علاج ارتجاع المريء نهائياً
تعد الجراحة هي الخيار المتاح في علاج ارتجاع المريء نهائياً في المرحلة المتاخرة
- تاريخ النشر: الإثنين، 25 أبريل 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 26 أبريل 2023
يعاني مرضى ارتجاع المريء من كثير من الأعراض التي لا يمكن الاستهانة بها، فقد يتسبب هذا المرض في إعاقة بعضهم عن النوم، وتناول وجباتهم المفضلة، فهل يمكن لهؤلاء المرضى أن يودعوا أعراض هذا المرض من خلال علاج ارتجاع المريء نهائياً وللأبد؟ هذا ما ستجيب عليه السطور القادمة من هذا المقال.
ما هو ارتجاع المريء
ارتجاع المريء (بالإنجليزية: Gastroesophageal Reflux Disease) هو مرض مزمن يعاني فيه المرضى من تسرب محتوى المعدة باستمرار وخروجه إلى المريء، وهو الأنبوب الذي يمتد ليربط الحلق بالمعدة؛ مما يجعل المريض يشعر بحرقة وصعوبة في البلع، وكأن الطعام عالق في الفم. [1]
يحدث الارتجاع المريئي لأن الصمام الموجود في نهاية المريء في العضلة السفلية العاصرة للمريء لا ينغلق بشكل سليم؛ مما يؤدي إلى خروج الحمض المعدي في اتجاه عكسي، وارتداده إلى الحلق والفم، ويعد ذلك السبب الأساسي في الطعم الحمضي الذي يشعر به المرضى. [1]
في بعض الأحيان يكون ارتجاع المريء حالة استثنائية تحدث لبعض المرضى في مرحلة ما في حياتهم، لكن عند تكرار الأعراض أكثر من مرتين أسبوعياً على مدار عدة أسابيع متواصلة ينبغي استشارة الطبيب؛ لأن ذلك يعني تشخيص المريض بالارتجاع المريئي، وهو من الأمراض التي تتطلب تدخلاً طبياً. [1]
هل يمكن علاج ارتجاع المريء نهائياً
لا شك أن الحصول على دواء يساعد على علاج ارتجاع المريء نهائياً حلم يراود جميع المرضى، لكن طبيعة مرض الارتجاع المريئي، وكونه من المشكلات المزمنة يفرض التزام المريض دائماً ببعض الإجراءات التي تجنبه عودة الأعراض، إلى جانب تناول الأدوية التي تخفف هذه الأعراض. [2]
بالتالي من المتوقع أن تعود الأعراض مرة أخرى بمجرد تناول المريض أحد الأطعمة المحفزة للارتجاع على سبيل المثال، أو توقفه عن تناول الأدوية إذا كان من المرضى الذين يعانون من أعراض شديدة طالما أن السبب الرئيسي وراء ظهور هذه الأعراض ما زال موجوداً. [2]
لكن الأمر الإيجابي الذي يمكن أن يكون حلاً لكثير من المرضى هو الحل الجراحي، فهو يعد الخيار الوحيد المتاح حتى الآن في علاج الارتجاع المريئي للأبد، والبديل الآمن لاستخدام أدوية علاج الارتجاع بشكل مستمر، خاصةً بالنسبة للمرضى الذين يحتاجون إلى جرعات عالية من هذه الأدوية. [2] [3]
تهدف الجراحة إلى دعم وتقوية العضلة السفلية العاصرة للمريء؛ مما يشكل حاجزاً يمنع ارتداد الحمض المعدي إلى الحلق، تتضمن الخيارات الجراحية المتاحة حتى الآن التالي: [1] [3]
تثنية القاع لنيسن
تعد جراحة تثنية القاع لنيسن (بالإنجليزية: Nissen Fundoplication) من الجراحات طفيفة التوغل، وتهدف إلى إنشاء آلية صمام جديدة في الجزء السفلي من المريء، عن طريق لف الجزء العلوي من المعدة حول الجزء السفلي من المريء. [1] [3]
زرع جهاز لينكس
يقوم الطبيب خلال زرع جهاز لينكس (بالإنجليزية: Linx Device Implantation) بلف شريط من حبيبات التيتانيوم حول مكان التقاء المعدة مع المريء، ويساعد التجاذب المغناطيسي بين الحبيبات على جعل هذه المنطقة مناسبة لمرور الطعام فقط من المريء إلى المعدة، لكنها ضيقة بما يكفي لارتداد الطعام إلى الحلق. [1] [3]
طرق علاج ارتجاع المريء
بعد أن تعرفنا على إرتجاع المريء وعلاجه نهائياً عن طريق الجراحة، نستعرض في هذا الجزء من المقال الطرق العلاجية الأخرى التي تساعد على التحكم في أعراض ارتجاع المريء. [2]
الأدوية
هناك العديد من الأدوية التي يصفها الأطباء؛ حتى تساعد على التحكم في أعراض الارتجاع المريئي، من أهمها: [2]
- مضادات الحموضة: تعد هذه الأدوية خياراً مثالياً للأعراض البسيطة التي تأتي بشكل متقطع بشرط عدم الإفراط في تناولها؛ لأن ذلك قد يتسبب في تفاقم المشكلة، وزيادة إفراز حمض المعدة.
- حاصرات الهيستامين: تساعد هذه الأدوية على تقليل إفراز الحمض المعدي.
- مثبطات مضخة البروتون: تثبط هذه الأدوية إفراز الحمض المعدي بشكل أكثر فعالية من حاصرات الهيستامين، وتعالج المرضى الذين يعانون من تآكل المريء.
- الأدوية الحركية: تساعد هذه الأدوية على سرعة تفريغ محتوى المعدة، وهي تعد الفئة الأقل فعالية في علاج الأعراض؛ لذلك تستخدم عادةً إلى جانب الأدوية المثبطة لإفراز الحمض المعدي.
تغيير النظام الغذائي ونمط الحياة
يقترح الأطباء إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة، خاصةً فيما يتعلق بالنظام الغذائي؛ لمساعدة المريض على تخفيف أعراض الارتجاع، من أهم هذه الإجراءات: [1] [2] [3]
- الإقلاع عن التدخين.
- محاولة إنقاص الوزن.
- تقليل الدهون الغذائية.
- استخدام وسائد لرفع الرأس عليها أثناء النوم.
- تجنب ارتداء ملابس ضيقة على منطقة البطن.
- تناول وجبات صغيرة متكررة، بدلاً من تناول ثلاث وجبات كبيرة.
- تجنب الأكل قبل النوم مباشرةً، والانتظار على الأقل ثلاث ساعات بعد تناول الطعام.
- تجنب الاستلقاء، والجلوس في وضع مستقيم بعد تناول الطعام مدة 45-60 دقيقة.
- الابتعاد عن الأطعمة المحفزة للأعراض مثل: الكافيين، والفواكه الحمضية، والعصائر، والأطعمة الحارة، والنعناع.
أعراض ارتجاع المريء
يعد العرض الرئيسي لارتجاع المريء هو حرقة المعدة التي يصفها بعض المرضى كأنها ألم حارق في الصدر يبدأ خلف عظمة الصدر ويتحرك إلى الرقبة والحلق، إلى جانب شعور المريض بعودة الطعام إلى الحلق؛ مسبباً طعماً مراً حامضياً في الفم، إلى جانب حرقة المعدة، وتتضمن الأعراض الشائعة لارتجاع المريء: [1] [3]
- التقيؤ.
- السعال.
- ألم الصدر.
- صعوبة النوم.
- رائحة كريهة في الفم.
- تآكل مينا الأسنان.
- التهاب الحلق وبحة الصوت.
- صعوبة في التنفس والبلع.
أسباب ارتجاع المريء
يعود سبب ارتجاع المريء كما أوضحنا لارتخاء صمام العضلة السفلية العاصرة للمريء، عادةً يغلق هذا الصمام بإحكام بعد دخول الطعام إلى المعدة؛ حتى لا يرتد مرة أخرى إلى الحلق، ويفتح فقط عند تناول الطعام حتى يمر إلى المعدة. توجد بعض عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة بارتجاع المريء، من أهم هذه العوامل: [1] [3]
- السمنة.
- التدخين.
- النساء الحوامل.
- فتق الحجاب الحاجز.
- تناول الأكل قبل النوم مباشرةً.
- استخدام بعض الأدوية مثل: أدوية علاج الضغط، والمهدئات، والأدوية المسكنة.
- بعض الأمراض المزمنة مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي، ومرض الذئبة.
- تناول بعض الأطعمة التي تحفز الأعراض مثل: منتجات الألبان، والشيكولاتة، والأطعمة المقلية.
تشخيص ارتجاع المريء
يعتمد التشخيص على التعرف على الأعراض بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أعراض بسيطة، وهناك بعض الإجراءات الطبية التي يلجأ إليها الأطباء لتشخيص بعض الحالات المتقدمة، ومن أهم هذه الإجراءات: [1]
- تنظير وخزعة الجهاز الهضمي: يستخدم الطبيب خلال الإجراء أنبوباً طويلاً، يدخله عن طريق الفم والحلق؛ حتى يشاهد بطانة المريء والمعدة، والحصول على عينة من الأنسجة؛ لتحليلها في المختبر.
- الأشعة السينية: تظهر الأشعة أي مشاكل تتعلق بالارتجاع بعد تناول المريض سائل الباريوم.
- مراقبة درجة الحموضة والمقاومة للمريء: يحدد هذا الاختبار درجة الحموضة في المعدة.
- قياس ضغط المريء: يساعد الاختبار على التحقق من كفاءة العضلة السفلية العاصرة للمريء.
مضاعفات ارتجاع المريء
لا يمكن اختصار أهداف علاج مرض الارتجاع المريئي في تخفيف الأعراض التي يعاني منها المريض فحسب، فهناك العديد من المضاعفات التي يمكن أن يواجهها المرضى، إذا لم يتلقوا العلاج المناسب لحالتهم، وتتضمن مضاعفات ارتجاع المريء ما يأتي: [3]
- قرحة المريء.
- مريء باريت وهو من أشهر العوامل التي تسبب سرطان المريء.
- تراكم الأنسجة الندبية في المريء؛ مما يؤدي مع الوقت إلى ضيق المريء.
- مشاكل الرئة نتيجة لتهيج الحلق باستمرار؛ مما يؤدي إلى معاناة المريض من بعض المشكلات مثل: التنقيط الأنفي الخلفي، واحتقان الصدر، والسعال المستمر، والتهاب الشعب الهوائية.
متى يجب زيارة الطبيب
هناك بعض الأعراض التي تحتم على أي شخص زيارة الطبيب؛ لأنها تمثل مؤشرات تدل على احتمال إصابته بارتجاع المريء، وتتضمن هذه الأعراض: [1]
- صعوبة في البلع.
- صعوبة في التنفس.
- حرقة المعدة أكثر من مرتين في الأسبوع.
- استمرار أعراض الارتجاع على الرغم من تناول مضادات الحموضة.
ارتجاع المريء من الأمراض المزمنة التي تتطلب الاستخدام طويل الأمد لبعض الأدوية، إلى جانب بعض العادات الصحية والتعديلات في النظام الغذائي، كما توجد بعض الأنماط الجراحية التي تساعد على علاج ارتجاع المريء نهائياً وبلا رجعة بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أعراض شديدة، أو يحتاجون إلى تناول جرعات كبيرة من أدوية علاج الارتجاع.
- أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س "Clevelandclinic. GERD (Chronic Acid Reflux). Retrieved on the 26th of April 2023 [1]" ،
- أ ب ت ث ج ح "hopkinsmedicine. Gastroesophageal Reflux Disease (GERD) Treatment. Retrieved on the 26th of April 2023 [2]" ،
- أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "Webmd. GERD. Retrieved on the 26th of April 2023 [3]" ،