الشعور بالدوخة والثقل بعد الإفطار مباشرة

الشعور بالدوخة والثقل بعد الإفطار مباشرة من المشكلات الشائعة في رمضان حيث يشعر الشخص ببعض الدوار والخمول الشديد بعد تناول الإفطار على عكس المتوقع بعد الامتناع عن الأكل والشرب طوال النهار، لنتعرف فيما يلي على أسباب الشعور بالدوخة والثقل بعد الإفطار مباشرة، وطرق العلاج.

نقص السكر في الدم بعد الإفطار

يسبب نقص السكر في الدم الدوار لأن الدماغ يحتاج إلى كمية محددة من السكر ليعمل بشكل صحيح، لذلك يؤدي نقص السكر في الدم إلى الدوخة التي يمكن أن تتطور إلى الإغماء وحتى الغيبوبة إذا لم تعد مستويات الجلوكوز إلى وضعها الطبيعي، وقد تشمل أعراض نقص السكر في الدم ما يلي:

• الشعور بالجوع.
• الارتعاش.
• الضعف.
• الشعور بالنعاس.
• التعرق الغزير.
• الشعور بالضيق.
• الارتباك.

نقص سكر الدم التفاعلي

على العكس يحدث ما يُسمى بنقص سكر الدم التفاعلي (بالإنجليزية: Reactive Hypoglycemia) بعد الإفطار عادة في غضون أربع ساعات من الوجبة حيث ينتج الجسم الكثير من الأنسولين استجابةً لتناول الطعام مما يؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم بشكل كبير، وعندما يتم إنتاج الكثير من الأنسولين يمكن إزالة الكثير من الجلوكوز من الدم مما يؤدي إلى نقص السكر في الدم والدوخة.

قد يعاني الشخص المصاب بمقدمات السكري أو المعرض لخطر الإصابة بمرض السكري من الدوار بعد تناول الطعام لأن جسمه لا ينتج الكمية المناسبة من الإنسولين مما يؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم مع ذلك يمكن للأشخاص غير المصابين بمرض السكري التعرض لنقص السكر في الدم أيضًا خاصة الذين خضعوا لجراحة في المعدة حيث يقومون بهضم الأطعمة بسرعة كبيرة مما يجعل من الصعب على الجسم امتصاص الجلوكوز، كما يمكن أن يؤدي النقص النادر في بعض إنزيمات الجهاز الهضمي إلى خفض نسبة السكر في الدم.^[1][2][3]  

انخفاض ضغط الدم بعد الإفطار

انخفاض ضغط الدم بعد الأكل يعد سببًا شائعًا للشعور بالدوخة والثقل بعد الإفطار مباشرة حيث يحول الجسم بعد الأكل تدفق الدم الزائد إلى الجهاز الهضمي لامتصاص العناصر الغذائية من وجبة الإفطار مما يجعل القلب يضخ بشكل أقوى وأسرع لتحويل الدم إلى المعدة والأمعاء بالتالي تنقبض الأوعية الدموية في أجزاء أخرى من الجسم للمساعدة في الحفاظ على ضغط الدم الطبيعي مستقرًا أثناء حدوث عملية الهضم.

لدى بعض الأشخاص لا يعوض القلب والأوعية الدموية ذلك مما يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في ضغط الدم بالتالي حدوث دوار بعد الأكل قد يتطور إلى الإغماء إذا لم يجلس الشخص أو يستلقي للمساعدة في استعادة تدفق الدم إلى المخ، وغالبًا ما يؤدي الانخفاض المفاجئ إلى الدوار، والإغماء، وألم في الصدر، وتشوش الرؤية، والغثيان.

الأشخاص الأكثر عرضة لانخفاض ضغط الدم بعد الإفطار

يوجد عدة حالات تزيد من حدوث انخفاض ضغط الدم بعد الإفطار وتشمل ما يلي:

• الأشخاص الذين يرثون الجينات التي تؤثر على قدرتهم على تعويض انخفاض ضغط الدم بشكل صحيح قد يصابون بالدوار بعد الأكل.
• تلف الأعصاب بسبب السكتة الدماغية أو الإصابة بأمراض الأعصاب، كما أن مرض السكري ومرض باركنسون هما السببان اللذان يتسببان في أمراض الأعصاب التي يمكن أن تسبب دوار ما بعد الأكل.
• التقدم في العمر يؤثر على قدرة الجسم على اكتشاف انخفاض ضغط الدم والاستجابة له.
• ارتفاع ضغط الدم المزمن يؤدي إلى تصلب الشرايين وإعاقة وظائف القلب بالتالي ضعف الاستجابة لانخفاض ضغط الدم.
• بعض الأدوية التي تحد من قدرة القلب والأوعية الدموية على الاستجابة لانخفاض ضغط الدم.

لتجنب الشعور بالدوخة والثقل بعد الأكل بسبب ضغط الدم يُنصح بشرب الماء قبل الأكل بحوالي 15 دقيقة حيث يؤدي إلى زيادة حجم الدم مؤقتًا بالتالي الحماية من انخفاض ضغط الدم.^[1][2][3]

أطعمة تؤدي للدوخة بعد الإفطار

قد تؤدي بعض الأطعمة إلى إصابة الأشخاص بحالات معينة مما يسبب الدوار بعد تناول الطعام، مثل عدم تحمل اللاكتوز، بالإضافة إلى الكافيين حيث تختلف استجابة الشخص للكافيين وقد يحدث الدوار بعد شرب الشاي أو القهوة على الإفطار، بجانب الأطعمة الغنية بالملح.

بعض الأطعمة من محفزات الصداع النصفي تؤدي إلى الدوخة والثقل بعد الإفطار وتشمل ما يلي:

• الأطعمة التي تحتوي على الغلوتامات أحادية الصوديوم (MSG).
• الشوكولاتة.
• منتجات الألبان.
• المخللات.
• المكسرات.
• مُحلي الأسبارتام.^[3]

أدوية السكري

عدم تناول ما يكفي من الكربوهيدرات بعد تناول الأنسولين أو أدوية السكري الأخرى قد يؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم والدوخة حيث يشعر الفرد الذي يتناول الأدوية قبل الإفطار مباشرة بالدوخة والثقل بعد الإفطار لذلك يجب على المرضى الذين يتناولون أدوية السكري بانتظام استشارة الطبيب قبل رمضان لتنظيم الجرعات.

الأدوية الأخرى

بالإضافة إلى أدوية السكري يوجد العديد من الأدوية الأخرى التي تسبب الدوخة ويتم تناول العديد من هذه الأدوية مع وجبات الطعام، ومنها ما يلي:

• مضادات الاكتئاب ومثبتات الحالة المزاجية.
• أدوية ضغط الدم.
• أدوية القلب.
• مدرات البول.
• المهدئات ومرخيات العضلات.
• أدوية الألم.
• المضادات الحيوية.

إذا كنت تتناول أي من الأدوية أثناء الإفطار يجب التحقق من ملصقات الأدوية واستشارة الطبيب أو الصيدلي حول الآثار الجانبية لتناول جرعات الدواء أثناء الإفطار في رمضان. ^[1][2]

الوقوف بسرعة كبيرة بعد الإفطار

يعاني الكثير من الأشخاص من الدوار عند الوقوف بعد الإفطار وعادة ما تكون الدوخة في شكل خفة الرأس، ودوار حيث يؤدي التغيير المفاجئ للوضع إلى انخفاض في تدفق الدم إلى الدماغ مما يتسبب في حدوث دوار بعد الإفطار.

عندما نجلس نقوم بضغط عضلات الساق والأرداف الرئيسية على الكرسي بحيث لا تحتوي العضلات والأوعية الدموية على الكثير من الدم حيث لا نستخدم عضلات الساق لذلك متطلبات الأكسجين والجلوكوز للعضلات منخفضة جدًا، ولا يتم إرسال الكثير من الدم إلى الساقين لكن عندما ننتهي من الإفطار ونقف يرتفع كل الضغط عن عضلات الساق والأرداف حتى تمتلئ العضلات والأوعية الدموية بالدم فجأة، ويحول الجسم المزيد من الدم إلى الساقين لدعم استخدامها.

عندما يتحول الدم إلى الساقين في الاتجاه المعاكس للدماغ يتم حرمان الدماغ مؤقتًا من إمدادات الدم الكافية، والأمر يزداد سوءاً لأن الدم يتحول أيضاً إلى الجهاز الهضمي مما يزيد من صعوبة تدفق الدم إلى الدماغ.

الشعور بالثقل والدوار عند الوقوف بعد الإفطار تكون قصيرة جداً حيث يتم تعويض القلب والأوعية الدموية لكنها قد تطول في الأشخاص الذين يعانون من ضعف في وظائف القلب والأوعية الدموية.^[2]

الارتجاع الحمضي

يسير الحمض من المعدة إلى الحلق والفم وقد يؤدي إلى بعض الأعراض بما في ذلك حرقة المعدة، وألم الصدر، والسعال لكن لدى بعض الأشخاص قد يصل الارتجاع الحمضي إلى أذنهم الداخلية عن طريق التوجه لأعلى قناتي استاكيوس والتي تمتد من الحلق إلى الأذن مما يسبب الدوار.

أطعمة تسبب ارتجاع الأحماض

بعض الأطعمة تسبب ارتجاع الأحماض أو تزيده سوءًا بعد تناولها بفترة قصيرة جدًا لذلك يُنصح بتجنبها في وجبات إفطار رمضان، وتشمل ما يلي:

• الأطعمة الحارة.
• المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
• صلصات الطماطم.^[2]

الوقاية من الدوخة والثقل بعد الإفطار

تتغير العادات الغذائية خلال شهر رمضان وقد تؤدي بعضها إلى الشعور بالدوخة والثقل بعد الإفطار مباشرة لكن هناك بعض النصائح التي تساعد في الوقاية منها أبرزها ما يلي:

• شرب الماء قبل وأثناء الإفطار.
• تجنب الكافيين مثل الشاي والقهوة في وجبة الإفطار.
• تجنب الوجبات الغنية بنسبة عالية من الأملاح مثل المخللات والأطعمة المحفوظة.
• الجلوس أو الاستلقاء لمدة 30 إلى 60 دقيقة بعد الأكل.
• تجنب تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات سهلة الهضم مثل الخبز الأبيض،والمكرونة، والمعجنات لأن الجسم يهضمها سريعاً مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم بعد الأكل.
• تناول وجبات أصغر لكن على فترات ما بين الإفطار والسحور، وعدم تناول وجبة واحدة دسمة على الإفطار.
• تجنب الإفطار على المشروبات الغازية والعصائر المحلاة. 
• إذا كنت تعاني من مرض السكري أو اضطرابات في ضغط الدم يجب استشارة الطبيب لتعديل جرعات الأدوية.
• اشرب الماء أو المشروبات الصحية الأخرى مثل عصير الليمون أو ماء جوز الهند وحافظ على رطوبتك عن طريق شرب الماء على فترات منتظمة.
• تجنب ممارسة التمارين الرياضية بعد الإفطار مباشرة.^[1][4]  

الشعور بالدوخة والثقل بعد الإفطار مباشرة يحدث لعدة أسباب في رمضان لكن يمكن تجنبه باتباع بعض النصائح مثل شرب الماء قبل الإفطار وتجنب العادات الغذائية الخاطئة، لكن إذا كان الدوار مصحوباً بأعراض أخرى مثل زيادة معدل ضربات القلب والتعرق وألم في الجسم يجب استشارة الطبيب.