الغرق الجاف بدون ماء أسبابه علاجه والوقاية منه
- تاريخ النشر: الثلاثاء، 14 سبتمبر 2021
عندما تسمع بأنّ شخصاً ما قد غرق فما سيتبادر لذهنك هو أنه سقط في الماء وبقي تحت سطحه لمدةٍ طويلة، ولكن في الحقيقة قد لا تكون حالات الغرق هكذا دوماً فهناك أيضاً ما يسمى بالغرق الجاف أو الغرق الثانوي.
الغرق الجاف
بدايةً يجب أن تعلم أنّ مصطلح "الغرق الجاف" ليس مصطلحاً طبياً تماماً لذا قد يمتنع الأطباء عن استخدامه، ولكن كمفهوم عام يمكننا تعريف الغرق الجاف بأنه الحالة التي تتمثل بتشنجات في المجاري التنفسية (وبالتحديد الحنجرة والحبال الصوتية) إثر ابتلاع القليل من الماء عبر الفم أو الأنف.
تقلصات الحنجرة تمنع الماء من دخول الرئتين -وهو السبب في تسميته بالغرق الجاف- ولكنها في المقابل تتسبب بعدم وصول الهواء والأوكسجين للرئتين مما يتسبب بعدم القدرة على التنفس. الغرق الجاف عند الأطفال والغرق الجاف للبالغين قد لا يكون شائعاً بقدر الغرق الحقيقي ولكنه يمكن أن يؤدي لحدوث ضرر للجسم أيضاً ولهذا يجب الانتباه إليه. [1]
الغرق الثانوي
الغرق الثانوي هو الحالة المتمثلة بدخول القليل من المياه إلى الرئتين بحيث لا تكون الكمية كبيرة بما يكفي لإرهاق تنفس الطفل فوراً ولكن بما يكفي لزيادة صعوبة حدوث التبادل الغازي للأوكسجين وثاني أوكسيد الكربون بين الرئتين والدم، كمية الماء الداخلة إلى الرئتين تتسبب بضيق في التنفس ولكن خلال مدة أطول. [2]
الفرق بين الغرق الجاف والغرق الحقيقي
كي نتجنب الخلط الناتج عن تشابه الأسماء من الضروري معرفة الفوارق بين الغرق الجاف والغرق الحقيقي أو الغرق الرطب.
الغرق الحقيقي
- ينتج عن دخول الماء إلى الرئتين بسبب وجود الشخص تحت الماء (في المسبح مثلاً أو في حوض الاستحمام)
- يمكن أن يحدث تشنج الحنجرة في البداية ليرتخي لاحقاً مسبباً دخول الماء للرئتين فيتحول الأمر لغرق حقيقي
الغرق الجاف
- الغرق الجاف يحدث دون أن يدخل الماء إلى الرئتين بحيث تؤدي تشنجات الحنجرة والحبال الصوتية إلى سد مجاري الهواء وبالتالي منع دخول الهواء والأوكسجين إلى الرئتين مانعاً الشخص من التنفس
- من الناحية السريرية يُعتقد أنه لا يوجد فروقات تؤثر على كيفية العلاج أو النتيجة بين الغرق الجاف والحقيقي ولهذا من الضروري الحذر من كلا الشكلين. [3]
أعراض الغرق الجاف
عندما يخرج الطفل من المسبح أو من حوض السباحة بعد حادثة يجب الانتباه إليه خلال الساعة التالية ففهي هذه الساعة تظهر أعراض الغرق الجاف، وبما أنّ الغرق الجاف يتمثل بتشنج للنجرة يجب أن تعلم أن هذا التشنج يمكن أن يكون شديداً أو خفيفاً. أعراض الغرق الجاف للأطفال أثناء الاستحمام أو السباحة تكون عادةً:
- صعوبة في التنفس
- صعوبة في النطق والكلام
- تهيج أو سلوك غير طبيعي
- سعال مستمر
- ألم في الصدر
- شعور بالتعب أو النعاس
مراقبة الطفل بعد الحادثة مهمة للغاية من أجل ضمان قدرته على التنفس بشكل طبيعي والتأكد من كونه لا يُعاني من أي تشنج يمكن أن يؤدي لاختناقه. [4]
أعراض الغرق الثانوي
في العادة لا يكون استنشاق بعض المياه أمراً يستدعي القلق وقد يمر بسلام دون أعراض، ولكن إن كنت تشعر بالقلق وترغب بالتأكد من أن طفلك لا يُعاني من أعراض الغرق الثانوي أو الغرق المتأخر فعليك أن تراقب الطفل وتتصل بالطبيب في حال لاحظت ظهور أعراض الغرق الثانوي والتي تتضمن [5]:
- تغير في لون الجلد
- سعال شديد
- حمى شديدة
- فقدان الوعي
- ضيق في التنفس أو مشاكل وصعوبات في التنفس
- التقيؤ أو ظهور الرغوة أو الزبد من الفم
علاج الغرق الجاف
علاج الغرق الجاف يتعلق بشكل أساسي بطبيعة الإصابة وشدتها حيث أنّ الشخص سيخضع أولاً للعديد من الفحوصات الطبية لتحديد جودة تنفسه وفحص مؤشراته الحيوية كالنبض ودرجة حرارة الجسم ومستويات الأكسجة في الدم. في حال كانت المؤشرات الحيوية طبيعية فقد يكتفي الطبيب بمراقبة الشخص المصاب لعدة ساعات (من 4 إلى 6 ساعات) وبعدها السماح له بالخروج من المستشفى، أما في حال ظهرت بعض الأعراض فسيبقى في المستشفى للعناية به أكثر.
في حال كان الشخص يُعاني من نقص في ضيق في التنفس وعدم القدرة على التنفس بشكل جيد فسيقوم طبيب باستخدام أجهزة التنفس الاصطناعية من أجل زيادة تدفق الدم إلى الرئتين ومساعدته على التنفس بشكل أفضل. [2]
الوقاية من الغرق الجاف
قبل معرفة طرق الوقاية من الغرق الجاف يجب أن تعلم أولاً الأسباب الشائعة للحوادث التي تؤدي للغرق الجاف لكل من الأطفال والكبار والتي تؤدي لدخول الماء للمجاري التنفسية، بالنسبة للغرق الجاف عند الكبار فهو ينتج عادةً عن [6]:
- الذعر أثناء السباحة.
- شرب الكحول أو تناول بعض الأدوية المخدرة قبل السباحة أو أثناءها.
- إصابة في الرأس أثناء السباحة.
- بعض الحالات الطبية كنوبات الصرع أو الأزمات القلبية أو انخفاض سكر الدم.
بالنسبة للغرق الجاف للأطفال فالسبب الأساسي يكون وجودهم قرب حوض الاستحمام أو المسبح دون إشراف أحد البالغين وخاصة في حال كان حمام السباحة غير محاطٍ بسور.
من أجل الوقاية من الغرق الجاف وحماية الأطفال بشكل خاص يجب اتباع إجراءات السلامة وهو ما يتضمن:
- الحرص على ارتداء الجميع لسترة الإنقاذ أثناء الوجود في الماء.
- أخذ الأطفال لدورات تدريبية على السباحة عند أشخاص مختصين قبل السماح لهم بالسباحة.
- عدم السماح للأطفال باللعب قرب المسبح في حال عدم وجود شخص بالغ قربهم.
- عدم السباحة عندما تكون وحيداً.
- عدم السباحة على الشاطئ في حال لم يكن هناك منقذ.
- عدم السير على البحيرات المتجمدة.
قد لا يكون الغرق الجاف أو الغرق الثانوي بخطورة وشيوع الغرق الحقيقي ولكنهما يمكن أن يُعرضا حياة بعض الأشخاص (وخاصةً الأطفال الصغار) للخطر في الوقت الذي قد تعتقد بأنهم أصبحوا فيه آمنين ولذلك من الضروري الانتباه على الأطفال قرب المسابح وأثناء الاستحمام والانتباه لقدرتهم على التنفس بعد تعرضهم لحوادث في الماء.
- ↑ "مقال ما هو الفرق بين الغرق الجاف والغرق الثانوي" ، منشور على موقع https://www.usatoday.com/
- أ ب "مقال أعراض الغرق الجاف" ، منشور على موقع https://www.parents.com/
- ↑ "مقال منع الغرق" ، منشور على موقع https://www.emedicinehealth.com/
- ↑ "مقال ما هو الغرق الجاف" ، منشور على موقع https://www.healthline.com/
- ↑ "مقال الغرق الجاف الفصل بين الحقائق والخيال" ، منشور على موقع https://health.clevelandclinic.org/
- ↑ "مقال ما هو الغرق الجاف" ، منشور على موقع https://www.verywellhealth.com/