علاج ألم الحلق

تقسم الحالات المرضية من ناحية الانتشار إلى أمراض نادرة أو شائعة، ومن بين الشائعة ألم الحلق الذي يصيب أي شخص على اختلاف عمره وجنسه، فما هو ألم الحلق؟ كيف يمكن علاج ألم الحلق؟ ما هي أسباب ألم الحلق؟

ألم الحلق

ألم الحلق (بالإنجليزية: Throat Pain) في البداية لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ ألم الحلق ليس حالة مرضية بحد ذاته إنما هو عَرض يشير إلى وجود حالة مرضية.

يعد ألم الحلق من الأعراض الشائعة بشكل كبير والتي ترافق الكثير من الحالات المرضية، ويحدث نتيجة العديد من الأسباب التي قد تكون بسيطة أو حالات مرضية تستدعي العلاج.

يؤدي ألم الحلق إلى الانزعاج والضيق للمصاب به؛ لما يسببه من صعوبة عند تناول الطعام والشراب، خاصة إن كان الألم شديداً بما فيه الكفاية، بالإضافة إلى فقدان الوزن.  ^[1]

طرق علاج ألم الحلق

كون أسباب ألم الحلق تختلف وتتعدد لذا فإنّ طرق العلاج تختلف أيضاً، تتضمن طرق علاج ألم الحلق الآتي: ^[2]

ألم الحلق الناتج عن الالتهاب

يحدث ألم الحلق نتيجة الالتهاب الفيروسي أو البكتيري، لكن في الغالب يكون الالتهاب ناتجاً عن عدوى فيروسية بما فيها نزلات البرد والإنفلونزا، أما الالتهاب البكتيري فيكون ناتجاً عن الإصابة ببكتيريا ستريبتوكوكس في الغالب.

إنّ التهاب الحلق يزول بعد مرور أسبوع من الإصابة دون الخضوع لعلاج، هذا إذا كان ناتجاً عن عدوى فيروسية، أما إذا كان ناتجاً عن عدوى بكتيرية فقد يصف الطبيب المضادات الحيوية التي من الضروري الاستمرار فيها وأخذها بشكل كامل حتى وإن اختفت الأعراض.

من الممكن أن يحتاج المصاب بألم الحلق الناتج عن التهاب الحلق الفيروسي إلى الأدوية المسكنة؛ مثل: الأسيتامينوفين والإيبوبروفين، كما يوصي الطبيب ببعض التدابير المنزلية التي من شأنها التخفيف من الأعراض؛ وهي كالآتي:  ^[2]

• الحصول على فترات كافية من الراحة.
• شرب كميات كافية من السوائل للحفاظ على رطوبة الحلق ومنع الإصابة بالجفاف.
• الغرغرة بالماء والملح.
• يمكن تناول أقراص الاستحلاب أو أقراص الحلوى الصلبة التي تسكن التهاب الحلق والسعال، للمصابين الأكبر من 4 أعوام.
• تناول العسل الذي يسكن التهاب الحلق، لكن ينبغي الانتباه إلى أنّ العسل غير آمن للأطفال ما دون عمر السنة فقد يؤدي إلى الإصابة بالتسمم الغذائي.
• تنظيف الأنف والجيوب الأنفية.
• تناول مكملات فيتامين ج.
• تناول المشروبات المهدئة لالتهاب الحلق بما فيها الشاي الأخضر، شاي الزنجبيل، الليمون الدافئ أو الماء مع العسل.

التهاب الحلق الناتج عن التهاب الجيوب الأنفية

يصيب التهاب الجيوب الأنفية الأغشية المبطنة للجيوب الأنفية، وهي أربعة تجاويف موجودة في الرأس ترتبط بقنوات ضيقة، تكمن أهمية الجيوب الأنفية في كونها تصنع مخاط رقيق يخرج من بين قنوات الأنف، يساعد على نظافة الأنف وحمايته من البكتيريا التي يمكن أن تنمو داخل الجيوب وتسبب التهاباً.

لعلاج ألم الحلق لا بد من علاج التهاب الجيوب الأنفية؛ وذلك من خلال استخدام الأدوية المزيلة للاحتقان، الأدوية المضادة للحساسية، أدوية نزلات البرد، إذا لم تتحسن الأعراض بعد مرور 10 أيام فإنّ الطبيب يلجأ إلى المضادات الحيوية، التي يتم أخذها لمدة 7 أيام للمصابين البالغين ولمدة 10 أيام للأطفال، بالإضافة إلى مزيلات الاحتقان الفموية أو الموضعية، وبخاخات الستيرويدات الأنفية.

ينبغي الإشارة إلى أنّ البخاخات أو القطرات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، يتم استخدامها لمدة لا تزيد عن 5 أيام فقد تتسبب بزيادة احتقان الأنف.

يعالج الطبيب التهاب الجيوب الأنفية المزمن من خلال الأدوية المضادة للتحسس سواءً الموضعية أو الحبوب الفموية، بالإضافة إلى أدوية مضادات الليكوترين التي تعمل على التقليل من أعراض تورم الجيوب الأنفية والحساسية.  ^[3]

ألم الحلق الناتج عن التهاب الحنجرة

يحدث التهاب الحنجرة الذي قد يكون قصير الأمد أي لا يستمر لفترة طويلة، وأحياناً يكون طويل الأمد يستمر لفترة طويلة نتيجة فرط استخدام الحنجرة؛ كالصراخ أو القراءة بصوت مرتفع لفترة طويلة، أو التهيج، أو العدوى.

تقع الأحبال الصوتية داخل الحنجرة وهي أغشية مخاطية تغطي العضلات والغضاريف وعند الإصابة بالتهاب الحنجرة تصبح الحبال الصوتية ملتهبة أو متهيجة.

غالباً ما يتحسن التهاب الحنجرة من تلقاء نفسه دون استخدام أي علاج خلال مدة أسبوع، لكن قد يصف الطبيب بعض أنواع الأدوية لبعض الحالات، من أبرز هذه الأدوية، المضادات الحيوية التي تفيد في علاج التهاب الحنجرة الناتج عن عدوى بكتيرية، أما التهاب الحنجرة الناتج عن عدوى فيروسية فليس بحاجة إلى مضاد حيوي.

كما تتضمن الأدوية المعالجة لالتهاب الحنجرة أدوية الكورتيكوستيرويدات التي تساعد على تقليل التهاب الحبال الصوتية، ومع ذلك لا يلجأ الطبيب إلى هذه الأدوية إلا عندما تستدعي الحاجة لذلك، كما أنه من الممكن أن يخضع المصاب في بعض الحالات إلى العمليات الجراحية.

بالإضافة إلى العلاجات السابقة يوصي الطبيب باتباع نمط حياة صحي من خلال اتباع التدابير الآتية:  ^[4]

• إراحة الصوت قدر الإمكان: ينبغي على المصاب بالتهاب الحنجرة إراحة صوته وعدم التحدث بشكل كبير أو الغناء بصوت عالٍ.
• ترطيب الحلق: وذلك من خلال استخدام أقراص الاستحلاب أو الغرغرة بالماء المالح أو مضغ قطعة علكة.
• تجنب أدوية الاحتقان: يمكن أن تسبب البخاخات المزيلة للاحتقان جفاف في الحلق لذا ينبغي تجنبها.
• ترطيب الهواء: من المهم للمصاب بالتهاب الحنجرة تنفس الهواء الرطب من خلال استخدام جهاز ترطيب في المنزل أو المكتب أو من خلال استنشاق البخار من وعاء ماء ساخن أو حمام ساخن.

ألم الحلق الناتج عن الحساسية

تعد الحساسية استجابة الجهاز المناعي عند دخول مادة غريبة أو مضرة للجسم، يمكن أن تشمل هذه العوامل التحسسية العديد من مسببات الحساسية بما فيها وبر الحيوانات الأليفة، الأغذية، حبوب اللقاح، أو بعض أنواع الأدوية، من الممكن أن يرافق بعض حالات الحساسية ألماً في الحلق، غالباً ما يتم علاج ألم الحلق من خلال علاج حالة الحساسية، وذلك بتناول بعض أنواع الأدوية بما فيها مضادات الهستامين التي يوجد منها الكثير من التركيبات العلمية؛ ومن أبرزها تركيبة اللوراتدين، الديفينهيدرامين، بالإضافة إلى الأدوية المزيلة للاحتقان.

في بعض حالات الحساسية يحتاج الشخص إلى علاجات أخرى؛ كالعلاج المناعي، أو حقن الإبينفرين والتي تُعطى عندما تكون حالة الحساسية مميتة.  ^[5]

أسباب ألم الحلق

يحدث ألم الحلق نتيجة العديد من الأسباب التي تتضمن ما يلي: ^[6]

• الجراحة: يمكن أن تسبب بعض أنواع الجراحات بالتحديد جراحة الحلق كالجراحة التي يتم فيها استئصال الغدة الدرقية.
• الإجراءات الطبية: من الممكن أن يحدث ألم الحلق نتيجة القيام ببعض الإجراءات بما فيها تنظير المعدة والمريء والإثني عشر.
• سرطان الحلق: على الرغم من أنّ ألم الحلق قد يكون ناتجاً عن الإصابة بسرطان الحلق، لكنه نادر الحدوث إذ إن غالبية أسباب ألم الحلق تكون بسيطة.
• الارتجاع المعدي المريئي: وهي حالة يرجع فيها حمض المعدة إلى المريء وظهر الحلق والفم، وبشكل خاص عندما ينام المصاب هذا ما يفسر أن ألم الحلق يكون أشد في الصباح لدى المصابين بالارتجاع المريئي المعدي.
• الحالات التحسسية.
• العدوى البكتيرية أو الفيروسية.
• عدوى الجيوب الأنفية.
• التهاب الحنجرة.

متى يستدعي ألم الحلق مراجعة الطبيب

كما أشرنا سابقاً بأنّ أغلب الحالات المسببة لالتهاب الحلق تزول من تلقاء نفسها خلال فترة بسيطة، أو من خلال الخضوع للعلاجات الدوائية أو التدابير المنزلية، لكن قد يستدعي ألم الحلق مراجعة الطبيب وذلك عندما يستمر ألم الحلق لمدة تزيد عن أسبوع دون وجود أسباب واضحة، فلا بد من مراجعة الطبيب وإجراء الفحوصات التشخيصية ومعرفة الأسباب.  ^[6]

لا تلغي إمكانية علاج الحالة المرضية إهمال الأعراض وتناسيها، إذ لا بد من اطّلاع الطبيب على الحالة المرضية وإجراء الفحوصات التشخيصية لاستبعاد الحالات المرضية الخطيرة.