درجة الحرارة الطبيعية للإنسان

تعلمنا سابقاً في المدارس أنّ درجة الحرارة الطبيعية للإنسان هي 37.5 سيليزيوس (99.5 فهرنهايت) وقد كنا جميعاً نقارن درجة حرارة أجسادنا بهذه القيمة عندما نشعر بالحرارة بسبب مرضٍ ما، ولكن هل هذه القيمة هي الدرجة الطبيعية لكافة البشر؟ أو هل تبقى درجة الحرارة الطبيعية ثابتة مع التقدم في العمر؟

درجة الحرارة الطبيعية للرضع والأطفال

تُعتبر درجات حرارة الجسم من أهم العوامل التي يجب على الأهل الانتباه إليها فهي المؤشر الأول الذي يمكن أن يُخبرك بأنّ طفلك مريض أو يُعاني من مشكلةٍ ما، ولذلك من الضروري أن تعرف درجة الحرارة الطبيعية للرضع والأطفال لكن قبل ذلك من الضروري أن تُدرك بعض الحقائق عن درجات الحرارة لأجسام الأطفال.

درجة حرارة أجسام الأطفال يمكن أن تكون في بعض الأحيان أعلى من درجات الحرارة لدى البالغين وخاصة لدى الأطفال الصغار، ويعود السبب في ذلك إلى كونهم يمتلكون مساحةً كبيرةً من الجلد مقارنةً بأوزانهم من ناحية وإلى امتلاكهم لنشاطٍ استقلابي أعلى مما يولد المزيد من الحرارة.

بالإضافة إلى ذلك يجب أن تعلم أنّ أجساد الأطفال لا تستطيع تنظيم الحرارة كما تفعل أجساد البالغين ولذلك هي تحتفظ بالحرارة بشكلٍ أكبر كما أنّهم يتعرقون بشكلٍ أقل مما يُصعب عليهم تخفيض درجات الحرارة.

قياس درجة الحرارة للأطفال يجب أن يُراعي الفروقات الناتجة عن طريقة القياس والتي تكون كما يلي:

1. عند قياس الحرارة فموياً: (من 35.5 وحتى 37.5)
2. عند قياس الحرارة شرجياً: (من 36.6 وحتى 38)
3. عند قياسها من الإبط: (من 36.5 وحتى 37.3)
4. عند قياس الحرارة في الأذن: (من 35.8 وحتى 38)^{[1]   [2]}

 درجة الحرارة الطبيعية للإنسان البالغ

بالنسبة للإنسان البالغ فإنّ درجات الحرارة الطبيعية وفقاً لطريقة قياس الحرارة هي:

1. عند قياس الحرارة فموياً: (من 36.4 وحتى 37.6)
2. عند قياس الحرارة شرجياً: (من 37 وحتى 38.1)
3. عند قياسها من الإبط: (من 35.2 وحتى 36.9)
4. عند قياس الحرارة في الأذن: (من 35.9 وحتى 37.9) ^[3]  

بالنسبة للنساء البالغات فإنّ الأمر قد يكون أكثر تعقيداً لأنّ درجة حرارة الجسم قد تتغير خلال الشهر بسبب الدورة الشهرية حيث تزداد في مراحل معينة من الدورة الشهرية وتنخفض في أخرى، في المرحلة الجرابية تنخفض درجة الحرارة وترتفع في المرحلة الأصفرية.

عادةً ما تكون درجات حرارة الجسم الطبيعية لدى المرأة البالغة:

• قبل الإباضة من 36.1 وحتى 36.4
• بعد الإباضة من 36.4 وحتى 37 ^[4]  

درجة الحرارة الطبيعية لكبار السن

مع التقدم في السن تحدث الكثير من التغييرات على وظائف الجسم، فالغدد العرقية ستفرز كمياتٍ أقل من العرق وتدفق الدم إلى الطلقات الخارجية من الجلد سينخفض مما يُقلل قدرة الجسم على التبريد، في المقابل سيصبح الجسم أقل قدرةً على إنتاج الطاقة والحرارة وستتدنى كفاءة الجسم في العزل الحراري والحفاظ على الحرارة في الجسم. ^[5]  

1. عند قياس الحرارة فموياً: (من 35.8 وحتى 36.9)
2. عند قياس الحرارة شرجياً: (من 36.2 وحتى 37.2)
3. عند قياسها من الإبط: (من 35.6 وحتى 36.3)
4. عند قياس الحرارة في الأذن: (من 35.8 وحتى 37.6) ^[3]

طريقة قياس درجة حرارة جسم الإنسان

يوجد أنواع مختلفة من موازين الحرارة التي يمكن استخدامها لقياس درجة حرارة الجسم منها الالكتروني والرقمي والبلاستيكي والزجاجي والتي يمكن استخدامها للحصول على قراءة لحرارة الجسم، يمكن استخدام موازين الحرارة بطرق مختلفة منها:

1. قياس الحرارة عبر الفم: وهي الطريقة الأكثر شيوعاً وهي الطريقة المفضلة للمرضى فوق سنّ الرابعة، تتضمن طريقة استخدامه:

• وضع الميزان في الفم تحت اللسان مع إغلاق الفم
• التنفس عن طريق الأنف
• تثبيت الميزان باستخدام الشفتين
• ترك الميزان في مكانه لمدة 3 دقائق وبعدها أخذ القراءة

2. قياس الحرارة عن طريق الشرج: وهي الطريقة المستخدمة عادةً من أجل الأطفال دون سنّ الثالثة الذين لا يستطيعون تثبيت الميزان في الفم. طريقة استخدامه هي:

• وضع الفازلين على طرف ميزان الحرارة
• وضع الطفل بحيث يكون مستلقيا على بطنه (على سطح مستوي أو على حِجرك)
• المباعدة بين ردفي الطفل مع إدخال الميزان حوالي 1 إلى 2.5 سم في القناة الشرجية (احذر من إدخاله أكثر من اللازم)
• إزالة الميزان بعد 3 دقائق وأخذ القراءة

1. قياس درجة حرارة الجسم تحت الإبط: تستخدم من أجل بعض الأطفال والبالغين الذين لا يمكن قياس درجة حرارتهم بشكل آمن، تتضمن الطريقة

• وضع الميزان تحت الإبط (بشكل موازي للجسم)
• تثبيت يد المريض للأسفل بشكل ملاصق للجسم
• الانتظار لمدة 5 دقائق ومن ثم أخذ القراءة (يجب أن يكون تحت الإبط جافاً ويمكن تجفيفه بقطعة قماش إن لزم الأمر) ^{[6]   [7]}  

المؤثرات على درجة الحرارة الطبيعية للإنسان

درجة حرارة جسم الإنسان ليست ثابتةً دوماً في جسم الفرد كما أنّها تتغير من شخصٍ لآخر بناء على عدد من العوامل المختلفة، ومن أهم المؤثرات على درجة الحرارة الطبيعية للإنسان:

• العمر: تتناقص درجات الحرارة الطبيعية للجسم مع التقدم في العمر
• الجنس: رغم أنّ الاختلاف قد لا يكون واضحاً دوماً إلا أنّ درجة الحرارة لدى النساء تكون عادةً أعلى
• الوقت خلال اليوم: تتأثر درجة حرارة الجسم خلال اليوم ويترافق مع النشاط الأيضي للجسم
• التمارين والجهد البدني: تؤدي التمارين الرياضية إلى بذل طاقة كبيرة وتوليد كمية كبيرة من الحرارة
• الإجهاد: ترتفع درجة حرارة الجسم استجابةً للإرهاق والإجهاد والتوتر
• تناول الطعام: تزداد درجة حرارة الجسم بشكل طفيف بعد تناول الطعام بفترة قصيرة
• تناول بعض الأدوية والتدخين: بعض الأدوية تُسبب ارتفاعاً في درجة حرارة الجسم كما يحمل التدخين الأثر ذاته
• مكان قياس الحرارة: تختلف درجة حرارة الجسم بناءً على موقع القياس ^[8]  

علامات ارتفاع درجة حرارة الجسم

يؤدي ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى الحمى والتي تترافق ببعض الأعراض منها:

• القشعريرة
• الألم
• الصداع
• التعرق واحمرار الوجه
• التجفاف
• الضعف ونقص الطاقة ^[9]  

خطورة ارتفاع درجة حرارة الجسم

على الرغم من أنّ الحمى العادية ليست شيئاً يستوجب القلق إلا أنّ ارتفاع درجة الحرارة لما يتجاوز 41 درجة هو أمرٌ خطير يتطلب العناية الطبية الفورية، عدم توفير العلاج للحمى الشديدة قد يؤدي إلى ضررٍ في الأعضاء الداخلية وقد يصل للموت حتى، في الحقيقة حتى الحمى التي تجعل درجة حرارتك تصل إلى 39.5 تُعتبر خطيرة وتتطلب التدخل الطبي. ^[10]

 تُعتبر حرارة الجسم من العلامات الحيوية الهامة التي لا يجب إهمالها والتي قد تكون دليلاً واضحاً على وجود مشكلة صحية، وفي حال كانت حرارتك أو حرارة شخصٍ من أسرتك مرتفعة أو منخفضة دون سببٍ واضح فمن الضروري أن تتصل بالطبيب وتحصل على المساعدة الطبية اللازمة.