حجم الغدة الدرقية الطبيعي

يحتوي جسم الإنسان على العديد من الغدد التي تقوم بوظائف مهمة، حيث تعد الغدة الدرقية من أهم هذه الغدد التي تفرز هرمونات عديدة تنظم بعض العمليات في الجسم، فما هي هذه الغدة؟ وما هو حجمها الطبيعي؟ وما هي أعراض أمراضها؟

الغدة الدرقية

الغدة الدرقية (بالإنجليزية Thyroid gland) التي تقع في مقدمة عنق الإنسان وتلتف حول القصبة الهوائية، كما أنها تتشابه في الشكل مع الفراشة. في هذا المقال سنذكر حجم الغدة الدرقية الطبيعي.

للغدة الدرقية جناحين عريضان يمتدان على جانب حلق الإنسان، كما يمكن أن تصاب الغدة الدرقية بالعديد من الحالات المرضية التي تجعلها لا تعمل بشكل صحيح، مما يؤدي إلى إمّا إفراز كميات كبيرة من هرموناتها هذا ما يعرف بفرط نشاط الغدة الدرقية، أو كميات قليلة من هرموناتها الذي يعرف بقصور الغدة الدرقية.  ^[1]

حجم الغدة الدرقية الطبيعي

تعد الغدة الدرقية من أكثر الغدد في جسم الإنسان التي تحتوي على الأوعية الدموية لذا فإنّ حجمها يختلف، لكن بجميع الحالات لدى الأشخاص البالغين الذين لا يعانون من نقص اليود يبلغ حجم الغدة الدرقية الطبيعي ما يتراوح بين 4-4.8 إلى 0.8-1.6سم، أي بمتوسط حجم عندما يتم قياسها بالموجات فوق الصوتية 7-10 مل، بالإضافة إلى أنّ وزن الغدة الدرقية الطبيعي يتراوح ما بين 10-20 غراماً، ومن الجدير بالذكر أنّ حجم الغدة الدرقية يكون أعلى لدى الرجال مقارنةً بالنساء لكن بشكل طفيف، حيث يمكن أن يزداد حجم الغدة الدرقية مع تقدم الإنسان في العمر، وزيادة وزن الجسم.  ^[2]

أمراض الغدة الدرقية

يمكن أن تصاب الغدة الدرقية بالعديد من الحالات المرضية التي تنعكس سلباً على جميع أجهزة الجسم، حيث تتضمن هذه الأمراض الآتي: ^[3]

فرط نشاط الغدة الدرقية

يحدث فرط نشاط الغدة الدرقية عندما تنتج الغدة كميات كبيرة من هرموناتها، إذ إنّ فرط نشاط الغدة يصيب ما يقارب 1% من النساء، كما أنّه أقل شيوعاً لدى الرجال، علاوة على ذلك فإنّ فرط نشاط الغدة الدرقية يحدث نتيجة جريفز الذي يعد السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بهذه الحالة، حيث يصيب ما نسبته 70% من المصابين بفرط نشاط الغدة الدرقية، بالإضافة إلى إصابة الغدة بالعقيدات التي تعرف بتضخم الغدة الدرقية السام العقدي، أو تضخم الغدة الدرقية متعدد العقيدات الذي يمكن أن يحفز الغدة على إفراز كميات كبيرة من هرموناتها. ^[3]

قصور الغدة الدرقية

قصور الغدة الدرقية هي حالة عكس فرط نشاط الغدة الدرقية أي لا تنتج الغدة في هذه الحالة ما يكفي من هرموناتها لتنظيم العمليات في الجسم، إذ إنّ قصور الغدة الدرقية يحدث في الغالب نتيجة إصابة الغدة الدرقية بالتهاب يعرف بالتهاب هاشيموتو الذي يعد من أكثر العوامل المسببة لقصور الغدة الدرقية، حيث يصيب هذا الالتهاب ما يقارب 14 مليون مواطن أمريكي، كما أنّ هذا الالتهاب قد يصيب جميع الأشخاص على اختلاف أعمارهم لكنه أكثر انتشاراً لدى النساء اللواتي في منتصف العمر ذلك عندما يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ الغدة الدرقية ليدمرها بشكل بطيء، مما يؤدي إلى إضعاف  قدرة الغدة الدرقية على إنتاج هرموناتها. ^[3]

عقيدات الغدة الدرقية

تعد عقيدات الغدة الدرقية أورام تتشكل على الغدة الدرقية من الخارج أو داخلها، كما أنّ هذه الحالة تصيب ما يقارب 1% من الرجال، و 5% من النساء الذين يعيشون في البلدان التي تحتوي بشكل خاص على اليود، علاوة على ذلك فإنّ 50% من الناس لديهم عقيدات في الغدة الدرقية لكنها صغيرة الحجم لذا لا يشعر بها الشخص.

بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تكون غالبية هذه العقيدات أورام حميدة لكنها قد تكون سرطانية في بعض الحالات، ومع أنّ عقيدات الغدة الدرقية أكثر انتشاراً لدى النساء إلا أنها تنتشر بنسب متساوية لدى الرجال والنساء على حد سواء كلما تقدموا في العمر. ^[3]

أعراض أمراض الغدة

تختلف الأعراض الناتجة عن إصابة الغدة الدرقية بالحالات المرضية باختلاف العامل المسبب، بجميع الأحوال تتسبب أمراض الغدة بإظهار مجموعة من الأعراض التي تتضمن الآتي: ^[3]

أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية

عند حدوث زيادة في إفراز هرمونات الغدة الدرقية فإنّ ذلك يؤدي إلى ظهور الأعراض التالية: ^[3]

• الأرق.
• العصبية الزائدة.
• تسارع في نبضات القلب.
• اضطرابات في النوم.
• ترقق البشرة.
• رعشة الجسم.
• التعرق الزائد.
• فقدان الوزن دون أسباب واضحة.
• تقصف الشعر، والأظافر.
• جحوظ العينين بشكل خاص عندما يصيب الشخص مرض جريفز.
• القلق.
• ضعف في العضلات.

أعراض خمول الغدة الدرقية

فيما يأتي مجموعة من أعراض خمول الغدة الدرقية: ^[3]

• جفاف يصيب الجلد.
• الاكتئاب.
• الإمساك.
• خسارة الوزن.
• التعب والإرهاق.
• تباطؤ في ضربات القلب.
• يمكن أن يسبب قصور الغدة الدرقية بالإغماء في بعض الأحيان.
• اضطرابات في الذاكرة.
• زيادة الحساسية تجاه البرودة.

أعراض التهاب هاشيموتو

من الممكن ألا يتسبب هذا الالتهاب بإظهار أية أعراض، إلا أن الأعراض إن ظهرت تتضمن ما يلي: ^[3]

• الإعياء.
• زيادة بسيطة في الوزن.
• جفاف الشعر، كما يصبح الشعر خفيفاً.
• انتفاخ وشحوب الوجه.
• عدم القدرة على تحمل البرد.
• عدم انتظام في الدورة الشهرية، كما تصبح الدورة ثقيلة أي نزول كميات كبيرة من الدم.

أعراض داء غريفز

يعد داء غريفز من الحالات المرضية الوراثية التي تصيب الرجال والنساء في أي عمر، لكنها أكثر انتشاراً لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 20-30 عاماً، حيث تتضمن أعراض داء غريفز ما يلي:  ^[3]

• ارتعاش اليدين.
• القلق والتهيج.
• الإسهال المتكرر أو اضطراب في حركة الأمعاء.
• اضطرابات في الرؤية قد يكون ناتجاً عن جحوظ العينين.
• تغيرات في دورة الحيض.
• عدم انتظام ضربات القلب حيث يمكن أن تصبح سريعة أو بطيئة.
• زيادة كمية التعرق.
• صعوبة في النوم.

علاج أمراض الغدة الدرقية

يجري الطبيب قبل البدء بالعلاج فحوصات تشخيصية لمعرفة العامل المسبب والحالة المرضية التي أصابت الغدة، وبالاعتماد على الفحوصات يضع الطبيب خطته العلاجية التي تتضمن العديد من الخيارات بما فيها الآتي:  ^[4]

العلاجات الدوائية

يبدأ الطبيب علاج فرط نشاط الغدة الدرقية بالعلاجات الدوائية التي تتضمن الأدوية المضادة للغدة الدرقية بالتحديد أدوية حاصرات بيتا التي تحتوي على التركيبة العلمية الميثيمازول (الاسم التجاري: تابازول) الذي يعد الدواء الأكثر شيوعاً لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية التي من أبرزها حدوث العيوب الخلقية.

كما تتضمن العلاجات الدوائية العلاج باليود المشع الذي يتم استخدامه لتقليل زيادة نشاط الغدة في إفراز المزيد من هرموناتها، أمّا بالنسبة لتضخم الغدة الدرقية فإنّ الأطباء يصفون الأدوية التي توقف نمو الغدة الدرقية.

كما يتم استخدام العلاجات الدوائية لعلاج قصور الغدة الدرقية حيث يتم من خلال الأدوية استبدال الهرمون المفقود أي الذي لا تفرزه هذه الغدة، حيث يعد دواء ليفوثيروكسين من أكثر الأدوية شيوعاً لعلاج قصور الغدة الدرقية، حيث يعد هذا الدواء الشكل الاصطناعي من هرمون الغدة الدرقية، كما يتواجد هذا الدواء بعدة أسماء تجارية منها (يونيثيرود، ليفوكسيل).^[4]

العلاجات الجراحية

تستدعي بعض حالات أمراض الغدة الدرقية خضوع المصاب إلى الجراحة أو ما يعرف بجراحة الاستئصال للغدة الدرقية الجزئي أو الكلي، ذلك عند إصابة الغدة بفرط النشاط، كما أنّ الطبيب يلجأ إلى الإجراءات الجراحية إذا كان المصاب امرأة حاملاً أو مرضعاً، أو عندما يكون لدى المرأة أطفال صغار ويرغبن في الابتعاد عن التعرض للعلاج الإشعاعي.^[4]

في الختام لا يخفى على أحد أهمية الغدد في جسم الإنسان كونها تفرز الهرمونات التي تنظم عمل الجسم، بما في ذلك الغدة الدرقية التي تعد من أهم الغدد في الجسم، لذا من المهم عدم إهمال الأعراض ومراجعة الطبيب عند ظهورها لإجراء فحوصات تشخيصية ومعرفة الأسباب وعلاجها، ذلك لتجنب حدوث مضاعفات قد تكون خطيرة.