ما هو القصور الوريدي؟ وما هي تمارين القصور الوريدي؟

القلب هو الجزء الأساسي من جهاز الدورة الدموية، هذا بالإضافة إلى الأوردة والشرايين، وتحدث دورات الدم بالتوالي إلى أعضاء الجسم عن طريق الشرايين، ومن ثم إلى القلب عن طريق الأوردة، لكن قد تحدث مشاكل في الأوردة لا تمكنها من إعادة الدم إلى القلب، تعرف هذه المشكلة الصحية بالقصور الوريدي وهو موضوع مقالنا.

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يومياً.

ما هو القصور الوريدي؟

يضخ القلب الدم المحمل بالأوكسجين والعناصر الغذائية إلى كافة أنحاء الجسم عبر الشرايين، وتعمل الأوردة على إعادة الدم المحمل بالفضلات إلى القلب وهكذا.

تحتوي هذه الأوردة على صمامات أحادية الاتجاه تمنع عودة الدم بشكل عكسي، والقصور الوريدي (بالإنجليزية: Venous insufficiency) هو عدم قدرة هذه الأوردة على إعادة الدم إلى القلب بالشكل الصحيح، وذلك بسبب توقف عمل الصمامات بنسب مختلفة، حيث يبقى جزء من الدم في مناطق معينة من الأوردة بدل ذهابه إلى القلب، وغالباً ما يبقى الدم في الساقين والقدمين.

ما هي تمارين القصور الوريدي؟

يمكن إدارة القصور الوريدي من خلال تغيير نمط الحياة واتباع بعض التمارين التي يمكن أن تساعد أو تخفف من أعراضه، ومن هذه التمارين: 

1. تمارين المشي والركض: يساعد تحريك القدمين أثناء ممارسة رياضة المشي أو الركض على زيادة دوران الدم وتدفقه في الأوردة والشرايين.
2. ركوب الدراجة: يعد أيضاً ركوب الدراجة الهوائية سبباً في تعزيز الدورة الدموية وخصوصاً في الساقين والقدمين.
3. رفع ربلة الساق: من خلال الصعود والنزول على أصابع قدميك، حيث يساعد ذلك على تقوية الضخ من ربلة الساق.
4. السباحة: ممارسة رياضة السباحة تساعد على تحسين الدورة الدموية وتنشيطها.
5. رفع الساقين: حيث يساعد ذلك على إعادة الدم باتجاه القلب، ويقلل من الألم والانزعاج.

أسباب القصور الوريدي

القصور الوريدي كغيره من مشاكل القلب والدم، قد يحدث لسبب أو عدة أسباب مجتمعة، وأهمها:  

1. الجلطات دموية، فالحالات السابقة من جلطات الدم تعتبر من أهم أسباب القصور الوريدي، حيث تعيق الجلطات الموجودة تدفق الدم، فيتراكم الدم أسفل الجلطة.
2. توسع الأوردة: أي زيادة قطر الأوعية الدموية، وتكون شيكات عنكبوتية من الأوردة المملوءة بالدم تلف الساقين والقدمين، وهي تسبب الألم وعدم الراحة في حالة تركها بدون علاج.
3. ضعف عضلات الساق: قد يخفف من ضغط تدفق الدم؛ مما قد يساهم في القصور الوريدي.
4. الدوالي: حيث غالباً ما تكون الصمامات مفقودة في مناطق الإصابة بالدوالي، فيتسبب ذلك في حصول القصور الوريدي.
5. الوقوف لفترات طويلة دون حراك: لا يساعد على دوران الدم بشكل طبيعي في الجسم، ويميل الدم للتجمع في الأوعية الدموية للجزء السفلي من الجسم.
6. وجود تاريخ عائلي: فوجود أحد أفراد الأسرة أو أكثر من فرد بها أصيب بإحدى حالات القصور الوريدي، يزيد من فرصة الإصابة.
7. السمنة والتدخين: زيادة وزن الجسم وممارسة عادة التدخين القاتلة هي من العوامل المسببة لتصلب الأوعية الدموية بدرجات مختلفة، لكن المحصلة تكون إعاقة حركة الدم بالشكل المعتاد داخل الأوعية الدموية.

أعراض القصور الوريدي في الساق

قد يسبب القصور الوريدي أعراضاً وآلام متعددة في الساقين، أهم هذه الأعراض التي تظهر على المصاب:

1. تورم في الساقين أو الكاحلين.
2. ألم في الساقين وخاصة عند الوقوف.
3. تشنجات الساق.
4. حكة وثقل في الساقين.
5. سماكة الجلد في الساقين أو الكاحلين.
6. تقرحات الساق.
7. بقع بنية غامقة على الجلد.
8. شعور بالضيق في عضلة الربلة.

تشخيص القصور الوريدي

يوجد عدد من الإجراءات التي يستطيع الطبيب المختص تشخيص حالة القصور الوريدي بها، وهي كالتالي:

1. الفحص العام: يفحص الطبيب المعالج المريض فحصاً سريرياً ويستفسر منه عن التاريخ المرضي له ولأسرته.
2. تصوير الوريد: عن طريق وضع صبغة التباين في الأوردة، حيث تساعد على رؤية الأوعية الدموية بشكل أوضح في التصوير، ومن ثمّ تصوير الأوردة بالأشعة السينية.
3. الموجات فوق الصوتية المزدوجة: لاختبار سرعة واتجاه تدفق الدم في الأوردة، حيث يضع الطبيب بعض من الهلام على الجلد ثم يضغط على الجلد بجهاز محول الطاقة، يستخدم هذا الجهاز الموجات فوق الصوتية على الكمبيوتر وتنتج صور لتدفق الدم.

القصور الوريدي المزمن

يميل القصور الوريدي إلى تفاقم الحالة، ويكون القصور الوريدي مزمناً وذلك عندما لا تتمكن أوردة الساق من إعادة تدفق الدم إلى القلب، وتسبب هذه الحالة: 

1. تورم الساق والقدم.
2. الإصابة بالدوالي.
3. آلام الساقين.

عوامل الخطر للإصابة بالقصور الوريدي

النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالقصور الوريدي، وهناك عوامل تؤثر أو تزيد من احتمالية الإصابة به، ومن هذه العوامل:

1. الوزن الزائد والسمنة.
2. العمر إذا كنت فوق الخمسين.
3. الحمل.
4. تاريخ من الجلطات الدموية.

مضاعفات القصور الوريدي

1. تجلط الدم في الأوردة العميقة في الساق.
2. تلف الصمامات في الأوردة.
3. فتح التقرحات في الساق.

علاج القصور الوريدي

هناك علاجات مختلفة للقصور الوريدي، ويعد بعضها مكملاً للآخر، ولابد من تناولها حسب إرشادات الطبيب، ومن هذه العلاجات:

العلاج بالأدوية

1. مدرات البول: هناك عدة أنواع من مدرات البول التي تزيل السوائل الزائدة من الجسم.
2. البنتوكسيفيلين (ترنتال): يقلل الالتهاب ويحسن تدفق الدم.
3. مميعات الدم: التي تمنع تجلط الدم وتزيد من سيولته.

العلاجات المنزلية

1. ارتداء الجوارب الضاغطة؛ وهي جوارب مرنة خاصة تضغط على أسفل الساق والقدم تساعد على تقليل التورم وتحسين تدفق الدم.
2. رفع الرجلين إلى مستوى أعلى من مستوى القلب؛ مما يساعد على سحب الدم باتجاه القلب.
3. الترطيب الدائم للجلد.
4. تقشير الجلد وإزالة الخلايا الميتة.
5. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
6. استخدام المراهم الموضعية الخاصة وبوصفة طبية.

العلاج بالليزر

حيث يتم استخدام الليزر عن طريق اندفاع قوي للضوء في مكان صغير ومحدد لإغلاق الأوردة التالفة.

الجراحة

يُعتمد الحل الجراحي في الحالات الخطيرة للقصور الوريدي، وتتضمن الجراحة: 

1. ترميم الأوردة أو الصمامات التالفة.
2. إزالة الأوردة التالفة.
3. توسيع الوريد من خلال زرع أنبوب شبكي يسمى الدعامة في الأوردة.
4. جراحة الربط من خلال شق صغير في الجلد يعمل على ربط الأوردة.

القسطرة

تستخدم في الحالات الشديدة في الأوردة الكبيرة، حيث يتم إدخال قسطرة (أنبوب رفيع) في الوريد مع تسخين نهايتها، ثم إزالتها حيث تؤدي الحرارة إلى إغلاق الوريد وختمه.

علاج القصور الوريدي بالأعشاب

من الأعشاب التي تساعد في علاج حالات القصور الوريدي: 

1. كستناء الحصان (Aesculus Hippocastanum): وهي عشبة مضادة للالتهابات، تحسن الدورة الدموية عبر الأوردة، وتقلل تسرب الشعيرات الدموية وتقليل تورم الساق.
2. غوتو كولا (Centella Asiatica): تعالج القصور الوريدي وتساعد على التئام الجروح، وتحفز إنتاج الكولاجين (بروتين موجود في الأنسجة الليفية للأوعية الدموية)، ولقد ثبتت فعالية عشبة غوتو كولا في التئام جدران وأنسجة الأوردة، وتقليل التورم وتحسين الدورة الدموية.
3. مستخلص لحاء الصنوبر: يستخرج من اللحاء الداخلي لأشجار الصنوبر، يحتوي على مضادات الأكسدة، يقلل التورم في دوالي الساق.
4. البرسيم الحلو: وهي عشبة معمرة، يحتوي البرسيم الحلو على الكومارين الذي يتخمر فينتج ديكومارول وهو مضاد قوي للتخثر، حيث يساعد في منع التخثر، ويخفف من توسع الأوردة والألم، ويعمل البرسيم الحلو كمدر للبول، ويساعد في التخفيف من احتباس السوائل الزائدة.

في العلاجات العشبية والبديلة تبقى الآثار الجانبية موجودة واحتماليتها كبيرة؛ لذا هناك الحاجة إلى مزيد من الأبحاث والتجارب حول الموضوع لتجنب السمية والآثار الجانبية، وتقتصر على القضاء على الأعراض في فترة تناول الدواء، ولا تقوم بمعالجة السبب الكامن.

القصور الوريدي يعتمد علاجه والتخفيف من أعراضه على تغير أسلوب الحياة، واتباع تمارين رياضية سهلة التي لن تأخذ الكثير من وقتك، فقط التزم بالإجراءات والعلاجات التي ينصحك بها الطبيب سواء بالمنزل أو العمل.