يذهب جوفمان في كتابه “تقديم النفس في الحياة اليومية” أن المبادئ أو النفس، هي نوع من التأليف المسرحي، وأن منظوره يماثل منظور الأداء المسرحي، وبهذا فإن أعماله تقع نوعاً ما بين التفاعلية الرمزية والتقاليد الظاهرية.
الحياة عند جوفمان تشبه المسرح، فالإنسان يؤدي أدواراً في الحياة، كأدوار المثل المسرحي، أما الجماعة فهي الفرقة المسرحية يتعاون أعضاؤها لإنجاح المهمة، وتكاثر الجماعة وولاء أفرادها وتحمل مسؤوليتهم بتعلم أدوارهم والابتعاد عن الزلل أو الانحراف تطور الجماعة طرقاً لتجاوز احتمال حدوث الزلل أو ما هو غير متوقع (الممارسات الاندفاعية).
وقد استخدم جوفمان لغة المسرح وتصوراته في تحليله السوسيولوجي للأفراد الذين يقومون بتقديم أنفسهم إلى غيرهم من الأفراد. ويرى أن الأفراد بمثابة الممثلين على المسرح، ويهدفون أثناء تفاعلهم مع الآخرين إلى تقديم الصورة الأفضل عن الذات. وفي النموذج المسرحي، يتم تحليل السلوك بنفس الطريقة التي يقوم بها الفرد بتحليل عرض المسرحية على الجمهور، وطبقاً لما يذهب إليه جوفمان، فإن الناس يفرضون جوانب محددة من أنفسهم على الآخرين. ونجد أن الطريقة التي يعرض بها الفرد نفسه تتوقف على المحاور أو المواقف الاجتماعية فلا شك ان الإنسان يتصرف في مقابلة من أجل الحصول على العمل بطريقة مختلفة عن تصرفه في الحفلات التي يحضرها مع الأصدقاء.
وينظر لشخصية الفرد على أنها تتكون من: شطرين:
POSITIVE FACE : وجه إيجابي
يتعامل به الفرد مع الآخرين، ويحاول إظهاره في كل تفاعلاته وعلاقاته
NEGATIVE FACE : وجه سلبي
هو الذي يحاول الفرد إخفاءه أثناء تفاعلاته مع الآخرين
وفي كل لعبة تفاعلية تتقلص مساحة الجانب السلبي لفائدة الإيجابي، ويقوم الفرد بعملية التصنع والتحكم في انطباعاته. فبمجرد انتقال الفرد من موقف اجتماعي إلى آخر داخل فضاء مؤسساتي، فإن دوره سيتوافق بالضرورة مع هذا التغيير وانطلاقا من طبيعة دوره تتحدد سلوكا ته وردود أفعاله، بينما تبقى الأدوار الأخرى كامنة. وبذلك فإن حياة كل فرد يمكن النظر إليها على أنها مجموعة متتابعة ومتسلسلة من الأدوار التي يمثلها الشخص، أو التي يؤديها منذ ميلاده حتى وفاته. وهو ما يعبر عنه بالشخصية الاجتماعية. غير أن التسليم بهذه المماثلة يوحي إلى أن عملية التمثيل في جوهرها هي عملية تصنع أو تحكم في الانطباعات، وهي تقع باستمرار في الحياة الاجتماعية كما لو كان الجميع يعمل كمندوبي إعلانات لذواتهم.
وقد كان اهتمام جوفمان يتركز على كيفية عرض الناس لأنفسهم بطريقة جيدة أثناء تفاعلهم مع الآخرين في المواقف المختلفة. ويرى ان الناس يقومون بالأدوار المختلفة، ويحاولون أداء هذه الأدوار بطريقة جيدة، مستخدمين ما يستعان به في الإخراج المسرحي مثل: اللغة والسلوك وتصميم الملابس.
-
المحتوى الذي تستمتع به هنا يمثل رأي المساهم وليس بالضرورة رأي الناشر. يحتفظ الناشر بالحق في عدم نشر المحتوى.
هل لديكم شغف للكتابة وتريدون نشر محتواكم على منصة نشر معروفة؟ اضغطوا هنا وسجلوا الآن!
انضموا إلينا على منصتنا، فهي تمنح كل الخبراء من كافة المجالات المتنوعة الفرصة لنشر محتواهم . سيتم نشر مقالاتكم حيث ستصل لملايين القراء المهتمين بهذا المحتوى وستكون مرتبطة بحساباتكم على وسائل التواصل الاجتماعي!
انضموا إلينا مجاناً!