دراسة تكشف في أي عمر يشعر الإنسان بالسعادة أكثر
دراسة حديثة تكشف عن العمر الأكثر سعادة للإنسان وتقدم استراتيجيات نفسية لزيادة الرفاهية
- تاريخ النشر: الأربعاء، 04 أكتوبر 2023 آخر تحديث: الجمعة، 04 أكتوبر 2024
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة النشر النفسية لعام 2023 نتائج مذهلة حول العلاقة بين العمر ومستوى السعادة لدى الإنسان. وفحص الباحثون في هذه الدراسة العوامل التي تؤثر في الرفاهية وكيفية تطورها على مراحل الحياة.
تم استخدام مجموعة ضخمة من البيانات في هذه الدراسة، شملت 443 عينة من الدراسات الطويلة الأمد وشملت 460,902 مشارك، تمكن الباحثون من تحليل تغيرات ثلاثة عناصر أساسية للرفاهية الشخصية: الرضا عن الحياة، الحالات العاطفية الإيجابية، والحالات العاطفية السلبية.
كشفت النتائج عن منحنى معقد للرضا عن الحياة على مدى العمر. إذ أشارت الدراسة إلى انخفاض في الرضا عندما يكون الفرد في سن 9 حتى سن 16، قد يكون ذلك بسبب التحولات الجسدية والاجتماعية الكبيرة التي تحدث خلال مرحلة البلوغ. ومع ذلك، شهد الرضا عن الحياة تحسناً تدريجياً حتى حوالي سن 70 عاماً.
وفي مفاجأة مثيرة، تبين أن الرضا عن الحياة ينخفض مرة أخرى بعد سن 70، مستمرًا حتى سن 96. وفيما يتعلق بالحالات العاطفية، فقد ظهر تراجع في حالات العواطف الإيجابية بشكل عام من سن 9 حتى سن 94، مما يشير إلى أن الأطفال والشباب قد يتجرعون مشاعر إيجابية بشكل أكثر تواترًا، إلا أن هذه المشاعر تتراجع مع دخول الأفراد في مرحلة البلوغ المتأخرة.
من ناحية أخرى، أظهرت الحالات العاطفية السلبية نمطًا مختلفًا. إذ تذبذبت قليلاً بين سن 9 و 22 عامًا، ثم انخفضت حتى حوالي سن ال 60. وبعد هذه النقطة، زادت الحالات العاطفية السلبية مرة أخرى حتى سن ال 87 عامًا، مما يشير إلى أن منتصف العمر قد يكون صعبًا بشكل خاص بالنسبة للرفاهية العاطفية.
على الرغم من التقلبات، إلا أن الدراسة أشارت إلى اتجاه إيجابي في الرضا عن الحياة والحالات العاطفية السلبية على مدى جزء كبير من الحياة.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الدراسة قد حددت حدودها، حيث أشير إلى أن تعميم النتائج قد يكون غير مطلق نظراً لاختلافات الثقافات والمناطق.
وفيما يتعلق بالاستراتيجيات لزيادة السعادة، أوصت الدراسة بممارسة الامتنان والتأمل، بناء العلاقات القوية، تحديد أهداف ذات مغزى، وممارسة الأعمال الطيبة.
ختاماً، بالاعتماد على هذه النتائج المثيرة، يمكن لأي واحد منّا اتخاذ خطوات نحو تحسين مستوى سعادته بغض النظر عن المرحلة العمرية التي يقع بها، وذلك لأن السعادة ليست حكراً على مرحلة عمرية محددة.