داء الانسداد الرئوي المزمن
- تاريخ النشر: الخميس، 12 مايو 2022
يتضمن جسم الإنسان الكثير من الأجهزة التي ترتبط صحتها ببقاء الإنسان على قيد الحياة، بما فيها الجهاز التنفسي الذي يتضمن الرئتين التي ترتبط وظيفتها بتنفس الإنسان، كما تصاب الرئتين بعدة حالات مرضية، من أبرزها الانسداد الرئوي المزمن، فما هو الانسداد الرئوي؟ وما هي أسبابه؟ وما هي أعراضه؟ وما هي طرق علاجه؟
الانسداد الرئوي المزمن
الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic Obstructive Pulmonary Disease) الذي يشير إلى مجموعة من الأمراض التي تعيق تدفق الهواء. في هذا المقال سنتحدث عن داء الانسداد الرئوي.
يعد الانسداد الرئوي المزمن من الحالات المرضية شائعة الحدوث، إذ إنها تصيب 16 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يجعل هذا المرض التنفس بشكل طبيعي أمراً صعباً، كما أنه يؤدي إلى ظهور أعراض أخرى ومضاعفات في بعض الأحيان. [1]
أعراض الانسداد الرئوي المزمن
يتسبب داء الانسداد الرئوي المزمن بإظهار مجموعة من الأعراض في مراحله المبكرة والمراحل المتقدمة، حيث تتضمن الأعراض بالاعتماد على مرحلة المرض ما يلي:
أعراض الانسداد المبكرة
تكون أعراض الانسداد الرئوي المزمن في مراحله المبكرة خفيفة نوعاً ما، إذ قد يعتقد البعض بأنها مجرد نزلة برد، لكنها في الحقيقة انسداد رئوي مزمن، حيث تتضمن أعراض هذه المرحلة الآتي: [2]
- السعال الخفيف المتكرر.
- ضيق التنفس العرضي، بشكل خاص بعد ممارسة تمرين رياضي.
- الحاجة إلى تنظيف الحلق بشكل كبير، خاصة في الفترات الصباحية.
أعراض الانسداد الرئوي المتقدم
يمكن أن يتطور الانسداد الرئوي المزمن، هذا يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض التي تختلف عن أعراض المرحلة المبكرة، حيث تتضمن هذه الأعراض الآتي: [2]
- ضيق في الصدر.
- السعال المزمن مع المخاط أو بدونه.
- ضيق في التنفس حتى دون ممارسة أي نشاط رياضي، على سبيل المثال عند صعود الدرج.
- ظهور صوت زفير من الصدر.
- نزلات البرد المتكررة، أو الإنفلونزا، أو الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي.
- انخفاض طاقة الجسم والتعب.
أسباب الانسداد الرئوي المزمن
تحدث الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن نتيجة العديد من الأسباب التي تتضمن الآتي: [2]
- العمر: يصيب الانسداد الرئوي المزمن في الغالب الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 40 عاماً فما فوق، بشكل خاص الأشخاص المدخنين، أو الذين دخنوا في فترات سابقة.
- التدخين: يعد التدخين من أهم العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن، بما في ذلك دخان السجائر، والغليون، أو التدخين السلبي، كما أنّ الأعراض تكون أشد لدى المدخنين والمصابين بمرض الربو.
- التعرض للمواد الكيميائية: يزيد التعرض للمواد الكيميائية، والمواد الملوثة، والأبخرة في مكان العمل من خطر الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن، بالإضافة إلى التعرض لفترات طويلة للهواء الملوث، واستنشاق الغبار.
- العوامل الوراثية: قد يكون لدى بعض الأشخاص عوامل وراثية تزيد من خطر إصابتهم بالانسداد الرئوي المزمن، حيث يعاني ما يقارب 5% من الأشخاص المصابين بالانسداد الرئوي المزمن من نقص في بروتين يسمى ألفا أنتي ترايبسين، حيث يؤثر نقصه على الرئتين والكبد.
تشخيص الانسداد الرئوي المزمن
يبدأ الطبيب تشخيص الإصابة بهذه الحالة من خلال إجراء فحص بدني للشخص، ومعاينة الأعراض الظاهرة إن وجدت، بالإضافة إلى معرفة التاريخ المرضي من خلال طرح بعض الأسئلة، كما يتضمن تشخيص الانسداد الرئوي المزمن إجراء بعض الفحوصات التي تتضمن ما يلي: [3]
- فحص التنفس: يعد فحص التنفس من أكثر الفحوصات شيوعاً للكشف عن الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن، حيث يقيس هذا الفحص كمية الهواء التي يمكن أن تحتفظ بها الرئتين، ومدى سرعة إخراج الهواء.
- فحوصات التصوير: يمكن أن يلجأ الطبيب إلى فحوصات التصوير بالأشعة السينية؛ لاستبعاد الإصابة بانتفاخ الرئة، أو أمراض القلب، أو التصوير المقطعي المحوسب.
- فحوصات غازات الدم الشرياني: يفيد هذا الفحص في قياس مدى جودة إدخال الرئتين للأوكسجين، وإخراج ثنائي أوكسيد الكربون.
علاجات الانسداد الرئوي المزمن
من الجدير بالذكر أنه لا يوجد علاجاً محدداً للانسداد الرئوي المزمن، إذ إنّ الهدف من العلاجات هو تخفيف الأعراض قدر الإمكان، ومنع حدوث أي مضاعفات مستقبلية، حيث تتضمن الخيارات العلاجية للانسداد الرئوي المزمن الآتي: [3]
العلاجات الدوائية
يمكن أن يصف الطبيب بعض أنواع الأدوية للتخفيف من أعراض الانسداد الرئوي المزمن، حيث تتضمن هذه الأدوية الآتي: [3]
- أدوية موسعات الشعب الهوائية: تتوافر هذه الأدوية بعدة أشكال صيدلانية، إذ يمكن للمصاب استنشاقها، كما أنها تساعد في فتح مجرى الهواء بشكل كبير، ذلك عند الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية.
- أدوية الستيرويدات القشرية: تفيد الستيرويدات القشرية في التقليل من التهاب مجرى الهواء بشكل كبير، كما يمكن للمصاب استنشاقها، أو بلعها.
- أجهزة الاستنشاق المركبة: من الممكن أن يوصي الطبيب المصاب بالانسداد الرئوي المزمن باستخدام أجهزة الاستنشاق، حيث يضع الطبيب فيها أدوية الستيرويدات القشرية، مع أدوية موسعة للقصبات.
- المضادات الحيوية: عندما يكون الانسداد الرئوي ناتجاً عن عدوى بكتيرية، أي الإصابة بالتهاب الرئة، فإنّ المضادات الحيوية هي الخيار العلاجي الأول، ذلك لأنها حارب الالتهابات البكتيرية.
- لقاحات الالتهاب الرئوي أو الإنفلونزا: تفيد اللقاحات في تقليل خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي بشكل كبير.
- العلاج بالأوكسجين: من الممكن أن يحتاج المصاب إلى استخدام أجهزة التنفس، لإمداد الجسم حاجته من الأوكسجين، ذلك بهدف التقليل من الأعراض المصاحبة للانسداد الرئوي المزمن، وتحسين جودة الحياة.
- إعادة التأهيل الرئوي: في هذا الخيار العلاجي يضع الطبيب برنامجاً من التمارين التي من شأنها مساعدة المصاب في التحكم بأعراض المرض، والبقاء بصحة جيدة ونشاط قدر الإمكان.
- أدوية روفلوميلاست: ( الاسم التجاري: داليريسب) حيث تعمل هذه الأدوية على إيقاف نشاط الأنزيم الذي يزيد من خطر الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن.
الجراحة
تستدعي بعض حالات الانسداد الرئوي المزمن خضوع المصاب للجراحة، حيث تتضمن هذه الجراحات ما يلي: [3]
- جراحة إزالة الفقاعات الكبيرة والمساحات الهوائية التي تتشكل عند تمزق الأكياس الهوائية.
- يمكن أن يلجأ الطبيب إلى جراحة تصغير حجم الرئة، حيث يزيل الطبيب الأنسجة المتضررة.
- عملية زراعة الرئة التي يتم فيها استبدال الرئة المصابة برئة شخص سليم.
مضاعفات الانسداد الرئوي المزمن
يمكن أن يسبب الانسداد الرئوي العديد من المضاعفات التي تتضمن الآتي: [4]
- مشاكل القلب: يزيد الانسداد الرئوي المزمن لأسباب لم يوضحها الأطباء من خطر الإصابة بأمراض القلب بما فيها النوبات القلبية.
- عدوى الجهاز التنفسي: يعد الأشخاص المصابون بالانسداد الرئوي المزمن أكثر عرضة للإصابة بعدوى في الجهاز التنفسي، بما في ذلك نزلات البرد، وعدوى الإنفلونزا، والتهاب الرئة.
- ارتفاع ضغط الدم في شرايين الرئة: من الممكن أن يسبب الانسداد الرئوي المزمن ارتفاعاً في الشرايين التي توصل الدم إلى الرئتين أو ما يعرف بفرط ضغط الدم الرئوي.
- الاكتئاب: تؤدي صعوبة التنفس التي يسببها الانسداد الرئوي المزمن إلى عدم القدرة على ممارسة الأنشطة الحياتية بشكل طبيعي، هذا يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب في كثير من الأحيان.
الوقاية من الانسداد الرئوي المزمن
يتميز الانسداد الرئوي المزمن بأنّ أسباب الإصابة به، وأساليب الوقاية منه واضحة تماما على عكس الحالات المرضية الأخرى، كما يوجد العديد من الطرق التي تمنع تطور الحالة المرضية، حيث ترتبط الكثير من حالات الإصابة بالانسداد الرئوي ارتباطاً وثيقاً بتدخين السجائر، إذ تعد أفضل أساليب الوقاية من الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن هي ترك التدخين بكافة أشكاله وأنواعه.
كما تتضمن عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن أيضاً التعرض للمواد الكيميائية، والأتربة، في العديد من أماكن العمل، لذا من الأفضل اتباع وسائل الحماية أثناء العمل، بما فيها معدات حماية الجهاز التنفسي.
علاوة على ذلك لا بد من الحصول على المطاعيم السنوية ضد أمراض الجهاز التنفسي بشكل خاص، بما فيها الإنفلونزا، والتطعيم المنتظم ضد التهاب المكورات الرئوية، ذلك بهدف الوقاية وتقليل خطر الإصابة ببعض أنواع العدوى التي تؤدي إلى حدوث خلل في الجهاز التنفسي. [4]
في الختام لا بد من التأكيد على ضرورة مراجعة الطبيب عند ظهور أي عرض يشير إلى وجود مشكلة في الرئتين، إذ قد تكون هذه الأعراض ناتجة عن حالة مرضية خطيرة، مما يستدعي الخضوع للإجراءات التشخيصية ومعرفة العامل المسبب وعلاجه، تجنباً لحدوث مضاعفات.
- ↑ "مقال مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)" ، المنشور على موقع cdc.gov
- أ ب ت "مقال كل ما تحتاج لمعرفته حول مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)" ، المنشور على موقع healthline.com
- أ ب ت ث "مقال مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)" ، المنشور على موقع webmd.com
- أ ب "مقال الانسداد الرئوي المزمن" ، المنشور على موقع mayoclinic.org