الضغط الطبيعي للأطفال وما أسباب ارتفاعه

ضغط الدم يشكل مؤشراً هامة للصحة داخل الجسم، وأهميته لا تقتصر فقط لدى البالغين بل يجب الانتباه إلى ضغط الدم وعوامل ارتفاعه لدى الأطفال أيضاً خاصة أن أعراضه قد لا تكون واضحة كما هو لدى الكبار، لنتعرف في هذا التقرير على الضغط الطبيعي للأطفال وما أسباب ارتفاعه

ما هو ضغط الدم 

ضغط الدم هو الضغط الذي يقوم به الدم على الشرايين عندما يضخ القلب، ويزداد ضغط الدم مع تقدم العمر، لكن ضغط الدم الطبيعي هو 120/80 ملم زئبق أو أقل للكبار، ويقاس ضغط الدم برقمين هما:

• ضغط الدم الانقباضي (الرقم في الأعلى): هو الضغط الذي يحدث عندما ينقبض القلب ويدفع الدم إلى الخارج.
• ضغط الدم الانبساطي (الرقم في الأسفل): هو الضغط عندما يرتاح القلب ويمتلئ بالدم بين ضربات القلب.

يتم تسجيل قراءات ضغط الدم على أنها رقم ضغط الدم الانقباضي فوق رقم ضغط الدم الانبساطي، مثل 120/80 ملم زئبق أي 120 فوق 80، ويكون ضغط الدم الطبيعي للمراهقين الذين تبلغ أعمارهم 13 عامًا أو أكثر أقل من 120/80 مم زئبق.^[1]  

ضغط الدم للأطفال 

تحديد المعدل الطبيعي لضغط الدم في الأطفال الأصغر سنًا يتم حسب جنس الطفل، وعمره، وطوله، وينقسم ضغط الدم إلى ثلاث فئات بناءً على النسبة المئوية لضغط دم الطفل كما يلي:  

• ارتفاع ضغط الدم: يتم قياس ضغط الدم الانقباضي و / أو الانبساطي 95% أو أكثر في ثلاث مناسبات منفصلة أو أكثر، وهو ضغط الدم عند أو أعلى من 95% للأطفال الذين هم من نفس الجنس والعمر والطول لطفلك.
• ضغط الدم الطبيعي: يكون ضغط الدم الانقباضي والانبساطي أقل من 120/80 ملم زئبقياً عند المراهقين بعمر 13 عامًا أو أكبر وبالنسبة للأطفال الأصغر سنًا يكون ضغط الدم أقل من النسبة المئوية التسعين بناءً على جنس الطفل وعمره وطوله.
• ضغط دم منخفض: لا يوجد نطاق محدد لانخفاض ضغط الدم لدى الأطفال بسبب تنوع أحجام وأعمار الأطفال.^[1][2]  

أعراض ارتفاع ضغط الدم للأطفال

ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال هو ضغط الدم عند أو أعلى من 95% للأطفال، ويوجد عدة علامات تشير إلى ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال وتشمل ما يلي:

• الشعور بالصداع.
• آلام في الصدر.
• النوبات.
• التقيؤ.
• سرعة ضربات القلب.
• ضيق في التنفس.^[2]

مضاعفات ارتفاع ضغط الدم للأطفال

يستمر ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال المصابين بارتفاع ضغط الدم مثل البالغين ما لم يبدأوا العلاج، وإذا استمر ارتفاع ضغط الدم لدى طفلك حتى مرحلة البلوغ  فقد يتعرض طفلك للمخاطر، وعادةً لا يُسبب ارتفاع ضغط الدم أي أعراض عند الأطفال، لكن قد تظهر الأعراض فقط بعد تلف عضو حيوي، وعادةً لا يحدث ذلك لعدة سنوات بعد ارتفاع ضغط الدم، بالتالي فإن المشاكل الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم لا تتطور أثناء الطفولة لذلك يُنصح بمتابعة الطفل المنتظمة لدى الطبيب.

نادرًا ما يؤدي ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال إلى إلحاق أضرار بالغة بالأعضاء الحيوية، لكن بسبب حالة طارئة لارتفاع ضغط الدم المفاجئ، وعدم علاج ارتفاع الضغط قد تحدث المضاعفات التالية:  

• تدهور وظائف المخ مع النعاس، والارتباك، والنوبات وحتى الغيبوبة.
• يمكن أن يؤدي إلى قصور القلب.
• يمكن أن تؤدي إلى وذمة حليمة العصب البصري، ونزيف في الشبكية.
• حدوث الفشل الكلوي.^[2][3]  

فحص ضغط الدم للأطفال

يجب فحص ضغط دم الطفل خلال مواعيد الفحص الروتينية التي تبدأ في سن الثالثة، وإذا كان طفلك يعاني من حالة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم مثل الحالات التالية فقد تبدأ فحوصات ضغط الدم بعد الولادة بفترة قليلة:

• الولادة المبكرة.
• انخفاض الوزن عند الولادة.
• أمراض القلب الخلقية.
• مشاكل الكلى.
• الحالات الوراثية.
• الاضطرابات الهرمونية.

أما في الأطفال الأكبر سنًا وخاصة أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن هم الأكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم الأساسي، وهو نوع ارتفاع ضغط الدم يحدث من تلقاء نفسه دون حالة طبية.^[2][3]

عوامل تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم للأطفال

يوجد العديد من العوامل التي تؤدي إلى خطر ارتفاع ضغط الدم للأطفال وتعتمد على الحالات الصحية، والعوامل الوراثية، وأسلوب حياة الطفل.

ارتفاع ضغط الدم الأساسي

يحدث ارتفاع ضغط الدم الأساسي من تلقاء نفسه دون سبب، ويُصاب به الأطفال في كثير من الأحيان بعمر 6 سنوات أو أكبر، وتشمل عوامل الخطر للإصابة بارتفاع ضغط الدم الأولي ما يلي:

• السمنة وزيادة الوزن.
• تاريخ عائلي من ارتفاع ضغط الدم.
• مرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع مستوى السكر في الدم أثناء الصيام.
• ارتفاع نسبة الكوليسترول.
• الإكثار من تناول الملح.
• يزيد لدى الذكور.
• التدخين أو التعرض للتدخين السلبي.^[2][4]  

ارتفاع ضغط الدم الثانوي

يحدث ارتفاع ضغط الدم الثانوي بسبب حالات صحية أخرى ويعد الأكثر شيوعاً لدى الأطفال الصغار، وتتضمن أسبابه ما يلي:

• مشاكل القلب.
• اضطرابات الغدة الكظرية.
• فشل كلوي مزمن.
• مرض الكلية متعددة الكيسات.
• فرط نشاط الغدة الدرقية.
• ضيق الشريان المؤدي إلى الكلى.
• انقطاع النفس الانسدادي النومي، واضطرابات النوم.^[2][4]

الأدوية

بعض الأدوية قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الأطفال مثل ما يلي:

• أدوية تخفيف انسداد الأنف.
• المنشطات المستخدمة لعلاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
• الكافيين.
• العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، والمنشطات.^[2][4]

علاج ارتفاع ضغط الدم للأطفال

عادةً ما يُعالج ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال بتعديلات في نمط الحياة مثل اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، في حال لم تساعد تغييرات نمط الحياة قد يصف طبيب الأطفال الخاص دواءً للتحكم في ضغط الدم.

تلعب النصائح التالية الدور الأهم في السيطرة على ارتفاع الضغط لدى الأطفال وتعد الخطوة الأولى للعلاج والوقاية أيضاً، وتشمل ما يلي:

• إذا كان طفلك يعاني من زيادة الوزن فإن الوصول إلى الوزن الصحي أو الحفاظ على نفس الوزن أثناء زيادة طوله يمكن أن يخفض ضغط الدم.
• يجب تشجيع الطفل على تناول الأطعمة الصحية؛ مثل: الخضروات، والفاكهة، والحبوب الكاملة، ومصادر البروتين الخالية من الدهون، وتقليل الدهون الضارة والسكر.
• سيساعد خفض كمية الملح في النظام الغذائي لطفلك على خفض ضغط دمه، ويجب ألا يتناول الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و 3 أعوام أكثر من 1200 ملليغرام (مغم) من الملح أو الصوديوم يوميًا ويجب ألا يتناول الأطفال الأكبر سنًا أكثر من 1500 ملليغرام في اليوم.
• يجب منع تناول الأطعمة المصنعة مثل اللحوم والوجبات السريعة لأنها تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم.
• شجع طفلك على ممارسة نشاط بدني أو تمارين رياضية يومياً لمدة 60 دقيقة.
• يُنصح بتقليص الوقت الذي يمضيه الطفل أمام التلفزيون أو الجوال أو الألعاب الإلكترونية ليصبح أكثر نشاطاً.^[2]

خلال مرحلة الطفولة لا تظهر أي أعراض على معظم الأطفال المصابين بارتفاع ضغط الدم على الرغم من أن الأعراض قد تظهر لاحقًا لذلك يُنصح بانتظام المتابعة الطبية للأطفال.