علاج البواسير الداخلية
- تاريخ النشر: الثلاثاء، 05 أبريل 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 31 أغسطس 2022
تعد البواسير الداخلية من المشكلات الطبية الشائعة التي يعاني منها عدد كبير من المرضى، وقد يؤدي إهمال علاجها إلى تعرض المريض إلى بعض المضاعفات، فما هي البواسير عموماً؟ وطرق علاج البواسير الداخلية؟ وما هي أسبابها وأعراضها؟
ما هي البواسير الداخلية
البواسير الداخلية (بالإنجليزية: Internal Hemorrhoids) هي عبارة عن أوردة منتفخة تقع داخل فتحة الشرج أو المستقيم، وتعد البواسير الداخلية أقل شيوعاً من البواسير الخارجية، لكن أعراضها في الغالب تكون أكثر شدة، للدرجة التي قد تعيق المريض في بعض الأحيان عن ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي؛ نظراً للنزيف الشديد الذي قد يعاني منه كثير من المرضى. [1]
كيفية علاج البواسير
على الرغم من الألم الشديد الذي يعاني منه كثير من مرضى البواسير الداخلية، إلا أن الأعراض في بعض الأحيان تتحسن تلقائياً دون استخدام أي أدوية. هناك العديد من المسارات المستخدمة في علاج البواسير الداخلية، نستعرضها في السطور القادمة من هذا المقال. [2]
علاج البواسير الداخلية في المنزل
تمثل الطرق المنزلية البسيطة جانباً هاماً في علاجات البواسير الداخلية، سواء عند الاعتماد عليها فقط في علاج الحالات البسيطة، أو عند اقترانها بالأدوية أو الإجراءات الطبية في علاج الحالات المتوسطة أو المتقدمة.من أشهر العلاجات المنزلية لعلاج البواسير الداخلية: [1][2]
- استخدام كمادات الثلج أو الكمادات الباردة؛ حتى تساعد على تخفيف الألم.
- جلوس المريض في حمام من الماء الدافئ عدة مرات في اليوم.
- تناول الأطعمة والمكملات الغذائية الغنية بالألياف؛ حتى تساعد في الوقاية من حدوث الإمساك الذي قد يزيد من الأعراض.
- تناول كميات كافية من الماء؛ لأنه يساعد على الوقاية من الإمساك.
علاج البواسير الداخلية بالأدوية
هناك العديد من الأدوية التي يعتمد عليها الأطباء في علاج البواسير الداخلية، من أشهر هذه الأدوية: [3]
- الأدوية الملينة: تساعد هذه الأدوية على زيادة المحتوى المائي والدهون داخل البراز، مما يؤدي إلى تمريره بسهولة عبر المستقيم، ويعد دوكوسات الصوديوم (الاسم التجاري: Laxatrol) من أكثر أدوية البواسير التي يوصى باستخدامها.
- المخدر الموضعي: يساعد استخدام بعض المراهم الموضعية التي تحتوي على مادة الليدوكايين (الاسم التجاري: Preparation H) على تسكين الألم بمنتهى الفعالية.
- الستيرويدات الموضعية: تعد مادة الهيدروكورتيزون من أشهر المواد التي يتم تضمينها في كثير من العلاجات الموضعية للبواسير، والتي تتوفر بعدة أشكال ومن أهمها الكريمات الموضعية؛ نظراً لقدرتها على القضاء على الالتهابات المصاحبة للبواسير.
- الأقراص المسكنة: تعد الأدوية المسكنة خياراً مثالياً للآلام التي لا تتحسن عن طريق العلاجات المنزلية، يعد الباراسيتامول (الاسم التجاري: Panadol) من أفضل هذه الخيارات.
- التحاميل غير السترويدية.
الإجراءات الطبية لعلاج البواسير الداخلية
تبقى الإجراءات الطبية حلاً أخيراً للحالات التي لم تتحسن مع الأدوية، من أشهر الإجراءات المستخدمة في علاج البواسير الداخلية: [1]
- ربط الشريط المطاطي: يتضمن الإجراء ربط قاعدة البواسير بشريط مطاطي؛ لمنع تدفق الدم إليها، مما يؤدي إلى انكماشها تدريجياً حتى تختفي تماماً.
- العلاج المُصلب: يقوم الطبيب في هذا الإجراء بحقن مادة تساعد على قطع الإمداد الدموي عن الأوردة المتضخمة.
- العلاج بالكي: يعتمد الإجراء على تسليط الأشعة تحت الحمراء على البواسير، مما يؤدي إلى توقف الإمداد الدموي إليها وتقلص حجمها.
- الجراحة: يعد الحل الجراحي هو الخيار الأخير الذي يلجأ إليه الأطباء في بعض الحالات المتقدمة، وتعتمد الجراحة على إزالة الجزء المتدلي من البواسير داخل فتحة المستقيم، إما عن طريق التدبيس، أو عن طريق استئصال البواسير بالكامل، هناك العديد من الآثار الجانبية المصاحبة لاستئصال البواسير؛ مثل: تندب الأنسجة، وظهور تمزق في فتحة الشرج، ومعاناة المريض من السلس بعد الجراحة.
أسباب البواسير الداخلية
يعد السبب الرئيسي للبواسير الخارجية هو الضغط الشديد الذي يقع على الأوردة حول فتحة الشرج، وهناك بعض عوامل الخطر التي يمكن أن تزيد من احتمال حدوث هذه المشكلة، من أهم هذه العوامل: [1] [2]
- الحمل: يتسبب اختلاف الهرمونات خلال الحمل في ارتخاء الأوردة، وضعف عضلات المستقيم.
- التقدم في العمر: ترتبط البواسير بعمر المرضى، حيث تنتشر الإصابة بها بين المرضى الذين تتخطى أعمارهم عن 50 عاماً.
- اضطراب الجهاز الهضمي: قد تتسبب البواسير إصابة المريض بالإمساك أو الإسهال.
- النظام الغذائي: يساهم تناول الأطعمة الخالية من الألياف في زيادة معدل الإصابة بالإمساك، ومن ثم الإصابة بالبواسير.
- بعض العادات الخاطئة: مثل: الجلوس لفترات طويلة، أو رفع الأجسام الثقيلة.
أعراض البواسير الداخلية
هناك العديد من الأعراض الشائعة للبواسير الداخلية، تختلف شدة هذه الأعراض من مريض إلى آخر بناءً على مدى تطور الحالة، من أشهر هذه الأعراض: [1] [2]
- النزيف.
- حكة أو تهيج حول فتحة الشرج.
- بروز جزء من الجلد من فتحة الشرج.
- وجود بعض الأوردة المتورمة حول منطقة الشرج.
- معاناة المريض من آلام شديدة حول فتحة الشرج، تزيد هذه الآلام بشكل واضح أثناء الجلوس.
تشخيص البواسير الداخلية
يعتمد التشخيص المبدئي للبواسير الداخلية على الأعراض التي يعاني منها المريض، وأشهرها الحكة، والألم، والنزيف، كما يركز الطبيب على التعرف على التاريخ المرضي، الذي ينطوي في كثير من الأحيان على تكرار الإصابة بالإمساك على وجه التحديد. [3]
بالإضافة إلى ذلك هناك بعض الطرق التي يعتمد عليها الأطباء في التشخيص، من ضمنها: [3]
- فحص الشرج: وخلاله يستخدم الطبيب أصابعه؛ حتى يتحسس الكتل غير الطبيعية الموجودة في فتحة الشرج، والمناطق التي يعاني فيها المريض من الألم.
- منظار الشرج: وفيه يدخل الطبيب أنبوباً مُضاء إلى فتحة الشرج، حتى يرى الأوردة المتضخمة بشكل أكثر وضوحاً.
- منظار القولون: يلجأ الأطباء إلى هذا الإجراء إذا كان هناك قلق من أن يكون مصدر النزيف من مناطق أخرى في القولون.
- تعداد الدم الكامل: وهو تحليل للدم؛ يساعد على التحقق من عدد خلايا الدم الحمراء التي تعكس تعرض المريض إلى النزيف.
مضاعفات البواسير الداخلية
هناك العديد من المضاعفات التي يمكن أن يتعرض لها المرضى، إذا لم يتلقوا علاجاً للبواسير الداخلية في الوقت المناسب، تضم هذه المضاعفات: [1]
- النزيف: قد يكون النزيف مستمراً أو حاداً في بعض الحالات، وهو من الأمور التي تستدعي التدخل الطبي السريع.
- الباسور المختنق: وهو مشكلة تحدث عندما تمنع العضلات المحيطة بفتحة الشرج وصول الدم إلى البواسير المتدلية، مما يسبب آلاماً شديدة للمريض.
- جلطات الدم: قد يتجلط الدم أحياناً داخل البواسير، مما يستدعي خضوع المريض إلى جراحة لإزالة الجلطات.
الوقاية من البواسير
لا تعد الوقاية من الإصابة بالبواسير من الأمور الصعبة، فهناك العديد من الإجراءات البسيطة التي تجنبك الإصابة بها، من ضمنها: [1]
- تناول الأطعمة التي تحتوي على قدر كبير من الألياف؛ مثل: الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة؛ للتخفيف من الإمساك.
- الحرص على تناول ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يومياً؛ للحفاظ على ليونة البراز.
- تجنب الإجهاد أثناء استخدام المرحاض؛ لأن ذلك يضغط على الأوردة في منطقة الشرج.
- تجنب تأجيل الذهاب إلى المرحاض؛ لأن ذلك يجعل البراز أكثر جفافاً.
- ممارسة الرياضة باستمرار؛ لأنها تجعل حركة الأمعاء أكثر انتظاماً.
- تجنب زيادة الوزن؛ لأنها تزيد من خطر الإصابة بالبواسير.
متى يجب زيارة الطبيب
هناك بعض الأعراض التي لا ينبغي تجاهلها، والتوجه فوراً إلى الطبيب عند حدوثها، منها ما يأتي: [2]
- تغير في لون البراز.
- عدم تحسن الأعراض بعد أسبوع من استخدام العلاجات المنزلية أو الدوائية.
- معاناة المريض من نزيف شديد في فتحة الشرج أثناء التبرز.
يتضمن علاج البواسير الداخلية أكثر من مسار، من ضمنها الطرق المنزلية البسيطة، والأدوية التي تساهم في تخفيف الأعراض، كما يلجأ الأطباء إلى بعض الإجراءات الطبية والجراحية، في حال عدم استجابة المريض أو تحسن أعراضه بعد تطبيق الطرق العلاجية الأخرى.