أسباب مرض الصرع وأنواعه وعلاج كل نوع
- تاريخ النشر: الخميس، 02 يوليو 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 14 فبراير 2024
يؤثر مرض الصرع (بالإنجليزية: Epilepsy) في 65 مليون شخص تقريباً على مستوى العالم، وهذا المرض بالرغم من انتشاره إلا أن الكثيرين لا يحيطون بالمعلومات الكافية حول هذا المرض.
نتناول في الفقرات القادمة لمقالنا أهم أسباب الإصابة بالصرع وأنواعه الرئيسية، كما نتعرف على علامات المرض وطرق تشخيصه وعلاجه المتاحة والمجربة.
ما هو مرض الصرع
الصرع هو اضطراب عصبي مركزي يحدث فيه خلل في نشاط الخلايا العصبية في الدماغ؛ مما يسبب حدوث نوبات عصبية مترافقة مع سلوكيات غير اعتيادية وبعض الأحاسيس المضطربة، وقد يصل الأمر لحالة فقدان الوعي.
يمكن أن يصيب المرض الذكور والإناث في مختلف الفئات العمرية، ويحتاج بعض الأشخاص إلى تلقي علاج مدى الحياة للسيطرة على نوبات الصرع، وقد تختفي هذه النوبات مع تقدم العمر؛ حيث تتراجع هذه الأعراض عند كثير من الأطفال المصابين بالصرع مع مرور الزمن.[1]
أسباب مرض الصرع
لا يوجد أسباب محددة لحدوث نوبات الصرع عند الكثير من المصابين به، في حين قد تسبب بعض العوامل والأمراض المرافقة فرصة أكبر لحدوث هذه النوبات، ومن أهم العوامل المسببة للصرع: [1]
- العامل الوراثي: وجود عدة إصابات بحالات صرع بين أفراد العائلة يرجّح احتمالية إصابة بعض الأفراد من نفس العائلة.
- إصابات الرأس: مثل الإصابات الناتجة السكتات الدماغية، أو عن حوادث السير، أو أورام الدماغ.
- الأمراض المنتقلة بالعدوى: مثل التهاب السحايا، والتهاب الدماغ الفيروسي، ومرض الإيدز (AIDS).
- الأمراض العقلية: تزيد نسبة حدوث النوبات في حالات الخرف خاصة لدى كبار السن.
- الإصابات قبل حدوث الولادة: يكون الأطفال معرضين بشكل أكبر لحدوث تلف في الدماغ؛ مما قد يسبب لهم نوبات صرعية لاحقاً... ويحدث ذلك في حالة تعرض الأم لاضطرابات صحية، أو في حالات سوء التغذية، أو نقص وصول الأوكسجين لدماغ الطفل.
- اضطرابات النمو: قد يكون مرض الصرع مترافقاً مع بعض الحالات الأخرى، مثل: التوحد عند الأطفال، والأورام الليفية العصبية.
أنواع الصرع
يصنف المرض إلى نوعين رئيسين هما النوبات الجزئية والنوبات المعممة، ويندرج تحت هذين النوعين تصنيفات أخرى:[1]
النوبات الجزئية
النوبات الجزئية (بالإنجليزية: partial seizures) يحدث فيها نشاط غير طبيعي في منطقة واحدة من الدماغ، وتتضمن نوعين من النوبات؛ فهناك النوبات الجزئية البسيطة التي لا يحدث فيها فقدان للوعي، وأخرى نوبات جزئية معقدة يحدث فيها فقدان للوعي لمدة زمنية معينة.[1]
النوبات المعممة
النوبات المعممة (بالإنجليزية: Generalized seizures)هي النوبات التي تشمل جميع مناطق الدماغ، وتقسم إلى ستة تصنيفات رئيسية:[1]
- نوبات غيبات الوعي.
- نوبات الاختلاج التوتري.
- نوبات الاختلاج الارتخائية.
- نوبات الاختلاج الارتعاشية.
- نوبات الاختلاج الرمعية العضلية.
- الاختلاجات التوترية الرمعية.
تشخيص الصرع
يقوم الطبيب المختص بطلب مجموعة من الاختبارات قبل تشخيص هذا المرض، وذلك لاستبعاد الأمراض الأخرى التي قد تسبب نوبات صرع، مثل اختبارات الأمراض المعدية واختبارات تحري وظائف الكبد والكلى ومراقبة مستويات الغلوكوز في الدم، وهناك بعض الاختبارات المستخدمة للكشف والتشخيص أهمها:[2]
- تخطيط كهربائية الدماغ (EEG)؛ وهو عبارة عن اختبار غير جراحي وغير مؤلم، يتضمن وصل مجموعة من الأقطاب الكهربائية إلى فروة الرأس، وستقوم هذه الأقطاب بتسجيل نشاط الدماغ الكهربائي وملاحظة تغير موجات الدماغ الطبيعية أثناء النوم وأثناء اليقظة.
- التصوير المقطعي المحوسب الذي يستخدم للحصول على صور مقطعية للدماغ لمراقبة وجود مشاكل في الدماغ كالأورام والنزيف.
- اختبارات التصوير بالأشعة المقطعية CT scan)).
- اختبارات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
أعراض الصرع
العرض الأساسي في مرض الصرع هو حدوث ما يسمى بـالنوبات (بالإنجليزية: Seizures)، وتختلف الأعراض من شخص لآخر حسب نوع النوبة، تشمل الأعراض الرئيسية في أي نوبة صرع: [1]
- الارتباك والتشويش المؤقت.
- نوبة تحديق في الفضاء لفترة من الزمن.
- حركات اهتزازية ارتعاشية في الذراعين والساقين.
- فقدان الإدراك والوعي.
- المشاكل النفسية مثل الخوف والقلق.
علاج الصرع
تساعد علاجات الصرع المختلفة في تخفيف النوبات أو إيقافها بشكل كامل، وتشمل أهم العلاجات: [3]
الأدوية المضادة للصرع
الأدوية المضادة للصرع (بالإنجليزية: Anti-epileptic drugs)هي العلاج الأكثر شيوعاً لإيقاف حدوث النوبات، حيث تساعد في السيطرة على هذه النوبات لدى حوالي 70% من الناس، أهم هذه الأدوية التي يحتاج إعطاؤها وصفة طبية؛ فالبروات الصوديوم (الاسم التجاري: ديباكين) وكاربامازيبين (الاسم التجاري: تجريتول) وفينايل ثيازين (الاسم التجاري: لاموتريجين).[3]
إجراء الجراحة
يلجأ الأطباء إلى القيام بالعمل الجراحي للمريض بحال تم التأكد من كون سبب الإصابة ناجماً عن مشكلة صغيرة في الدماغ يمكن إزالتها دون أن يسبب ذلك أي أذى لمناطق الدماغ الأخرى.[3]
تحفيز العصب المبهم
تحفيز العصب المبهم (بالإنجليزية: Vagus nerve stimulation)هي تقنية تعتمد على وضع جهاز كهربائي صغير تحت جلد الصدر، ووصل أسلاك صغيرة من هذا الجهاز نحو العصب المبهم الموجود في عنق المريض، يقوم هذا الجهاز بإرسال دفعات كهربائية على طول السلك نحو العصب، حيث يعتقد بإمكانية سيطرته على نوبات الصرع وجعلها أقل حدة وتواتر.[3]
اتباع حمية غذائية خاصة
اتباع حمية غذائية خاصة (النظام الغذائي الكيتوني)هو نظام غذائي غني بالدهون ومنخفض بكمية الكربوهيدرات والبروتين، ويعتقد بأهمية هذه الحمية خاصة عند الأطفال للتقليل من النوبات، كما تفيد الأشخاص الغير مستجيبين لعلاجات الأدوية المضادة للصرع.[3]
مضاعفات الصرع
الإصابة بالنوبات يمكن أن يؤدي في ظروف معينة إلى مضاعفات خطيرة مثل: [1]
- التعرض لإصابات الكسر عند الوقوع بشكل مفاجئ أثناء النوبة.
- التعرض لحوادث السير أو الغرق.
- التعرض لمشاكل صحية أثناء الحمل حيث تشكل النوبات خطراً على حياة الأم المصابة بالصرع وجنينها.
- يزيد المرض من حدوث اضطرابات الاكتئاب والقلق والأفكار والسلوكيات الانتحارية.
تختلف تجارب الأشخاص مع نوبات مرض الصرع بين النوبات الخفيفة والنوبات الشديدة، ومع ذلك يمكن لاتباع إجراءات الوقاية، والمحافظة على نظام غذائي سليم، وتخفيف التوتر، والالتزام بالعلاج الدوائي أن يساعد كثيراً في التخفيف من حدوث النوبات في المستقبل.