تمارين يوغا الضحك لمعالجة الأمراض والتوتر والاكتئاب
- تاريخ النشر: الإثنين، 28 مارس 2022 آخر تحديث: الخميس، 02 مايو 2024
نعرف جميعاً تمارين اليوغا التي ظهرت منذ سنوات طويلة؛ لتساهم في خلق نوع من الانسجام بين العقل والجسم، لكن ما لا يعرفه البعض أن اقتران هذه التمارين بالضحك يُعتقد أن يكون له دور في علاج بعض الأمراض، وتحسين أعراض التوتر والاكتئاب، فما هي تمارين يوغا الضحك؟ وكيف يمكن الاستفادة منها من الناحية الصحية والنفسية؟
ما هي تمارين يوغا الضحك
تمارين يوغا الضحك (بالإنجليزية: Laughter Yoga) هي شكل من أشكال العلاج بالضحك الذي بدأ الاعتماد عليه في بعض الدول الآسيوية منذ قرون، وقد تم تطوير هذا العلاج في مدينة مومباي عام 1995، على يد طبيب الأسرة الهندي مادان كاتاريا، الذي اعتمد تمارين يوغا الضحك لتكون واحدة من الطرق التي تساعد في الحد من أعراض التوتر والضغط النفسي، وتساهم في تحسين بعض الأمراض. [1]
تتضمن يوغا الضحك مجموعة من تمارين الحركة والتنفس التي يتم دمجها مع محاولة المتدربين للضحك بشكل يضاهي الضحك العفوي، مما يحقق الاسترخاء ووصول أكبر قدر من الأكسجين إلى خلايا الجسم، إلى جانب الاستفادة من الفوائد النفسية والصحية للضحك. [1]
حققت تمارين يوغا الضحك شعبية كبيرة ساهمت في رواجها في أكثر من 110 دولة حول العالم، كما انتشرت ورش العمل التي شاركت في تعليم كثير من المتدربين كيفية تنفيذ هذه التمارين في العديد من أماكن التجمعات؛ مثل: أماكن العمل، والجامعات، والنوادي. [1]
كيف تنفذ تمارين يوغا الضحك
تعتمد هذه التمارين على إمكانية حصول المتدرب على نفس الفوائد الفسيولوجية والنفسية التي يمكن أن يحصل عليها عن طريق الضحك العفوي، فهناك العديد من الآراء العلمية التي تؤكد أن الضحك من الحلول التي تساعد على تحسين العديد من المشكلات النفسية والجسدية. [1] [2]
تُجرى تمارين يوجا الضحك من خلال مجموعة من الجلسات الجماعية، يشرف على هذه التمرينات أحد المدربين المتخصصين في اليوغا، تبدأ كل جلسة بتمارين التنفس البسيطة التي تساعد على الاسترخاء، ثم تتبعها بعض الحركات التي تساهم في اندماج المتدربين؛ مثل: الهتاف والتصفيق. [2]
وفي النهاية يقوم المتدربون ببعض الحركات التي تساعدهم على محاكاة الضحك، حتى يصلوا في النهاية إلى مرحلة الضحك العفوي، وهو الهدف الأساسي من هذه التمرينات. [1] [2]
دراسات علمية حول تمارين يوغا الضحك
أحدثت تمارين يوغا الضحك جدلاً واسعاً في الأوساط العلمية والطبية، وقد أجريت بعض الدراسات العلمية التي كان الهدف منها التحقق من جدوى تمارين يوغا الضحك، وهل لها دور فعلي في معالجة الأمراض والتوتر والاكتئاب. [2]
تباينت نتائج هذه الدراسات بين بعض الباحثين المؤيدين لها، والبعض الآخر الذي يرى أهمية إجراء المزيد من الأبحاث؛ للوصول إلى نتيجة تؤكد أو تنفي جدوى هذه التمارين. نستعرض في السطور القادمة جميع الآراء العلمية التي تناولت تمارين يوغا الضحك. [2]
دراسات علمية مؤيدة لتمارين يوغا الضحك
يعتقد الباحثون المؤيدون لهذه التمارين أن الجسم لا يستطيع التمييز بين طريقة الضحك المحاكي التي تعتمد عليها تمارين يوغا الضحك، وبين الضحك العفوي الذي نعرفه جميعاً عندما نرى مشهداً كوميدياً أو نسمع إحدى النكات، مما يعني أنه من الممكن أن يستفيد الجسم من الفوائد الصحية والنفسية للضحك عن طريق هذه التمارين. [2]
أشارت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2019 أن الضحك المحاكي يقلل من معدلات الاكتئاب، ويساعد على تحسين الحالة المزاجية والنفسية، وقد ذكر الباحثون في هذه الدراسة أن عدم اعتماد تمارين يوغا الضحك على الفكاهة الذاتية يزيد من فرص اشتراك جميع الأشخاص بسهولة في جلساتها. [2]
بالإضافة إلى ذلك أوضحت دراسات أخرى أن تمارين يوغا الضحك تساعد على تقليل مستوى الكورتيزول في الجسم، وهو الهرمون الذي يفرز أثناء تعرض الشخص إلى أي مصدر للتوتر، كما أشارت نفس الدراسات إلى دور التمارين في تحفيز العقل على التفكير بشكل أكثر إيجابية، مما يساعد على تحسين الحالة المزاجية. [2]
دراسات علمية غير مؤيدة لتمارين يوغا الضحك
على الجانب الآخر هناك فريق من الباحثين الذين يستندون إلى قلة أعداد المشتركين في الدراسات الداعمة لتمارين يوغا الضحك، وبالتالي لا يمكن الاعتماد على نتائج هذه الدراسات من الناحية العلمية، باعتبار تمارين يوغا الضحك طريقة في علاج الأمراض النفسية والجسدية، الأمر الذي يفرض أهمية إجراء مزيد من الدراسات التي من شأنها أن تؤكد أو تنفي هذه المزاعم. [2]
على الرغم من عدم وجود آثار سلبية لهذه التمارين من الناحية الجسدية أو النفسية، وهو ما توصل إليه أيضاً هذا الفريق، إلا أنها لا ينبغي أن تحل محل الطرق الطبية المعتمدة في علاج الأمراض، ويمكن استخدامها فقط إلى جانبها. [2]
الفوائد الصحية للضحك
وبعد أن تعرفنا على تمارين يوغا الضحك، يمكننا الآن مناقشة الفوائد الصحية للضحك التي بنيت على أساسها هذه التمارين، وعرفها العالم منذ سنوات طويلة باعتبار الضحك من أسهل وأبسط الأدوات التي تساهم في تحسين الصحة العامة. [3]
هناك العديد من الفوائد الصحية التي يمكن أن يمنحها لنا الضحك، من أهم هذه الفوائد: [3]
- تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية، عن طريق زيادة نسبة الأكسجين التي تصل إلى جميع أنسجة الجسم أثناء الضحك.
- تخفيف الآلام الجسدية؛ نظراً لإفراز الجسم مادة الإندورفين أثناء الضحك، وهي تعد من أشهر المواد التي تساعد على تخفيف الآلام طبيعياً.
- تعزيز كفاءة الجهاز المناعي، عن طريق تحفيز الجسم لإنتاج مجموعة من الأجسام المضادة التي تساهم في محاربة العديد من مسببات العدوى، التي تهاجم الجسم وتسبب له الأمراض.
- تحسن قدرة مرضى الأمراض المزمنة على النوم؛ نتيجة لتخفيف آلامهم الجسدية.
الضحك وتخفيف التوتر والاكتئاب
يساهم الضحك بشكل فعال في تحسين الحالة المزاجية، والتخلص من أعراض التوتر والاكتئاب، فبالإضافة إلى دوره في خفض الكورتيزول الذي يفرزه الجسم أثناء لحظات التوتر والقلق، فهو يساعد أيضاً على تجاوز العديد من المواقف الصعبة التي تسبب لنا ضغطاً نفسياً يعرضنا إلى القلق والاكتئاب. [3]
بالإضافة إلى ذلك يساهم الضحك في تعزيز العلاقات الاجتماعية مع من حولنا، حيث تساعد مشاركة المواقف الضاحكة والفكاهة المتبادلة مع الآخرين على دعم التواصل والترابط مع الآخرين، وهو من أهم الأمور التي نحتاجها جميعاً؛ حتى نحظى بصحة نفسية سليمة، ونتجنب تعرضنا للوحدة والعزلة الاجتماعية التي تزيد من فرص تعرضنا إلى الاكتئاب. [3]
لا شك أن الضحك من أبسط الوسائل القادرة على تحسين حالتنا المزاجية، وقدرتنا على مواجهة كثير من الآلام والمشاكل الجسدية، وقد اعتمدت تمارين يوغا الضحك على هذه الحقيقة، واستطاعت بصرف النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا معها أن تحقق شعبية واسعة في كثير من الدول التي اعتمدت عليها في معالجة الأمراض والتوتر والاكتئاب إلى جانب الطرق العلاجية المعتمدة طبياً.