عادة مص الإبهام وطرق مساعدة الطفل على التخلص منها

عادة مص الإبهام شائعة بين الأطفال وتساعدهم على الشعور بالأمان. رغم أنها طبيعية في الطفولة، فإن استمرارها قد يسبب مشاكل في الأسنان والنطق، وقد يحتاج مساعدة الطفل على التخلص منها إلى نهج لطيف وداعم يجمع بين الفهم والصبر. في هذا المقال، سنتناول أسباب هذه العادة وطرق مساعدة الطفل على التوقف عنها بأساليب فعّالة.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يومياً.

عادة مص الإبهام

تُصنف عادة مص الإبهام  (بالإنجليزية: Thumb Sucking) ضمن قائمة العادات المعروفة باسم العادات الغير تغذوية للمص (بالإنجليزية: Non–nutritive sucking habits). وفي هذه الفئة، يمكننا أيضًا العثور على استخدام الحلمات الاصطناعية، أو البطانيات، أو مص أصابع أخرى كسلوك مريح.^[1]  

يمكن للعديد من الأطفال التوقف عن مص الإبهام تلقائيًا في سن 6 أو 7 أشهر، أو بين 2 و 4 سنوات، ولكن حتى الطفل الذي يتوقف عن هذا السلوك قد يعود إليه خلال فترات الإجهاد.^[2]  

عمومًا، لا يُعتبر مص الإبهام مصدر قلق حتى تبدأ أسنان الطفل الدائمة بالظهور. في هذه المرحلة، قد يؤثر مص الإبهام على تشكيل سقف الفم أو ترتيب الأسنان، ويزيد من خطر تطوير مشاكل أسنانهم في المستقبل. تُرتبط مخاطر الإصابة بمشاكل الأسنان بتكرار مص الإبهام وشدته.^[2]

أسباب عادة مص الإبهام

تعتبر عادة مص الإبهام لدى الأطفال حركة لا إرادية تسعى بشكل غريزي إلى مص ثدي الأم، فهي بذلك تحاكي الرضاعة الطبيعية، ومع مرور الوقت، قد يربط الطفل هذه العادة بالشعور بالأمان أو الهدوء، مما يجعل من الطبيعي رؤية أطفال أكبر من عمر سنة أو سنتين يمصون إبهامهم عند الشعور بالتوتر أو عند النوم.

بالإضافة إلى ذلك، يبدأ بعض الأطفال بوضع إصبع أو أكثر في فمهم حوالي 6-8 أشهر، عندما تبدأ أولى أسنانهم اللبنية بالظهور. خلال هذه المرحلة، يحاول الطفل تهدئة الانزعاج الناتج عن ظهور الأسنان الجديدة عن طريق الضغط على اللثة بأصابعه.^[3]  

طرق للتخلص من عادة مص الإبهام

إذا كان طفلك قد اقترب من سن الروضة ولا يزال يمص إبهامه، فإليك بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها لمساعدته على التخلص من مص الإبهام:^[2][3]

1. تقليل وتيرة مص الإبهام: اجعل عادة مص الإصبع مقتصرة على تواجد الطفل في غرفته أو في المنزل فقط. وضح له أن هذا الأمر يمارسه فقط عندما يقترب موعد النوم.

2. تجنب التحدي: لا تقل لطفلك "لا يمكنك مص إبهامك بعد اليوم". بدلاً من ذلك، امدحه عندما لا يمص إبهامه بدلاً من انتقاده عندما يفعل ذلك.

3. الحوار المفتوح: تحدث إلى طفلك عن عادة مص الإبهام وساعده على فهم أنك مستعد لتقديم المساعدة عندما يقرر الإقلاع عن هذه العادة.

4. الهدوء في الأوقات الحرجة: لا تمنع طفلك عن مص إبهامه إذا كان يشعر بالألم أو التوتر، لأن هذا يساعده على استعادة شعوره بالهدوء.

5. استخدام الشخصيات المحببة: اختر شخصية محببة له مثل سوبرمان واسأله "هل تعتقد أن سوبرمان يمص إبهامه؟" هذا سيساعده على التفكير في الأمر بطريقة مختلفة.

6. التقليل من التوتر: حاول التخلص من مسببات التوتر التي قد تدفع الطفل إلى مص إبهامه.

7. توضيح الأسباب: اشرح لطفلك لماذا يجب عليه التوقف عن مص إبهامه، ووضح له التأثيرات السلبية المحتملة لهذه العادة.

تذكر أن طفلك سيصل في النهاية إلى مرحلة يتوقف فيها عن مص إبهامه عندما يصبح مستعداً. كونه جزءًا من عملية نموه، سيتخلى عن هذه العادة في الوقت المناسب.

الآثار السلبية لعادة مص الإبهام

يوصي معظم أطباء الأسنان وأطباء الأطفال بأن يتوقف الأطفال عن مص الإبهام بين سن 2-4 سنوات، بناءً على تطورهم. وينطبق نفس الشيء على استخدام الحلمات الصناعية، حيث يمكن أن تسبب نفس المشاكل التي يسببها مص الإبهام.

تشمل الآثار السلبية الشائعة لمص الإبهام لفترة طويلة ما يلي:^[4]  

1. العضة المفتوحة: لا تتلامس الأسنان العلوية والسفلية عندما يكون الفم مغلقًا.

2. العضة البارزة: يكون الفك العلوي بارزًا بشكل ملحوظ.

3. مشاكل النطق: يمكن أن يؤدي مص الإبهام إلى مشاكل عديدة مثل تسوس الأسنان، أو اضطرابات في النطق، كما يمكن أن يسبب مشاكل في محاذاة الفك التي تؤدي إلى بعض اضطرابات الكلام.

4. التغيرات الجسدية: يمكن أن يؤدي مص الإبهام لفترة طويلة إلى تغييرات في تطور وجه الطفل، بما في ذلك تغيير شكل الفك.

من المهم مراقبة هذه الآثار والعمل على مساعدة الطفل في الإقلاع عن هذه العادة لتجنب المشاكل الصحية المستقبلية.

بذلك يظهر أن عادة مص الإبهام قد تؤدي إلى آثار سلبية على تطور الفم والأسنان والنطق لدى الأطفال. رغم أن هذه العادة مريحة في البداية، إلا أن استمرارها لفترة طويلة يتطلب التدخل لتجنب المشاكل المستقبلية.