هل سمعت عن علاج الغدة الدرقية بالماء؟

يحتل علاج أمراض الغدة الدرقية مساحة كبيرة من اهتمام العديد من المرضى؛ نظراً لكونها من المشكلات الشائعة التي تؤثر على نسبة كبيرة من النساء والرجال، لكن هل سمعت من قبل عن علاج الغدة الدرقية بالماء؟ تعرف على حقيقة هذه المعلومة، والدور الذي يلعبه الماء في علاج مشاكل الغدة الدرقية في السطور القادمة من هذا المقال.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب| نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يومياً.

هل يمكن علاج الغدة الدرقية بالماء

لا توجد دراسة علمية تثبت إمكانية علاج الغدة الدرقية بالماء وحده، لكن هذا لا يقلل من الدور الذي يلعبه الماء في تعزيز صحة الغدة الدرقية، خاصةً بالنسبة للمرضى الذين يعانون من اضطرابات بها؛ نظراً لارتباط هذه الأمراض بشكل مباشر بعملية التمثيل الغذائي، وهي من العمليات التي يلعب الماء دوراً هاماً بها، نستعرض في هذا الجزء من المقال كيف يمكن أن يكون شرب الماء بكميات كافية مفيداً لمرضى الغدة الدرقية. ^[1]  

وظيفة الأمعاء

تعد اضطرابات الأمعاء من الأعراض الشائعة لأمراض الغدة الدرقية، ومن حسن الحظ يساعد تناول كميات كافية من الماء على التخلص من هذه الاضطرابات، والحد من معدل الإصابة بالإمساك الذي يعاني منه معظم مرضى خمول الغدة الدرقية على وجه التحديد. ^[1] 

توازن السوائل في الجسم

من المعروف علمياً أن الماء يكون 60% من أجسامنا، لهذا السبب تساعد المواظبة على ترطيب الجسم بشكل مستمر عل الحفاظ على توازن مستوى السوائل في الجسم، واستقرار درجة حرارة الجسم، والعديد من الوظائف المرتبطة بامتصاص المواد الغذائية، وكفاءة الجهاز الهضمي، مما يؤثر على كثير من الأعراض التي يشكو منها مرضى الغدة الدرقية. ^[1]

الحفاظ على الوزن

يعاني مرضى قصور الغدة الدرقية من بطء عملية التمثيل الغذائي، مما ينعكس في نهاية الأمر على زيادة وزنهم بشكل واضح، كما يعد احتباس السوائل من أشهر أعراض نفس الاضطراب، وكلها عوامل تؤثر على وزن المرضى، وتتسبب في زيادة الوزن. ^[2]  

يعد الماء من أفضل الطرق التي تساعد على تعزيز عملية التمثيل الغذائي، خاصةً عند مرضى قصور الغدة الدرقية، لهذا السبب ينصح الأطباء دائماً بالحفاظ على قدر كاف من الترطيب؛ تجنباً لزيادة الوزن، واحتباس السوائل بالنسبة لهؤلاء المرضى. ^[2]

التخلص من سموم الجسم

يعد الماء هو المشروب الأساسي المسؤول عن إزالة السموم من الجسم عن طريق الكلى، أو الكبد، أو الجلد، وقد يؤدي عدم شرب كميات كافية من الماء إلى تراكم السموم في الجسم، ويعد ذلك من أكثر الأمور التي تؤدي إلى تفاقم أعراض اضطرابات الغدة الدرقية. ^[1]

الحفاظ على صحة البشرة والشعر

يعاني معظم مرضى الغدة الدرقية من ترقق الشعر، وخشونته في بعض الأحيان، كما تنعكس الأعراض على صحة البشرة، وتظهر عليها أعراض كثيرة من ضمنها الجفاف الشديد، ويعد شرب الماء من أفضل الحلول التي ينصح بها الأطباء للتغلب على هذه الأعراض بطريقة طبيعية؛ فهو يساعد على ترطيب البشرة والشعر، والحفاظ على نعومتهم وتوهجهم. ^[1] 

العلاقة بين الماء والغدة الدرقية

يرتبط الماء بشكل مباشر بصحة الغدة الدرقية؛ فهناك أنواع معينة من الماء يمكن استخدامها بأمان لمرضى الغدة الدرقية، وهناك أنواع أخرى تحتوي على بعض المكونات التي قد تؤدي إلى احتمال تفاقم الأعراض، إليك نبذة عن أشهر هذه الأنواع، والتأثير المصاحب لكل نوع، سواء كان هذا التأثير سلبياً أو إيجابياً. ^[2]

ماء الصنبور

يحتوي ماء الصنبور على نسبة كبيرة من الملوثات التي تؤثر بشكل سلبي على صحة الغدة الدرقية؛ مثل: الفلورايد، والرصاص، ويعد الفلورايد من أشهر العناصر المرتبطة بقصور الغدة الدرقية؛ فهو يؤدي إلى زيادة نسبة الهرمون المحفز للغدة الدرقية، ونقص مستوى هرمونات الغدة الدرقية؛ لذلك ينبغي على المرضى الذين يعانون من هذه المشكلة تجنب ماء الصنبور. ^[1][2] 

مياه الينابيع للحفاظ على صحة الغدة الدرقية

تعد مياه الينابيع من أفضل مصادر المياه التي تحافظ على صحة الغدة الدرقية؛ فهي لا تحتوي على الطفيليات والبكتيريا الموجودة في بعض أنواع الماء الأخرى، كما أنها تخلو من المواد الكيميائية، والمعادن السامة التي تسبب أضراراً بالغة للجسم. ^[2]

مياه الآبار 

تحتوي مياه الآبار على نسبة كبيرة من البكتيريا والطفيليات التي تؤثر سلبياً على الجهاز الهضمي، والجهاز المناعي، كما أنها تسبب أضراراً في بعض الأحيان للغدة الدرقية؛ لهذا السبب ينبغي تجنب شرب ماء الآبار مباشرةً قبل تنقيته. ^[1]

مياه التناضح العكسي

تعتمد أجهزة تنقية المياه بتقنية التناضح العكسي على إزالة المواد الضارة، وأشهرها الفلورايد، والكلور، وهي من أهم العناصر التي تلحق أضراراً بالغدة الدرقية، كما تساعد هذه التقنية على ضبط مستوى المعادن الأساسية في الماء. ^[1]

الماء القلوي

ينصح الأطباء بتجنب استخدام منقيات الماء التي توفر ماءً قلوياً، يرجع السبب في ذلك إلى اعتماد هذه الأجهزة على استخدام ألواح البلاتين والتيتانيوم التي تلحق أضراراَ بالغدة الدرقية، والكلى، والكبد، كما أن الماء القلوي يحتوي على نسبة أقل من المعادن الهامة؛ مما ينعكس على اختلال التوازن في الجسم. ^[1]

علاج الغدة الدرقية طبياً

تعد الحلول الطبية هي الأساس في علاج أمراض الغدة الدرقية، وتختلف طبيعة هذه الحلول بناءً على طبيعة الاضطراب الذي يعاني منه المريض، فعلى سبيل المثال يعتمد الأطباء على الأدوية التي تحتوي على هرمونات الغدة الدرقية في علاج قصور الغدة الدرقية، ويعد الليفوثيروكسين (الاسم التجاري: Eltroxin) من الأدوية التي تستخدم على نطاق واسع في علاج هذه المشكلة. ^[3] 
 

وعلى الجانب الآخر، هناك بعض الخيارات الطبية المستخدمة في علاج فرط نشاط الغدة الدرقية، تتضمن هذه الخيارات: ^[3]

1. الأدوية المضادة للغدة الدرقية: يعد استخدام هذه الأدوية هو حجر الأساس في خطة العلاج؛ لأنها تساعد على منع الغدة الدرقية من إنتاج المزيد من الهرمونات، يعد الميثيمازول (الاسم التجاري: Tapazole)، والبروبيل ثيوراسيل (الاسم التجاري: PTU) من أشهر هذه الأدوية.
2. اليود المشع: يعتمد هذا الإجراء على استخدام اليود المشع في تدمير خلايا الغدة الدرقية، ومنعها من إنتاج الهرمونات.
3. حاصرات بيتا: تستخدم هذه الأدوية لعلاج بعض الأعراض المصاحبة لنشاط الغدة الدرقية؛ مثل: رعشة اليدين، وتسارع ضربات القلب.
4. الاستئصال الجراحي: يعد استئصال الغدة الدرقية هي الحل الأنسب في حالة عدم استجابة المرضى للعلاج الدوائي، لكنها تؤدي إلى اعتماد المريض على هرمونات الغدة الدرقية مدى الحياة.

الوقاية من أمراض الغدة الدرقية

على الرغم من ارتباط أمراض الغدة الدرقية باضطرابات المناعة الذاتية، إلا أن نمط الحياة، والنظام الغذائي من العوامل التي تساهم في زيادة معدل الإصابة بها، إليك بعض الإرشادات الصحية التي تساعدك على الحفاظ على صحة الغدة الدرقية، وتساهم في الوقاية من الأمراض المتعلقة بها: ^[4]  

1. اتباع نظام غذائي صحي، وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون، والسكريات؛ لأنها تقلل من كفاءة الجهاز المناعي.
2. تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين د، والسيلينيوم في حالة نقص مستوى هرمونات الغدة الدرقية.
3. عدم الإفراط في تناول الأطعمة التي تحتوي على اليود في حالة الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية.
4. الحرص على تجنب المواد الكيميائية التي تتداخل مع وظيفة الغدد الصماء في الجسم، ومن أشهرها المواد المشبعة بالفلور، والتي يمكن العثور عليها في بعض أدوات الطهي، والملابس المقاومة للهب والماء.

لا يوجد دليل علمي يؤكد إمكانية علاج الغدة الدرقية بالماء وحده، والتخلي عن الطرق الطبية المتبعة في العلاج، لكن هذا لا يقلل من الفوائد العديدة التي يمكن أن يستفيد منها المرضى عند المواظبة على شرب كميات كافية من الماء، مع مراعاة التدقيق في اختيار نوع الماء المناسب لمرضى الغدة الدرقية.