سؤال شائك: هل العادة السرية تسبب العقم وتحرمك الإنجاب

هل تؤثر العادة السرية على الخصوبة والإنجاب لدى النساء والرجال؟ تعرّف في هذا المقال على إجابة هذا السؤال الشائك: هل العادة السرية تسبب العقم وتحرمك الإنجاب؟

العادة السرية

تعد العادة السرية (بالإنجليزية: Masturbation) أو الاستمناء أحد الطرق للوصول إلى النشوة الجنسية عن طريق لمس الأعضاء التناسلية، القضيب عند الرجال والمهبل أو البظر عند النساء، يتم اللجوء إلى العادة السرية بهدف الشعور بالنشوة الجنسة أو المتعة دون ممارسة العلاقة مع الشريك.

يعتبر البعض العادة السرية الشكل الأكثر أماناً من ممارسة الجنس، إذ يجنبهم ذلك خطر الإصابة بالأمراض المنتقلة عبر الجنس، أو خطر حدوث حمل غير متوقع.^[1]

ممارسة العادة السرية والعقم

كشفت دراسة تم إجراؤها في أستراليا عام 2013 في المجتمع الأسترالي للفئة العمرية التي تقع ما بين 16 و 69 عاماً، وأظهرت نتائج الدراسة أن 72٪ من الرجال الأستراليين و 42٪ من النساء الأستراليات مارسن العادة السرية في العام الماضي، ولم ترتبط ممارسة العادة السرية مع فئة معينة من الأشخاص، بل وجد أنه يتم ممارسة العادة السرية من جميع الأعمار والخلفيات والتفضيلات.^[2]

إن ممارسة العادة السرية أول تجربة جنسية قد  يجربها الذكور والإناث على حدٍ سواء، فقد يبدأ الأمر من اكتشاف الأعضاء التناسلية في مرحلة الطفولة واكتشاف الجسد، أو قد تبدأ ممارستها في سن المراهقة والمراحل التي تليها.^[3]

وقد يتساءل البعض هل تسبب ممارسة العادة السرية العقم وتحرم من يمارسها نعمة الإنجاب؟ إن الإجابة القصيرة ستكون بالنفي، إلا إذا كانت تلك الممارسات بشكل مبالغ فيه لدرجة إضعاف عضلة الرحم، بالتالي عدم مقدرته على احتواء الجنين، ففي هذه الحالة تزيد فرص الإجهاض، وتقل فرصة الإنجاب والعقم لدى النساء.  ^{[4] [5]}

هناك أسباب أخرى للعقم عند الرجال والنساء، وهي كالتالي:^[6]

أسباب العقم عند الرجال

يعد ضعف جودة السائل المنوي من أشيع الأسباب للعقم لدى الرجال ، وهو السائل الذي يحتوي على الحيوانات المنوية التي يتم قذفها أثناء ممارسة العلاقة الجنسية، ويمكن أن تشمل أسباب العقم لدى الرجال ما يلي:

• نقص الحيوانات المنوية أو إنعدام وجود حيوانات منوية.
• عدم تحرك الحيوانات المنوية بشكل صحيح.
• مشاكل في الخصيتين، كحدوث عدوى أو سرطان.
• اضطرابات القذف.
• قصور الغدد التناسلية.

أسباب العقم عند النساء

يحدث العقم لأسباب مختلفة، ويمكن أن تكون نتيجة لما يلي:

• متلازمة تكيس المبايض، هو أكثر الاضطرابات الهرمونية شيوعاً لدى النساء.
• مشاكل في الغدة الدرقية، ويشمل ذلك فرط نشاط الغدة الدرقية وقلة نشاط الغدة الدرقية.
• فشل المبايض المبكر، حيث يتوقف عمل المبايض قبل سن الأربعين.
• جراحة الحوض، فقد يؤدي ذلك إلى إتلاف قناتي فالوب التي تربط المبايض بالرحم.
• الأورام الليفية، فقد تمنع  تلك الأورام البويضة المخصبة من الالتصاق بالرحم، أو قد تسد قناة فالوب.

اضرار العادة السرية

لا يتوقف أثر ممارسة العادة السرية على الشعور بالنشوة والمتعة، بل يمتد ذلك إلى آثار صحية ونفسية قد لا تكون بالحسبان، لذلك تأتي النصائح بتجنبها وتقليل وتيرة ممارستها، وتتضمن أضرار العادة السرية ما يلي:^[5]

• ضعف الانتصاب أو العجز الجنسي، وذلك عند المبالغة في ممارستها.
• بروز أوردة القضيب بشكل واضح، مما قد يجعل المظهر مزعجاً.
• الشعور بالعار والذنب، بسبب ارتباط ممارسة العادة السرية بالذنب في العديد من الثقافات والديانات.
• الإدمان على ممارسة العادة السرية، فقد يبدأ الأمر بالتجربة ويكاد لا ينتهي بعدها، أو لا يصل الشخص إلى شعور الراحة إلا بممارسة العادة السرية.
• الانطواء والانعزال، بهدف ممارسة العادة السرية، مما يعطل الحياة الاجتماعية لدى بعض الأشخاص.
• إصابة المنطقة المهبل أو الفرج بالجروح والالتهابات خصوصاً عند ممارستها بوتيرة عالية، أو عند استخدام أدوات ملوثة لتحفيز الأعضاء التناسلية.
• العزوف عن الزواج وتكوين أسر سليمة بسبب الاكتفاء الجنسي بممارسة العادة السرية.
• إضعاف عضلة الرحم لدى النساء، والعضلات المحيطة بالقضيب لدى الرجال، عند ممارستها بشكل مبالغ فيه، مما يؤثر سلباً على حياتهم الجنسية مع شركائهم فيما بعد.

التخلص من العادة السرية

 يشير البعض إلى أن العادة السرية هي الطريقة الأكثر أماناً للشعور بالنشوة الجنسية دون تكبد عناء الزواج والدخول في علاقات رسمية مسؤولة، كما قد يبرر البعض تلك الممارسة بهدف تجنب الأمراض المنتقلة عبر الجنس، لكن كما لاحظنا سابقاً أن الضرر قد يكون أكثر من النفع، لذلك لا بد من التخلّص من إدمان العادة السرية وممارستها بمختلف الطرق، نذكر منها ما يلي:   ^[7]

• عقد النية على ترك العادة السرية، وأن يكون قراراً نابعاً من ذاتك بهدف الحفاظ عليها وعلى صحتها.
• تجنب الأفلام الإباحية والرومانسية، لأن مشاهدة تلك الأفلام تدفع الشخص لتجربة ممارسة العادة السرية وتحفيز الشعور بالنشوة الجنسية.
• تعبئة وقت الفراغ بأنشطة مفيدة، لأن الرغبة في ممارسة العادة السرية قد يكون بهدف الملل وتكرار الروتين والشعور بالفراغ.
• عدم التوجه إلى السرير النوم إلا عند شعورك بالنعاس والتعب، فقد يؤدي التمدد على السرير مبكراً مهيئاً لممارسة العادة السرية.
• تجنب الأفكار الجنسية والتخيلات الجنسية تماماً.
• مارس الأنشطة الرياضية، وذلك بهدف تحفيز إفراز هرمونات السعادة، والتي تتشابه مع التأثير  تلك الهرمونات التي تفرز عند ممارسة العادة السرية.
• قد ترتبط ممارسة العادة السرية بتجربة سيئة كالتحرش في الطفولة أو ما إلى ذلك، لذلك يمكنك التوجه إلى اختصاصي نفسي تثق به، ليساعدك في التخلص من تلك الممارسة.
• يمكن استشارة الأخصائي النفسي أيضاً إذا كانت ممارسة العادة السرية مرتبطة باضطراب الوسواس القهري.

ختاماً، نلاحظ أن العادة السرية لا تحرمك الإنجاب بالمطلق، لكنها تحتمل الكثير من الأضرار والآثار الجانبية، لذلك لا بد من الإقلاع عنها وتجنب ممارستها.