علاج الاكتئاب والقلق
- تاريخ النشر: الخميس، 24 فبراير 2022 آخر تحديث: الخميس، 03 نوفمبر 2022
الاكتئاب والقلق
الاكتئاب (بالإنجليزية: Depression) والقلق (بالإنجليزية: Anxiety) حالتان مرضيتان مختلفتان، إلا أنهما قد يحدثان مع بعضهما البعض، وفي هذا المقال سنذكر طرق علاج الاكتئاب والقلق.
من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالحزن والاكتئاب أو أن يشعر بحالة القلق من حين لآخر، وهو أمر طبيعي لا يستدعي الخوف كون ذلك استجابة للمواقف العصيبة التي يمر بها في حياته اليومية، لكن الاكتئاب والقلق المستمر والحاد يدل على وجود حالة مرضية، والجدير بالذكر أنّ القلق من أبرز أعراض الاكتئاب؛ فقد يعاني المصاب بالاكتئاب من اضطراب القلق العام، أو نوبات الهلع، أو اضطراب قلق الانفصال.[1]
علاج الاكتئاب
أشرنا أعلاه إلى أن الاكتئاب يكون حالة مرضية عندما تستمر مشاعر الحزن ومشاعر الإحباط لفترات طويلة، وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ الاكتئاب هو السبب الرئيسي للإعاقة كما أنه يصيب جميع الأشخاص على اختلاف أعمارهم، ويمكن علاج الاكتئاب من خلال العديد من الخيارات، والتي تتضمن الآتي:[2]
العلاجات الدوائية
من أبرز العلاجات الدوائية التي يبدأ فيها الطبيب مضادات الاكتئاب، التي تتوفر بأنواع عديدة منها مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة، مضادات الاكتئاب التي تعمل على تثبيط امتصاص السيروتونين الانتقائية، ومثبطات مونوامين أوكسيديز، ومثبطات امتصاص السيروتونين والنورادرينالين الانتقائية، وتعمل كل فئة من مضادات الاكتئاب على ناقل عصبي مختلف أو مجموعة من النواقل العصبية.
كما أنه من الممكن أن تحتاج بعض أدوية الاكتئاب وقتاً حتى تظهر فعاليتها، ومن المهم التوقف عن استخدامها عند الشعور بالتحسن؛ فقد يؤدي الاستمرار في أخذها إلى انتكاس الحالة المرضية.
الجدير بالذكر أنّ لمضادات الاكتئاب العديد من الآثار الجانبية، ومن أبرزها الغثيان، والإمساك، وفقدان الوزن، وانخفاض السكر في الدم، والضعف الجنسي، والطفح الجلدي، كما وتشير الأبحاث إلى أنّ بعض مضادات الاكتئاب قد تزيد من الأفكار الانتحارية لدى الشخص وبشكل خاص خلال الأشهر القليلة الأولى من العلاج.[2]
العلاج النفسي
بالإضافة إلى العلاج الدوائي يخضع المصاب بالاكتئاب إلى العلاج النفسي والذي يتضمن العلاج المعرفي السلوكي، والجدير بالذكر أن العلاج النفسي قد يكون الخيار العلاجي الأول للمصابين بالاكتئاب بينما يحتاج بعض المصابين إلى علاج دوائي ونفسي مع بعضهما البعض.
ويهدف العلاج المعرفي السلوكي إلى تحديد العوامل التي تؤثر على مزاج المصاب بالاكتئاب، والمشاكل العاطفية التي تؤثر على العلاقات والتواصل لدى المصابين ومن ثم تعليم المصاب كيفية تغيير كل هذه المحفّزات.[2]
العلاجات العشبية
على الرغم من أن العلاجات العشبية بشكل عام تحتاج إلى مزيد من الدراسات إلى إثبات فعاليتها، إلا أنه يمكن استخدامها بعد استشارة الطبيب، ومن أبرز العلاجات العشبية التي يمكن استخدامها للتخفيف من أعراض الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط ما يلي:[2]
- أعشاب الجينسنغ: تستخدم هذه العشبة لتحسين الصحة العقلية والتقليل من التوتر.
- أعشاب البابونج: يحتوي البابونج على مركبات الفلافونيد والتي قد يكون لها تأثير مضاد للاكتئاب.
- أعشاب اللافندر: والتي تقلل من الأرق والقلق المرتبط بالاكتئاب.
- أعشاب سانت جون.
المكملات الغذائية
كما هو الحال في العلاجات العشبية تحتاج أيضاً المكملات الغذائية إلى مزيد من الدراسات لإثبات فعاليتها، ومن الممكن أن تتواجد العلاجات العشبية السابقة على شكل مكملات غذائية بهدف علاج الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط، ويوجد أنواع أخرى من المكملات التي لا تحتوي على مواد عشبية ومنها:[2]
- هيدروكسي تريبتوفان: وهي مادة تساعد على تعزيز السيروتونين، وهو ناقل عصبي يوجد في الدماغ ويؤثر على مزاج الشخص.
- إس أدينوسيل ميثونين: وهو شكل اصطناعي من مادة كيميائية موجودة في الجسم قد يكون لها دور في التخفيف من أعراض الاكتئاب.
النظام الغذائي الصحي
يمكن أن يؤدي تناول المزيد من الأغذية السكرية أو المصنعة إلى إحداث مشاكل صحية وعقلية، ويشار إلى أنّ هذه الأغذية تؤثر بشكل خاص على الصحة العقلية للشباب، ومع ذلك فإنّه يمكن لتناول بعض أنواع الأغذية أن تقلل من أعراض الاكتئاب وتتضمن هذه الأغذية ما يلي:[2]
- السمك.
- الفاكهة.
- الخضراوات.
- زيت الزيتون.
علاجات تحفيز الدماغ
إذا لم تُجدي العلاجات السابقة نفعاً، فإنّ الطبيب قد يلجأ إلى إجراءات تحفيز الدماغ والتي يتم فيها إرسال تحفيز مغناطيسي متكرر من خلال الجمجمة على شكل نبضات مغناطيسية إلى الدماغ وتستخدم هذه الإجراءات لعلاج الاكتئاب الشديد، ومن الممكن أن يجري الطبيب صدمات كهربائية وهو خيار علاجي فعال عند الإصابة بالاكتئاب والذهان.[2]
علاج القلق
يعاني المصاب بالقلق من مخاوف مستمرة وخوف مفرط من المواقف الحياتية التي تحدث لدى أي شخص، ويصبح من الصعب على المصاب بالقلق ممارسة أنشطته اليومية بشكل طبيعي، ومن الممكن أن تبدأ الأعراض خلال سنوات الطفولة أو في سن المراهقة وتستمر إلى مرحلة البلوغ.
للقلق العديد من الأنواع ومنها القلق الاجتماعي أو ما يعرف بالرهاب الاجتماعي، الرهاب المحدد، القلق العام، قلق الانفصال، ومن الممكن أن يصاب الشخص بأكثر من اضطراب قلق واحد، وبغض النظر عن نوع القلق فإنّ علاجات القلق تتضمن الخيارات العلاجية التالية:[3]
العلاجات الدوائية
يوجد العديد من أنواع الأدوية التي تستخدم لعلاج اضطراب القلق وتختلف باختلاف نوع اضطراب القلق، وينبغي قبل استخدام أدوية القلق التحدث مع الطبيب حول الآثار الجانبية المحتملة لهذه الأدوية ومعرفتها ومعرفة التعامل معها، وتتضمن هذه الأدوية الآتي:[3]
- مضادات الاكتئاب: أشرنا سابقاً بأنّ القلق قد يكون أحد أعراض الاكتئاب لذا فإنّ الطبيب قد يصف مضادات الاكتئاب والتي من شأنها أن تفيد في علاج القلق أيضاً.
- الأدوية المهدئة: تحتاج بعض الحالات إلى الأدوية المهدئة ومن أبرزها أدوية البينزوديازبينات أو أدوية حاصرات بيتا، وتقلل هذه الأدوية من أعراض القلق لكنها تستخدم لفترات قصيرة فقط.
العلاج النفسي
يتضمن العلاج النفسي أو ما يعرف بالعلاج بالكلام تعليم المصاب كيفية تقليل وإدارة أعراض القلق، ويعد العلاج السلوكي الإدراكي أحد أشكال العلاج النفسي الأكثر فعالية لاضطرابات القلق، والجدير بالذكر أنّ العلاج السلوكي الإدراكي قصير الأمد، وفيه يتم تعليم المصاب مهارات محددة وذلك بهدف تحسين الأعراض والرجوع بشكل تدريجي إلى الأنشطة التي يتجنبها المصاب كونها تسبب له القلق.
كما يتضمن العلاج السلوكي العلاج بالتعرض والذي يتمثّل في مواجهة الشيء أو الموقف الذي يثير القلق بشكل تدريجي وبالتالي بناء ثقة تجعل التعامل مع الموقف وأعراض القلق أمراً سهلاً.[3]
اتباع نمط حياة صحي
بالإضافة إلى العلاج الدوائي والنفسي يوصي الطبيب باتباع نمط حياة صحي من خلال اتباع التدابير الآتية:[3]
- الابتعاد عن التدخين: من المهم تجنب تدخين السجائر والتقليل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين وذلك لأنّ النيكوتين والكافيين يزيدان من حدة أعراض القلق.
- النوم لفترات كافية: ينبغي الحرص على النوم لفترات كافية للشعور بالراحة وتجنب الإصابة بالتوتر والتعب.
- الحفاظ على النشاط البدني: وذلك من خلال اتباع بعض العادات التي تجعل الجسم نشيطاً غالبية أيام الأسبوع، ويمكن ممارسة التمارين الرياضية للتقليل من القلق وتحسين الحالة المزاجية، وينبغي البدء بممارسة التمارين الرياضية بشكل بطيء ومن ثمّ زيادة كثافة الأنشطة.
- الابتعاد عن المخدرات: تزيد المواد المخدرة والمشروبات الكحولية من أعراض القلق سوءاً لذا من المهم تركها، وإذا لم يكن بالإمكان ذلك فلا بُدّ من مراجعة طبيب مختص أو الانضمام لمجموعات داعمة تساعد في التخلص من المخدرات.
- تناول الطعام الصحي: من الممكن أن يفيد تناول الأغذية الصحية بالتقليل من القلق، ومن أمثلة ذلك الخضروات والفواكه والأسماك والحبوب الكاملة.
- التقليل من التوتر والضغط النفسي: وذلك يكون من خلال اتباع تقنيات الاسترخاء بما فيها التأمل، التصوّر، اليوغا وذلك للتخفيف من أعراض القلق.
أعراض الاكتئاب والقلق
أعراض الاكتئاب
يمكن أن تتراوح أعراض الاكتئاب بين الخفيفة والشديدة وبجميع الأحوال تتضمن الآتي:[4]
- اضطرابات في الشهية.
- صعوبة في النوم أو النوم لفترات طويلة.
- فقدان الاهتمام والاستمتاع بالأنشطة التي كان الشخص يستمتع بها سابقاً.
- الشعور الدائم بالحزن والاكتئاب.
- فقدان الطاقة أو زيادة في النشاط البدني كعدم القدرة على الجلوس، شد اليد، المشي بشكل سريع.
- صعوبة في اتخاذ القرارات.
- الأفكار الانتحارية.
أعراض القلق
أمّا القلق فتتضمن أعراضه ما يلي:[5]
- صعوبة في التركيز.
- التهيج والارتباك.
- الأرق والإحساس بأن الشخص على حافة الهاوية.
- مشاعر القلق التي لا يمكن السيطرة عليها.
- اضطرابات في النوم فقد ينام المصاب بالقلق لفترات طويلة وقد يعاني من صعوبة في النوم.
- القلق الشديد الذي يجعل ممارسة الأنشطة الحياتية أمراً صعباً.
- ↑ "مقال الاكتئاب والقلق: هل يمكنني الحصول على كليهما؟" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
- ↑ "مقال ما هو الاكتئاب وماذا أفعل حياله؟" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com
- ↑ "مقال اضطرابات القلق" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
- ↑ "مقال ما هو الاكتئاب؟" ، المنشور على موقع psychiatry.org
- ↑ "مقال ماذا تعرف عن القلق" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com