سرطان الكبد أعراضه وأسبابه

إن لمعرفة المزيد من المعلومات حول سرطان الكبد أعراضه وأسبابه أهمية كبيرة في تشخيص المرض خلال وقت مبكر وقبل انتشاره ووصله إلى الأعضاء الحيوية الأخرى من الجسم مثل الرئتين، وينبغي على المرضى المسارعة إلى الطبيب فور الشعور بالأعراض؛ فإن نسبة الشفاء تكون أكبر عند بدء العلاج مُبكرًا.

سرطان الكبد

يُمكن لسرطان الكَبد أن يصيب أي جُزء من أجزاء كبد الإنسان، كما أنه يبدأ في أحد أجزاء الكَبد بشكل أساسي أحيانًا بينما ينتقل إلى الكبد بشكل ثانوي في أحيان أخرى، ويتم تحديد مدى خطورة هذا المرض بالاعتماد على عدة عوامل، ومنها: مكان ظهوره في الكبد وحجم السرطان بالإضافة إلى الصحة العامة للمريض، ويجدر الذكر بأن الكَبد يقع في الجزء العلوي من الجانب الأيمن للبطن. ^[1]  

أهمية معرفة سرطان الكبد أعراضه وأسبابه

من المُهم معرفة الأعراض التي تصاحب مرض سرطان الكَبد بالإضافة إلى معرفة أسبابه حتى يُسارع المريض إلى مراجعة الطبيب عند ظهورها وإجراء التشخيص المناسب؛ فإن التشخيص المبكر يزيد من فرصة نجاة المرضى وشفائهم من هذا المرض، وهناك عدة أسباب تُسهم في التأخر عن مراجعة الأطباء عادة، ومنها: عدم العثور على موعد مناسب أو خوف المرء من مراجعة الطبيب، وكذلك عدم معرفة أعراض المرض. ^[2]  

أسباب سرطان الكبد

لا تزال أسباب الإصابة بسرطان الكَبد مجهولة حتى الآن؛ فإن بعض المصابين لا يُعانون من أية أمراض أخرى في الكَبد سوى السرطان بينما يرتبط هذا المرض مع بعض الحالات الصحية أو الأمراض الأخرى عند المرضى الآخرين، وهو ما يجعل الأطباء المختصين غير متأكدين من الأسباب بعد إلا أن هُناك عدة عوامل تزيد من خطورة الإصابة، ومنها: العُمر والسمنة والتعرض إلى بعض الأنواع من السموم. ^{[3]   [4]}  

أعراض سرطان الكبد الشائعة

يُمكن أن تظهر الأعراض الشائعة الآتية أو يظهر بعضها عند الإصابة بسرطان الكبد: ^[5]  

• ظهور كتلة في البطن: يلاحظ بعض المصابين وجود كتلة صلبة أو ظهور تورم في الجزء الواقع تحت القفص الصدري مباشرة من الجهة اليُمنى للجسم، وعادة ما تكون كتلة غير مؤلمة.
• ملاحظة وجود كتلة في البطن: في بعض الأحيان يؤدي السرطان المذكور إلى تضخم الطحال، وهو ما يؤدي إلى ظهور كتلة في الجزء العلوي الأيسر من البطن، ويُمكن أن يشعر المريض بآلام عند ذلك.
• الألم في الجزء الأيمن من البطن: يمكن لسرطان الكبد أن يضغط على الأعصاب أو الأجزاء الأخرى من جسم المريض مما يتسبب بالألم في الجزء الأيمن من البطن تحت أضلاع القفص الصدري.
• الآلام في الكَتف الأيمن: يُعد الألم في الكَتف الأيمن من الأعراض التي تخدع مرضى سرطان الكبد أحيانًا، وينتج هذا الألم عن تهيج الأعصاب بسبب الضغط عليها من قبل الورم السرطاني.
• الحكة: تتراكم أملاح الصفراء (بالإنجليزية: Bile salts) عند المرضى في بعض الحالات مما يؤدي إلى الشعور بحكة في الجلد، وهذا يعني أن الحكة تدل على بعض الأمراض الخطيرة أحيانًا.
• ضيق التنفس: تتراكم السوائل في البطن لدى المصابين بمرض سرطان الكبد مع مرور الوقت مما يؤدي إلى الضغط على الرئتين، وينتج عن ذلك الشعور بضيق في التنفس.
• فقدان الشهية: يؤدي سرطان الكَبد إلى فقدان الشهية عند بعض المصابين، كما أنه من أسباب الفقدان غير المبرر للوزن أيضًا. ^[6]  
• اليرقان: يُعرف اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice) باسم الاصفرار أيضًا، ويؤدي إلى اختلاف لون الجلد وبياض العينين وتحولهما إلى اللون الأصفر، ويمكن أن يظهر البول بلون أصفر داكن عند التعرض إلى اليرقان. ^[6]
• الشعور بالتوعك: يدل الشعور بالتوعك العام في الجسم على الإصابة بالسرطان المذكور أحيانًا، كما يمكن أن يلاحظ المرضى ظهور بعض الأعراض المشابهة لأعراض الإنفلونزا. ^[6]

أعراض سرطان الكبد النادرة

تؤدي بعض أنواع سرطان الكَبد إلى إفراز هرمونات تصحبها بعض الأعراض النادرة الآتية أحيانًا: ^[5]

• الشعور بالدوار.
• ارتفاع عدد خلايا الدم الحمراء.
• التعرض إلى الإغماء.
• ضمور الخصية.
• ملاحظة تضخم الثدي.

أنواع سرطان الكبد

لسرطانات الكبد عدة أنواع مُختلفة حسب الجزء الذي يظهر فيه السرطان من الكّبد أو بناءً على نوع الخلايا المُصابة من كَبد المريض، وفيما يأتي قائمة بالأنواع الأساسية لهذا السرطان: ^[3]

• سرطان الخلايا الكبدية: يُطلق على هذا النوع كذلك اسم الورم الكَبدي (بالإنجليزية: Hepatoma) ويُعد أكثر أنواع سرطانات الكبد انتشارًا على الإطلاق، وهو سرطان يتطور في الخلايا الأساسية المُكونة لكبد الإنسان، وعادة ما يرتبط بالتهاب الكَبد أو تليف الكبد المُزمن.
• سرطان الأقنية الصفراوية: يحتوي الكبد على قنوات صغيرة تُعرف باسم القنوات الصفراوية، وتكمن أهمية هذه القنوات في نقل الصفراء إلى المرارة للمساعدة في عملية الهَضم، وإذا تطور السرطان في هذه القنوات؛ فإنه يُسمى سرطان الأقنية الصفراوية. 
• الساركومة الوريدية في الكبد: يبدأ هذا السرطان بالظهور في الأوعية الدموية للكبد، ويتميز بسرعة انتشاره الكبيرة إلا أنه من أنواع السرطان النادرة.
• الورم الأرومي الكبدي: عادة ما يعثر الأطباء على هذا النوع النادر من سرطان الكبد عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات، ويُمكن علاج هذا النوع بنسبة 70% من خلال الجراحة والعلاجات الكيميائية.

مراحل تطور سرطان الكبد

يمر سرطان الكبد بالعَديد من المراحل في جسم المرضى بداية من المرحلة الأولى ذات الخطورة المُتدنية وحتى الوصول إلى المرحلة الرابعة التي ينتشر عندها السرطان في الأجزاء الأخرى من الجسم، وفيما يأتي تفصيل كل واحدة من المراحل: ^[7]  

• المرحلة الأولى: في هذه المرحلة تظهر كتلة واحدة من السرطان داخل الكبد، ولكنها لم تنتشر إلى أي وعاء من الأوعية الدموية بعد.
• المرحلة الثانية: عند الوصول إلى المرحلة الثانية تبدأ الأورام بغزو الأوعية الدموية؛ إذ إن هذه المرحلة تشهد وجود كتلة سرطانية في واحد من الأوعية الدموية أو ظهور أورام مُتعددة في عدة أوعية دموية دون زيادة الحجم لمجموع هذه الأورام عن 5 سنتيمترات.
• المرحلة الثالثة: إذا زاد حجم الأورام السرطانية في الكبد عن 5 سنتيمترات؛ فإن هذا يعني وصول المريض إلى المرحلة الثالثة، وفي هذه المرحلة تنتشر الأورام إلى أحد الأوعية الدموية الرئيسية للكبد ثم تبدأ بالانتشار في الأعضاء المجاورة أو تمتد حتى تصل إلى الطبقة الخارجة من الأنسجة المُغطية للكبد دون وصولها إلى الأعضاء البعيدة أو الغدد الليمفاوية.
• المرحلة الرابعة: تُعد المرحلة الرابعة أكثر مراحل السرطان خطورة؛ فإن الأورام تبدأ بالانتشار إلى الغدد الليمفاوية القريبة من الكَبد في بداية المرحلة الرابعة ثم تُكمل انتشارها حتى تصل إلى الأعضاء البعيدة مثل الرئتين أو الدماغ أو العظام.

عوامل خطورة الإصابة بسرطان الكبد

بالرغم من عَدم معرفة الأسباب الدقيقة الكامنة وراء الإصابة بسرطانات الكبد إلا أنه العوامل الآتية تزيد من خطورة الإصابة بالسرطان المذكور: ^[8]  

• فيروس التهاب الكَبد بي أو سي.
• مرض التليف الكبدي.
• التعرض إلى الأفلاتوكسن الذي تنتجه بعض أنواع العفن.
• داء السكري.
• بعض أمراض الكبد الوراثية مثل مرض ويلسون أو داء ترسب الأصبغة الدموية.
• مرض الكبد الدهني اللاكحولي.

طريقة تشخيص مرض سرطان الكبد

فيما يأتي بعضًا من طرق تشخيص السرطان في الكبد: ^[9]  

• فحص الدم: يتم إجراء هذا الفحص للتحقق من كفاءة عمل الكبد بالإضافة إلى التأكد من عدم إصابة المرض بالتهاب الكبد الوبائي من النوع بي أو النوع سي، كما يعتمد الطبيب على تحليل الدم لفحص بعض المواد المعروفة باسم الواسم الورمي (بالإنجليزية: Tumour markers).
• صور الموجات فوق الصوتية: يُعد تشخيص سرطان الكبد بالاعتماد على صور الموجات فوق الصوتية من أكثر طُرق التشخيص شيوعًا لهذا المرض؛ فإن الطبيب يستطيع التحقق من حجم الأنسجة غير الطبيعية وموقعها في الكبد من خلال هذه الصور.
• الأشعة المقطعية المحوسبة: يمكن لمقدمي الرعاية الصحية التأكد من انتشار سرطان الكبد عن طريق صور الأشعة المقطعية المحوسبة، وتساعد هذه الصور كذلك في التخطيط لإجراء العمليات عند الحاجة.
• أخذ الخزعة: في هذا النوع من الاختبارات يقوم الطبيب بأخذ عينة من الأنسجة ثم يفحصها تحت المجهر للتحقق من وجود أية إشارات تدل على مرض سرطان الكبد.

طُرق علاج سرطان الكبد

يعتمد الطبيب على عدة عوامل لرسم خطة العلاج التي تناسب حالة المريض، ومنها: الصحة العامة للمريض ومدى كفاءة الكبد ومرحلة السرطان التي يُعاني منها بالإضافة إلى مستويات بروتين ألفا فيتوبروتين، ويمكن أن تشمل خطة العلاج ما يأتي: ^[4]

• العمليات الجراحية: يحتاج بعض المرضى إلى عملية جراحية لاستئصال جُزء من الكبد، بينما يتم استئصال الكبد بشكل كامل مع زراعة كبد آخر في حالات أخرى لعلاج المرضى.
• تدمير أورام الكَبد: في بعض الحالات يلجأ الطبيب إلى تدمير الأورام السرطانية في الكَبد دون الحاجة إلى إجراء العمليات الجراحية، وذلك عن طريق ما يُعرف باسم الاستئصال بالأمواج الميكروية أو الاستئصال بالتبريد أو الاستئصال بالموجات الراديوية أو غيرها من الأساليب المُعتمدة لهذه الغاية.
• العلاج الكيميائي: يقوم العلاج الكيميائي بالقضاء على الخلايا السرطانية في الكَبد أو يكبح انتشارها، ويمكن أخذ جرعات العلاج المذكور عن طريق الفم أو الحُقَن.
• العمليات المناعي: يهدف العلاج المناعي إلى توجيه الخلايا المناعية في جسم الإنسان المريض حتى تقتل الخلايا السرطانية.
• العلاج الموجه: يتميز العلاج الموجه بأنه يصيب الخلايا السرطانية المريضة فحسب خلافًا للعلاج الكيميائي الذي يؤثر على الخلايا السليمة والمريضة، ولكن لهذا النوع من العلاج بعضًا من الأعراض الجانبية الخطيرة، ويُمكن أن يتم اعتماده لعلاج المرضى غير المرشحين لعمليات الاستئصال. ^[3]

مضاعفات مرض سرطان الكبد

يُمكن لسرطان الكبد أن يؤدي إلى المضاعفات الآتية: ^[5]

• فقر الدم: يشير مصطلح فقر الدم إلى انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء عند الإنسان، وهو من الأعراض الشائعة عند مرضى سرطان الكبد، ويتسبب فقر الدم بالتعب وضيق التنفس وزيادة سرعة نبضات القلب بالإضافة إلى الدوار وظهور الجلد بلون شاحب.
• انسداد القناة الصفراوية: تضمن القنوات الصفراوية انتقال الصفراء إلى المرارة والأمعاء الدقيقة، وإذا تطورت الأورام السرطانية في هذه القنوات فإنها تؤدي إلى انسدادها، ويصحب هذا الانسداد آلامٌ شديدة في الجزء العلوي الأيمن من البطن إلى جانب الحكة واليرقان والغثيان.
• نزيف الدم: يقوم الكَبد بإنتاج البروتينات التي تساعد في تخثر الدم، وإذا انتشر السرطان في أجزاء كبيرة من الكبد؛ فإنه يفقد القدرة على إنتاج البروتينات المذكورة مما يؤدي إلى النزيف أحيانًا.
• فرط كالسيوم الدم: في بعض الأحيان يصاب المرضى بفرط كالسيوم الدم كواحد من مضاعفات سرطان الكبد، وهناك عدة أعراض تصاحب فرط الكالسيوم في الدم، ومنها: ضعف العضلات الشديد والغثيان والقيء، ويُمكن أن يؤدي إلى الموت في حالة إهمال العلاج.

إرشادات الوقاية من سرطان الكبد

تهدف إرشادات الوقاية إلى الحد من خطورة إصابة المرء بسرطان الكبد، ومن هذه الإرشادات: المُحافظة على الوزن الصحي، والإقلاع عن التدخين، إجراء الفحوصات المخصصة لاكتشاف فيروس التهاب الكبد من النوع سي في وقت مبكر واتخاذ التدابير العلاجية في وقت مبكر، وكذلك ينبغي تلقي مطعوم فيروس التهاب الكبد من النوع بي، وهو لُقاح يوصى به لجميع الأطفال الرضع عند الولادة والبالغين المعرضين للإصابة بهذا الفيروس. ^[10]  

يؤدي سرطان الكبد إلى العَديد من المضاعفات الخطيرة التي تصيب الجسم بما فيها النزيف الداخلي للدم وانسداد القناة الصفراوية، ويُمكن أن تنتهي هذه المضاعفات بموت الإنسان، ولذلك فإنه من الضرورية معرفة عوامل خطورة الإصابة بهذا المرض وأسبابه لتجنبها والمُحافظة على اللياقة الصحية للمرء.