تشخيص وعلاج التهاب السحايا

ينتج التهاب السحايا بسبب التهاب الأغشية الرقيقة المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي، وعادة ما يحدث إثر عدوى فيروسية أو بكتيرية، وتتعد أنواع التهاب السحايا ويختلف العلاج بحسب النوع وهذا ما يقرره الطبيب الذي يجب استشارته، ويعتبر التشخيص المبكر هو مفتاح علاج التهاب السحايا بنجاح، كما يمكن الاستعانة بالأعشاب كخيار لعلاج التهاب السحايا وهذا ما سنتعرف عليه في مقالنا.

تشخيص التهاب السحايا

يبدأ تشخيص التهاب السحايا بالفحص البدني، ويعتبر العمر والمسكن والأماكن التي زارها المريض أدلة مهمة أثناء الفحص والتشخيص، كما سيراقب الطبيب عن كثب كل من:

• الحمى.
• زيادة معدل ضربات القلب.
• تصلب الرقبة.
• درجة الوعي (الإدراك) الحالية لدى المريض.
• ويمكن أن يجد الطبيب التهاباً أو بكتيريا من خلال بزل عينة فحص من سائل العمود الفقري، مما يساعده على تحديد أفضل مضاد حيوي للعلاج.

علاج التهاب السحايا

عادةً ما يحتاج الأشخاص الذين يشتبه في إصابتهم بالتهاب السحايا إلى إجراء اختبارات عدة في المستشفى، لتأكيد التشخيص والتحقق إذا كانت الحالة ناتجة عن عدوى فيروسية أو بكتيرية، وقد تشمل هذه الاختبارات:

• فحص جسدي للبحث عن أعراض التهاب السحايا.
• فحص الدم للتحقق من نوع البكتيريا أو الفيروسات.
• البزل القطني حيث يتم أخذ عينة من السوائل من العمود الفقري، وفحصها بحثاً عن البكتيريا أو الفيروسات.
• الأشعة المقطعية للتحقق من أي مشاكل في الدماغ مثل التورم.
• قد يجري الطبيب اختباراً زجاجياً، حيث يقوم بوضع كوب فوق الطفح الجلدي المرافق لالتهاب السحايا بالمكورات السحائية، فإذا لم يتلاشى تحت الضغط، فمن المحتمل أن يكون الطفح الجلدي مصاباً بالتهاب السحايا، وإذا تلاشى فقد تكون البقع ناتجة عن شيء آخر.

في أول يوم أو يومين يجب على الأطباء مراقبة الأشخاص في وحدة العناية المركزة للتأكد من:

• فعالية الدواء المستخدم.
• حدوث نوبات اختلاج.
• متابعة صعوبات التنفس.

إذا لم تتحسن العلامات والأعراض بعد يوم أو يومين، فيجب على الأطباء إعادة فحص السائل الدماغي الشوكي مرة أخرى.

ويتم تحديد علاج التهاب السحايا حسب سبب نوع الالتهاب، فمثلاً يتطلب التهاب السحايا الجرثومي دخول المستشفى على الفور، فالتشخيص والعلاج المبكر يمنع تلف الدماغ والوفاة، ويتم علاج التهاب السحايا الجرثومي بالمضادات الحيوية الوريدية، كما لا يوجد مضاد حيوي محدد وإنما يعتمد العلاج على نوع البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا، أما التهاب السحايا الفطري فيتم علاجه بعوامل مضادة للفطريات، بينما يشمل علاج التهاب السحايا الطفيلية إما معالجة الأعراض فقط أو محاولة علاج العدوى مباشرة بناءً على السبب، وقد يتحسن هذا النوع من الالتهاب بدون علاج بالمضادات الحيوية، ومع ذلك إذا تفاقمت الحالة فقد يحاول طبيبك علاج العدوى نفسها.

وقد ينتهي التهاب السحايا الفيروسي من تلقاء نفسه، ولكن يتم علاج بعض أسباب التهاب السحايا الفيروسي باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات عبر الحقن الوريدي (1/3).

علاج التهاب السحايا في المستشفى

يُنصح بعلاج التهاب السحايا بالمستشفى في جميع حالات التهاب السحايا الجرثومي، حيث تسبب الحالة مشاكل خطيرة وتتطلب مراقبة دقيقة وتشمل العلاجات:

• إعطاء المضادات الحيوية مباشرة عبر الوريد.
• إعطاء السوائل مباشرة في الوريد لمنع إصابة المريض بالجفاف.
• تزويد المريض بالأكسجين من خلال قناع الوجه، إذا كانت هناك أي صعوبات في التنفس.
• إعطاء مريض التهاب السحايا الأدوية الستيرويدية المضادة للالتهابات، للمساعدة في تقليل التورم حول الدماغ في بعض الحالات.
• قد يحتاج الأشخاص المصابون بالتهاب السحايا إلى البقاء في المستشفى لبضعة أيام وقد يلزم العلاج في بعض الحالات عدة أسابيع، وحتى بعد العودة إلى المنزل قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل العودة للوضع الطبيعي، كما قد تكون هناك حاجة إلى علاج إضافي ودعم طويل الأمد في حالة حدوث أي مضاعفات لالتهاب السحايا مثل فقدان السمع.

علاج التهاب السحايا في المنزل:

بعد العودة إلى المنزل من المستشفى، لابد من أخذ الدواء الذي وصفه الطبيب واتباع تعليماته بشكل منتظم لتسريع عملية العلاج، كما يمكن أن تساعد المريض على الشفاء التام من خلال:

• الحصول على الكثير من الراحة.
• تناول مسكنات الألم.
• تناول الأدوية المضادة للقيء.
• منع انتشار العدوى، من خلال اتخاذ إجراءات جر المريض عن الآخرين واستعماله أدوات مخصصة له فقط، وتعقيم المنزل بشكل مستمر (2).​​​​​​​

علاج التهاب السحايا بالأعشاب:

تساعد بعض الأعشاب على دعم جهاز المناعة وتقويته، وهذا ما يساعد في تحسين عملية علاج التهاب السحايا ومنع الإصابة به بأنواعه المختلفة وهي تأتي كعلاجات متممة للأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المتخصص، دون وجود دلائل على أن الأعشاب تمنع أو تعالج التهاب السحايا، ونذكر بعض من الأعشاب المفيدة للمصابين بالتهاب السحايا، يمكنك الاستفادة منها خلال فترة النقاهة بعد استشارة الطبيب عن موعد تناولها بعيداً عن أوقات الدواء مثلاً، ومعرفة الكميات المسموح بها للمريض بحسب عمره مثلاً، لأن الأطفال قد يتعنتون عن تناول بعض الأعشاب الطبية خاصة في وقت المرض:

• الكلوريلا: هي واحدة من أفضل العلاجات الطبيعية لالتهاب السحايا، وهي نبات طحلبي يحتوي على نسبة عالية من الكلوروفيل الذي يملك بنية مشابهة بشكل ملحوظ للهيموغلوبين (بروتين الدم الذي يحمل ذرات الحديد) ويعمل على تعزيز إنتاج خلايا الدم الحمراء، مما يساعد على زيادة الأكسجين وتنقية الدم وهذان الشيئان يعملان على تسريع وقت الشفاء وإصلاح الأضرار التي لحقت بمريض التهاب السحايا.

• فطر ريشي: كان استخدام الفطر الطبي في العلاج معروفاً عبر التاريخ، وقد يكون فطر ريشي ذي اللون الأحمر مفيداً لمن يعانون من التهاب السحايا، حيث تساعد السكريات وغيرها من المواد الموجودة في هذا الفطر؛ على تعزيز وظيفة المناعة وتقليل الالتهاب الناجم عن سوء التغذية.
• أكل الثوم: يعد اللايسين (Allicin) الموجود في الثوم عنصراً مهماً، فهو غذاء قوي ثبت فعاليته ضد أمراض مثل التهاب السحايا، كما يحتوي الثوم أيضاً على مضادات أكسدة أخرى وخصائص مضادة للفيروسات والبكتيريا، وكلها تساعد على تقوية جهاز المناعة، لذلك لابد من إدخال الثوم في وجباتك اليومية للمساعدة في القضاء على العدوى (4).
• مستخلص أوراق الزيتون: هذا المستخلص له خصائص مضادة للبكتيريا وللفطريات ويحسن المناعة وهذا شيء مفيد لمصابي التهاب السحايا، لذلك من المهم أن يكون هذا المشروب جزء من الروتين اليومي.
• مخلب القط: نبات عشبي ينتشر في الغابات الاستوائية ويساعد في محاربة الالتهابات وتعزيز مناعة، دون نسيان أن نبات مخلب القط لهه أضرار خاصة للمصابين بأمراض الكلى والسل الرئوي (5).​​​​​​​

الوقاية من خطر الإصابة بالتهاب السحايا

من المهم الحفاظ على نمط حياة صحي لتجنب الإصابة بالأمراض، خاصة إذا كنت في خطر متزايد واحتمال كبير للإصابة بالتهاب السحايا عبر مخالطة المصابين به، وهذا يتضمن:

• الحصول على كميات كافية من الراحة.
• عدم التدخين.
• تجنب الاتصال مع المرضى.
• إذا كنت على اتصال وثيق مع شخص يعاني من عدوى المكورات السحائية البكتيرية، يمكن أن يمنحك الطبيب المضادات الحيوية الوقائية، مما يساعد على تقليل مخاطر الإصابة بالمرض.

ويمكن أن تحمي اللقاحات أيضاً من أنواع معينة من التهاب السحايا، وتشمل المطاعيم التي يمكن أن تمنع التهاب السحايا ما يلي:

• لقاح المستدمية النزلية.
• لقاح المكورات الرئوية.
• لقاح المكورات السحائية.

كما تساعد النظافة الشخصية أيضاً على منع الإصابة بالتهاب السحايا، كون بعض أنواعه تنتشر من خلال الاتصال الوثيق مع المريض وبعض الإفرازات مثل اللعاب وإفرازات الأنف والعطاس (1).

المصادر:

1-مقال بعنوان "ماذا تريد أن تعرف عن التهاب السحايا؟" منشور على موقع healthline.com

2-مقال بعنوان "التهاب السحايا" منشور على موقع nhs.uk

3-مقال بعنوان "التهاب السحايا" منشور على موقع webmd.com

4-مقال بعنوان "6 علاجات طبيعية لمساعدة المصابين بالتهاب السحايا" منشور على موقع dherbs.com

5-مقال بعنوان " Meningitis" منشور على موقع trihealth.com