الزهايمر والخرف: ما الفرق بينهما؟
ما هو الفرق بين الزهايمر والخرف؟
- تاريخ النشر: الجمعة، 17 سبتمبر 2021 آخر تحديث: السبت، 21 سبتمبر 2024
مرض الزهايمر والخرف ليسا نفس الشيء، فالحرف هو مصطلح عام يستخدمه الأطباء لوصف أي حالة صحية تؤدي إلى تأثيراتٍ على الذاكرة وقدرة الشخص على التواصل مع الآخرين وأداء مهامه وأنشطته العادية، في حين أن مرض الزهايمر هو شكل واحد من أشكال الخرف، وهو الشكل الأكثر شيوعا، يؤثر هذا المرض تدريجيًا على الذاكرة واللغة والتفكير.
معظم حالات الخرف ومرض الزهايمر تحدث مع التقدم في العمر، لكن يمكن أن يصاب به بها الأشخاص في فترة الشباب، ولا تعتبر هذه الحالات جزءا طبيعيا من الشيخوخة، بمعنى أنه ليس من الضروري أن يعاني الجميع من أعراض الخرف أو الزهايمر مع التقدم في العمر.
الأعراض المميزة للخرف والزهايمر متشابهة للغاية، لكن ينبغي التمييز بين الحالتين لأن ذلك مفيد في عملية إدارة المرض وعلاجه.
متلازمة الخرف
الخرف هي متلازمه وليست مرضا، تشمل هذه المتلازمة مجموعة من الأعراض التي تؤثر على القدرات العقلية للشخص مثل التفكير المنطقي والذاكرة.
مصطلح الخرف هو مصطلح عام يندرج تحته مرض الزهايمر الذي يعتبر النوع الأكثر شيوعا من أنواع الخرف.
قد يصاب الشخص الواحد بأكثر من نوع واحد من الخرف، تعرف هذه الحالة باسم الخرف المختلط.
مع تقدم حالة الخرف، يمكن أن يتأثر الشخص كثيرا بحيث يصبح غير قادرٍ على القيام بأي شيء بشكلٍ مستقل، يشكل ذلك سببًا رئيسيا من أسباب الإعاقة عند كبار السن، ويشكل عبئًا وجهدًا على الأسر التي ترعاهم ومقدمي الرعاية الصحية الذين يشرفون عليهم.
بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، هناك حوالي 47.5 مليون شخص حول العالم يعانون من الخرف.
أعراض الخرف
الأعراض المبكرة للخرف قد لا تكون واضحة لأنها خفيفة ولا تؤثر على حياة الشخص، غالبًا ما تبدأ هذه الأعراض بالنسيان حيث ينسى الشخص الأشياء ويعاني من مشكلة في إدراك الوقت، وقد يضيع في الأماكن التي اعتاد أن يكون فيها.
مع تقدم حالة الخرف، تصبح أعراض النسيان وضعف الإدراك أكثر وضوحا، ويصبح الشخص دائما غير قادرٍ على التذكر، ولا يهتم بنظافته الشخصية ولا يستطيع اتخاذ القرارات.
في المرحلة الأكثر تقدما، يصبح الشخص عاجزًا عن رعاية نفسه ولا يستطيع إدراك الوقت، كما أنه قد ينسى الأشخاص الذين يعرفهم والأماكن التي يعرفها، ويمكن أن يسبب ذلك شعورا بالاكتئاب أو يجعله عنيفا.
أسباب الخرف
يزداد احتمال إصابة الشخص بالخرف مع التقدم في العمر، يحدث ذلك نتيجة تلف خلايا معينة في الدماغ.
مرض الزهايمر يشكل 50 - 70 بالمئة من حالات الخرف في العالم.
من الأسباب قد تؤدي إلى الخرف مثل:
- الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
- السكتة الدماغية.
- أمراض الأوعية.
- الاكتئاب.
- تعاطي المخدرات.
مرض الزهايمر
كما قلنا أعلاه، الخرف مصطلح عام يصف كل الأعراض التي تؤثر على ذاكرة الشخص وإدراكه، في حين أن الزهايمر هو مرض يؤثر بشكلٍ تدريجي على الدماغ، ويؤدي هذا إلى ضعف في الذاكرة والإدراك، وحتى الآن السبب الدقيق لهذا المرض غير معروف ولا يتوفر له علاج.
بحسب بيانات المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة الأمريكية، يعاني أكثر من 5 ملايين شخص في الولايات المتحدة من مرض الزهايمر، وهو يمكن أن يصيب الشباب، لكن في معظم الحالات، تبدأ الأعراض بعد سن الستين من العمر.
تأثير مرض الزهايمر على الدماغ
في حالة مرض الزهايمر، يبدأ التلف في خلايا الدماغ قبل أن تظهر الأعراض، وبعد عدة سنوات، تترسب البروتينات في دماغ الشخص وتمنع الاتصال بين الخلايا وتجعلها تموت، وفي الحالات المتقدمة من المرض، يتأثر جزء كبير من الدماغ وتضعف قدراته كثيرًا.
من المستحيل تشخيص مرض الزهايمر بدقة إذا كان الشخص على قيد الحياة، ويمكن تأكيد هذا التشخيص بعد وفاة المريض من خلال فحص خلايا الدماغ تحت المجهر، وحتى في هذه الحالة، يمكن تشخيص 90 بالمئة من الحالات بدقة.
الفرق بين أعراض الخرف وأعراض الزهايمر
تتشابه أعراض الخرف ومرض الزهايمر كثيرا، لكن يمكن ملاحظة بعض الاختلافات، وفي كلتا الحالتين، يعاني الشخص من الأعراض التالية:
- ضعف في القدرة على التفكير.
- ضعف الذاكرة.
- ضعف في القدرة على التواصل.
تشمل أعراض مرض الزهايمر ما يلي:
- صعوبة في تذكر الأحداث الأخيرة.
- اللامبالاة.
- الاكتئاب.
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات.
- الارتباك.
- التغيرات السلوكية.
- صعوبة في التحدث أو البلع أو المشي (في المراحل المتقدمة من المرض).
بعض أنواع الخرف تظهر فيها أعراض الزهايمر المذكورة أعلاه.
الفرق بين علاج الخرف وعلاج الزهايمر
العديد من علاجات الخرف والزهايمر متشابهة نوعا ما، لكن تشخيص الحالة بشكلٍ صحيح وتحديد ما إذا كان الشخص يعاني من الزهايمر أم لا ضروري لتحديد نوع العلاج الأفضل.
علاج الزهايمر
لا يوجد علاج متاح لمرض الزهايمر، لكن هناك مجموعة من العلاجات التي تساعد على التعامل مع أعراض المرض وتحسين حياة المريض مثل:
- أدوية للسيطرة على التغيرات السلوكية مثل مضادات الذهان.
- أدوية لتقليل فقدان الذاكرة.
- مجموعة من العلاجات التي تهدف إلى المحافظة على صحة الدماغ وتعزيز عمله والمحافظة على الصحة العامة، مثل تناول زيت جوز الهند أو زيت السمك.
- أدوية للتعامل مع مشاكل النوم.
- أدوية لعلاج الاكتئاب.
علاج الخرف
معظم حالات الخرف لا يمكن علاجها نهائيًا وتقتصر العلاجات فيها على تحسين حياة الشخص وإدارة حالته، لكن هناك بعض الحالات التي يمكن علاجها وهي تشمل الخرف الناتج عن الأسباب التالية:
- تعاطي المخدرات.
- الأورام.
- اضطرابات الاستقلاب.
- نقص السكر في الدم.
يمكن للأشخاص المصابين بالخرف أو مرض الزهايمر أن يستفيدوا من الخدمات الداعمة التي تقدمها الحكومات أو المؤسسات الصحية والتي تشمل تأمين موظفي رعاية صحية أو مرافق خاصة للإقامة.
النظرة المستقبلية للمصابين بالخرف والمصابين بالزهايمر
بالنسبة للمصابين بالخرف، تعتمد التوقعات المستقبلية على السبب الذي أدى إلى الخرف، معظم الحالات تكون لا رجعة فيها ولا يمكن الشفاء منها وستستمر وسيؤدي إلى مزيدٍ من التدهور في المستقبل، لكن بعض الحالات، يمكن أن تعالج بالسيطرة على السبب كما هو الحال مع الخرف الناجم عن تعاطي المخدرات.
مرض الزهايمر لا يوجد علاج له، ويمر فيه المريض بثلاثة مراحل، يقدر متوسط عمر الشخص الذي يتم تشخيص إصابته بمرض الزهايمر حوالي 4 - 8 سنوات بعد التشخيص، لكن بعض المرضى تمكنوا من التعايش مع مرض الزهايمر لأكثر من 20 سنة.
يلعب العلاج المبكر دورا هاما في السيطرة على حالات الخرف والزهايمر وتمكن أن يؤخر ظهور الأعراض، لذلك، ننصحك بأن تتحدث مع طبيبك إذا كنت تشعر بأعراض النسيان لبدأ العلاج وإدارة الأعراض على الفور.
- "الخرف والزهايمر: ما الفرق؟" ، موقع هالث لاين