رجيم خمول الغدة الدرقية

يعد النظام الغذائي جانباً هاماً لا يمكن تجاهله عند التعامل مع مرضى خمول الغدة الدرقية، نظراً لتأثير كثير من الأطعمة على وظيفة الغدة الدرقية سواء سلبياً أو إيجابياً، إلى جانب معاناة معظم المرضى من مشكلة زيادة الوزن، فما هو رجيم خمول الغدة الدرقية؟ وكيف تؤثر الغدة الدرقية على الوزن؟

ما هو خمول الغدة الدرقية

خمول الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism) أو قصور الغدة الدرقية كما يطلق عليه في بعض الأحيان، هو مشكلة طبية شائعة يعاني فيها المرضى من نقص في إفراز هرمون الغدة الدرقية، وهي عبارة عن غدة صغيرة تقع في مقدمة العنق أسفل الحنجرة، وتعد وظيفتها الأساسية التحكم في التمثيل الغذائي داخل الجسم، إلى جانب بعض الوظائف الأخرى؛ مثل: تنظيم درجة الحرارة، ومعدل ضربات القلب. ^[1]

النظام الغذائي لمرضى خمول الغدة الدرقية

يؤثر النظام الغذائي بشكل كبير على أعراض قصور الغدة الدرقية، فقد يؤدي تناول بعض الأطعمة إلى الحفاظ على وظائف الغدة الدرقية، بينما يؤثر البعض الآخر سلباً عليها، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى زيادة الأعراض سوءاً. ^[2]

 لهذا السبب نلقي الضوء في السطور القادمة من هذا المقال على مزيد من التفاصيل حول العناصر الغذائية الهامة التي ينبغي أن يحرص جميع المرضى على تضمينها في نظامهم الغذائي، إلى جانب بعض الأطعمة الممنوعة بالنسبة لمرضى خمول الغدة الدرقية. ^[2]

عناصر غذائية هامة

هناك بعض العناصر الغذائية التي ينبغي أن يحرص مرضى قصور الغدة الدرقية على تضمينها في نظامهم الغذائي، نظراً لأهميتها بالنسبة للغدة الدرقية، تتضمن هذه العناصر: ^{[2] [3]}

• اليود: يحتاج الجسم إلى اليود لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية، لذلك فهو من العناصر الهامة التي يحتاجها مرضى خمول الغدة الدرقية، لكن بشرط عدم استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة التي تحتوي عليه؛ لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض قصور الغدة الدرقية.

من أشهر الأطعمة التي تحتوي على اليود: الأسماك، والبيض، والجبن، والأعشاب البحرية.

• الزنك: أشارت إحدى الدراسات إلى دور الزنك في تحسين وظائف الغدة الدرقية لدى المرضى الذين يعانون من قصورها، من أشهر الأطعمة التي تحتوي على الزنك: الدجاج، والبقوليات، والزبادي، واللحم البقري.
• السيلينيوم: يعد السيلينيوم من العناصر التي تلعب دوراً في تنشيط هرمون الغدة الدرقية، كما يتمتع ببعض الخصائص المضادة للأكسدة، مما يجعله من العوامل التي تساعد على حماية الغدة الدرقية من التأثير السلبي للجذور الحرة، من المصادر الغذائية للسيلينيوم: التونة، والجمبري، والدجاج، ودقيق الشوفان، والأرز البني.

أطعمة ينبغي تجنبها

هناك بعض الأطعمة التي قد يتسبب تناول كميات كبيرة منها إلى حدوث بعض الأضرار لمرضى خمول الغدة الدرقية، تتضمن هذه الأطعمة: ^{[2] [3]}

• مُحدثات الدراق: (بالإنجليزية: Goitrogens)، وهي عبارة عن مركبات قد تتداخل مع الوظيفة الطبيعية للغدة الدرقية عند تناولها بكميات كبيرة، لهذا ينبغي على مرضى خمول الغدة الدرقية أن يتناولونها بكميات معتدلة، كما يساعد الطهي الجيد للطعام على تعطيل هذه المركبات. من أشهر الأطعمة التي تحتوي على هذه المركبات: الكرنب، والبروكلي، والقرنبيط، والبطاطا الحلوة.
• الصويا: هناك بعض الدراسات التي تشير إلى احتمال تأثير فول الصويا على قدرة الجسم على إنتاج هرمون الغدة الدرقية، وإن كانت هناك بعض الأبحاث الأخرى التي تنفي هذه المزاعم، لهذا السبب يحتاج الأمر إلى إجراء المزيد من الدراسات.
• الغلوتين: تشير بعض الأبحاث إلى أن إزالة الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين من النظام الغذائي لمرضى خمول الغدة الدرقية يساعد على تحسين وظائف الغدة الدرقية، يوجد الغلوتين في العديد من الأطعمة، ومن أشهرها القمح، والشعير، والشوفان.
• الأطعمة المصنعة: يساعد تجنب الأطعمة المصنعة التي تحتوي على قدر كبير من السكريات المضافة على فقدان الوزن وتحسن الأعراض.

أطعمة مسموح بها

ينبغي أن يحرص مرضى خمول الغدة الدرقية على تضمين العناصر الهامة في نظامهم الغذائي، إلى جانب تجنب المكونات والأطعمة التي تؤدي إلى زيادة الوزن، من ضمن الأطعمة التي يوصى بتناولها: ^[3]

• الأسماك.
• البيض.
• الخضروات.
• الفواكه.
• منتجات الألبان.
• اللحوم بأنواعها.
• الحبوب الخالية من الغلوتين.

رجيم خمول الغدة الدرقية لمدة أسبوع

ينبغي أن يكون مرضى قصور الغدة الدرقية شديدي الحرص في تناول كثير من الأطعمة التي قد تؤدي إلى زيادة الوزن، كما يجب أن يتضمن نظامهم الغذائي كميات متوازنة من جميع العناصر الغذائية الهامة، لهذا نقدم لكم في الجدول الآتي مثالاً على رجيم خمول الغدة الدرقية لمدة أسبوع كامل: ^[2]

العلاقة بين خمول الغدة الدرقية والوزن

يعاني مرضى خمول الغدة الدرقية من نقص في إفراز هرمون الغدة الدرقية، وهو الهرمون المسؤول عن التحكم في سرعة التمثيل الغذائي داخل الجسم، وهي العملية التي يقوم بها الجسم لتحويل الطعام إلى طاقة، يستخدمها للقيام بالعديد من الوظائف الحيوية. ^[1]

من الحقائق المعروفة علمياً أنه كلما قلت سرعة التمثيل الغذائي، قلت قدرة الجسم على حرق السعرات الحرارية أثناء الراحة، وهو من الأمور التي يترتب عليها زيادة الوزن التي يعاني منها معظم مرضى قصور الغدة الدرقية. ^[3]

لحسن الحظ أنه بمجرد علاج المشكلة وتلقي المريض العلاج المناسب يبدأ الوزن في التناقص تدريجياً، لكن مع الأخذ في الاعتبار ضرورة المراقبة المستمرة للسعرات الحرارية التي يتناولها المريض في وجباته، إلى جانب المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية لإنقاص الوزن. ^[1]

أسباب خمول الغدة الدرقية

هناك العديد من مسببات خمول الغدة الدرقية، من أهمها: ^[1]

• مرض التهاب الغدة الدرقية اللمفاوي المزمن (المرض المناعي هاشيموتو).
• العلاج الإشعاعي والاستئصال الجراحي للغدة الدرقية.
• التهاب الغدة الدرقية.
• نقص اليود.

إلى جانب هذه الأسباب توجد بعض عوامل الخطر التي يمكن أن تزيد من احتمال الإصابة بهذه المشكلة؛ مثل: العوامل الوراثية، والحمل، والإصابة ببعض أنواع العدوى الفيروسية. ^[1]

أعراض خمول الغدة الدرقية

إلى جانب زيادة الوزن، هناك العديد من الأعراض الشائعة لقصور الغدة الدرقية، من ضمنها: ^[1]  

• الإمساك.
• الاكتئاب.
• الشعور بالتعب.
• اضطراب الدورة الشهرية.
• ضعف الرغبة الجنسية.
• جفاف وخشونة البشرة والشعر.
• آلام في جميع أنحاء الجسم.
• الشعور بالتنميل في اليدين.
• ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.
• عدم القدرة على تحمل درجات الحرارة الباردة.
• بعض التغيرات التي تطرأ على الوجه؛ مثل: تدلي الجفون، والانتفاخ في العينين.

نصائح لمرضى خمول الغدة الدرقية

يحتاج مرضى قصور الغدة الدرقية مزيد من الاهتمام ببعض العادات الصحية والغذائية؛ نظراً لكونهم من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بزيادة الوزن، ومن أهم النصائح العامة التي تساعدهم على تجنب هذه المشكلة: ^{[2]   [3]}  

• الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالألياف؛ لأنها تساعد على الشعور بالشبع لفترات أطول، لكن مع مراعاة تناول هذه الأطعمة عدة ساعات قبل أو بعد تناول دواء علاج قصور الغدة الدرقية؛ لأنها قد تؤدي إلى إبطاء عمل الدواء.
• مراقبة السعرات الحرارية في الأطعمة التي يتناولها المرضى.
• ممارسة التمارين الهوائية وتمارين القوة؛ لتعزيز فقدان الوزن.
• الحرص على النوم من 7 إلى 8 ساعات يومياً؛ نظراً لارتباط اضطراب النوم بزيادة الوزن.
• اتباع حمية غذائية منخفضة الكربوهيدرات؛ نظراً لتأثيرها الإيجابي على إنقاص الوزن، مع الأخذ في الاعتبار تجنب حمية الكيتو مطلقاً؛ لأن تناول كميات قليلة جداً من الكربوهيدرات كما هو معروف في نظام الكيتو دايت، ينعكس سلبياً على المريض، ويؤدي إلى نقص إفراز هرمون الغدة الدرقية.

يتضمن رجيم خمول الغدة الدرقية التعرف على بعض الأطعمة التي تعزز من وظائف الغدة الدرقية، وتضمينها في النظام الغذائي الخاص بالمريض، إلى جانب تجنب بعض الأطعمة التي من المحتمل أن تؤثر سلبياً وتسبب مشاكل في الغدة الدرقية، كما ينبغي على كل مريض أن يراقب السعرات الحرارية التي يتناولها في جميع وجباته؛ تجنباً لتعرضه إلى زيادة الوزن.