علاج الغثيان في المنزل
- تاريخ النشر: الثلاثاء، 01 مارس 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 25 أبريل 2023
بطبيعة الحال يعدّ المرض أياً كان مصدر إزعاج وضغط نفسي للإنسان لكن قد تكون بعض الحالات المرضية مزعجة أكثر من اللازم ومن بين هذه الحالات الغثيان، ولحسن الحظ أنه يمكن علاج الغثيان في المنزل، فما هي طرق علاج الغثيان منزلياً؟ وما هي أسبابه؟ وما الفرق بين الغثيان والتقيؤ؟
الغثيان
الغثيان (بالإنجليزية: Nausea) والذي لا يعدّ حالة مرضية بحدّ ذاته إنّما هو عَرض لأحد الحالات المرضية، وهو اضطراب في المعدة يصاحبه في الغالب رغبة في التقيؤ.
في هذا المقال سنذكر طرق علاج الغثيان في المنزل. يصيب الغثيان جميع الأشخاص على اختلاف أعمارهم فقد يحدث لدى الأطفال والبالغين بالإضافة إلى النساء الحوامل ويعرف بالغثيان الصباحي الذي يصيب ما يتراوح بين 50-90% من النساء الحوامل. [1]
طرق علاج الغثيان في المنزل
من الممكن أن يلجأ بعض من الأشخاص إلى الأدوية المضادة للغثيان لكنها قد تسبب العديد من الآثار الجانبية غير المرغوب فيها وهذا ما يدفع الكثير من الأشخاص إلى البحث عن طرق علاج الغثيان منزلياً وفيما يلي عدة طرق لعلاج الغثيان في المنزل: [2]
الروائح العطرية والحمضية
من الممكن أن يفيد استنشاق بعض أنواع الروائح العطرية في التقليل من الغثيان، ومن أمثلة هذه الروائح النعناع والذي يُشار إلى أنّه قلل بشكل كبير من الغثيان عند استخدامه وبنسبة 57% مقارنةً بالأشخاص الذين استخدموا الأدوية المضادة للغثيان، كما يشار إلى أنّ استخدام جهاز استنشاق يحتوي على زيت النعناع قلل من الغثيان في غضون دقيقتين وبنسبة 44% لدى المصابين بالغثيان.
كما وتساعد الروائح الحمضية كالليمون في تقليل الغثيان وبشكل خاص لدى النساء الحوامل، ويمكن استنشاق زيت الليمون أو زيت اللوز للتقليل من الغثيان. [2]
الزنجبيل
لم يحدد الأطباء الآلية التي يعمل بها جذر الزنجبيل لتقليل الغثيان لكن يعتقد أنّ المركبات التي توجد في الزنجبيل تعمل بطريقة مشابهة للأدوية المضادة للغثيان، ويفيد الزنجبيل في تقليل الغثيان لدى النساء الحوامل والأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيميائي أو إجراء عمليات جراحية. لم يحدد الأطباء الجرعة المناسبة للزنجبيل لكن يشار إلى غالبية الذين عُولجوا بالزنجبيل من الغثيان استخدموا ما يتراوح بين 0.5-1.5 غرام من الزنجبيل المجفف بشكل يومي. [2]
التحكم في التنفس
من الممكن أن يساعد التنفس البطيء والعميق في التقليل من الغثيان وذلك بجعل الشهيق من خلال الأنف والزفير من خلال الفم ثلاث مرات، ويشار إلى أنّه يمكن استخدام التنفس العميق وببطء مع استنشاق الروائح العطرية وذلك أدّى إلى التخفيف من الغثيان لدى 62% من الحالات المصابة بالغثيان. [2]
الوخز بالإبر
يستخدم الوخز بالإبر في الطب الصيني التقليدي لعلاج الغثيان والقيء، ويتم ذلك من خلال إدخال إبرة رفيعة في نقاط محددة من الجسم، ويمكن استخدام العلاج بالضغط والذي يهدف إلى الضغط على مناطق معينة من الجسم لتحفيزها وبالتحديد تحفيز الألياف العصبية التي تنقل الإشارات إلى الدماغ والحبل الشوكي، ويعتقد بأنّ هذه الإشارات قادرة على التقليل من الغثيان.[2]
استخدام التوابل
يمكن اللجوء إلى استخدام بعض أنواع البهارات، وعلى الرغم من أنّ طرق علاج الغثيان بالبهارات منتشرة بشكل شائع بين الأشخاص إلا أنّ لها بالفعل دليل علمي، فقد يساعد مسحوق الشومر وبهارات القرفة على تقليل الغثيان المرتبط بالدورة الشهرية، بالإضافة إلى مستخلص الكمون الذي يحسّن من آلام البطن والغثيان والإسهال والإمساك لدى الأشخاص المصابين بالقولون العصبي، ويشار إلى أنه يمكن استخدام التوابل بشكل يومي وبجرعات تتراوح ما بين 180-420 ملغم.[2]
فيتامين ب6
من الممكن استخدام بعض أنواع المكملات الغذائية والتي من أبرزها المكملات التي تحتوي على فيتامين ب6 أو ما يعرف بمكملات البيروكسيدين، ويقلل استخدام فيتامين ب6 من الغثيان بشكل كبير لدى النساء الحوامل، ويمكن استخدام 200 ملغ من فيتامين ب6 بشكل يومي دون حدوث أي آثار جانبية.
من الممكن أن تسبب بعض أنواع المكملات وبالتحديد مكملات الحديد إلى زيادة الغثيان وبشكل خاص لدى النساء الحوامل لذا ينبغي تجنب تناول مكملات الحديد للنساء الحوامل في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. [2]
إرخاء العضلات
قد يساعد إرخاء العضلات في التخفيف من الغثيان، ومن الجدير بالذكر أنّ بعض الأشخاص قد استخدموا تقنية الاسترخاء التدريجي للعضلات والذي من خلال تمّ إرخاء عضلاتهم بشكل مستمر لتحقيق استرخاء جسدي وعقلي ولوحظ بأنّ هذه التقنية قللت بشكل كبير من الغثيان بشكل خاص لدى الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيميائي. [2]
اتباع نظام غذائي صحي
قد يكون الغثيان ناتجاً عن تناول بعض أنواع الأغذية لذا من المهم اتباع نظام غذائي صحي، كالتقليل من الأغذية الحارة أو الدهنية، ويمكن لبعض الأغذية أن تقلل من الغثيان أيضاً؛ كالموز، التفاح، الأرز، البطاطس المخبوزة، ومن المهم إضافة الأغذية التي تحتوي على البروتينات إلى النظام الغذائي وذلك لأنّ البروتينات تقلل من الغثيان.
لتخفيف الغثيان ينبغي تجنب تناول الوجبات الكبيرة واستبدالها بالوجبات الصغيرة والمتكررة، وعدم الاستلقاء بعد تناول الطعام لمدة لا تزيد عن ساعة فقد يعاني بعض الأشخاص وبالتحديد المصابين بالارتجاع المريئي من الشعور بالغثيان عند الاستلقاء بعد تناول الطعام.
بالإضافة إلى ذلك ينبغي عدم الشرب مع الوجبات كون ذلك يزيد من الشعور بالامتلاء وهذا يزيد من حدّة الغثيان، وإذا كان الغثيان مصحوباً بإقياء فمن المهم التركيز على بقاء الجسم رطباً وذلك من خلال شرب كميات كافية من السوائل وبالتحديد الماء ومرق الخضار. [2]
أسباب الغثيان
يحدث الغثيان نتيجة العديد من الأسباب والتي تتضمن الآتي: [3]
اضطرابات الجهاز الهضمي
يمكن أن تسبب الاضطرابات الهضمية الغثيان بما فيها التهاب المعدة والذي يحدث نتيجة البكتيريا الحلزونية ويؤدي إلى إصابة المعدة بالقرحة، ومرض الارتجاع المريئي، والقولون العصبي الذي يُحدث تقلصات في المعدة بالإضافة إلى نوبات من الإمساك أو الإصابة بالإسهال. كما ويحدث الغثيان نتيجة أمراض المرارة بما فيها حصى المرارة، والأمراض التي تصيب البنكرياس. [3]
العدوى الفيروسية
تتسبب العدوى الفيروسية كالإنفلونزا وفيروس كورونا بالغثيان بالإضافة إلى العديد من الأعراض الأخرى كصداع الرأس، التهاب الحلق، ألم في الجسم، الإسهال، التقيؤ، ويشار إلى أنّ 79% من الأشخاص الذين أُصيبوا بفيروس كورونا كان الغثيان من بين الأعراض الظاهرة. [3]
التسمم الغذائي
يحدث التسمم الغذائي عندما يتناول الشخص طعاماً أو شراباً يحتوي على فيروس أو بكتيريا بما فيها بكتيريا السالمونيلا والإشريكية القولونية، بالإضافة إلى فيروس نوروفيروس أو فيروس الروتا والذي ينتقل من شخص مصاب لشخص سليم من خلال التواصل المباشر مع المصاب، ويؤدي التسمم الغذائي إلى الإصابة بالغثيان والتقيؤ وآلام في المعدة والإسهال. [3]
أمراض الأذن الداخلية
تحتوي الأذن الداخلية على الجهاز الدهليزي والذي يحافظ على توازن الجسم ومعرفة مكانه بالنسبة للمحيط، وعند إصابة الأذن الداخلية بحالة مرضية بما فيها التهاب تيه الأذن، دوار الحركة، التهاب العصب الدهليزي، فإنّ ذلك يؤدي إلى الشعور بدوخة ودوار ويكون مصحوباً بالغثيان. [3]
التغيرات الهرمونية
يمكن أن تتسبب التغيرات الهرمونية بإصابة الأشخاص بالغثيان، ومن أبرز هذه التغيرات تلك التي تحدث خلال فترة الحمل وهذا ما يجعل الغثيان أكثر انتشاراً لدى النساء الحوامل، بالإضافة إلى التغيرات في هرمونات الغدة الدرقية فقد يحدث فرط نشاط الغدة الدرقية وهي حالة تفرز الغدة هرمونات أكثر من المستوى الطبيعي، أو خمول الغدة الدرقية وفيها لا تفرز الغدة ما يكفي من هرمونات لتنظيم عمليات الجسم وفي كلتا الحالتين يحدث الغثيان. [3]
الفرق بين الغثيان والقيء
ذكرنا أعلاه بأنّ الغثيان هو اضطراب معوي يصاحبه رغبة في التقيؤ لكن لا يحدث ذلك بشكل دائم أي ليس بالضرورة أن يتقيأ الأشخاص المصابين بالغثيان، أمّا التقيؤ فهو إفراغ محتويات المعدة بشكل كامل وبشكل إرادي أو غير إرادي أي لا يمكن للشخص أن يسيطر في جميع الحالات على التقيؤ، ويمكن أن يحدث التقيؤ نتيجة العديد من الأسباب كالعدوى، تسمم الطعام، أمراض الأذن، أمراض الدماغ بما فيها إصابات الرأس والأورام والصداع النصفي. [1]
يعدّ الكثير من الأشخاص الغثيان حالة مرضية لا تستدعي العلاج لكنها في الحقيقة قد تؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة، لذا وللحفاظ على صحة الجسم وتجنب حدوث مضاعفات ينبغي معرفة طرق علاج الغثيان سواءً في المنزل أو تحت إشراف طبي، ومعرفة الأسباب والأعراض وكيفية التعامل معها.