سرطان المهبل الأعراض والأسباب
- تاريخ النشر: الأحد، 15 مايو 2022 آخر تحديث: الأحد، 04 فبراير 2024
تصاب نسبة بسيطة من النساء بمرض سرطان المهبل، الذي يصنف من أنواع السرطان النادرة، لكن هذا لا يمنع أهمية معرفة الأعراض المميزة له، وكيفية تشخيصه، وطرق الوقاية من الإصابة به، وبالطبع العلاج المتاح له.
يعد سرطان المهبل أحد أنواع السرطانات التي نادراً ما تصيب النساء، ينشأ من المهبل نفسه وخاصةً الطبقة المبطنة له، لكن انتشاره إلى باقي الجسم ممكناً مع تطوره؛ لذا سنتعرف في طيات المقال التالي إلى أعراض سرطان المهبل، والأنواع المختلفة له، والمضاعفات التي قد تترتب على الإصابة به، فضلًا على كيفية الوقاية والعلاج.
ما هو سرطان المهبل
تندر إصابة النساء بمرض سرطان المهبل (بالإنجليزية: Vaginal cancer)، الذي تستهدف فيه الخلايا السرطانية الأنسجة المبطنة للمهبل، وتكون هذه المرحلة المبكرة له التي لا تتميز بأعراض واضحة، إنما يمكن اكتشافها فقط عند إجراء فحص الحوض الروتيني، حينها يكون العلاج سهلاً بخلاف عندما ينتشر السرطان إلى أجزاء أخرى خارج المهبل. [1] [2]
أعراض سرطان المهبل
تبدأ أعراض السرطان في الظهور في المراحل المتأخرة من الإصابة، وتكون أهم علامة مميزة له حدوث نزيف مهبلي غير طبيعي بعد الجماع، أو بعد سن الإياس، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأعراض؛ مثل: [1] [3]
- إفرازات مهبلية غير المعتادة.
- ألم بالحوض.
- الشعور بوجود كتلة في المهبل.
- الإمساك.
- صعوبة في أثناء التبول.
- تورم الساقين.
- ألم خلال الجماع.
- البول أو البراز المدمي.
- ألم بالظهر.
- الرغبة الملحة في حك منطقة المهبل.
أسباب سرطان المهبل
لا يوجد حتى الآن سبباً معروفاً لحدوث سرطان المهبل، فتحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية يكون بسبب طفرات جينية مجهولة، فتبدأ هذه الخلايا المسرطنة بالنمو والتكاثر بمعدل لا يمكن السيطرة عليه، ثم تتحد مع بعضها مكونة الورم الذي بمرور الوقت يمكن أن ينتشر إلى باقي الأنسجة والأعضاء المحيطة. [2]
بالرغم من ذلك فقد لوحظ وجود صلة بين الإصابة بأمراض معينة وسرطان المهبل، التي ربما تكون السبب في حدوثه؛ مثل: [1]
- الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus): أحد الأمراض الجنسية التي لها دور كبير في الإصابة بالسرطان المهبلي.
- الإصابة المسبقة بسرطان عنق الرحم.
- استخدام دواء ثنائي إيثيل ستيلبوستيرول DES (بالإنجليزية: Dietylstillbestrol) للنساء الحوامل في المدة بين عامي 1940-1971؛ حيث إنه كان يُوصف لمنع حدوث الإجهاض، وللأسف ظهر ذلك التأثير في البنات المولودة من تلك النساء.
أنواع سرطان المهبل
يوجد عدة أنواع من سرطان المهبل، لكن هناك نوعين أكثر شيوعاً هما: [4] [5]
- سرطان الخلايا الحرشفية (بالإنجليزية: Squamous cell carcinoma) ينشأ من الخلايا الحرشفية المبطنة للمهبل، ويحدث غالباً في النساء اللاتي تتجاوز أعمارهن 60 عاماً.
- السرطان الغدي (بالإنجليزية: Adenocarcinoma) يتطور من الخلايا الغدية ببطانة المهبل المسؤولة عن إفراز سوائل معينة، وذلك لمن تتجاوز أعمارهن 50 عاماً، ويتميز أن معدل انتشاره أسرع من النوع السابق.
أما عن بقية الأنواع الأخرى الأقل شيوعاً فتشمل ما يلي:
- الورم الميلانيني (بالإنجليزية: Melanoma): يحدث في الخلايا التي تفرز صبغة الجلد، وتكون في الجزء الخارجي من المهبل.
- الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma): يعد نوع الساركوما العضلية المخططة أكثر أنواعها شيوعاً، وتؤثر غالباً على الأطفال.
- السرطانات التي تنتقل من الأعضاء الأخرى إلى المهبل: وذلك كسرطان عنق الرحم، أو سرطان الرحم، أو سرطان المستقيم.
مراحل تطور سرطان المهبل
يساعد نظام تقسيم تطور السرطان إلى مراحل على تمكين الطبيب من تحديد مدى انتشار الخلايا السرطانية، وبالتالي وصف العلاج المناسب لكل مرحلة، التي يصل عددها إلى 4 مراحل.
لكن بعض الأطباء يُصنف خلل التنسج المهبلي VAIN بالمرحلة الصفرية السابقة للسرطان؛ لأنه بالرغم من كون تغير الخلايا فيه ليس بسرطان، لكن من المحتمل أن تصير كذلك فيما بعد، أما عن باقي المراحل فهي: [1] [3]
- المرحلة الأولى: يوجد السرطان في جدار المهبل فقط.
- المرحلة الثانية: انتشار الخلايا السرطانية إلى الأنسجة المجاورة، دون وصولها إلى جدار الحوض.
- المرحلة الثالثة: يصل السرطان إلى الحوض بما في ذلك الجدار أيضاً، بالإضافة إلى احتمالية إصابة بعض العقد الليمفاوية المحيطة.
- المرحلة الرابعة: تنقسم هذه المرحلة إلى مرحلتين فرعيتين هما:
- المرحلة الرابعة أ : فيها ينتشر السرطان حتى يصل إلى المثانة، أو المستقيم، أو كليهما.
- المرحلة الرابعة ب : يتفشى السرطان في سائر أعضاء الجسم، كالرئتين والكبد، بل يمكن أن يصل أيضاً إلى العقد الليمفاوية البعيدة.
يستطيع الطبيب تحديد هذه المراحل باستخدام إحدى الطرق التالية: [2]
- الأشعة السينية.
- الأشعة المقطعية.
- التصوير بأشعة الرنين المغناطيسي.
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
- منظار داخلي للمثانة والمستقيم.
عوامل تزيد فرص الإصابة
يمكن أن تسهم الكثير من العوامل في زيادة فرص الإصابة بسرطان المهبل، التي منها على سبيل المثال ما يلي: [1] [2]
- الخضوع سابقاً إلى عملية استئصال الرحم، سواء كان الورم حميداً أو خبيثاً.
- التدخين.
- السن، حيث يشيع حدوثه إذا كان العمر أكبر من 60 عاماً، بينما يكون نادر الحدوث لمن تقل أعمارهن عن 40 عاماً.
- ضعف الجهاز المناعي، وذلك قد يحدث نتيجة الإصابة بمرض الإيدز، أو الذئبة.
- الإصابة الحديثة بعدوى الفيروس الحليمي البشري خلال الجماع.
- تغيرات في الخلايا المبطنة للمهبل، تسمى بخلل التنسج المهبلي (بالإنجليزية: Vaginal intraepithelial neoplasia)، مع العلم أنها لم تصل بعد لمرحلة التحول إلى خلايا سرطانية.
- الإصابة فيما مضى بمرض سرطان الرحم، خاصةً مع الخضوع إلى العلاج الإشعاعي للتغلب عليه.
- استخدام التحاميل المهبلية (بالإنجليزية: Vaginal pessary).
كيفية التشخيص
مما لا شك فيه أن التوصل إلى التشخيص المبكر لمرض السرطان، يُجنب المريضة الدخول في المراحل الأكثر صعوبةً في الأعراض والعلاج. يبدأ الطبيب التشخيص بسؤال المريضة عن التاريخ المرضي السابق لإصابة أحد أفراد الأسرة بالسرطان.
كذلك يستعلم منها عنها الأعراض التي تعانيها، وإذا كانت تستخدم أدوية معينة، ثم يُجري الفحص الذي يتضمن ما يلي: [3] [5]
- فحص الحوض: يفحص الطبيب المهبل للكشف عن أن أي أجزاء شاذة عن طبيعته.
- مسحة بابا نيكولاو (بالإنجليزية: Pap smear): عبارة عن اختبار للكشف عن سرطان عنق الرحم.
- منظار عنق الرحم (بالإنجليزية: Colposcopy): يلجأ الطبيب إليه عند ظهور نتائج غير طبيعية للفحوص السابقة.
- الخزعة: تعطي نتيجة حاسمة للتشخيص، وتُجرى عادة تحت التخدير خلال عملية التنظير.
بعد التأكد من التشخيص والحصول على نتيجة إيجابية للإصابة، يستعين الطبيب بإحدى الطرق التي سبق ذكرها لتحديد المرحلة التي وصل إليها المرض.
علاج سرطان المهبل
تعتمد الطريقة المستخدمة في العلاج على عدة عوامل منها نوع السرطان ومرحلته، وكذلك رأي الأطباء في الطريقة الأنسب للمريضة بأقل قدر من الآثار الجانبية، ومن هذه الاختيارات ما يلي: [2] [3]
الجراحة
تعد الجراحة الطريقة الأكثر استخداماً لعلاج السرطان المهبلي، وتكون إما بإزالة الأنسجة والأعضاء المحيطة للخلايا المسرطنة التي يمكن انتقال السرطان إليها، أو تقتصر على استئصال الخلايا السرطانية فقط، أما عن التقنيات المستخدمة فيها هي:
- الجراحة بالليزر.
- استئصال الرحم.
- استئصال المهبل كاملاً أو جزء منه، قد تحتاج المريضة إلى إجراء جراحة ترميمية للمهبل في حالة إزالته كلياً.
- الاستئصال الموضعي الموسع (بالإنجليزية: Wide local excision): تُزال فيه الأنسجة المسرطنة وبعض الأنسجة السليمة المحيطة بها.
- اجتثاث أحشاء الحوض (بالإنجليزية: Pelvic exenteration): عند تفشي السرطان في منطقة الحوض، يستأصل الجراح المهبل، والمبايض، والمثانة، والمستقيم، وجزء من القولون، ثم يصنع فتحات تساعد على مرور البول والبراز لتجميعه في أكياس الفغر.
- استئصال العقد الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymphadenectomy): تُستأصل العقد الليمفاوية المحيطة بالخلايا السرطانية لفحصها وتحديد مكان السرطان، فإذا كان بالجزء العلوي من المهبل؛ تزال العقد الليمفاوية بالحوض، أما إذا كان بالجزء السفلي؛ فتزال تلك الموجودة من منطقة الأربية.
العلاج الإشعاعي
يوجد نوعان من العلاج الإشعاعي بتقنيات مختلفة يمكن استخدامهما هما:
- النوع الخارجي: توجه فيه الأشعة من الجهاز خارج الجسم على الخلايا السرطانية.
- النوع الداخلي: توضع فيه المادة المشعة داخل النسيج بالقرب من مكان السرطان.
العلاج الكيميائي
تُوصف بعض الأدوية خلال مدة العلاج الكيميائي لتساعد على منع نمو الخلايا السرطانية وانتشارها، وذلك إما عن طريق تدميرها أو منع انقسامها وتكاثرها، وتكون هذه الأدوية إما فموية أو عن طريق الوريد، كذلك يتوفر منها في صورة غسول أو كريمات يمكن استخدامها موضعياً في حالة سرطان الخلايا الحرشفية بالمهبل.
مضاعفات ما بعد العلاج
من الوارد حدوث بعض المضاعفات والآثار الجانبية بعد العلاج، قد تكون مؤقتة أو دائمة وذلك أياً كانت الطريقة المستخدمة، ويرجع السبب في ذلك إلى احتمالية تضرر الأعضاء المحيطة بالمهبل في أثناء العلاج. تختلف تلك المضاعفات من طريقة لأخرى كما يلي: [1]
الجراحة
تتشابه كل التقنيات المستخدمة في الجراحة من حيث هذه الآثار الجانبية التالية:
- الألم.
- حدوث عدوى.
- الجلطات.
- عدم قدرة بطانة المهبل على إفراز المخاط، وذلك بعد الجراحة الترميمية.
- تضيق في بداية المهبل بسبب الندبات على الأنسجة؛ مما يؤدي إلى حدوث ألم وصعوبة عند الجماع.
- الوذمة اللمفية (بالإنجليزية: Lymphedema).
- الوصول المبكر لسن الإياس، وذلك في حالة استئصال المبايض.
- زيادة خطر الإصابة بتجلط الأوردة العميقة (بالإنجليزية: Deep vein thrombosis).
العلاج الإشعاعي
يمكن أن يؤثر العلاج الإشعاعي على الخلايا السليمة بالإضافة إلى الخلايا السرطانية؛ مما يؤدي إلى حدوث بعض المضاعفات التي قد تستمر لبعض الوقت بعد انتهاء هذه الجلسات؛ مثل:
- قرح في مكان العلاج.
- ألم خلال التبول.
- الإرهاق.
- الغثيان والقيء.
- الإفرازات المهبلية.
- الإسهال.
- جفاف المهبل.
- الحاجة المستمرة إلى التبول؛ بسبب كون المثانة أقل مرونة.
- الوصول إلى سن الإياس مبكراً عند استخدام النوع الخارجي من الإشعاع.
العلاج الكيميائي
تتشابه المضاعفات الناتجة عن العلاج الكيميائي مع تلك الناجمة عن العلاج الإشعاعي، بالإضافة إلى ما يلي:
- تساقط الشعر.
- زيادة فرص حدوث العدوى.
- انقطاع النفس.
سبل الوقاية
للأسف ليس هناك طريقة للوقاية نهائياً من الإصابة بسرطان المهبل، لكن توجد بعض النصائح التي عند اتباعها من شأنها تقليل احتمالية الإصابة؛ مثل: [1] [3]
- استخدام وسائل حماية خلال الجماع كالواقي الذكري؛ وذلك لمنع انتقال عدوى فيروس الورم الحليمي البشري.
- الحصول على اللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري.
- الإقلاع عن التدخين.
- الحرص على عمل مسحة عنق الرحم، وفحص الحوض باستمرار.
في ختام حديثنا عن سرطان المهبل، نجد أنه يجب أن تكون كل امرأة على دراية بالمعلومات الكاملة عن هذا المرض الخبيث؛ حتى تعلم ما يمكن أن تواجهه مع هذا المرض، وكيف تستطيع التغلب عليه.
- أ ب ت ث ج ح خ "مقال كل ما تحتاج لمعرفته حول سرطان المهبل" ، المنشور على موقع healthline.com
- أ ب ت ث ج "مقال سرطان المهبل" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
- أ ب ت ث ج "مقال ماذا تعرف عن سرطان المهبل" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com
- ↑ "مقال سرطان المهبل" ، المنشور على موقع .hopkinsmedicine.org
- أ ب "مقال سرطان المهبل" ، المنشور على موقع my.clevelandclinic.org