سرطان الشفاه
- تاريخ النشر: الأحد، 17 أبريل 2022 آخر تحديث: الإثنين، 25 مارس 2024
يعد السرطان من الحالات المرضية الخطيرة التي يمكن أن تصيب جميع أجهزة الجسم، والتي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة ما لم يتم اكتشافها وعلاجها في مراحل مبكرة، من بين أنواع هذه السرطانات سرطان الشفاه، فما هو هذا السرطان، وما هي أعراضه؟ وكيف يتم تشخيصه؟ وما هي طرق علاجه؟
ما هو سرطان الشفاه
سرطان الشفاه (بالإنجليزية: Lip cancer) الذي يصيب الخلايا الحرشفية التي تبطن بعض هياكل الفم والوجه، بما فيها الشفاه، واللسان، والخدين، والوجه. في هذا المقال سنتحدث عن سرطان الشفاه.
يمكن أن يصيب سرطان الشفاه الشفة العلوية، أو الشفة السفلية، لكنه أكثر شيوعاً في الشفة السفلية، كما أنّ هذا النوع من السرطانات يمكن أن يصيب جميع الأشخاص على اختلاف أعمارهم، لكنه أكثر انتشاراً لدى كبار السن، مع ذلك فإنّ سرطان الشفاه يعد من أكثر أنواع سرطان الفم شيوعاً، إذ يتم تشخيص ما يقارب 40 ألف شخص كل عام في الولايات المتحدة الأمريكية بالإصابة بسرطان الشفاه.[1]
ما هي أعراض سرطان الشفاه
في الغالب يتم اكتشاف الإصابة بسرطان الشفاه من قِبَل أطباء الأسنان عند إجراء فحص روتيني للأسنان، إذ تتضمن أعراض سرطان الشفاه الآتي:[2]
- تورم في الفك.
- ظهور تقرحات في الفم، وآفات أو كتل على الفم والتي تستمر لفترة طويلة ولا تزول.
- ظهور بقع حمراء أو بيضاء على الشفة المصابة بالسرطان.
- نزيف وألم في الشفتين.
مع ذلك ليس بالضرورة أن تكون هذه الأعراض دلالة على الإصابة بسرطان الشفاه، إذ يمكن أن تكون ناتجة عن حالات مرضية أخرى، كما أنّ ذلك لا يتم معرفته إلا من خلال إجراء الفحوصات التشخيصية من قِبَل الطبيب.
أسباب سرطان الشفاه
يعد سرطان الشفاه نوع من أنواع السرطانات التي تصيب الرأس والعنق، إذ إنه يبدأ في الخلايا الحرشفية في الفم والشفتين، كما تشير مؤسسة سرطان الجلد بأنّ سرطان الشفاه يشيع حدوثه لدى الأشخاص من ذوي البشرة الفاتحة الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً فما فوق.
كما أنّ سرطان الشفاه يتشابه مع باقي أنواع السرطانات التي تصيب الإنسان عندما يحدث خلل في نمو الخلايا، إذ يؤدي ذلك إلى نمو خلايا سرطانية لتشكل ورم سرطاني، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بسرطان الشفاه، حيث تتضمن هذه العوامل ما يأتي:[3]
- الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.
- تدخين السجائر أو استخدام أي من منتجات التبغ.
- التعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس.
- الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان الشفاه مقارنةً بالنساء.
- الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة.
- العمر، يعد من العوامل المهمة التي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الشفاه بالتحديد الأشخاص فوق عمر 40 عاماً.
- الإصابة ببعض الالتهابات الفيروسية، بما فيها فيروس الورم الحليمي البشري.
متى يستدعي سرطان الشفاه مراجعة الطبيب
على الرغم من أنّ سرطان الشفاه من الممكن ألا يتسبب بإظهار أية أعراض في مراحله المبكرة، إلا أنه من الضروري مراجعة الطبيب عند ظهور أي أعراض غير طبيعية، أو أي تغيرات غير عادية في الشفتين، أو الفم، بشكل خاص الكتل، أو الآفات التي لا تزول من تلقاء نفسها.
كما ينبغي الإشارة إلى أنّ مراجعة أطباء الأسنان بشكل دوري تزيد من احتمالية الكشف عن الإصابة بسرطان الشفاه، والأنواع الأخرى من السرطانات التي تصيب الفم في أوقات مبكرة، كما ينبغي الإشارة إلى أن الأشخاص الذين تكون لديهم عوامل خطر تزيد من احتمالية إصابتهم بسرطان الشفاه عليهم إجراء الفحوصات بشكل منتظم.[3]
تشخيص سرطان الشفاه
عندما يشتبه طبيب الأسنان الإصابة بسرطان الشفاه فإنّه يحيل الشخص إلى أخصائي لإجراء الفحوصات التشخيصية بشكل كامل والتأكد من وجود إصابة بهذا السرطان، حيث تتضمن هذه الفحوصات الآتي: [4]
- الفحص البدني: يجري الطبيب في بداية الأمر فحصاً بدنياً، الذي يتم من خلال إجراء فحص للفم، والشفاه، والوجه، والرقبة بحثاً عن أي دلالة تشير إلى الإصابة بالسرطان، كما يطرح الطبيب بعض الأسئلة التي تدور حول الأعراض الظاهرة.
- الخزعة: تعد الخزعة من الإجراءات التشخيصية التي يلجأ إليها الطبيب للكشف عن السرطانات، إذ تتم من خلال أخذ عينة من أنسجة الشفاه ليتم فحصها في المختبر، كما يمكن للطبيب أن يحلل أنسجة الجسم لتحديد ما إذا كان يوجد إصابة بالسرطان أم لا، بالإضافة إلى تحديد مستوى العدوانية الموجودة في الخلايا السرطانية.
- فحوصات التصوير: يلجأ الطبيب إلى فحوصات التصوير لتحديد ما إذا كان سرطان الشفاه قد انتقل إلى خارج منطقة الشفاه أم لا، إذ تتضمن فحوصات التصوير، التصوير المقطعي المحوسب، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير بالإصدار البوزيتروني.
علاج سرطان الشفاه
يتضمن علاج سرطان الشفاه العديد من الخيارات العلاجية بما فيها الآتي:[4]
الجراحة
يلجأ الطبيب إلى الجراحة لعلاج سرطان الشفاه بهدف استئصال الخلايا السرطانية في الشفاه، وجزء من النسيج الصحي المحيط به، كما يقوم الجراح بعد ذلك بترميم الشفاه للسماح للمصاب بتناول الطعام والشراب، والتحدث بشكل طبيعي، بالإضافة إلى ذلك فإنّ الطبيب يستخدم تقنيات جراحية حديثة للحد من حدوث تندبات في الشفاه.
أما إذا كان سرطان الشفاه صغير الحجم يصبح من السهل ترميم الشفاه بعد الخضوع للإجراء الجراحي، وفي حال كانت سرطانات الشفاه كبيرة الحجم يتطلب الأمر وجود جراح شفاه تجميلي حتى يتمكن من ترميم الشفاه بطريقة جيدة، كما يمكن أن يجري الطبيب نوعاً من الجراحة الاستثنائية التي يتم فيها تطعيم أنسجة الوجه بالأنسجة والجلد المأخوذ من جزء آخر من الجسم. [4]
العلاج الإشعاعي
في العلاج الإشعاعي يتم استخدم حزم عالية الطاقة بما فيها الأشعة السينية، والحزم البروتونية بهدف القضاء على الخلايا السرطانية، كما يمكن أن يكون العلاج الإشعاعي الخيار العلاجي الوحيد لسرطان الشفاه، بالإضافة إلى إمكانية استخدامها بعد خضوع المصاب إلى الجراحة.
من الجدير بالذكر أنّ الطبيب قد يوجه الأشعة المعالجة لسرطان الشفاه من خلال جهاز كبير الحجم يركز حزم الطاقة الإشعاعية بدقة عالية، لكنه في بعض الحالات يعرّض الشفاه للإشعاع بشكل مباشر لفترة قصيرة، إذ يسمح هذا الإجراء الذي يعرف بالعلاج الكثبي للطبيب باستخدام جرعات عالية من الإشعاع. [4]
العلاج الكيميائي
يهدف العلاج الكيميائي الذي يتم من خلال استخدام عدة أنواع من الأدوية إلى قتل الخلايا السرطانية، كما أنّ العلاج الكيميائي يمكن أن يُستخدم بالتزامن مع العلاج الإشعاعي لزيادة فعالية العلاج، ذلك عندما يكون سرطان الشفاه قد وصل إلى مراحل متقدمة أي انتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم، بالإضافة إلى ذلك قد يلجأ الطبيب إلى العلاج الكيميائي للتخفيف من الأعراض المصاحبة للسرطان.[4]
العلاج الدوائي الموجه
تركز العلاجات الدوائية الاستهدافية على نقاط ضعف موجودة داخل الخلايا السرطانية، إذ تعمل هذه العلاجات الدوائية الموجهة على قتل الخلايا السرطانية، كما أنّ الطبيب قد يجمع بين العلاج الدوائي الموجه والعلاج الكيميائي.[4]
العلاج المناعي
يساعد العلاج المناعي الجهاز المناعي على محاربة السرطان، إذ إنه على الرغم من أنّ الجهاز المناعي هو المسؤول عن محاربة الخلايا السرطانية، والخلايا التي تسبب المرض إلا أنّ ما يميز الخلايا السرطانية عن غيرها أنها تصنع بروتينات لتختفي عن الجهاز المناعي، مما يجعل رؤيتها من قِبَل الجهاز المناعي أمراً صعباً.
لذا فإنّ العلاج المناعي يعمل على تعطيل هذه العملية، كما أنّ الطبيب يلجأ إلى العلاج المناعي عندما يكون سرطان الشفاه في مراحله المتقدمة، أو عندما تكون الخيارات العلاجية الأخرى غير ممكنة. [4]
ختاماً لا يخفى على أحد خطورة السرطان بجميع أنواعه بما فيها سرطان الشفاه، لذا من الأفضل إجراء الفحوصات بشكل دوري بشكل خاص للأشخاص الذين لديهم عوامل خطر تزيد من إمكانية إصابتهم بسرطان الشفاه، بالإضافة إلى مراجعة الطبيب عند ظهور أي أعراض غير طبيعية، ذلك لأن اكتشاف السرطان مبكراً يزيد من احتمالية نجاح العلاج بنسبة كبيرة.
- ↑ "مقال سرطان الشفاه" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org
- ↑ "مقال سرطان الشفاه" ، المنشور على موقع healthline.com
- أ ب "مقال ماذا تعرف عن سرطان الشفاه" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com
- أ ب ت ث ج ح خ "مقال سرطان الشفاه" ، المنشور على موقع mayoclinic.org