثل في شد الساقين، وقبضات مشدودة، بالإضافة إلى تشنج الذراعين، وألم البطن، عدا عن تقويس الظهر.
- البكاء الشديد الذي يشبه الصراخ، ذلك للتعبير عن الألم.
- البكاء دون سبب واضح، على عكس البكاء عند الجوع أو الحاجة لتغيير الحفوضة، أو عند البرد.
- الضجة الشديدة حتى بعد أن يقل بكاء الرضيع.
- تغير في لون الوجه، وشحوب الجلد حول منطقة فم الرضيع.
متى يستدعي مغص الرضيع مراجعة الطبيب
على الرغم من أنّ العلاجات المذكورة أعلاه تجدي نفعاً في علاج مغص الرضيع، كما أنّ الأطباء يعدون الحالة أمراً طبيعياً لا يستدعي القلق، إلا أنّ بعض الأطباء يشيرون إلى مراجعة مراكز الرعاية الطبية عند ظهور أعراض المغص لدى الرضع.
ذلك لإجراء الفحوصات التشخيصية، ومعرفة العوامل المسببة وعلاجها، على الرغم من أنّ المغص يزول مع بلوغ الطفل عمر 4 شهور، إلا أنّه قد يحدث في أعمار أخرى. [4]
في الختام لا بد من التأكيد على ضرورة مراجعة الطبيب، إذ لا تلغي بساطة، أو شيوع الحالة المرضية أهمية إجراء الفحوصات التشخيصية، ذلك لأنّ المصاب لا يمكنه التعبير عن ما يؤلمه إلا بالبكاء، لذا من الأفضل عدم إهمال الأعراض التي تظهر.
- ↑ "مقال المغص" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org
- أ ب ت ث ج ح "مقال المغص" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
- أ ب ت "مقال المغص" ، المنشور على موقع hopkinsmedicine.org
- ↑ "مقال المغص لدى الرضع" ، المنشور على موقع whattoexpect.com