الكرة الطائرة.. أسلوب جديد للتواصل بين الأزواج

التواصل الجيد والصحي بين الأزواج هو أساس العلاقة الناجحة، وتكوين الأسرة القوية المتماسكة لأن التواصل بين الطرفين يسمح لهما بالتعبير عن مشاعرهما، واحتياجاتهما، ويؤدي إلى التعامل مع المشكلات بطريقة مثالية مما يزيد من الارتباط العاطفي بين الأزواج، لكن إذا كان التواصل سىء، وضعيف بينهما تصبح حياتهما سلسلة مستمرة من الصراعات التي تتفاقم بمرور الوقت لذلك نتعرف اليوم إلى تقنية جديدة للتواصل بين الأزواج وهي أسلوب "الكرة الطائرة".

ما هو مفهوم الفوز في الكرة الطائرة؟

كشف كينيث سيلفستري المعالج النفسي المختص في العلاج الأسري، ومؤلف كتاب "عدسة أوسع: كيف ترى حياتك على وجه مختلف" أنه على مدى الأربعين عام الماضية خلال عمله وجد أن الحصول على علاقة عميقة وجيدة بين الأزواج تتجاوز ما اعتدناه من نصائح مما أدى إلى ابتكار مصطلح "الفوز بالكرة الطائرة" حيث يصف كيف يمكن الحفاظ على علاقة قوية من خلال طريقة التواصل مع شريك الحياة.

تخيل أن تواصلك مع شريك الحياة يومياً مثل ممارسة كرة الطائرة إذا قمت بضرب الكرة فقط في الجهة الأخرى دون أن يلتقطها الطرف الآخر ستخسر أنت ومن تتواصل معه، ولن يخرج أي طرف بمكسب من المواجهة، وهذا هو ما يحدث في العلاقات حيث يعتمد التواصل الناجح بين الشخصين على الانسجام، والارتجال، والتعاطف، وتبادل الحديث عند التواصل أو التحدث والتعامل في سياق مشترك.^[1]

المشكلات بين الأزواج

يوضح كينيث سيلفستري أن أغلب المشكلات الأسرية يتم عرضها على أنها صراعات بين الأشخاص، وعندما ينخرط الزوجان في الخصومة والمشكلات يصبح لديهما أسلوب وديناميكية واحدة، وهي نمط سلوكي مثل مثل اتهام الزوجين لبعضهما البعض بمن يتحمل المسؤولية عن تعاستهما مما يؤدي إلى تصاعد الخلافات بينهما حيث يحاول كل جانب تحسين صورته، والعمل على مصلحته فقط، ويمكن أن يحدث هذا أيضًا عندما يضع شخص الطرف الآخر في نمط محدد مثل التنمر والإهانة مما يؤدي إلى عواقب وخيمة في العلاقة الزوجية.^[1]

تمرين لتحسين العلاقة بين الزوجين

يضرب كينيث سيلفستري مثلاً بهنري وجين وهما زوجان طلبا العلاج بسبب صراعهما الدائم ومشكلاتهما عند التواصل مع بعضهما خاصة أنهما يشتركان في تربية طفلين صغيرين، ويصف كينيث سيلفستري أن اللقاء بدأ بمزاح وإلقاء اللوم على بعضهم، ويبدو أنهما كانا معتادين على ذلك ثم تطور النقاش بينهما مع ترديد عبارة "لكنك تفعل هذا أيضًا"

بعد مراقبة طريقة تواصلهما طلب منهما كينيث سيلفستري بعمل تمرين يُسمى "شجرة العائلة" حيث يستمع كل منهم باهتمام بينما كانت قصص عائلتهم تشير إلى العديد من نقاط القوة والإيجابية التي يمكن استخدامها لكنها أيضاً جعلتهم يكتسبان عادات سيئة كان لها تأثيراً مباشراً على حياتهما الزوجية.

خلال ممارسة التمرين على الرغم من أنهما معاً لمدة 15 عاماً إلا أنهما عبرا عدة مرات عند وصف تربيتهما "لم أعرف ذلك عنك أبدًا"

بعد توضيح وشرح أسلوب الكرة الطائرة، وأن التواصل بينهما يجب أن يكون مثل الكرة يشتركان في ضربها والحفاظ عليها بدؤوا في التعبير بصراحة أكبر عن مخاوفهم ورغبتهم في تحسين الأمور، ووافق كل منهم على الاستماع باهتمام، والتأكد من أنهما يتفقان مع بعضهما، وينظران إلى الأمور من وجهة النظر ذاتها.

التمرين الآخر هو "التكبير والتصغير" حيث طلب تخيل أن كل منهم لديه كاميرا تلتقط صورة تصف وضعهم الحالي، ثم طلب منهم توسيع عدسة الكاميرا، وتخصيص بعض الوقت لاستخدام كل حواسهم لتكوين منظور جديد قبل العودة إلى صورهم الأصلية، ومناقشة كيف يمكنهم إيجاد الاختلافات في علاقتهم.

يصف الأشخاص الذين يجربون هذا التمرين شعورًا بالتزامن، وهو التواصل المتبادل بينهما، وسيستمرون في استخدام تقنية الكرة الطائرة الرابحة للجانبين خاصة عندما تبدو المشكلة غير قابلة للحل.^[1]  

علامات سوء التواصل بين الزوجين

يؤدي التواصل الضعيف في العلاقة بين الزوجين إلى مشكلات متعددة تتطور مع مرور الوقت إلى أن تصبح مشكلات صعبة الحل مما يؤدي إلى تدهور العلاقة بينهما، وتتحول الحياة بينهما إلى صراع دائم يؤثر في الأسرة كلها، فيما يلي نتعرف إلى بعض العلامات التي تدل على سوء العلاقة بين الزوجين:

• لا يستمعون لبعضهما مثل التهرب من الحديث أو عدم إجراء نقاش صريح بينهما.
• الاستهزاء بالشعور، وعدم تقديرها.
• يقاطعونك في المحادثة.
• يقدمون نصائح غير مرغوب فيها.
• يستخدمون لغة عدوانية مثل السباب أو الهجوم.
• يمارسون المماطلة في أثناء الصراع، ولا يبحثون عن حلول أو يبذلون أي جهد لحل المشكلات.
• الدفاع الدائم عن النفس بدلاً من البحث عن سبب المشكلة أو التعاون معاً لحلها كزوجين.
• عدم وجود تعاطف بينهما.
• ضعف الذكاء العاطفي في علاقتهما.
• استخدام أسلوب التعميم مثل ترديد عبارات "أنت دائماً تفعل هذا".
• إلقاء اللوم على الطرف الآخر يؤدي إلى حلقة مفرغة مما يدمر التواصل الجيد بينهما.^[2][3]  

التواصل الجيد هو ركيزة الحياة الزوجية السعيدة لذلك يقترح كينيث سيلفستري المعالج النفسي المختص في العلاج الأسري تقنية الكرة الطائرة حيث التواصل بين الأزواج مثل الكرة التي يجب الحفاظ عليها، وتمريرها بين الطرفين لكيلا تسقط في الأرض ويخسرا المباراة.