الحجامة في رمضان
- تاريخ النشر: الأحد، 08 مايو 2022
منذ القديم استخدم الناس العديد من الإجراءات التي من شأنها علاج الحالات المرضية، أو الوقاية منها، كما أنّ بعض هذه الإجراءات استمرت إلى يومنا هذا، عدا عن ذكرها في المراجع الدينية، حيث تعد الحجامة من أبرز هذه الإجراءات، فما هي الحجامة؟ وهل يمكن فعلها خلال شهر رمضان؟ وما هي فوائدها؟ وكيف يتم إجراؤها؟
الحجامة
الحجامة (بالإنجليزية: Cupping) التي كان وما زال الكثير من الأشخاص يستخدمونها منذ آلاف السنين، للحصول على فوائدها الكثيرة. في هذا المقال سنتحدث عن الحجامة في رمضان.[1]
تعد الحجامة نوعاً من أنواع العلاجات المستخدمة في الطب الصيني التقليدي، والخيارات العلاجية المستخدمة في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى ذلك يمكن استخدام الحجامة لجميع الأشخاص بغض النظر عن أعمارهم وأجناسهم.[1]
علاوة على ذلك فإنّه يوجد العديد من الفوائد للحجامة لكن في الحقيقة من ناحية طبية لم يتمكن الأطباء من توضيح الآلية التي تفيد فيها الحجامة جسم الإنسان، كما أنّه يمكن ممارسة الحجامة في كثير من الأوقات بما فيها خلال شهر رمضان. [1]
الحجامة في رمضان
يتعمد الكثير من الأشخاص إجراء الحجامة خلال شهر رمضان المبارك، كما قد يتساءل البعض هل يعزز الصيام فوائد الحجامة، فمن ناحية طبية بالفعل يكون تأثير الحجامة خلال شهر رمضان أفضل مقارنةً بالأشهر الأخرى، ذلك لأنّها يمكن أن تزيل السموم بكميات أكبر عندما يكون الشخص صائماً.
كما يفيد ذلك كون المعدة فارغة بعد وجبة السحور أي لا يتم تناول الطعام حتى وقت الفطور، هذا ما يسهل الدورة الدموية في الجسم، ويزيل السموم المتراكمة من خلايا الدم المميتة.
كما أنّه عند عمل الحجامة في الأوقات التي لا يكون فيها الشخص صائماً فإنّه يستهلك مجموعة كبيرة من الطعام، هذا يشكل ضغطاً إضافياً على أجهزة الإنسان الداخلية، مما يجعل إزالة السموم من جسم الإنسان صعباً. [2]
أفضل وقت للحجامة في رمضان
يشير العديد من الخبراء إلى أنّ أفضل وقت لأداء الحجامة خلال وقت رمضان في ساعات الصباح الأولى، بالتحديد ما بين الساعة 7-11 صباحاً، كما لا ينصح الخبراء بعمل الحجامة في أوقات الظهيرة فقد يصاب الشخص بالإغماء، ذلك لأنّ مستويات السكر تكون قد انخفضت بعد فترة الظهيرة، بالإضافة إلى أنّ كمية الدم المفقودة قد تؤدي إلى ضعف وإرهاق الشخص.
مع ذلك فإنّ الكثير من الأشخاص يلجأون إلى فعل الحجامة بالتحديد في أوقات الظهيرة، ذلك بالاعتماد على رأي بعض علماء الطب كإبن سينا الذي يشير إلى أنّ أفضل وقت لأداء الحجامة هو في الساعة الثالثة عصراً، ذلك لأنّ درجة حرارة الجو في هذا الوقت تسهّل تمدد الأوعية الدموية كما أنها تسمح بإزالة الدم السام بشكل أفضل مقارنةً بالفترات الصباحية.
ولمنع الإصابة بحالة الإغماء يوصى بتقليل عدد الإبر في كل نقطة حجامة لما يتراوح بين 10-15 إبرة، على الرغم من أنّ المعتاد أن يكون عدد الإبر 30 إبرة. [2]
طرق الحجامة
من الجدير بالذكر أنّ الحجامة من الإجراءات التي يمكن فعلها في المنزل، أو عند طبيب مختص، أو أخصائي علاج طبيعي، كما يوجد عدة طرق لأداء الحجامة، حيث تتضمن طرق الحجامة ما يلي: [1]
الحجامة الرطبة
يتم إجراء الحجامة الرطبة من خلال استخدام الأخصائي إبرة لثقب الجلد بحذر وعناية، ذلك قبل إجراء الحجامة، بالإضافة إلى أنّ الأخصائي قد يقوم بثقب جلد المنطقة التي سيتم إجراء الحجامة فيها بعد الحجامة، إذ إنّ السموم قد تخرج من الجسم من خلال جروح الوخز أثناء إجراء الحجامة.
الحجامة الجافة
في هذا النوع من الحجامة يقوم الأخصائي بتسخين الجزء الداخلي من كل كوب يريد استخدامه، كما أنّه في العادة ما يتم ذلك باستخدام كرة قطنية يتم تبليلها بالكحول، ذلك ليتم إشعالها وتسخين الكوب، إذ إنّ هذه الحرارة تعمل على إخراج الأوكسجين من الكوب، بالتالي يشكل فراغ فيه.
كما يمكن أن يلجأ المختص إلى استخدام جهاز شفط لإزالة الهواء من الكوب، بعد ذلك يتم وضع الأكواب على منطقة الجلد التي سيتم إجراء الحجامة فيها، حيث تسحب قوة الفراغ الجلد باتجاه الأعلى في الكوب.
فوائد الحجامة
يكاد لا يوجد شخص لم يمر على سمعه إجراء الحجامة لعلاج بعض الحالات المرضية، فهل بالفعل للحجامة كل هذه الفوائد، والحقيقة من ناحية طبية نعم، إذ إنّ عمل الحجامة يعود على الجسم بالعديد من الفوائد التي تتضمن الآتي: [2]
إزالة السموم
تحدث مجموعة كبيرة من الحالات المرضية نتيجة تراكم السموم، والشوائب الحمضية، كما أنّ مناعة الجسم تقل، بحيث يصبح الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالأمراض عندما يكون الدم ملوثاً بالمواد السامة التي ينبغي أن تخرج من الجسم، إذ إنّ الحجامة تفيد في إزالة السموم غير المرغوب فيها من الدم، هذا يحسن أداء أجهزة الجسم بشكل كبير كون الدم المتدفق يكون خالياً من المواد السامة.
تحسين الدورة الدموية
يمكن أن يؤدي حدوث خلل في دوران الدم في جسم الإنسان إلى إصابته بالعديد من الحالات المرضية، بالإضافة إلى السوائل بما فيها الهرمونات، والسوائل اللمفاوية، حيث تفيد الحجامة في سحب الدم الفاسد، وتعزيز دور الدورة الدموية والبلازما، إذ إنه عندما يصل الدم إلى جميع أنحاء الجسم وخلاياه بشكل طبيعي فإنّه يتم أداء الوظائف بطريقة صحيحة.
تعزيز دور الجهاز المناعي
تكمن أهمية الجهاز المناعي في جسم الإنسان كونه خط الدفاع الأول ضد العوامل الممرضة، حيث تفيد الحجامة في تقوية الجهاز المناعي، ذلك لأنه عندما يتم عمل شقوق صغيرة على الجلد تتنشط الخلايا الدفاعية لعلاج مكان الإصابة بالكدمات، هذا يرفع الجاهزية لدى الجسم لمحاربة الأمراض والوقاية منها.
تخفيف الألم
قد يصاب الكثير من الأشخاص بآلام مختلفة بشكل خاص في العضلات والأوتار، بالتحديد النساء خلال فترتي الحمل، والدورة الشهرية، حيث تفيد الحجامة في تقليل الألم ،وتيبس العضلات والأوتار، حيث تزيل الحجامة الدم المحتقن في المنطقة المصابة بالألم، هذا يسمح بتدفق الدم الذي يكون محمولاً بالمواد المغذية والأوكسجين للمنطقة التي أصابها الألم، بالتالي التقليل من حدة الألم بشكل كبير.
فوائد أخرى للحجامة
تتضمن فوائد الحجامة الأخرى ما يلي: [3]
- تحسين عملية التمثيل الغذائي.
- تقليل مستويات الكولسترول الضار.
- تعزيز المناعة الخلوية.
- تحسين صحة البشرة.
- زيادة مستوى المواد المقوية للمناعة.
- تقليل احتمالية إصابة الجسم بالالتهابات، خاصةً تخفيف التهاب الأوعية الدموية.
- خفض مستوى حمض البوليك.
- تعزيز وظيفة الهيموجلوبين.
- زيادة تدفق الدم.
- تعزيز وظيفة الجهاز اللمفاوي.
الآثار الجانبية للحجامة
يعتقد الكثير من الأشخاص بأنّ الحجامة آمنة لجميع الأشخاص كونها لا تسبب أي مضاعفات، لكن الحقيقة عكس ذلك، إذ إنه على الرغم من أنّ الحجامة من الإجراءات البسيطة التي يمكن إجراؤها في المنزل، إلا أنها قد تسبب بعض الآثار الجانبية التي تتضمن الآتي: [4]
- تندب الجلد.
- حرق في المنطقة التي تم عمل الحجامة فيها.
- الإصابة بالعدوى التي يمكن أن تحدث عندما لا يتم تعقيم الأدوات المستخدمة في الحجامة.
- قد تؤدي الحجامة إلى تلون الجلد بشكل دائم.
- الإصابة بالأرق.
- حدوث صداع في الرأس.
- الغثيان.
- قد يصاب الشخص في بعض الحالات بفقدان الوعي والإغماء.
- الدوخة.
- التعب وانخفاض طاقة الجسم.
- نزيف داخلي، بالتحديد عند فعل الحجامة الرطبة، أو الإصابة بفقر الدم الذي يحدث نتيجة نزول كميات كبيرة من الدم، ذلك عند فعل الحجامة لمرات عديدة.
لا يلغي شيوع أي إجراء يخص الحالات المرضية من عدم الإصابة بآثاره الجانبية، بشكل خاص أنّ الحجامة قد يتم إجراؤها في المنزل، أو عند أخصائي قد لا يتمكن من تشخيص الحالات المرضية، لذا من الأفضل استشارة الطبيب عند ظهور أي عرض غير طبيعي لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة.
- أ ب "مقال الحجامة" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org
- أ ب ت "مقال الحجامة أثناء الصيام" ، المنشور على موقع astroawani.com
- ↑ "مقال ما هو العلاج بالحجامة؟" ، المنشور على موقع healthline.com
- ↑ "مقال ماذا تعرف عن العلاج بالحجامة" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com